Baheth

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

قال المؤلف اثابه الله قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم تقدم ان هذه الاية بمثابة الرد على ادعاء المشركين اولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميه بالجنون لان اخلاق المجانين مذمومة - 00:00:28ضَ

من لا اخلاق لهم وهنا اقصى مراتب العلو في الخلق وقد اكد هذا السياق بعوامل المؤكدات باندراجه في جواب القسم في اول السورة وبان واللام في لعلا وجاء بعلى الدالة على الاستعلاء والتمكن - 00:00:51ضَ

بدلا من ذي فلم يقل مثلا ذو خلق عظيم لبيان قوة التمكن والاستعلاء وانه صلى الله عليه وسلم فوق كل خلق عظيم متمكن منه مستعل عليه وقد اجمل الخلق العظيم هنا - 00:01:18ضَ

وهو من اعم ما امتدح الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه وقد ارشدت عائشة رضي الله عنها الى ما يبين هذا الاجمال حينما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم الذي امتدح به - 00:01:45ضَ

فقالت كان خلقه القرآن والله تعالى اعلم انه صلى الله عليه وسلم يأتمر بامره وينتهي بنواهيه كما في قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وكما في قوله تعالى ان هذا القرآن - 00:02:07ضَ

يهدي للتي هي اقوم الاية وكما روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به فكان هو صلى الله عليه وسلم - 00:02:36ضَ

ممتثلا لتعاليم القرآن في سيرته كلها وقد امرنا بالتأسي به صلوات الله وسلامه عليه وكان من اهم ما يجب على الامة معرفة تفصيل هذا الاجمال ليتم التأسي المطلوب وقد اخذت قضية الاخلاق عامة واخلاقه صلى الله عليه وسلم خاصة - 00:02:59ضَ

اخذت محل الصدارة من مباحث الباحثين وتقرير المرشدين فهي بالنسبة للعموم اساس قوام الامم وعامل الحفاظ على بقائها وانما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا وقد اجمل صلى الله عليه وسلم البعثة كلها - 00:03:32ضَ

في اتمام مكارم الاخلاق في قوله عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وقد علي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوا رضوان الله تعالى عليهم بقضية اخلاقه بعد نزول هذه الاية - 00:04:00ضَ

فسألوا عائشة رضي الله عنها في ذلك وقالت كان خلقه القرآن وعني بها العلماء بالتأليف كالشمائل للترمذي رحمه الله اما اقوال المفسرين في الخلق العظيم المعني هنا فهي على قولين - 00:04:24ضَ

لا تعارض بينهما منها انه الدين قاله ابن عباس ومجاهد والسدي وغيرهم والاخر قول عائشة كان خلقه القرآن والقرآن والدين مرتبطان ولكن لم يزل الاجمال موجودا واذا رجعنا الى بعض الايات في القرآن نجد بعض البيان لما كان نبينا صلى الله عليه وسلم عليه من عظيم الخلق - 00:04:46ضَ

وذلك مثل قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وقوله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وقوله فبما رحمة من الله - 00:05:23ضَ

لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم الاية وقوله ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ومثل ذلك من الايات التي فيها التوجيه - 00:05:46ضَ

او الوصف بما هو اعظم الاخلاق واذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم هو القرآن فالقرآن يهدي للتي هي اقوم والمتأمل للقرآن في هديه يجد مبدأ الاخلاق في كل تشريع فيه - 00:06:09ضَ

حتى العبادات ففي الصلاة خشوع وخضوع وسكينة ووقار فاتوها وعليكم السكينة والوقار وفي الزكاة مروءة وكرم. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وكذا قوله انما نطعمكم لوجه الله - 00:06:29ضَ

لا نريد منكم جزاء ولا شكورا وفي الصيام من لم يدع قول الزور والعمل به. فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه وقوله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة - 00:06:54ضَ

وفي الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وفي الاجتماعيات خوطب صلى الله عليه وسلم باعلى درجات الاخلاق حتى ولو لم يكن داخلا تحت ذلك الخطاب لانه ليس خارجا عن نطاق الطلب - 00:07:13ضَ

وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه ثم يأتي بعدها وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة - 00:07:35ضَ

وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا مع ان والديه صلى الله عليه وسلم لم يكن احدهما موجودا عند نزولها الى غير ذلك من التعاليم العامة والخاصة التي اشتمل عليها القرآن - 00:08:02ضَ

وقد عني صلوات الله وسلامه عليه بالاخلاق حتى كان يوصي بها المبعوثين في كل مكان كما اوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها - 00:08:23ضَ

وخالق الناس بخلق حسن وقال صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي ان الحياء وهو من اخص الاخلاق سياج من الرذائل - 00:08:44ضَ

وهذا مما يؤكد ان الخلق الحسن يحمل على الفضائل ويمنع من الرذائل كما قيل في ذلك ان الكريم اذا تمكن من اذى جاءته اخلاق الكرام فاقلع وترى اللئيم اذا تمكن من اذى - 00:09:05ضَ

يبغى فلا يبقي لصلح موضعا وقد اشار القرآن الى هذا الجانب في قول الله تعالى الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ايها المستمعون الكرام - 00:09:26ضَ

كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء على ان للحديث بقية ناتي عليها في لقاءنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:50ضَ