قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (762) - ربع يس (174) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
ونحن في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف في تفسير سورة المدثر قال اثابه الله قال تعالى يا ايها المدثر قم فانذر. الانذار اعلام بتخويف فهو اخص من مطلق الاعلام - 00:00:25ضَ
وهو متعد لمفعولين المنذر باسم المفعول والمنذر به ولم يذكر هنا واحد منهما اما المنذر وقد بينت ايات اخر انه قد يكون للكافرين كما في قوله تعالى لتنذر به قوما لدا - 00:00:46ضَ
تخويفا لهم وقد يكون للمؤمنين لانهم المنتفعون به كما في قوله تعالى انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب وقد يكون للجميع اي لعامة الناس كما في قوله سبحانه - 00:01:08ضَ
فكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا الاية واما المنذر به فهو ما يكون يوم القيامة وقد قدر الامرين هنا ابن جرير رحمه الله - 00:01:27ضَ
بقوله فانذر عذاب الله قومك الذين اشركوا بالله وعبدوا غيره وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه تفصيل ذلك عند قول الله تعالى لتنذر به وذكرى للمؤمنين. في سورة الاعراف - 00:01:47ضَ
قوله تعالى وثيابك فطهر قد اختلف المفسرون المرادي بكل من لفظة الثياب ولفظة فطهر. هل هما دل على الحقيقة ويكون مراد طهارة الثوب من النجاسات ام هما على الكناية؟ والمراد بالثوب البدن - 00:02:07ضَ
والطهارة عن المعنويات من معاص واثام ونحوها ام على الحقيقة والكناية وقد ذكر ابن جرير وغيره نحوا من خمسة اقوال الاول عن ابن عباس وعكرمة توضح حاك ان معناه لا تلبس ثيابك على معصية ولا على عذرة - 00:02:30ضَ
واستشهد بقول غيلان واني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من عذرة اتقنع وقولي الاخر اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل واستعمل اللفظين في الكناية. وقد يستدل له بقوله ووضعنا عنك وزرك - 00:02:56ضَ
وورد عن ابن عباس لا تلبس ثيابك من كسب غير طيب استعمل الثياب في الحقيقة والتطهير في الكناية وعن مجاهد اصلح عملك وعملك فاصلح استعملهما معا في الكناية عن العمل الصالح - 00:03:22ضَ
وعن محمد ابن سيرين وابن زيد على حقيقتهما وطهر ثيابك من النجاسة ثم قال والذي قاله ابن سيرين وابن زيد اظهر في ذلك وقول ابن عباس وعكرمة قول عليه اكثر السلف - 00:03:41ضَ
والله اعلم بمراده وقال غيره ثيابك هي نساؤك كما في قوله هن لباس لكم فامرهن بالتطهر وتخيرهن طاهرات خيرات هذه اقوال المفسرين واختيار ابن جرير منها والواقع في السياق ما يشهد لاختيار ابن جرير - 00:04:00ضَ
وهو حمل اللفظين على حقيقتهما وترجيح قول ابن سيرين ان المراد طهارة الثوب من النجاسة والقرينة في الاية انها اشتملت على امرين الاول مهارة الثوب والثاني هجر الرج ومن معاني الرجز المعاصي - 00:04:29ضَ
فيكون حمل طهارة الثوب على حقيقته ويكون الرجز على حقيقته لمعنى جديد وهذه الاية بقسميها جاء نظيرها بقسميها اسرح من ذلك. في قوله تعالى وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به - 00:04:53ضَ
ويذهب عنكم رجز الشيطان والله تعالى اعلم وقد جعل الشافعي هذه الاية دليلا على الطهارة للصلاة قوله تعالى فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير - 00:05:18ضَ
الناقور هو السور واصل الناقور الصوت وقوله يوم عسير على الكافرين غير يسير قيل عسير وغير يسير على الكافرين وقال الزمخشري ان غير يسير كان يكفي عنها يوم عسير الا انه ليبين لهم ان عسره لا يرجى تيسيره - 00:05:42ضَ
كعسر الدنيا وان فيه زيادة وعيد للكفار ونوع بشارة للمؤمنين لسهولته عليهم ولعل المعنيين مستقلان وان قوله تعالى يوم عسير هذا كلام مستقل وهو وصف لهذا اليوم وبيان لجميع شدة هوله - 00:06:13ضَ
كما جاء في وصفه في قول الله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت. وتضع كل ذات حمل حملها - 00:06:38ضَ
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ومثل قوله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه ونحو ذلك ثم بين تعالى ان اليوم العسير انه على الكافرين غير يسير - 00:06:54ضَ
كما قال تعالى عنهم فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به بينما يكون على المؤمنين يسيرا مع انه عسير في ذاته لشدة هوله الا ان الله ييسره على المؤمنين - 00:07:16ضَ
كما بين ذلك في قوله في تلك الصورة بجانبيها في سورة النمل ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخلين - 00:07:40ضَ
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. الى قوله من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار. هل تجزون الا ما كنتم تعملون - 00:07:59ضَ
فالفزع من صعقة يوم ينفخ في الصور عام لجميع من في السماوات ومن في الارض ولكن استثنى الله من شاء ثم بين تعالى هؤلاء المستثنين ومن يبقى في الفزع فبين الامنين وهم من جاء بالحسنة - 00:08:21ضَ
والاخرين وهم من جاء بالسيئة ايها المستمعون الكرام كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء ولنا بعده ان شاء الله لقاء اخر قريب حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:42ضَ