Baheth

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم اثابه الله - 00:00:03ضَ

ونحن في هذه الحلقة نمضي مع المؤلف في حديثه حول قول الله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين قال اثابه الله تنبيه ظهرت هذه المخترعات الحديثة ونادى اصحاب النظريات الجديدة - 00:00:26ضَ

بنداءاتهم والناس ينقسمون الى قسمين قسم يبادر بالانكار واخر يسرع الى التصديق وقد يستدل كل من الفريقين بنصوص من القرآن او السنة ولعل من الاولى ان يقال ان النظريات الحديثة قسمان - 00:00:50ضَ

نظرية تتعارض مع صريح القرآن. فهذه مردودة بلا نزاع كنظرية ثبوت الشمس مع قول الله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ونظرية لا تتعارض مع نص القرآن ولم ينص عليها وليس عندنا من وسائل العلم - 00:01:15ضَ

ما يؤيدها ولا ما يرفضها فالاولى ان يكون موقفنا موقف التثبت وان لا نبادر بحكم قاطع ايجابا او نفيا وذلك اخذا من قضية الهدهد وسبأ مع نبي الله سليمان عليه السلام - 00:01:40ضَ

لما جاء يخبره وكان عليه السلام لم يعلم عنهم شيئا فلم يكذب الخبر بكونه من الهدهد ولم يصدقه لانه لم يعلم عنهم سابقا مع انه وصف حالهم وصفا دقيقا وكان موقفه عليه السلام - 00:02:02ضَ

موقف التثبت مع ما لديه من الامكانات للكشف والتحقيق من الريح والطير والجن فقال للمخبر وهو الهدهد سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين ونحن في هذه الاونة لسنا اشد امكانات من نبي الله سليمان عليه السلام انذاك - 00:02:28ضَ

وليس المخبرون عن مثل هذه النظريات اقل من الهدهد فليكن موقفنا على الاقل موقف من سينظر ايصدق الخبر ام يظهر كذبه؟ والغرض من هذا التنبيه هو ان لا نحمل لفظ القرآن - 00:02:57ضَ

فيما ليس هو صريحا فيه ما لا يحتمله ثم يظهر كذب النظرية او صدقها ونجعل القرآن في معرض المقارنة مع النظريات الحديثة والقرآن فوق ذلك كله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - 00:03:17ضَ

تنزيل من حكيم حميد قوله تعالى ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير المنصوص هنا ارجاع البصر كرتين ولكن حقيقة النظر اربع مرات الاولى في قوله ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت - 00:03:41ضَ

والثانية في قوله فارجع البصر هل ترى من فطور والثالثة والرابعة في قوله ثم ارجع البصر كرتين وليس بعد معاودة النظر اربع مرات من تأكيد والحسير العي الكليل العاجز المنقطع دون غاية - 00:04:13ضَ

كما في قول الشاعر من مد طرفا الى ما فوق غايته ارتد خسئان منه الطرف قد حسرا قال القرطبي يقال قد حسر بصره يحسر حصورا اي كلا وانقطع نظره من طول مدى - 00:04:43ضَ

وما اشبه ذلك فهو حسير ومحسور ايضا قال نظرت اليها بالمحصب من منى فعاد الي الطرف وهو حسير قوله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا الدنيا تأنيث الادنى هاي السماء الموالية للارض - 00:05:08ضَ

ومفهومه ان بقية السماوات ليست فيها مصابيح التي هي النجوم والكواكب كما قال بزينة الكواكب ويدل لهذا المفهوم ما جاء عن قتادة ان الله جعل النجوم لثلاثة امور امران هنا وهما زينة السماء الدنيا - 00:05:37ضَ

ورجوم الشياطين والثالثة علامات واهتداء في البر والبحر وهذه الامور الثلاثة تتعلق بالسماء الدنيا لان الشياطين لا تنفذ الى السماوات الاخرى اذ هي اجرام محفوظة كما في حديث الاسراء لها ابواب - 00:06:04ضَ

وتطرق ولا يدخل منها الا باذن وكقوله ان الذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء وكذلك ليس هناك ما يحتاج الى اهتداء بها في السير اليه لان الملائكة - 00:06:28ضَ

كل في وضعه الذي اوجده الله عليه ولان الزينة لن ترى لوجود جرم السماء الدنيا فثبت ان النجوم خاصة بالسماء الدنيا وقد اشار تعالى الى ذلك في قوله انا زينا السماء الدنيا - 00:06:53ضَ

بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد ومفهوم الدنيا عدم وجودها فيما بعدها ولا وجود للشياطين في غير السماء الدنيا وقوله تعالى وجعلناها رجوما للشياطين هي الشهب من النار والشهب - 00:07:17ضَ

كما في قوله او اتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون والرجوم والشهب هي التي ترمى بها الشياطين عند استراق السمع كما في قوله جل وعلا فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا - 00:07:46ضَ

وقوله الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وهنا سؤال وهو اذا كان الجن من نار كما في قوله جل وعلا وخلق الجان من مارج من نار فكيف تحرقه النار - 00:08:09ضَ

وقد اجاب عنه الفخر الرازي بقوله ان النار يكون بعضها اقوى من بعض الاقوى يؤثر على الاضعف ومما يشهد لما ذهب اليه قوله تعالى بعده واعتدنا لهم عذاب السعير والسعير هو اشد النار - 00:08:30ضَ

ومعلوم ان النار طبقات. بعضها اشد من بعض وهذا امر ملموس قد تكون الالة مصنوعة من حديد وتسلط عليها الة من حديد ايضا هي اقوى منها فتكسرها كما قيل لا يفل الحديد الا الحديد - 00:08:57ضَ

فلا يمنع كون اصله من نار الا يتعذب بالنار كما ان اصل الانسان من طين من حمأ مسنون ومن صلصال كالفخار وبعد خلقه فانه لا يحتمل التعذيب بالصلصال ولا بالفخار - 00:09:21ضَ

وقد يقضى عليه بضربة بقطعة من فخار والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما قد مضى ولنا ان شاء الله لقاء اخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:43ضَ