قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (786) - ربع يس (198) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
قوله تعالى وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد هذا ما يسمى اسلوب المدح بما يشبه الذم ونظيره في العربية قول الشاعر ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم بهن فلول من قراء الكتائب - 00:00:27ضَ
وذكر ابو حيان قول الشاعر وهو قيس الرقيات ما نقموا من بني امية الا انهم يحلمون ان غضبوا وقول الاخر ولا عيب فيها غير شكلة عينها كذاك عناق الطير شكل عيونها - 00:00:50ضَ
يقال عين شكلاء اذا كان في بياضها حمرة قليلة يسيرة وقدمنا ان نقمتهم عليهم للمستقبل كما في قوله تعالى الا ان يؤمنوا بالله لا على الماضي الا ان امنوا لانهم كانوا يقولون لهم اما ان ترجعوا عن دينكم - 00:01:15ضَ
او ان تلقوا في النار ولم يحرقوهم على ايمانهم السابق بل على اصرارهم على الايمان في المستقبل والاتيان هنا بصفتي الله تعالى العزيز الحميد اشعار بانه جل وعلا قادر على نصرة المؤمنين والانتقام من الكافرين - 00:01:40ضَ
اذ العزيز هو الغالب كما يقولون من عز بز ولكن جاء بصفة الحميد ليشعر بامرين الاول ان المؤمنين امنوا رغبة ورهبة رغبة في الحميد على ما يأتي في قوله الغفور الودود - 00:02:06ضَ
ورهبة من العزيز كما سيأتي في قوله ان بطش ربك لشديد وهذا كمال الايمان رغبة ورهبة واحسن حالات المؤمن والامر الثاني حتى لا ييأس اولئك الكفار من فضله ورحمته كما قال تعالى ثم لم يتوبوا - 00:02:30ضَ
اذ اعطاهم المهلة وذلك من اثار صفته الحميد سبحانه وتعالى قوله تعالى الذي له ملك السماوات والارض تأكيد وبيان لقوله العزيز الحميد اذ لا يخرج عن سلطانه احد. فهو القاهر فوق عباده - 00:02:53ضَ
وهو المدبر امر ملكه سبحانه وتعالى قوله والله على كل شيء شهيد هو ربط باول السورة وشاهد ومشهود فهو سبحانه على كل شيء شهيد ومن ذلك فعل اولئك وفي شدة تخويف اولئك - 00:03:14ضَ
وتحذيرهم ومن على شاكلتهم بان الله تعالى شهيد على افعالهم. فلن تخفى عليه خافية وقد جاء بصيغة المبالغة في قوله شهيد بما يتناسب مع هذا المقام كما فيه المقابلة بالفعل - 00:03:39ضَ
اذ كانوا قعودا على النار وشهودا على احراق اولياء الله تعالى وهو سبحانه سيعاملهم بالمثل اذ يحرقهم وهو عليهم شهيد قوله ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا يحتمل ان يكون مرادا به اصحاب الاخدود - 00:03:59ضَ
وفتنوا بمعنى احرقوا ويحتمل ان يكون عاما في كل من اذى المؤمنين ليفتنهم عن دينهم ويردهم عنه باي انواع الفتنة والتعذيب وقد رجح الاخير ابو حيان وحمله على العموم اولى - 00:04:23ضَ
ليشمل كفار قريش بالوعيد والتهديد وتوجيههم الى التوبة مما اوقعوه بضعفة المؤمنين كعمار وبلال وصهيب وغيرهم رضي الله ويرجح هذا العموم العموم الاخر الذي يقابله في قول الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:04:45ضَ
لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير. فهذا عام بلا خلاف في كل من اتصف بهذه الصفات قوله تعالى ان بطش ربك لشديد في مقام المنطوق بالمفهوم من العزيز الحميد كما تقدم - 00:05:11ضَ
وقوله انه هو يبدئ ويعيد قيل يبدأ الخلق ويعيده كالزرع والنبات والانسان بالمولد والموت ثم البعث وقيل يبدأ الكفار بالعذاب ويعيده عليهم واستدل لهذا بقوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب - 00:05:33ضَ
وفي الحديث ما من صاحب ابل لا يؤدي زكاتها الا اذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ثم يأتي بها اوفر ما تكون سمنا فتطؤه بخفافها فتستنوا عليه كلما مر عليه اخرها اعيد عليه اولها - 00:06:00ضَ
