قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (757) - ربع يس (169) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه ونحن في هذا اللقاء نكمل حديث المؤلف حول قول الله تعالى وقد خلقكم اطوارا قال اثابه الله تنبيه ان بيان اطوار خلقة الانسان على النحو المتقدم - 00:00:25ضَ

اقوى في انتزاع الاعتراف بقدرة الله من العبد لانه يوقفه على عدة مراحل من حياته وايجاده وكل طور منها اية مستقلة وهذا التوجيه موجود في الظواهر الكونية ايضا. من سماء وارض - 00:00:44ضَ

السماء كانت دخانا وكانت رتقا ففتقهما والارض كانت على غير ما هي عليه الان وبين الجميع في قوله اانتم اشد خلقا ام السماء بناها؟ رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها - 00:01:06ضَ

واجمع من ذلك كله قوله تعالى في فصلت قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا. ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام - 00:01:35ضَ

سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتي يا طوعا او كرها. قالتا اتينا طائعين. فقظاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا - 00:01:54ضَ

ثم ختم تعالى هذا التفصيل الكامل بقوله ذلك تقدير العزيز العليم ففيه بيان ان تلك الاطوار في المخلوقات بتقدير معين وانه بعلم وانه من العزيز سبحانه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:02:17ضَ

ولكن العرض على هذا التفصيل ابعد اثرا في نفس السامع واشد تأثيرا عليه والعلم عند الله تعالى قوله تعالى الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا - 00:02:42ضَ

وجعل الشمس سراجا. والله انبتكم من الارض نباتا. ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا في هذه الاية مع ما قبلها ثلاثة براهين من براهين البعث الاربعة التي كثر مجيئها في القرآن - 00:03:04ضَ

الاول خلق الانسان قل يحييها الذي انشأها اول مرة والثاني خلق السماوات والارض لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس والثالث احياء الارض بعد موتها واذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت - 00:03:26ضَ

ان الذي احياها لمحيي الموتى والرابع الذي لم يذكر هنا هو احياء الموتى بالفعل كقتيل بني اسرائيل في قوله تعالى فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى قال صاحب التتمة اثابه الله - 00:03:50ضَ

وقد تقدم تفصيل ذلك في اكثر من موضع للشيخ رحمه الله تعالى وسياق هذه البراهين هنا للرد على المكذبين بالبعث ولكن في هذا السياق اشكالا فيما يبدو وهو قوله تعالى الم تروا - 00:04:14ضَ

كيف خلق الله سبع سماوات طباقا واذا كان السياق للاستدلال بالمعلوم المشاهد على المجهول الغيبي ان خلق الانسان اطوارا محسوس مشاهد مسلم به وان بات الانسان من الارض باطعامه من نباتها واحيائها بعد موتها واهتزازها - 00:04:33ضَ

وان باتها النبات امر محسوس ويمكن ان يقال المخاطب كما شاهدت خلق الانسان من عدم وتطوره اطوارا وشاهدت احياء الارض الميتة فان الله الذي خلقك واحيا لك الارض الميتة قادر على ان يعيدك ويخرجك منها اخراجا - 00:04:58ضَ

ولكن كيف تقول وكما شاهدت خلق السماوات سبعا طباقا فان القادر على ذلك قادر على بعثك والحال ان الانسان لم يشاهد خلق السماوات سبعا طباقا ولا رأى كيف خلقها الله سبعا طباقا - 00:05:21ضَ

والاشكال هنا هو كيف قيل لهم الم تروا كيف خلق الله؟ والكيف للحالة والهيئة وهم لم يشاهدوها كما قال تعالى ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وكيف يستدلون بالمجهول عندهم على المغيب عنهم - 00:05:43ضَ

وهنا تساءل ابن كثير تساؤلا واردا هو قوله سباقا اي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط او هو من الامور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات - 00:06:09ضَ

