قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (759) - ربع يس (171) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان ونحن في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف - 00:00:03ضَ

في تفسير سورة الجن قال اثابه الله قوله تعالى قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا - 00:00:27ضَ

فيه اثبات سماع الجن للقرآن واعجابهم به وهدايتهم بهديه وايمانهم بالله وتقدمت الاشارة بذلك من كلام الشيخ رحمه الله تعالى في سورة الاحقاف عند قول الله جل وعلا واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن - 00:00:45ضَ

وفي اية الاحقاف بيان لما قام به النفر من الجن بعد سماعهم القرآن بانهم لما قضي ولوا الى قومهم منذرين وفيها بيان انهم عالمون بكتاب موسى وهو التوراة وقد شهدوا بان القرآن مصدق لما بين يديه - 00:01:08ضَ

وانه يهدي الى صراط مستقيم كما جاء هنا قوله يهدي الى الرشد قوله تعالى وانه كان يقول سفيهنا على الله شططا الشطط البعيد المفرط في البعد قال عنترة في معلقته - 00:01:31ضَ

شطة مزار العاشقين فاصبحت عسرا علي طلاب وهبنة مخرمي وروي حلت بارض الزائرين فاصبحت وانشد ايضا لغيره شط المزار بجدوى وانتهى الامل ففي كلا البيتين الشطط والافراط في البعد الاول - 00:01:55ضَ

قال فاصبحت عسرا علي طلابها وفي الثاني قال وانتهى الامل وقد بين القرآن ان المراد بالشطط البعد الخاص وهو البعد عن الحق كما في قوله تعالى فاحكم بيننا بالحق ولا تشطب - 00:02:17ضَ

ومنه البعد عن حقيقة التوحيد الى الشرك. وهو المراد هنا كما في سورة الكهف في قوله لن ندعو من دونه الها لقد قلنا اذا شططا لان دعاءهم غير الله هو ابعد ما يكون عن الحق - 00:02:37ضَ

ويدل على انه المراد هنا ما جاء في هذه السورة فامنا به ولن نشرك بربنا احدا قوله تعالى وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا بين تعالى المراد بتلك الحراسة - 00:02:55ضَ

بانه لحفظها عن استراق السمع كما في قوله انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا وبين تعالى حالهم قبل ذلك بانهم كانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فيسترقون الكلمة وينزلون بها الى الكاهن - 00:03:15ضَ

فيكذب معها مئة كذبة كما بين تعالى ان الشهب تأتيهم من النجوم كما في قوله جل وعلا ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين قوله تعالى وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض. ام اراد بهم ربهم رشدا - 00:03:38ضَ

فيه نص على ان الجن لا تعلم الغيب وقد صرح تعالى بذلك في قوله فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وقد يبدو من هذه الاية اشكال - 00:04:04ضَ

حيث قالوا اولا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به ثم يقولون وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا والواقع انهم تساءلوا - 00:04:25ضَ

لما لمسوا السماء فمنعوا منها لشدة حراستها واقروا اخيرا لما سمعوا القرآن وعلموا السبب في تشديد حراسة السماء لانهم لما منعوا ما كان يخطر ببالهم انهم من اجل الوحي لقوله وانهم ظنوا كما ظننتم - 00:04:43ضَ

ان لن يبعث الله احدا وقوله تعالى وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا يدل بفحواه انهم منعوا من السمع كما قالوا فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا - 00:05:05ضَ

ولكن قد يظن ظان انهم يحاولون السماع ولو مع الحراسة الشديدة غير ان الله تعالى صرح بانهم لن ولن يستمعوا بعد ذلك كما في قوله جل وعلا انهم عن السمع لمعزولون - 00:05:27ضَ

قوله تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا هذا كما قال تعالى ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم - 00:05:48ضَ

وقوله ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض فكلها نصوص على ان الامة اذا استقامت على الطريقة القويمة وهي شريعة الله فتح الله عليهم بركات من السماء والارض - 00:06:07ضَ

ومثل ذلك قوله تعالى فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ومفهوم ذلك ان من لم يستقم على الطريقة - 00:06:30ضَ

فقد يكون انحرافه او شركه موجبا لحرمانه من نعمة الله تعالى عليه كما جاء صريحا في قوله واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب وحذفناهما بنخل. وجعلنا بينهما زرعا - 00:06:50ضَ

الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فهذه نعمة كاملة كما وصف الله تعالى فقال فقال لصاحبه وهو يحاوره انا اكثر منك مالا واعز نفرا. ودخل جنته وهو ظالم لنفسه. قال ما اظن ان تبيد هذا - 00:07:09ضَ

ابدا وما اظن الساعة قائمة الى قوله ثم سواك رجلا ثم قال تعالى واحيط بثمره واصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا - 00:07:35ضَ

ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا قال المؤلف اثابه الله وما اشبه الليلة بالبارحة فيما يعيشه العالم الاسلامي اليوم بين الاتجاهين المتناقضين الشيوعي والرأسمالي وما اثبته الواقع من ان المعسكر الشيوعي الذي انكر وجود الله وكفر بالذي خلقه من تراب ثم من نطفة - 00:07:59ضَ

ثم سواه رجلا فانه وكل من يسير في فلكه مع مدى تقدمه الصناعي مفتقر لكافة الامم الاخرى استيراد القمح وغيره وهكذا الدول الاسلامية التي تأخذ في اقتصادياتها بالمذاهب الاشتراكية المتفرعة من ذلك المذهب - 00:08:26ضَ

فانها بعد ان كانت تفيض بانتاجها الزراعي على غيرها اصبحت تستورد لوازمها الغذائية من خارجها وتلك سنة الله في خلقه ولو كانوا مسلمين كما قص الله تعالى علينا قصة اصحاب الجنة - 00:08:51ضَ

اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون الى قوله فاصبحت كالصريم ثم قوله تعالى في اخر القصة قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين ولذا كانت الزكاة ايضا طهرة للمال ونماء له - 00:09:09ضَ

وقوله تعالى لنفتنهم فيه اي نختبرهم فيما هم فاعلون من شكر النعمة وصرفها فيما يرضى الله ام الطغيان بها ومنع حقها ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا - 00:09:32ضَ

انما اموالكم واولادكم فتنة والله عنده اجر عظيم. فاتقوا الله ما استطعتم بهذا ايها المستمعون الكرام نأتي على نهاية لقائنا آملا ان يتجدد اللقاء بيننا وانتم بخير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:56ضَ