قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (793) - ربع يس (205) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان قوله تعالى يقول اهلكت مالا لبدا - 00:00:03ضَ
ايحسب ان لم يره احد لم يبين هنا ايراه احد ومن الذي يراه؟ ومعلوم ان الله سبحانه وتعالى يراه ولكن جاء الجواب مقرونا بالدليل والاحصاء في قوله تعالى بعده الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين - 00:00:28ضَ
وهديناه النجدين لان من جعل للانسان عينين يبصر بهما ويعلم منه خائنة الاعين ولسانا ينطق به ويحصي عليه ما يلفظ من قول وهداه الطريق طريق البذل وطريق الامساك واذا كان الامر كذلك فلن ينفق درهما - 00:00:54ضَ
الا وهو سبحانه يعلمه ويراه قوله تعالى وهديناه النجدين النجد الطريق وهو كما تقدم في سورة الانسان بعد تفصيل خلق الانسان انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه وجعلناه سميعا بصيرا. انا هديناه السبيل - 00:01:22ضَ
هاي الطريق على كلا الامرين بدليل قوله اما شاكرا واما كفورا وتقدم المعنى هناك ويأتي في السورة بعدها عند قوله جل وعلا فالهمها فجورها وتقواها زيادة ايضاح له ان شاء الله تعالى - 00:01:51ضَ
قوله تعالى فلا اقتحم العقبة بين المراد بالعقبة فيما بعد بقوله تعالى وما ادراك ما العقبة ثم ذكر تفصيلها وقد ذكر ان كل ما جاء بصيغة وما ادراك وقد جاء تفصيله بعده - 00:02:18ضَ
كقوله تعالى القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبذول. الايات وتقدم عند قوله تعالى الحاقة ما الحاقة وفي تفسير العقبة بالمذكورات من فك الرقبة واطعام اليتيم والمسكين - 00:02:46ضَ
توجيه الى ضرورة الانفاق حقا لا ما يدعيه الانسان بدون حقيقة في قوله اهلكت مالا نبدا اما فك الرقبة فانه الاسهام في عتق الرقيق والاستقلال في عتقها يعبر عنه بفك النسمة - 00:03:14ضَ
وهذا العنصر من العمل بالغ الاهمية حيث قدم في سلم الاقتحام لتلك العقبة وقد جاءت السنة ببيان فضل هذا العمل حتى اصبح عتق الرقيق او فك النسمة يعادل به عتق المعتق من النار - 00:03:42ضَ
كل عضو بعضو وفيه نصوص عديدة ساقها ابن كثير رحمه الله تعالى وبهذا اشعار بحقيقة موقف الاسلام من الرق ومدى حرصه وتطلعه الى تحرير الرقاب ها هو هنا يجعل عتق الرقبة - 00:04:07ضَ
كلما اقتحام العقبة وجعله عتقا للمعتق من النار كل عضو بعضو ومعلوم ان كل مسلم يسعى لذلك وجعله كفارة لكل يمين وللظهار بين الزوجين وكفارة القتل الخطأ كل ذلك نوافذ لاطلاق الاسارى وفك الرقاب - 00:04:29ضَ
في الوقت الذي لم يفتح للاسترقاق الا بابا واحدا هو الاسر في القتال مع المشركين لا غير وهما مما سبق تنبيها عليه ردا على المستشرقين ومن تأثر بهم في دعواهم على الاسلام - 00:04:59ضَ
انه متعطش لاسترقاق الاحرار انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه سلام على قول الله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم - 00:05:23ضَ
في سورة الاسراء وحديث حول ذلك قوله تعالى او اطعام في يوم ذي مسغبة اي شدة وجوع والشاغب هو الجائر قال القرطبي وانشد ابو عبيدة فلو كنت جارا يا ابن قيس لعاصم - 00:05:47ضَ
شبعانا وجارك ساغبا اي لو كنت جارا بحق تعنى بحق الجار لما حدث لجارك هذا وهذا القيد لحال الاطعام دليل على قوة الايمان بالجزاء وتقديم ما عند الله على ما في قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه - 00:06:14ضَ
مسكينا ويتيما واسيرا على ما تقدم من ان الضمير في حبه انه للطعام وهذا غالب في حالات الشدة والمسغبة وقوله جل وعلا كذلك ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة - 00:06:43ضَ
وهي اعلى منازل الفضيلة في الاطعام وقوله يتيما ذا مقربة اليتيم من حرم ابويه او احدهما وقد خصوا باللغة يتيم الحيوان بما فقد الام وفي الطير بما فقد الابوين وفي الانسان - 00:07:07ضَ
