قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (774) - ربع يس (186) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اكمالا لعمل شيخه ونحن في هذه الحلقة نستوفي ما كتبه في تفسير سورة عبس قال اثابه الله قوله تعالى كلا انها تذكرة ومن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة - 00:00:26ضَ
بررة معلوم ان كلمة كلا ردع عما سبق وهو في جملته منصب على التصدي لمن استغنى والالحاح عليهم والحرص على سماعهم منه ولكن الله تعالى يقول ان منزلة القرآن والوحي والدين - 00:00:49ضَ
اعلى من ان تبذل لقوم هذه حالتهم وهي على ما هي عليه من تكريم ورفعة وطهرة وصيانة وما عليها من حفظة سفرة كرام بررة احرى بان يسعى اليها والخير لمن اتاها يطلبها - 00:01:17ضَ
ومن شاء ذكره وهذا للتهديد لا للتخيير بدليل قوله بعده قتل الانسان ما اكفره فقوله قتل الانسان دعاء عليه والانسان للجنس الكافر وما اكثره اي ما اشد كفره بها بعد هذا كله من علو منزلتها - 00:01:44ضَ
وقوله تعالى قتل الانسان ما اكفره قيل ما اكفره هنا ما افعله اي ما اشد كفره وقال الزمخشري يتعجب من افراطه في كفران نعم الله وقيل اي شيء حمله على التكذيب والكفر - 00:02:12ضَ
وكلها محتملة ولعل المعنى الاول اظهر لقوله قبله قتل الانسان ولمجيئ هذا المعنى في مواضع اخر لقوله ان الانسان لظلوم كفار كذلك فعول في قوله وهو الذي احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم - 00:02:36ضَ
ان الانسان لكفور وهكذا صفة الجاحدين لايات الله كما في قوله جل وعلا وما يجحد باياتنا الا كل ختان كفور ثم رد الله تعالى عليه ذلك برده اياه الى اصل خلقته - 00:03:02ضَ
ليتعظ من نفسه في قوله جل وعلا من اي شيء خلقه؟ من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره لان هذه الثلاثة مسلم بها ورتب عليها الرابعة ثم اذا شاء انشره - 00:03:26ضَ
وقوله من نطفة خلقه فقدره تقدم مرارا بيان اصل خلق الانسان واطواره وقوله ثم السبيل يسره قيل السبيل الى خروجه من بطن امه حيث ادار رأسه الى جهة الخروج بدلا مما كان عليه الى اعلى - 00:03:52ضَ
وهذا من التيسير في سبيل خروجه وهذا مروي عن ابن عباس وغيره وهو اختيار ابن جرير وقيل السبيل اي الدين في وضوحه ويسر العمل به كقول الله جل وعلا انا هديناه السبيل - 00:04:20ضَ
اما شاكرا واما كفورا وهو مروي عن الحسن وابن زيد ورجحه ابن كثير رحمهم الله ولعل ما رجحه ابن كثير هو الارجح لان تيسير الولادة امر عام في كل حيوان - 00:04:42ضَ
وهو مشاهد ملموس ولا مزية للانسان فيه على غيره كما ان ما قبله دال عليه او على مدلوله وهو القدرة في قول الله تعالى من نطفة خلقه فقدره وقد يكون تيسير الولادة داخلا تحت قوله فقدره - 00:05:03ضَ
اي قدر تخلقه وزمن وجوده وزمن خروجه وتقديرات جسمه وقدر حياته وقدر مماته كما هو معلوم اما تيسير سبيل الدين فهو الخاص بالانسان وهو المطلوب التوجه اليه وهو الذي يتعلق بغيره - 00:05:30ضَ
ما بين تخلقه من نطفة وتقديره وبين اماتته واقباله اي فترة حياته في الدنيا اي خلقه من نطفة وتقدير مجيئه الى الدنيا وتيسير الدين له في التكاليف ان الله خلقه وقدر مجيئه ويسر له الدين في التكاليف ثم اماته - 00:05:55ضَ
ليرى ماذا عمل ثم اذا شاء انشره ولذا جاء في النهاية قوله كلا لما يقضي ما امره وليس هنا ما يدل على الامر الا السبيل يسره. والله تعالى اعلم قوله تعالى فلينظر الانسان الى طعامه - 00:06:23ضَ
انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا فانبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا بعدما بين له مما خلق بين له هنا كيف يطعمه وفي كليهما اية على القدرة - 00:06:49ضَ
وقد اتفقت الايتان على خطوات ثلاث متطابقة فيهما وصب الماء من السماء الى الارض يقابل دفق الماء في الرحم وشق الارض للنبات يقابل خروجه الى الدنيا وان بات انواع النباتات - 00:07:18ضَ
يقابل تقدير الخلق المختلفة وفي التنصيص على انواع النبات من حب وقضب وعنب ورمان وزيتون ونخل وفواكه متعددة وحدائق ملتفة لظهور معنى المغايرة فيها مع انها من اصلين مشتركين. الماء من السماء والتربة في الارض - 00:07:41ضَ
يسقى بماء واحد قال المؤلف اذابه الله ومرة اخرى يقال للشيوعيين والدهريين قتل الانسان ما اكفره من اي شيء خلقه افرأيتم ما تؤمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت - 00:08:10ضَ
وما نحن بمسبوقين افرأيتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما انهم بلا شك لا يدعون لانفسهم فعل شيء من ذلك وانهم ليعلمون ان لها خالقا مدبرا - 00:08:34ضَ
ولكنهم يكابرون وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم وصدق الله وكذب كل كفار اثيم قال وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان خلق الانسان في مواطن متعددة سابقة اخرها في سورة الرحمن - 00:08:56ضَ
عند قول الله تعالى خلق الانسان من صلصال كالفخار وتقدم بيان طعامه في كل من صورتي الواقعة والجاذية قوله تعالى وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة الاسفار هو الاضاءة وهي تهلل الوجه بالسرور - 00:09:20ضَ
كما قال تعالى ولقاهم نظرة وسرورا والاستبشار من تقدم البشرى في قوله جل وعلا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وقوله تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات - 00:09:46ضَ
يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار تقدم للشيخ رحمه الله بيان ذلك في سورة الحديد وقوله تعالى ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة بينهم تعالى - 00:10:12ضَ
بانهم هم الكفرة الفجرة وتقدم بيان ذلك للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه. في سورة الرحمن عند الكلام على قول الله تعالى يعرف المجرمون بسيماهم وقد جمع لهم هنا بين الكفر والفجور - 00:10:35ضَ
وهما الكفر في الاعتقاد والفجور في الاعمال كما في قوله تعالى ولا يلدوا الا فاجرا كفارا والعلم عند الله تعالى بهذا ايها المستمعون الكرام ينتهي ما وضعه المؤلف في تفسير سورة عبسة - 00:10:57ضَ
وستكون لقاءاتنا القادمة ان شاء الله في تفسير سورة التكوير وحتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:18ضَ