قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (789) - ربع يس (201) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان قال المؤلف اثابه الله قوله تعالى الذي خلق فسوى - 00:00:03ضَ

اطلق الخلق ليعم كل مخلوق كما تقدم في السجدة قوله تعالى الذي احسن كل شيء خلقه والتسوية التقويم والتعديل وقد خلق الله كل مخلوق مستويا على احسن ما يتناسب لخلقته وما خلق له - 00:00:30ضَ

وخلق السماوات فسواها في اقوى بناء واعلى سمك واشد تمازك لا ترى فيها من تشقق ولا فطور وزينها بالنجوم وخلق الارض ودحاها واخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها وجعلها فراشا - 00:00:54ضَ

ومهادا وخلق الاشجار وسواها على ما تصلح له من ذوات الثمار ووقود النار وغير ذلك وهذه الحيوانات في خلقتها وتسويتها كما قال سبحانه افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت - 00:01:21ضَ

والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت اما الانسان فهو في احسن تقويم كل ذلك مما يستوجب حقا له سبحانه ان يسبح اسمه في ذاته وجميع صفاته حيث جمع بين الخلق والتسوية - 00:01:46ضَ

لكمال القدرة والتنزه عن كل نقص قوله تعالى والذي قدر فهدى اطلق هنا التقدير ليعم كل مقدور وهو عائد على كل مخلوق لان من لوازم الخلق التقدير كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر - 00:02:09ضَ

وكقوله قد جعل الله لكل شيء قدرا وهذه الاية ومثيلاتها من اعظم ايات القدرة وقد جمعها تعالى عند التعريف التام لله جل وعلا لما سأل فرعون نبي الله موسى عن ربه - 00:02:38ضَ

قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وقد تقدم بيان عموم قوله جل وعلا الذي خلق فسوى وهنا قدر كل ما خلق وهذا كل مخلوق الى ما قدره له - 00:02:59ضَ

وفي العالم العلوي قدر مقادير الامور وهدى الملائكة لتنفيذها وقدر مسير الافلاك وهداها الى ما قدر لها كل في فلك يسبحون وفي الاشجار والنباتات قدر لها ازمنة معينة في ايتائها وهدايتها الى ما قدر لها - 00:03:24ضَ

الجذر ينزل الى اسفل والنبتة تنمو الى اعلى وهكذا الحيوانات في تلقيحها ونتاجها وارضاعها كل قد هداه الى ما قدر له وهكذا الانسان وقد قال الفخر الرازي ان العالم كله داخل تحت منطوق هذه الاية - 00:03:50ضَ

اما معناها بالتفصيل وتقدم للشيخ رحمه الله تعالى في سورة طه عند الكلام على قول الله جل وعلا قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى قوله تعالى سنقرؤك فلا تنسى الا ما شاء الله - 00:04:20ضَ

تقدم للشيخ رحمه الله معنى نقرئك في سورة طه الكلام على قول الله تعالى ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وبينه باية القيامة لا تحرك به لسانك لتعجل به - 00:04:45ضَ

ان علينا جمعه وقرآنه وقوله فلا تنسى بحثه الشيخ رحمه الله تعالى في دفع ايهام الاضطراب مع ما ينسخ من الايات فينساه وسنأتي عليه لاحقا ان شاء الله تعالى قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى - 00:05:09ضَ

هل من هنا بمعنى اذ او انها شرطية وهل للشرط مفهوم مخالفة ام لا كل ذلك بحثه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بتوسع في دفع ايهام الاضطراب ورجح انها شرطية - 00:05:37ضَ

وقسم المدعو الى ثلاثة اقسام مقطوع بنفعه ومقطوع بعدم نفعه ومحتمل وقال محل التذكير ما لم يكن مقطوعا بعدم نفعه فمن بين له مرارا فاعرض كابي لهب وقد اخبر الله عنه بمآله - 00:06:01ضَ

فلا نفع في تذكيره قوله تعالى سيذكر من يخشى تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان الحكمة من الذكرى ومنها تذكير المؤمنين وذلك في الكلام على قوله تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين - 00:06:27ضَ

في سورة الذاريات قوله تعالى ويتجنبها الاشقى الذي يصلى النار الكبرى اي بسبب شقائهم السابق ازلا كما قال تعالى واما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق قوله تعالى ثم لا يموت فيها ولا يحيى - 00:06:52ضَ

نفى عنه الضدين لان الانسان بالذات اما حي واما ميت ولا واسطة بينهما ولكن في يوم القيامة تتغير الموازين والمعايير وهذا ابلغ في التعذيب. اذ لو مات لاستراح مع انه يتلقى من العذاب ما لا حياة معه - 00:07:22ضَ

كما في قوله تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها وقوله ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان معنى ذلك - 00:07:49ضَ

في سورة طه عند الكلام على قول الله جل وعلا انه من يأتي ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى قوله تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى - 00:08:11ضَ

اسند الفلاح هنا الى من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وفي غير هذه الاية اسند التزكية لمشيئة الله في نحو قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا - 00:08:33ضَ

وفي اية اخرى نهى عن تزكية النفس وقد تقدم للشيخ رحمه الله بيان ذلك في سورة النور عند الكلام على قول الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد - 00:08:55ضَ

على ان زكى بمعنى تطهر من الشرك والمعاصي لا على انه اخرج الزكاة والذي يظهر ان اية النجم انما نهي فيها عن تزكية النفس لما فيه من امتداحها وقد لا يكون صحيحا - 00:09:16ضَ

كما في سورة الحجرات من قوله جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا والله تعالى اعلم ايها المستمعون الكرام كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء - 00:09:40ضَ

وحتى نلقاكم مرة اخرى نستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:00ضَ