قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (780) - ربع يس (192) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان قال المؤلف اثابه الله في تفسير سورة الانشقاق - 00:00:03ضَ
قوله تعالى اذا السماء انشقت تقدم الكلام عليه في اول سورة الانفطار عند قوله جل وعلا اذا السماء انفطرت والاحالة على كلام للشيخ رحمه الله في سورتي الشورى وقاف قوله تعالى واذنت لربها وحقت - 00:00:27ضَ
تقدم بيان مادة اذنا في سورة الجمعة عند الكلام على الاذان واذنت هنا بمعنى استمعت واطاعت وحقت اي حق لها او هي محقوقة بذلك اي لا يوجد ممانع لهذا الامر - 00:00:55ضَ
وقد حمله بعض المفسرين على المعنى المجازي في اذنت اي لما لم يكن ممانعة من تشققها كان ذلك بمثابة الامتثال والاستماع وقد قدمنا ان للجمادات بالنسبة الى الله جل وعلا حالة - 00:01:17ضَ
ليست كما هي بالنسبة للمخلوقين في مبحث اول الحشر بمعنى التسبيح من الجمادات وقد جاء صريحا في حق السماء والارض من ذلك قوله تعالى انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال - 00:01:41ضَ
فابين ان يحملنها واشفقن منها وقوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين قوله تعالى واذا الارض مدت اي سويت - 00:02:03ضَ
وازيلت جبالها وسويت وهادها كما قال تعالى ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ويذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا ومن هذا الحديث عن ابن عباس وعن علي رضي الله عنهما - 00:02:26ضَ
وساق هذا الثاني ابن كثير عن ابن جرير بسنده الى علي بن الحسين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة مد الله الارض مد الاديم حتى لا يكون لبشر من الناس الا موضع قدميه - 00:02:51ضَ
فاكون اول من يدعى الحديث وعن ابن عباس رضي الله عنهما تمد كما يمد الاديم العكاظي وعند القرطبي عن ابن عباس يزاد فيها كذا وكذا وقال الرازي هو بمعنى تبدل الارض غير الارض - 00:03:15ضَ
والواقع ان استبدال الارض غير الارض ليس على معنى الذهاب بهذه الموجودة والاتيان بارض جديدة لما جاء في حديث الاذان انه ما من حجر ولا مدر ولا شجر يسمع صوت المؤذن الا سيشهد له يوم القيامة - 00:03:42ضَ
والذي يؤتى به من جديد لا يتأتى له ان يشهد على شيء لم يشهده وعلى كل حال فان تسيير الجبال وتسوية الارض لا شك انه يوجد زيادة في وجه الارض - 00:04:06ضَ
ومساحتها سواء مدت بكذا وكذا كما قال ابن عباس او مدت بتوسعة اديمها وزيد في بسطها بعد ان تلقي ما في جوفها والشيء السميك اذا ما ضغط خفت سماكته وزادت مساحته - 00:04:23ضَ
كما يشير اليه قول الله جل وعلا كلا اذا دكت الارض دكا دكا وقوله تعالى فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة فيومئذ وقعت الواقعة - 00:04:47ضَ
وانشقت السماء فهي يومئذ واهية يكون مد الارض بسبب دكها فيزاد في بسطها ولعل هذا الوجه هو ما يشهد له القرآن لجمع الامرين هنا وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة - 00:05:10ضَ
فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهو موافق لما في هذه السورة من قوله اذا السماء انشقت وقوله بعده واذا الارض مدت والله اعلم قوله تعالى والقت ما فيها وتخلت قيل القت كنوزها وتخلت عنها - 00:05:35ضَ
ورد هذا بان ذلك قد يكون قبل الساعة وقيل القت الموتى وتخلت عنهم بعد قيامهم وبعضهم من قبورهم فلم يبق في جوف الارض احد وقوله تعالى وتخلت اي بعد ان كانت لهم كفاة احياء وامواتا - 00:06:05ضَ
وبعد ان كانت لهم مهادا لفظتهم وتخلت عنهم وهذا ما يزيد في رهبة الموقف وشدته والتضييق على العباد وان لا ملجأ لهم ولا منجى من الله الا اليه كما قال جل وعلا كلا لا وزر - 00:06:32ضَ
الى ربك يومئذ المستقر قوله تعالى واذنت لربها وحقت اي كما اذنت السماء فالكون كله اذا مطيع منقاد لاوامر الله طوعا او كرها وقوله تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه - 00:06:56ضَ
قيل الانسان للجنس وقيل لفرد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن السياق يدل على الاول للتقسيم الاتي بعده وهو قول الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه ثم قوله - 00:07:28ضَ
واما من اوتي كتابه بشماله لانه لا يكون لفرد وان مع للجنس وعلى انه للجنس فالكدح هو العمل جهد النفس وقال ابن مقبل وما الدهر الا تارتان فمنهما اموت واخرى ابتغي العيش اكدح - 00:07:52ضَ
وقال غيره مشيرا الى ان الكدح فيه معنى النصب ومضت بشاشة كل عيش صالح وبقيت اكدح للحياة وانصب ويشهد لهذا المعنى قول الله جل وعلا لقد خلقنا الانسان في كبد - 00:08:18ضَ
كما قدمناه في محله ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء ما قد سلف ونأمل ان نلتقي بكم قريبا وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:39ضَ