بمن فقد الاب وذا مقربة اي قرابة وخص به لان الاطعام في حقه افضل واولى من غيره وفيه الحديث ان الصدقة على القريب صدقة وصلة وعلى البعيد صدقة فقط والاحاديث في الاحسان الى اليتيم متظافرة - 00:07:30ضَ
ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين واشار بالسبابة والتي تليها قوله تعالى او مسكينا ذا متربة قيل المسكين من السكون وقلة الحركة والمتربة اللصوق بالتراب - 00:07:55ضَ
وقد اختلف في التفريق بين المسكين والفقير ايهما اشد احتياجا وما حد كل منهما واتفقوا اولا على انه اذا افترق اجتمعا واذا اجتمع افترقا واذا ذكر احدهما فقط فيشمل الثاني معه - 00:08:19ضَ
ويكون الحكم جامعا لهما كما هو هنا فالاطعام يشمل الاثنين معا واذا اجتمعا فرق بينهما بالتعريف المسكين كما تقدم والفقير قالوا مأخوذ من الفقرة وهي الحفرة تحفر للنخلة ونحوها للغرب - 00:08:44ضَ
وكأنه نزل الى حفرة لم يخرج منها وقيل من فقار الظهر واذا اخذت فقارب منها عجز عن الحركة وقيل على هذا ان الفقير اشد حاجة ويرجحه ما جاء في قول الله تعالى اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر - 00:09:11ضَ
فسماهم مساكين مع وجود سفينة لهم يتسببون عليها للمعيشة ولقوله صلى الله عليه وسلم اللهم احيني مسكينا وامتني مسكينا. الحديث مع قوله عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من الفقر - 00:09:39ضَ
وهذا الذي عليه الجمهور خلافا لمالك رحمهم الله تعالى وقد قالوا في تعريف كل منهما المسكين من يجد اقل مما يكفيه والفقير من لا يجد شيئا والله تعالى اعلم قوله تعالى ثم كان من الذين امنوا - 00:10:01ضَ
هذا قيد في اقتحام العقبة بتلك الاعمال من عتق او اطعام لان عمل غير المؤمن لا يجعله يقتحم العقبة يوم القيامة لاحباط عمله والاستيفاء جزاءه في الدنيا وثم هنا للترتيب الذكري لا الزمني - 00:10:24ضَ
لان الايمان مشروط وجوده عند العمل تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان شروط قبول العمل وصحته في سورة الاسراء عند قول الله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن - 00:10:49ضَ
وكقوله ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن وقوله من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن لان الايمان هو العمل الاساسي في حمل العبد على عمل الخير يبتغي به الثواب - 00:11:10ضَ
وخاصة الانفاق في سبيل الله لانه بذل دون عوض عاجل وقد بحث العلماء موضوع عمل الكافر الذي عمله حالة كفره ثم اسلم هل ينتفع به بعد اسلامه ام لا والراجح انه ينتفع به - 00:11:31ضَ
كما ذكر القرطبي ان حكيم ابن حزام رضي الله عنه بعدما اسلم قال يا رسول الله انا كنا باعمال في الجاهلية فهل لنا منها شيء وقال عليه الصلاة والسلام اسلمت على ما اسلفت من خير - 00:11:54ضَ
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله كان في الجاهلية يصل الرحم. ويطعم الطعام ويفك العاني ويعتق الرقاب ويحمل على ابله لله. فهل ينفعه ذلك شيئا؟ قال لا - 00:12:19ضَ
انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ومفهومه انه لو قالها اي لو اسلم فقالها لكان ينفعه والله تعالى اعلم قوله تعالى وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة تتمة لصفاتهم - 00:12:39ضَ
والصبر عام على الطاعة وعن المعصية والمرحمة زيادة في الرحمة وفي الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن وذكر المرحمة هنا يتناسب مع العطف على الرقيق والمسكين واليتيم والله تعالى اعلم ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء - 00:13:01ضَ
ما قد سلف لنا بعده ان شاء الله لقاء اخر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:13:25ضَ