قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (733) - ربع يس (145) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان ونحن في هذه الحلقة - 00:00:03ضَ
نستوفي ما كتبه الشيخ عطية محمد سالم في تفسير سورة الجمعة قال اثابه الله قوله تعالى واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما في عود الضمير على التجارة وحدها - 00:00:25ضَ
مغايرة لذكر الله و معها قال الزمخشري حذف احدهما لدلالة المذكور عليه وذكر قراءة اخرى انفضوا اليه يعود فيها الضمير الى اللهو وهذا توجيه قد يسوغ لغة كما في قول نابغة ذبيان - 00:00:49ضَ
وقد اراني ونعما لاهيين بها والدهر والعيش لم يهمم بامرار فذكر الدهر والعيش واعاد عليهما ظميرا منفردا اكتفاء باحدهما عن الاخر للعلم به وهذا كما قال ابن مالك وحذف ما يعلم جائز البيت - 00:01:17ضَ
قال صاحب التتمة وقد ذكر الشيخ رحمة الله عليه لهذا نظائر في غير عود الضمير لقوله تعالى وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم والتي تقي الحر تقي البرد - 00:01:46ضَ
فاكتفى بذكر احدهما لدلالته على الاخر ولكن المقام هنا خلاف ذلك وقد قال الشيخ عن هذه الاية في دفع ايهام الاضطراب لا يخفى ان اصل مرجع الظمير هو الاحد الدائر بين التجارة واللهو - 00:02:05ضَ
بدلالة لفظة او على ذلك ولكن الضمير رجع الى التجارة وحدها دون اللهو وبينه وبين مفسره بعض منافاة في الجملة والجواب ان التجارة اهم من اللهو واقوى سببا في الانفظاظ عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:30ضَ
لانه انفضوا من اجل العير واللهو كان من اجل قدومها مع ان اللغة يجوز فيها رجوع الظمير لاحد المذكورين قبله اما في العطف باو فواضح كقول الله تعالى ومن يكسب خطيئة او اثما - 00:02:58ضَ
ثم يرمي به بريئا. الاية واما الواو فهو فيها كثير لقول الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الاية وقوله تعالى والله ورسوله احق ان يرضوه وقوله جل وعلا والذين يكنزون الذهب والفضة - 00:03:20ضَ
ولا ينفقونها في سبيل الله انتهى اي ان هذه الامثلة كلها يذكر فيها امران ويعود الضمير على واحد منهما وبناء على جواب الشيخ رحمه الله يمكن القول بان عود الضمير على احد المذكورين - 00:03:50ضَ
اما لتساويهما واما لمعنى زائد فيما عاد عليه الضمير منهما ومن المتساويين قول الله تعالى ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرمي به بريئا لتساويهما في النهي والعصيان ومما له معنى زائد - 00:04:16ضَ
قول الله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة وانها اي الصلاة. لانها اخص من عموم الصبر ووجود الاخص يقتضي وجود الاعم دون العكس ولان الصلاة وسيلة للصبر كما في الحديث - 00:04:41ضَ
كان صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر فزع الى الصلاة وكذلك قوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها اي الفضة لان كنز الفضة اوفر وكانزوها اكثر سورة الكنز حاصلة فيها بصفة اوسع - 00:05:04ضَ
ولدى كثير من الناس وكان توجيه الخطاب اليهم اولى ومن ناحية اخرى لما كانت الفضة من الناحية النقدية اقل قيمة والذهب اعظم كان في عود الضمير عليها تنبيه بالادنى على الاعلى - 00:05:31ضَ
وكأنه اشمل واعم واشد تخويفا لمن يكنزون الذهب اما الاية هنا فان التوجيه الذي وجهه الشيخ رحمه الله تعالى لعود الضمير على التجارة في السياق ما يدل عليه وذلك في قول الله تعالى بعده - 00:05:55ضَ
قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة فذكر السببين المتقدمين لانفضاضهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عقبه بقوله تعالى بالتذليل المشعر بان التجارة هي الاصل - 00:06:19ضَ
لقوله والله خير الرازقين والرزق ثمرة التجارة وكان هذا بيانا قرآنيا لعود الضمير هنا على التجارة دون اللهو والعلم عند الله تعالى قال اثابه الله تنبيه قال ابو حيان عن ابن عطية رحمهما الله - 00:06:38ضَ
تأمل ان قدمت التجارة على اللهو في الرؤية لانها اهم واخرت مع التفضيل لتقع النفس اولا على الابين انتهى يريد بقوله في الرؤيا قول الله تعالى واذا رأوا تجارة او لهوا - 00:07:03ضَ
وبقوله مع التفضيل قول الله تعالى قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة اي لان اللهو ابين في الظهور والذي يظهر والعلم عند الله تعالى انه عند التفضيل ذكر اللهو للواقع فقط - 00:07:24ضَ
لان اللهو لا خير فيه مطلقا فليس محلا للمفاضلة واخر ذكرى التجارة لتكون اقرب لذكر الرزق لارتباطهما معا فلو قدمت التجارة هنا ايضا فكان ذكر اللهو فاصلا بينها وبين قول الله تعالى والله خير الرازقين - 00:07:44ضَ
وهو لا يتناسب مع حقيقة المفاضلة والله تعالى اعلم بهذا ايها المستمعون الكرام ينتهي ما كتبه المؤلف في تفسير سورة الجمعة وستكون لقاءاتنا القادمة في تفسير سورة المنافقون ان شاء الله تعالى - 00:08:08ضَ
حتى نلقاكم نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:29ضَ