قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (779) - ربع يس (191) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان والتي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

قال اثابه الله قوله تعالى الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم هذا تقريع وتوبيخ لاولئك الناس وفيه مسألتان الاولى ان الباعث على هذا العمل هو عدم اليقين بالبعث او ان اليقين موجود - 00:00:26ضَ

لكنهم يعملون عمل غير الموقنين اي يعملون غير مبالين كما قال الشاعر في مثل ذلك وهو ما يسمى بالبلاغة بلازم الفائدة جاء شقيق عارضا رمحه ان بني عمك فيهم رماح - 00:00:50ضَ

المتكلم يعلم ان شقيقا عالم بوجود الرماح في بني عمه وانه مستعدون للحرب معه ولكنه رأى منه عدم المبالاة وعدم الاستعداد بان وضع رمحه امامه معترظا وهو بمنزلة من لا يؤمن بوجود الرماح في بني عمه - 00:01:11ضَ

وهو لم يرد بكلامه معه ان يخبره بامر يجهله وانما اراد ان ينبهه لما يجب عليه فعله من التأهب والاستعداد وهكذا هنا وهذا عام في كل مسوف ومتساهل كما في حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن - 00:01:34ضَ

الى اخره ايوة هو مؤمن بالايمان ولوازمه. من الجزاء والحساب المسألة الثانية من قوله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين يفهم ان مطفف الكيل والوزن وهو يعلم هذا حقيقة غالبا - 00:01:58ضَ

ولا يطلع عليه الطرف الاخر فيكون الله تعالى هو المطلع على فعله فهو الذي سيحاسبه ويناقشه لانه خان الله الذي لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى ولذا قال تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين - 00:02:20ضَ

ولم يقل يوم يقتص لكل انسان من غريمه ويستوفى لكل ذي حق حقه قال اثابه الله وهذا تحذير شديد. قال القرطبي عند هذه الاية وعن عبدالملك بن مروان ان اعرابيا قال له قد سمعت ما قال الله في المطففين - 00:02:42ضَ

فما ظنك بنفسك وانت تأخذ اموال المسلمين بلا كيد ولا وزن انتهى قوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون بمعنى غطى كما في الحديث اذا اذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء - 00:03:06ضَ

وما يزال كذلك حتى يغطيه الحديث وقال الشاعر وكمران من ذنب على قلب فاجر فتاب من الذنب الذي ران فانجلى قال ابو حيان واصل الرين الغلبة يقال رانت الخمر على عقل شاربها - 00:03:27ضَ

قال وقرأ بل ران بادغام اللام في الراء وبالاظهار وقف حفص على بل وقفا خفيفا يسيرا ليتبين الاظهار وقال ابو جعفر ابن الباز واجمع يعني القراء على ادغام اللام في الراء - 00:03:49ضَ

الا ما كان من سكت حفص على بل ثم يقول ران وهذا الذي ذكره كما ذكر من الاجماع وفي كتاب اللوامع عن قالون من جميع طرقه اظهار اللام عند الراء نحو قوله - 00:04:10ضَ

بل رفعه الله الي وقوله بل ربكم رب السماوات والارض وفي كتاب ابن عطية وقرأ نافع بل ران من غير مدغم وفيه ايضا وقرأ نافع ايضا بالادغام والامالة وقال سيبويه البيان والادغام حسنان - 00:04:28ضَ

وقال الزمخشري وقرأ بادغام اللام في الراء وبالاظهار والادغام اجود واميلت الالف وفخمت انتهى. اما المعنى فقد تقدم للشيخ رحمه الله تعالى بيان ذلك وافيا في سورة الكهف عند قول الله تعالى انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه. الاية - 00:04:52ضَ

قوله تعالى ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون توجيه الى ما ينبغي ان تكون فيه المنافسة وهي بمعنى الرغبة في الشيء قال ابو حيان منافسة في الشيء رغب فيه ونفست عليه بالشيء انفس نفاسة اذا بخلت به عليه - 00:05:20ضَ

ولم تحب ان يصير اليه والذي يظهر لي والله تعالى اعلم ان ذلك من المطالبة والمكاثرة بالشيء النفيس وكل يسابق اليه ليحوزه الى نفسه وبهذه الاية الكريمة لفت لاول السورة - 00:05:48ضَ

فاذا كان اولئك يسعون لجمع المال بالتطفيف فلهم الويل يوم القيامة واذا كان الابرار في نعيم يوم القيامة وهذا شرابهم وذلك هو محل المنافسة. لا في التطفيف من الحب او اي مكيل او موزون - 00:06:11ضَ

قوله تعالى ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون وصفهم بالاجرام هنا يشعر بانه السبب في ضحكهم من المؤمنين وتغامزهم بهم تقدم في سورة البقرة بيان موجب اخر - 00:06:34ضَ

في قوله تعالى زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا وقد بين الله جل وعلا في سورة البقرة ان الذين اتقوا فوق هؤلاء يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب - 00:06:56ضَ

وتكلم الشيخ رحمه الله تعالى هناك واحال على هذه الاية في البيان لنوع السخرية وزاد البيان في سورة الاحقاف عند قول الله تعالى وقال الذين كفروا للذين امنوا لو كان خيرا ما سبقونا اليه - 00:07:17ضَ

وبين الدافع لهم على هذا القول ونتيجة قولهم وساق اية المطففين عندها وكذلك عند اول سورة الواقعة في كلامه على قول الله تعالى خافضة رافعة ومما تجدر الاشارة اليه ان هذه الحالة ليست خاصة بهذه الامة. بل تقدم التنبيه على انها في غيرها ممن تقدم من الامم - 00:07:39ضَ

ففي قوم نوح قوله تعالى ويصنع الفلك وكل ما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه وكان الجواب عليهم قال ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه. ويحل عليه عذاب مقيم - 00:08:12ضَ

وجاء ما يفيد اكثر من ذلك حتى وقع الاستهزاء بالرسل عليهم صلوات الله وسلامه في قوله تعالى ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون - 00:08:33ضَ

قال المؤلف اثابه الله تنبيه اذا كان هذا حال بعض الذين اجرموا مع بعض ضعفة المؤمنين وكذلك حال بعض الامم مع رسلها. فان الداعية الى الله تعالى يجب عليه الا يتأثر بسخرية احد منه - 00:08:50ضَ

وان يعلم انه على سنن غيره من الدعاة الى الله تعالى. وان الله سينتصر له عاجلا او اجلا كما في سياق هذه الايات قوله تعالى فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون - 00:09:11ضَ

هل ذوب الكفار ما كانوا يفعلون هذا رد على سخرية المشركين منهم في الدنيا وهو كما في قوله والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة تقدم للشيخ رحمه الله بيان ذلك في سورة المؤمنون - 00:09:29ضَ

عند كلامه على قول الله جل وعلا اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء ما قد مضى حاملا ان نلتقي بكم قريبا ان شاء الله وانتم بخير - 00:09:47ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:05ضَ