قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (770) - ربع يس (182) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه - 00:00:03ضَ

ونحن في هذا اللقاء نمضي مع المؤلف في تفسير سورة النازعات قال اثابه الله قوله تعالى والنازعات غرقا الواو للقسم والمقسم به محذوف ذكرت صفاته في كل المذكورات الى قوله - 00:00:28ضَ

المدبرات امرا وقد اختلف في المقسم به فيها كلها على ما سيأتي بيانه ان شاء الله والنازعات جمع نازعة والنزع جذب الشيء بقوة من مقره كنزع القوس عن كبده ويستعمل في المحسوس والمعنوي - 00:00:50ضَ

ومن الاول نزع القوس كما قدمنا ومنه قوله جل وعلا ونزع يده وقوله تنزع الناس كانهم اعجاز نخل من قعر وقوله ينزع عنهما لباسهما ومن المعنوي قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل - 00:01:17ضَ

وقوله جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول والحديث لعله نزعه عرق والاغراق المبالغة والاستغراب الاستيعاب اما المراد بالنازعات غرقا هنا فقد اختلف فيه الى حوالي عشرة اقوال - 00:01:46ضَ

منها انها الملائكة تنزع الارواح والنجوم تنتقل من مكان الى اخر والاقواس تنزع السهام والغزاة ينزعون عن الاقواس والغزاة ينزعون من دار الاسلام الى دار الحرب للقتال والوحوش تنزع الى الطلا - 00:02:17ضَ

هي الحيوان الوحشي والناشطات قيل اصل الكلمة النشاط والخفة والانشوطة هي العقدة سهلة الحل ونشطه بمعنى ربطة وانشطه حله بسرعة وخفة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم كانما نشط من عقال - 00:02:42ضَ

اما المراد به هنا فقد اختلف فيه على النحو المتقدم تقريبا فقيل الملائكة تنشط الارواح وقيل ارواح المؤمنين تنشط عند الفزع ولم يرجح ابن جرير معنى منها وقال كلها محتملة - 00:03:13ضَ

وحكاها غيره كلها وقد ذكر في الجلالين المعنى الاول منها فقط والذي يشهد له السياق والنصوص الاخرى ان كلا من النازعات والناشطات هم الملائكة وهو مما روي عن ابن عباس ومجاهد - 00:03:33ضَ

وهي صفات لها في قبض الارواح ودلالة السياق على هذا المعنى هو انهما وصفان متقابلان. الاول نزع بشدة والاخر نشاط بخفة فيكون النزع غرقا لارواح الكفار والنشط بخفة لارواح المؤمنين - 00:03:58ضَ

وقد جاء ذلك مفسرا في قوله تعالى في حق نزع ارواح الكفار ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون. الاية وقوله تعالى ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة - 00:04:24ضَ

يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق وقال تعالى في حق المؤمنين يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية وقال جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:04:49ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وهذا يتناسب كل المناسبة مع اخر السورة التي قبلها اذ جاء فيها انا انذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه - 00:05:13ضَ

ونظر المرء ما قدمت يداه يبدأ من حالة النزع حينما يثقل اللسان عن النطق في حالة الحشرجة وحين لا تقبل التوبة عند المعاينة لما سيؤول اليه فينظر حينئذ ما قدمت يداه - 00:05:41ضَ

وهذا عند نزع الروح او نشطها. والله تعالى اعلم قوله تعالى والسابحات سبحا فالسابقات سبقا قيل السابحات النجوم وقيل الشمس والقمر والليل والنهار والسحاب والسفن والحيتان في البحر والخيل في الميدان - 00:06:04ضَ

وذكرها كلها ايضا ابن جرير ولم يرجح وقال كلها محتملة وذكرها غيره كذلك والواقع انها كلها ايات عظام تدل على قدرة الله جل وعلا الا ان السياق هو في امر البعث والميعاد - 00:06:31ضَ

واقرب ما يكون اليه الايات الكونية الشمس والقمر والنجوم وقد وصف الله جل وعلا الشمس والقمر بالسابحات في قوله تعالى لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار - 00:06:56ضَ

وكل في فلك يسبحون والسابقات من النجوم هي السيارة قوله تعالى فالمدبرات امرا اتفق المفسرون على انها الملائكة وذكر الفخر الرازي رأيا له بعيدا وهي انها الارواح وانها قد تدبر امر الانسان في المنامات - 00:07:17ضَ

وهو قول لا يعول عليه كما ترى والذي يشهد له النص انها الملائكة كما في قول الله جل وعلا تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر وكما وصف الله تعالى ملائكته بقوله لا يعصون الله ما امرهم - 00:07:49ضَ

ويفعلون ما يؤمرون ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء ما قد مضى ولنا ان شاء الله بعده لقاء اخر قريب حتى نلقاكم نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:14ضَ