Baheth

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

ونحن في هذا اللقاء وما بعده نمضي مع المؤلف في تفسير سورة نوح قال اثابه الله قوله تعالى انا ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومك من قبل ان يأتيهم عذاب اليم - 00:00:26ضَ

فيه بيان ان الله تعالى ارسل رسوله نوحا عليه السلام ينذر قومه قبل ان يأتيهم العذاب النذارة اولا وهي عامة في جميع الامم والرسل لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا - 00:00:45ضَ

وذلك لاقامة الحجة اولا كما في قوله جل وعلا رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان هذه المسألة - 00:01:08ضَ

في سورة بني اسرائيل في كلامه على قول الله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. الاية قوله تعالى ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. يغفر لكم من ذنوبكم. الاية جعل الطاعة هنا لنبي الله نوح - 00:01:29ضَ

عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وعلق عليها مغفرة الله لذنوبهم وقد بين تعالى ان طاعة النبي هي طاعة الله فهي بالاصل طاعة لله لانه مبلغ عن الله جل وعلا كما في قوله تعالى في سورة النساء - 00:01:53ضَ

وارسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا من يطع الرسول فقد اطاع الله قوله تعالى قال ربياني دعوت قومي ليلا ونهارا اي على الدوام كما قال ثم اني دعوتهم جهارا ثم اني اعلنت لهم واسررت لهم اصرارا - 00:02:17ضَ

اي ان نبي الله نوحا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بذل كل ما يمكنه في سبيل الدعوة الى الله وقد بين تعالى مدة مكثه فيهم على تلك الحالة في قوله جل وعلا فلبث فيهم الف سنة - 00:02:44ضَ

الا خمسين عاما قوله تعالى جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا بين تعالى الغرب من جعل الاصابع في الاذان لعدم السماع كما في قوله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن - 00:03:06ضَ

واصرارهم واستكبارهم انما هو عن اتباع ما دعاهم اليه نوح عليه الصلاة والسلام كما قالوا وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل - 00:03:37ضَ

وقريب منه قول الله تعالى كبر على المشركين ما تدعوهم اليه قوله تعالى فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا رتب ارسال السماء عليهم مدرارا على استغفارهم - 00:03:56ضَ

وهذا يدل على ان الاستغفار والتوبة والعمل الصالح قد يكون سببا في تيسير الرزق وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى ذلك في قوله من اراد ان ينسأ له في عمره - 00:04:20ضَ

ويوسع له في رزقه فليصل رحمه وقد تكلم الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في هذه المسألة في سورة هود عند قول الله تعالى واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا. الاية - 00:04:39ضَ

كما دلت الاية الاخرى في هذه السورة على ان المعصية سبب للهلاك في قوله مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا قوله تعالى وقد خلقكم اطوارا هي المبينة في قوله جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين - 00:05:03ضَ

ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة وخلقنا العلقة مضغة وخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين وهذا مروي معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما - 00:05:32ضَ

قاله ابن كثير والقرطبي وقيل اطوارا اي شبابا وشيوخا وضعفاء وقيل اطوارا اي انواعا صحيحا وسقيما وبصيرا وضريرا وغنيا وفقيرا ونحو ذلك وقيل اطوارا معني به اختلافهم في الاخلاق والافعال - 00:06:01ضَ

قاله القرطبي ولكن كما قدم الشيخ رحمه الله تعالى انه اذا تعددت الاقوال في الاية وكان فيها قرينة دالة على احد الاقوال فانه يبينه وهنا قرينة في الاية على ان المراد هو الاول - 00:06:30ضَ

وان كان الجميع صحيحا والقرينة المعنية هي ان الاية في قضية الخلق وهو الايجاد الاول لان ما بعد الايجاد صفات عارضة وقد جاء نظير هذه الاية في سورة المؤمنون كما قدمنا - 00:06:54ضَ

وذيلت بقوله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين ومنها ان الاية سيقت في الدلالة على قدرة الله على بعثهم بعد موتهم بمجازاتهم بما عملوا وكان الانسب لها ان يكون متعلقها كمال الخلقة - 00:07:18ضَ

والقدرة على الايجاد والانسب لهذا المعنى هو خلقهم من نطفة امشاج وماء مهين ثم تطويرها الى علقة ثم تطوير العلقة مضغة ثم خلق المضغة عظاما ثم كسو العظام لحما ثم انشاؤه نشأة اخرى - 00:07:40ضَ

انها قدرة باهرة وسلطة قاهرة ومثله في الواقعة قوله تعالى افرأيتم ما تمنون فانتم تخلقونه ام نحن الخالقون وكذا في الطور في اصل الخلقة ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون - 00:08:06ضَ

ان اصل الخلقة والايجاد وهو اقوى دليل على القدرة والذي يجاب به على الكفرة كما في قوله تعالى قتل الانسان ما اكفره ثم قال من اي شيء خلقه؟ من نطفة خلقه فقدره - 00:08:29ضَ

ذلك كله دليل على ان المراد بالاطوار في الاية هو ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو المشتملة عليه سورة المؤمنون بهذا ايها المستمعون الكرام نأتي على نهاية لقائنا - 00:08:50ضَ

حاملا ان يتجدد اللقاء بيننا وبينكم وانتم بخير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:07ضَ