قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (744) - ربع يس (156) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه قوله تعالى اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ذكر ابو حيان في قراءة اامنتم عدة قراءات من تحقيق الهمزتين ومن تسهيل الثانية - 00:00:26ضَ
ومن ادخال الف بينهما وغير ذلك والخسف هو ذهابها سفلا كما خسف بقارون والمور الحركة المضطربة او الحركة بسرعة وقد ثبتها الله تعالى بالجبال اوتادا كما قال والجبال ارساها متاعا لكم - 00:00:52ضَ
الاية ومن في السماء قال ابن جرير هو الله تعالى انتهى وعزاه القرطبي الى ابن عباس ويشهد لما قاله ما جاء بعده من خسف الارض وارسال الحاصب فانه لا يقدر عليه الا الله - 00:01:22ضَ
كما انه ظاهر النصوص وبهذا يرد على الكسائي فيما ذهب اليه ومن تبعه عليه كابي حيان اذ قالوا انه على تقدير محذوف من قبيل المجاز ومجازه عندهم ان ملكوته في السماء. اي على حذف مضاف - 00:01:45ضَ
وملكوته في كل شيء ولكن خص السماء بالذكر لانها مسكن ملائكته وذم عزته وكرسيه واللوح المحفوظ ومنها تتنزل قضاياه وكتبه واوامره ونواهيه الى غير ذلك وقيل هو جبريل لانه الموكل بالخسف - 00:02:07ضَ
وقيل انه مجاراة لهم في معتقدهم بان الله في السماء وهذه الاقوال مبناها على نفي صفة العلو لله تعالى وفرارا من التشبيه في نظرهم ولكن ما عليه السلف خلاف ما ذهبوا اليه - 00:02:34ضَ
ومعتقد السلف هو طبق ما قاله ابن جرير لحديث الجارية اين الله قالت في السماء قال اعتقها فانها مؤمنة ولعدة ايات في هذا المعنى وقد بحث الشيخ رحمه الله هذا المبحث باوسع واوضح ما يمكن - 00:02:55ضَ
مما لا يدع لبسا ولا يترك شبهة قال المؤلف اثابه الله ولا يستغني عنه مسلم عالما كان او متعلما العالم يأخذ منه منهج التعليم السليم واسلوب البيان الحكيم والمتعلم يأخذ منه ما يجب عليه من معتقد قويم واضح جلي سليم - 00:03:18ضَ
وقد يقال ان معنى فيه هو الظرفية ونجعل السماء ظرفا لله تعالى وهذا يقتضي التشبيه بالمتحيز فيقال انه سبحانه منزه عن الظرفية بالمعنى المعروف والمنصوص في حق المخلوق وقد دلت النصوص من السنة على نفي ذلك عنه جل وعلا - 00:03:46ضَ
واستحالته عقلا عليه سبحانه في حديث ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة او دراهم في ترس وما الكرسي في العرش الا كحلقة في فلاة وما العرش في كف الرحمن - 00:04:15ضَ
الا كحبة خردل في كف احدكم فانتفت ظرفية السماء له سبحانه وتعالى علوا كبيرا على المعروف لنا ولانه سبحانه مستو على عرشه وفيما قدمه الشيخ رحمه الله في هذا المبحث شفاء وغناء - 00:04:37ضَ
ولله الحمد والمنة قال القرطبي ان قوله في السماء بمعنى فوق السماء كقوله فسيحوا في الارض اي فوقها لا بالمماسة والتحيز وقيل في بمعنى على كقوله ولاصلبنكم في جذوع النخل - 00:05:02ضَ
اي عليها الى ان قال والاخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة مشيرة الى العلو لا يدفعها الا ملحد او جاهل او معاند والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت - 00:05:24ضَ
ووصفه بالعلو سبحانه وتعالى علوا كبيرا انتهى وهذا الذي ذكره هو عين مذهب السلف وقد ذكر كلاما اخره فيه التأويل وفيه التنزيه قوله تعالى او لم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن - 00:05:48ضَ
ما يمسكهن الا الرحمن انه بكل شيء بصير الطير صافات اي مادات اجنحتها ويقبضن اي يضممنها الى اجسامهن قال ابو حيان عطف بالفعل ويقبضن على الاسم صافات ولم يعطف باسم قابضات - 00:06:16ضَ
لان الاصل في الطيران هو بسط الجناح والقبض طارئ وهذا الذي قاله ابو حيان جار على القاعدة عندهم من ان الاسم للدوام والثبوت والفعل للتجدد والحدوث الحركة الدائمة في الطيران هي صف الجناح - 00:06:45ضَ
والجديد عليه الحادث هو القبض وقوله تعالى ما يمسكهن الا الرحمن دليل على قدرته تعالى واية لخلقه كما في قوله او لم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الله - 00:07:09ضَ
ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون وهي اية على القدرة وقد جاء في ايات اخرى انه تعالى هو الذي يمسك السماوات والارض بقدرته جل وعلا كما في قوله تعالى ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا - 00:07:34ضَ
ولان زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا فهو سبحانه وتعالى ممسكهما بقدرته عن ان تزولا ولو قدر فرضا زوالهما فانه لا يقدر على امساكهما الا هو - 00:08:00ضَ
وكما في قوله المتر ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه قال المؤلف اثابه الله تنبيه ولعل مما يستدعي الانتباه - 00:08:28ضَ
توجيه النظر الى الطير في الهواء صافات ويقبض ما يمسكهن الا الرحمن بعد التخويف بخسف الارض بان الارض معلقة في الهواء كتعلق الطير المشاهد اليكم ما يمسكها الا الله وايقاع الخسف بها كاسقاط الطير من الهواء - 00:08:48ضَ
لان الجميع ما يمسكه الا الله تعالى وهو القادر على الخسف بها وعلى اسقاط الطير ايها المستمعون الكرام قد بقيت لنا حلقة واحدة مما كتبه المؤلف في تفسير سورة الملك - 00:09:15ضَ
ندعها للقائنا القادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:36ضَ