قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (750) - ربع يس (162) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
ونحن في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف في تفسير سورة المعارج قال اثابه الله قوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع المعلوم ان مادة سأل لا تتعدى بالباء فتعديها هنا - 00:00:29ضَ
ولذا قال ابن كثير ان الفعل ضمن معنى فعل اخر يتعدى بالباء وهو مقدر باستعجل واستدل لذلك بقول الله تعالى ويستعجلونك بالعذاب وذكر عن مجاهد ان سأل بمعنى دعا واستدل له بقول الله تعالى عنهم - 00:00:54ضَ
اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء وائتنا بعذاب اليم وذكر هذا القول ابن جرير ايضا عن مجاهد وقرأ سالا دون همزة من السيل - 00:01:25ضَ
ذكرها ابن كثير وابن جرير وقالوا هو واد في جهنم وقيل مخفف سأل انتهى ولعل مما يرجح قول ابن جرير ان الفعل ضمن معنى فعل اخر قول الله تعالى يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها - 00:01:47ضَ
الاية وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه. بيان هذا المعنى عند كلامه على قول الله تعالى واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء - 00:02:12ضَ
او ائتنا بعذاب اليم واحال على سورة سأل وقال وسيأتي له زيادة ايضاح ان شاء الله وقد بين هناك ان قولهم يدل على جهالتهم حيث لم يطلبوا الهداية اليه ان كان هو الحق - 00:02:34ضَ
وحيث انه رحمه الله احال على هذه السورة لزيادة الايضاح فان المناسب انما هو هذه الاية. سأل سائل بمعنى استعجل او دعا لوجود الارتباط بين اية سأل هذه وقول الله تعالى عنهم اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك - 00:03:00ضَ
الاية المذكورة فانهما مرتبطان بسبب النزول كما قال ابن جرير وغيره عن مجاهد في قول الله تعالى سأل سائل قال دعا داء بعذاب واقع قال هو قولهم اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك - 00:03:27ضَ
فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم. الاية والقائل هو النبر ابن الحارث ابن كلبة والايضاح المنوه عنه يمكن استنتاجه من هذا الربط ومن قوله رحمه الله انه يدل على جهالتهم - 00:03:51ضَ
وبيان ما اذا كان هذا العذاب الواقع هل وقوعه في الدنيا ام يوم القيامة والذي يظهر والله تعالى اعلم ان جهالة قريش دل عليها العقل والنقل لان العقل يقضي بطلب النفع ودفع الضر - 00:04:16ضَ
واما النقل ولان مما قص الله علينا ان سحرة فرعون وقد جاءوا متحدين غاية التحدي لموسى عليه السلام لكنهم لما عاينوا الحق قالوا امنا وخروا سجدا ولم يكابروا كما قص الله علينا من نبأهم في كتابه - 00:04:38ضَ
قال تعالى فالقي السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى ولما اعترض عليهم فرعون وقال امنتم له قبل ان اذن لكم الى اخر قوله قالوا وهو محل الشاهد هنا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا - 00:05:06ضَ
ولم يبالوا بوعيده ولا بتهديده بل قالوا في استخفاف فاقض ماء تقاض فهم لما عاينوا البينات خروا سجدا واعلنوا ايمانهم وهؤلاء اعني كفار قريش يقولون مقالتهم تلك اما وقوع العذاب المسؤول عنه - 00:05:36ضَ
فانه واقع بهم يوم القيامة وانما عبر بالمضارع الدال على الحال للتأكيد على وقوعه حتى كأنه مشاهد قاله الفخر الرازي وقال هو نظير قول الله تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوا - 00:06:04ضَ
وفي قوله تعالى للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج دليل على تأكيد وقوعه لان ما ليس له دافع لا بد من وقوعه اما متى يكون وقد دلت اية الطور نظيرة هذه الاية - 00:06:28ضَ
ان ذلك سيكون يوم القيامة في قول الله تعالى ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع ثم بين ظرف وقوعه بقوله يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا وفي سياق هذه السورة ايضا. في قوله تعالى - 00:06:49ضَ
يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما الى قوله تعالى تدعو من ادبر وتولى وجمع فاوعى فان هذه المذكورات كلها من احوال يوم القيامة فدل بذلك على زمن وقوعه - 00:07:14ضَ
ولعل في قول الله تعالى تدعو من ادبر وتولى وجمع فاوعى ردا على اولئك المستخفين بالعذاب المستعجلين به لعل فيه مجازاة لهم بالمثل كما دعوا طلبوا لانفسهم العذاب استخفافا فهي تدعوهم اليها زجرا وتخويفا - 00:07:40ضَ
مقابلة دعاء بدعاء اي ان كنتم في الدنيا دعوتم بالعذاب فهذا هو العذاب يدعوكم اليه. تدعو من ادبر عن سماع الدعوة. واعرض عنها وتولى وهذا الرد بهذه الصفات التي قبله - 00:08:07ضَ
من تغيير السماء كالمهل وتسيير الجبال كالعهن وتقطع اواصر القرابة من الفزع والهول مما يخلع القلوب كما وقع بالفعل في الدنيا كما ذكر القرطبي قصة جبير بن مطعم قال قدمت المدينة لاسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في اسارى بدر - 00:08:28ضَ
فسمعته يقرأ والطور وكتاب مسطور الى قول الله تعالى ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع وكأنما صدع قلبي فاسلمت خوفا من نزول العذاب وما كنت اظن ان اقوم من مقامي حتى يقع العذاب - 00:08:57ضَ
وذكر القرطبي ايضا عن هشام ابن حسان قال انطلقت انا ومالك بن دينار الى الحسن وعنده رجل يقرأ والطور حتى بلغ ان عذاب ربك لواقع فبكى الحسن وبكى اصحابه وجعل مالك يضطرب حتى غشي عليه - 00:09:18ضَ
وكان هذا الوصف المفزع ردا على ذلك الطلب المستخف والله تعالى اعلم قال صاحب التتمة اثابه الله ونأمل ان نكون قد وفينا الايضاح الذي اراده الشيخ رحمه الله تعالى قوله تعالى - 00:09:43ضَ
تعرج الملائكة والروح اليه. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة في هذه الاية الكريمة مقدار هذا اليوم خمسون الف سنة وجاءت ايات اخر بانه الف سنة في قوله تعالى وان يوما عند ربك - 00:10:03ضَ
الف سنة مما تعدون وقوله يدبر الامر من السماء ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة وكان بينهما مغايرة في المقدار خمسين مرة وقد بحث الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه هذه المسألة - 00:10:27ضَ
في كتاب دفع ايهام الاضطراب وفي الاضواء في سورة الحج عند الكلام على قول الله تعالى وان يوما عند ربك الاية ومما ينبغي ان يلاحظ ان الايام مختلفة اليوم فيه سأل هو يوم عروج الروح والملائكة - 00:10:51ضَ
وفي سورة السجدة هو يوم عروج الامر فلا منافع ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء ما قد سلف حاملا ان يتجدد اللقاء بيننا وبينكم وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:15ضَ