قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (747) - ربع يس (159) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه - 00:00:03ضَ
ونحن في هذه الحلقة نستكمل ما وضعه المؤلف في تفسير سورة القلم قال اثابه الله قوله تعالى فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهنوا فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم - 00:00:29ضَ
مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم من كان ذا مال وبنين اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين على الخرطوم اذا كان في مجيء الاية قبل هذه وانك لعلى خلق عظيم - 00:00:50ضَ
رد على دعواهم الكاذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون ففي هذه الاية تنزيهه صلى الله عليه وسلم مما اشتملت عليه من رذائل ونقائص وفيها افتضاح لهم وبيان الفرق والبون الشاسع بينه وبينهم - 00:01:15ضَ
وفي الوقت الذي وصفه بانه على خلق عظيم وصفهم بعكس ذلك. من كذب ومداهنة وكثرة حلف ومهانة وهمز ومشي بنميمة ومنع للخير وتجبر واعتداء وظلم وانقطاع زنيم. عشر خصال ذميمة - 00:01:41ضَ
ونتيجتها الوسم بالخزي على الانوف صغارا لهم وقد جاءت ايات القرآن تبين مساوئ تلك الصفات وتحذر منها ولا يسعنا ايرادها كلها وتكفي الاشارة الى بعضها تنبيها على بقيتها. في قوله تعالى - 00:02:05ضَ
يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم الى قوله تعالى ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم - 00:02:25ضَ
وقوله تعالى ودوا لو تدهنوا فيدهنون. ذكر القرطبي لمعاني المداهنة فوق عشرة اقوى ارجحها الملاينة وقد ذكر هنا ودهم وتمنيهم المداهنة ولم يذكر هل داهنهم صلى الله عليه وسلم ام لا؟ وهل يريدون بذلك مصلحة ام لا - 00:02:45ضَ
ولكن جاء بيان ذلك مفصلا في موضع اخر بانهم ارادوا التدرج من المداهنة. وملاينته صلى الله عليه وسلم معهم الى ما بعدها من تعطيل الدعوة وقد رجح ابن جرير ذلك - 00:03:10ضَ
بقوله ود هؤلاء المشركون يا محمد صلى الله عليه وسلم لو تلين لهم في دينك باجابتك اياهم الى الركون الى الهتهم فيلينون لك في عبادة الهك كما قال جل ثناؤه - 00:03:29ضَ
ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. انتهى ويشهد لما قاله ابن جرير ما جاء في سبب نزول سورة الكافرون اذ انزل الله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون. ولا انتم عابدون ما اعبد - 00:03:48ضَ
الى اخر السورة ومما هو صريح في قصدهم بالمداهنة والدافع اليها والجواب عليهم ما قد جاء موضحا في قوله تعالى ود الذين كفروا من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا - 00:04:12ضَ
حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ثم قال تعالى مبينا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه المحاولة فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره وقد جاء الله بامره حكما بينه وبينهم - 00:04:34ضَ
وهنا يمكن ان يقال ان كل مداهنة في الدين مع المشركين تدخل في هذا الموضوع وقد جاء بعد الاية قوله تعالى ولا تطع كل حلاف مهين اشارة الى انهم لا يطاعون في مداهنتهم - 00:04:56ضَ
وانهم سيبذلون كل ما في وسعهم بترويج تلك المداهنة ولو بكثرة الحلف وفرق بين المداهنة في الدين والملاطفة في الدنيا او التعاون وتبادل المنافع الدنيوية كما قدمنا عند قوله تعالى لا ينهاكم الله - 00:05:16ضَ
عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم. الاية والله تعالى اعلم قوله تعالى ام تسألهم اجرا فهم من مغرم مثقلون. هذا استفهام انكاري يدل على انه لم يسألهم اجرا على دعوته اياهم - 00:05:37ضَ
وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى عليه مبحث الاجر على الدعوة من جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ومبحث اخذ الاجرة على الاعمال التي اصلها لله بحثا وافيا عند قول الله تعالى ويا قومي لا اسألكم عليه مالا ان اجري الا على الله - 00:06:01ضَ
من سورة هود قوله تعالى فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم لم يبين هنا من صاحب الحوت ولا نداءه وهو مكذوب ولا الوجه المنهي عنه ان يكون مثله - 00:06:24ضَ
وقد بين تعالى صاحب الحوت في الصافات في قوله جل وعلا وان يونس لمن المرسلين اذ ابق الى الفلك المشحون الى قوله فالتقمه الحوت وهو مليم واما النداء فقال الشيخ رحمه الله قد بينه الله تعالى في سورة الانبياء - 00:06:46ضَ
عند قوله تعالى وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم - 00:07:09ضَ
وكذلك ننجي المؤمنين. فصاحب الحوت هو يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. ونداؤه هو المذكور في الاية وحالة ردائه وهو مكروب اما الوجه المنهي عن ان يكون مثله فهو الحال التي كان عليها عند النداء - 00:07:28ضَ
وهو في حالة غضبه وهو مكظوم وهذا بيان لجانب من خلقه صلى الله عليه وسلم وتخلقه في قول الله تعالى فاصبر اي على ايذاء قومك ولعل هذا من خصائص وخواص توجيهات الله اليه - 00:07:50ضَ
كما في قوله تعالى وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك الا بالله وقد بين تعالى خلقا فاضلا عاما للامة ثم خص النبي صلى الله عليه وسلم بقوله واصبر - 00:08:10ضَ
اي لا تعاقب انتقاما ولا بالمثلية ولكن اصبر وقد كان منه صلى الله عليه وسلم مصداق ذلك برجوعه من ثقيف حينما اذوه وجاءه جبريل ومعه ملك الجبال عليهما السلام. يأتمر بامره الى ان قال - 00:08:34ضَ
لا اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون اني لارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يؤمن بالله وقد صفح وصبر ورجا من الله ايمان من يخرج من اصلابهم وهذا اقصى درجات الصبر والصفح. واعظم درجات الخلق الكريم - 00:08:55ضَ
صلوات الله وسلامه عليه قوله تعالى لنبذ بالعراء وهو مذموم بين تعالى انه لم ينبذ بالعراء على صفة مذمومة بل ان الله تعالى انبت عليه شجرة تظله وتستره كما في قوله جل وعلا - 00:09:18ضَ
وانبتنا عليه شجرة من يقطين قوله تعالى فاجتباه ربه فجعله من الصالحين بينه تعالى بقوله وارسلناه الى مئة الف او يزيدون فامنوا فمتعناهم الى حين وقوله تعالى وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر - 00:09:40ضَ
ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين فيه عود اخر السورة على اولها وان الكفار اذا سمعوا الذكر شخصت ابصارهم نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرمونه بالجنون والرد عليهم بان هذا الذي سمعوه - 00:10:09ضَ
ليس بهذا يعني المجنون وما هو الا ذكر للعالمين وفيه ترجيح القول بان المراد بنعمة ربك في اول السورة انما هو ما اوحاه الله اليه من الذكر بهذا ايها المستمعون الكرام - 00:10:34ضَ
ينتهي ما وضعه المؤلف في تفسير سورة القلم وبه نأتي على نهاية لقائنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:51ضَ