قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (792) - ربع يس (204) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان قال المؤلف اثابه الله قوله تعالى - 00:00:03ضَ

لا اقسم بهذا البلد تقدم الكلام على هذه اللام وهل هي لنفي القسم او لتوكيده وذلك عند قول الله تعالى لا اقسم بيوم القيامة الا انها هنا ليست للنفي لان الله جل وعلا قد اقسم بهذا البلد في موضع اخر - 00:00:28ضَ

وهو قوله تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين لان هذا البلد مراد به مكة اجماع لقوله تعالى بعده وانت اي الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا البلد اي حال او حلال به - 00:00:57ضَ

وهو مكة على ما سيأتي ان شاء الله وقد ذكر القرطبي وغيره نظائرها من القرآن والشعر العربي مما لا يدل على نفي كقول الله تعالى ما منعك الا تسجد اذ امرتك - 00:01:25ضَ

مع ان المراد ما منعك من السجود وكقول الشاعر تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتقطعوا اي هذا صميم القلب يتقطع وقد بحثها الشيخ رحمه الله تعالى بحثا مطولا - 00:01:47ضَ

في دفع ايهام الاضطراب قوله تعالى وانت حل بهذا البلد بمعنى حال والفعل المضاعف يأتي مضارعه من باب نصر وضرب فان كان متعديا كان من باب نصره تقول حل العقدة يحلها بالضم - 00:02:13ضَ

تقول حل بالمكان يحل بالكسر اذا اقام والاحلال دون الاحرام وقد اختلف في المراد بقوله هل هو من الاحلال بالمكان او من التحلل ضد الاحرام فاكثر المفسرين انه من الاحلال ضد الاحرام - 00:02:42ضَ

ثم اختلفوا في المراد بالاحلال هذا وقيل هو احلال مكة له في عام الفتح ولم تحل لاحد قبله ولا بعده وقيل حل اي حلال له ما يفعل بمكة غير اثم - 00:03:10ضَ

بينما هم اثمون بفعلهم وقيل حل اي ان المشركين معظمون لهذا البلد وحرمته في نفوسهم ولكنهم مستحلون ايذائك واخراجك وذكر ابو حيان انه من الحلول والبقاء والسكن. اي وانت حال بها - 00:03:31ضَ

انتهى وعلى الاول يكون اخبارا عن المستقبل ووعدا بالفتح وانها تحل له بعد ان كانت حراما يقاتل اهلها وينتصر عليهم او انه تسلية له وان الله جل وعلا عالم بما يفعلون به - 00:03:59ضَ

وسينصره عليهم وعلى الثاني يكون تأكيدا لشرف مكة حرسها الله تعالى اذ هي اولا فيها بيت الله وهو شرف عظيم ثم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حال فيها بين اهلها - 00:04:25ضَ

قال صاحب التتمة اثابه الله والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا الثاني هو الراجح وان كان اقل قائلا وذلك لقرائن من السورة نفسها. ومن غيرها من القرآن الكريم منها ان حلوله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد - 00:04:50ضَ

له شأن عظيم فعلا واهمه ان الله رافع عنهم العذاب لوجوده فيهم كما قال تعالى وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وكأنه جل وعلا يقول وهذا البلد الامين من العذاب - 00:05:16ضَ

وهؤلاء الامنون من العذاب بفضل وجودك فيهم باذن الله جل وعلا ومنها انه صلى الله عليه وسلم بحلوله فيها بين اظهرهم يلاقي من المشاق ويصبر عليها وفي ذلك اروع المثل للصبر على المشاق في الدعوة - 00:05:40ضَ

وقد اذوه كل الايذاء حتى وضعوا سلا الجزور عليه صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عند الكعبة وهو يصبر عليهم واذوه في عودته من الطائف وجاءه ملك الجبال نصرة له. فابى وصبر - 00:06:08ضَ

ودعا لهم ومنعوه الدخول الى بلده فصبر. ولم يدعو عليهم ورضي الدخول في جوار رجل مشرك وهذا هو المناسب لقوله بعده لقد خلقنا الانسان في كبد وهذا من اعظمه فاذا كان كل انسان يكابد في حياته ايا كان هو - 00:06:30ضَ

ولاي غرض كان ومكابدتك تلك جديرة بالتقدير والاعظام حتى يقسم بها والله تعالى اعلم قوله تعالى ووالد وما ولد قيل الوالد هو ادم وما ولد قيل ما نافية وقيل مصدرية - 00:07:00ضَ

وعلى انها نافية اي وكل عظيم لم يولد له وعلى المصدرية اي بمعنى الولادة من تخليص نفس من نفس وما يسبق ذلك من تلقيح وحمل ونمو الجنين وتفصيله وتسهيل ولادته - 00:07:29ضَ

وقيل ووالد وما ولد. كل والد ومولود من حيوان وانسان وقد رجح بعض العلماء ان الوالد هو ادم وما ولد هم ذريته لانه المناسب مع هذا البلد لانها ام القرى - 00:07:55ضَ

وهو ابو البشر كانه اقسم باصول الموجودات وفروعها قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد تقدم بيانه عند قوله جل وعلا يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقي - 00:08:15ضَ

ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما قد مضى املا ان نجتمع بكم في لقاء قريب باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:41ضَ