واظنه يعني التسيير من السير فان الكواكب السبعة السيارة يكشف بعضها ببعض. فادناها القمر في السماء الدنيا وذكر الكواكب السبعة في السماوات السبع وكلام اهل الهيئة ولم يتعرض للاشكال بحل يركن اليه - 00:06:30ضَ

وقال القرطبي قوله تعالى الم تروا كيف على جهة الاخبار لا المعاينة كما تقول الم تر كيف فعلت بفلان كذا وكذا وعلى كلام القرطبي يرد السؤال الاول اذا كان ذلك على جهة الاخبار - 00:06:52ضَ

فكيف يجعل الخبر دليلا على خبر اخر لا يدرك الا بالسمع والجواب عن ذلك مجملا مما تشير اليه ايات القرآن الكريم كالاتي اولا ان تساؤل ابن كثير رحمه الله هل يتلقى ذلك من جهة السمع فقط - 00:07:14ضَ

او هو من الامور المدركة بالحس لا محل له لانه لا طريق الا النقل فقط كما قال تعالى ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم اي ادم الم نعلم كيف خلق ولا كيف سارت الروح في جسم جامد صلصال - 00:07:36ضَ

وتحول الى جسم حساس نام ناطق واما قول القرطبي انه على جهة الاخبار لا المعاينة فهو الذي يشهد له القرآن ويجيب القرآن على السؤال الوارد عليه وذلك في قوله تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين - 00:08:00ضَ

وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائت يا طوعا او كرها. قالتا اتينا طائعين - 00:08:23ضَ

فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها. وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العلي وان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود الاية لان الله تعالى خاطب هنا الكفار قطعا - 00:08:47ضَ

لقوله قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وخاطبهم بامور مفصلة لم يشهدوها قطعا من خلق الارض في يومين ومن تقدير اقواتها في اربعة ايام ومن استوائه الى السماء وهي دخان - 00:09:13ضَ

ومن قوله لها وللارض طوعا او كرها ومن قولهما اتينا طائعين ومن قضائهن سبع سماوات في يومين ومن وحيه في كل سماء امرها كل ذلك تفصيل لامور لم يشهدوها ولم يعلموا عنها شيئا - 00:09:33ضَ

ومن ضمنها قضاؤه سبع سماوات وكان كله على سبيل الاخبار لجماعة الكفار وعقبه بقوله ذلك تقدير العزيز العليم وكان مقتضى هذا الاخبار وموجب هذا التقدير من العزيز العليم ايصدق او ان يؤمنوا - 00:09:56ضَ

وهذا من خصائص كل اخبار يكون مقطوعا بصدقه من كل من هو واثق بقوله وكان لقوة صدقه ملزما لسامعه ولا يبالي قائله بقبول السامع له او اعراضه عنه ولذا قال تعالى بعده مباشرة فان اعرضوا - 00:10:20ضَ

اي بعد اعلامهم بذلك كله فلا عليك منهم. فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود حيث ان الله خاطبهم هنا بقوله الم تروا كيف وكان هذا امرا لفرط صدق الاخبار به - 00:10:42ضَ

المشاهد المحسوس الملزم لهم وقد جاءت السنة مبينة تلك الكيفية انها سبع طباق بين كل سماء والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام وقد يقال ان الرؤية هنا في الكيفية - 00:11:03ضَ

حاصلة بالعين المحسوسة ولكن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج حيث عرج به ورأى السبع الطباق وكان يستأذن لكل سماء ومشاهدة الواحد من الجنس كمشاهدة الجميع - 00:11:26ضَ

وكأننا شاهدناها كلنا لايماننا بصدقه صلى الله عليه وسلم ولحقيقة معرفتهم اياه صلى الله عليه وسلم في الصدق من قبل والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء - 00:11:47ضَ

ما قد مضى وتبقى لنا فيما كتبه المؤلف في تفسير سورة نوح حلقة واحدة نأتي عليها ان شاء الله في لقائنا القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:08ضَ