حتى يقضى بين الخلائق فيرى مصيره اما الى جنة واما الى نار الى اخر الحديث في صاحب البقر والغنم والذهب ولكن الذي يظهر والله تعالى اعلم هو الاول لانه يكثر في القرآن - 00:06:23ضَ
كقوله تعالى انه يبدأ الخلق ثم يعيده وقوله قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فانى تؤفكون وجعله اية على قدرته ودليلا على عجز الشركاء المزعومين ونقصهم في قوله في اول هذه الاية - 00:06:41ضَ
قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده ورد عليهم بقوله قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده وكذا قوله جل وعلا كما بدأنا اول خلق نعيده قوله تعالى هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمود - 00:07:02ضَ
بعد عرض قصة اصحاب الاخدود تسلية للمؤمنين وتثبيتا لهم وزجرا للمشركين وردعا لهم جاء باخبار لبعض من سبق من الامم وفرعون وثمود بدل من الجنون في الاية. وهم جمع جند - 00:07:23ضَ
وهم الكثرة واصحاب القوة وحديثه ما قص الله من خبره مع موسى وبني اسرائيل وفي اختيار فرعون هنا بعد اصحاب الاخدود لما بينهما من المشاكلة والمشابهة اذ فرعون طغى وادعى الربوبية - 00:07:45ضَ
كملك اصحاب الاخدود الذي قال لجليسه الك رب غيري ولتعذيبه بني اسرائيل بتقتيل الاولاد واستحياء النساء ولتقديم الايات والبراهين على صدق الداعية اذ موسى عليه السلام قدم لفرعون من ايات ربه الكبرى فكذب وعصى - 00:08:06ضَ
والغلام قدم لذلك الملك الايات الكبرى. ابراء الاكمة والابرص باذن الله وعجز فرعون عن موسى وادراكه وعجز الملك عن قتل الغلام. اذ نجاه الله من الاغراق والدهدهة من قمة الجبل - 00:08:29ضَ
وكان لهذا ان يرعوي عن ذلك ويتفطن للحقيقة ولكن سلطانه اعماه كما اعمى فرعون وكذلك امن السحرة لما رأوا اية موسى وخروا لله سجدا وهكذا هنا امن الناس برب الغلام - 00:08:48ضَ
فوقع الملك فيما وقع فيه فرعون اذ جمع فرعون السحرة ليشهد الناس عجز موسى وقدرته هو فانقلب الموقف عليه وكان اول الناس ايمانا هم اعوان فرعون على موسى وهكذا هنا - 00:09:08ضَ
كان اسرع الناس ايمانا الذين جمعهم الملك ليشهدوا قتله الغلام فظهر تناسب ذكر فرعون دون غيره من الامم وان كان في الكل عظة وعبرة ولكن هذا منتهى الاعجاز في قصص القرآن واسلوبه - 00:09:28ضَ
والله تعالى اعلم وكذلك ثمود لما كان منهم من مظاهرة القوة والطغيان وقد جمعهما الله جل وعلا ايضا معا في سورة الفجر في قوله وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الاوتاد - 00:09:49ضَ
وهكذا جمعهما هنا قوله تعالى بل الذين كفروا في تكذيب اي مستمر في كل الامم وتقدم في سورة الانفطار قبلها قوله بل الذين كفروا يكذبون فقال الكرماني ان المغايرة لمراعاة رؤوس الاي والفواصل - 00:10:10ضَ
ولكن الظاهر من السياق في الموضعين مراعاة السياق لا فواصل الاية لان في سورة الانشقاق الحديث مع المشركين لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون واذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون - 00:10:35ضَ
بل الذين كفروا يكذبون وفي سورة البروج هنا ذكر الامم من فرعون وثمود واصحاب الاخدود والمشركين في مكة. ثم بعده قوله بل الذين كفروا في تكذيب مناسبة هذا هنا وناسب ذاك هناك - 00:10:54ضَ
والله تعالى اعلم ايها المستمعون الكرام كان هذا مقدار لقائنا حاملا ان يتجدد اللقاء بيننا وبينكم قريبا باذن الله وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:14ضَ