قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (794) - ربع يس (206) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه ونحن في هذه الحلقة نمضي مع المؤلف في حديثه حول قول الله تعالى ونفس وما سواها قال اثابه الله تنبيه في مجيئها بعد تلك الايات الكونية من شمس وقمر وليل ونهار وسماء وارض - 00:00:25ضَ

لفت الى وجوب التأمل في تلك المخلوقات يستلهم منها الدلالة على قدرة خالقها والاستدلال على تغير الازمان وحركة الافلاك واحداث السماء بالبناء انه لا بد لهذا العالم من صانع ولابد للمحدث المتجدد من فناء وعدم - 00:00:51ضَ

كما عرض ابراهيم عليه السلام على النمرود نماذج الاستدلال على الربوبية والالوهية فاشار الى الشمس اولا. ثم الى القمر ثم انتقل به الى الله جل وعلا وقوله فالهمها فجورها وتقواها - 00:01:21ضَ

ان كان الهمها بمعنى هداها وبين لها فهو كما في قوله وهديناه النجدين وقوله انا هديناه السبيل وهذا على الهداية العامة التي بمعنى الدلالة والبيان وان كان بمعنى التيسير والالزام - 00:01:47ضَ

ففيه اشكال القدر في الخير للاختيار وقد بحث هذا المعنى الشيخ رحمه الله تعالى في دفع ايهام الاضطراب بحثا وافيا قوله تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها - 00:02:13ضَ

هذا هو جواب القسم فيما تقدم الواو قد حذفت منه اللام لطول ما بين المقسم به والمقسم عليه وقد نوه عنه الشيخ رحمه الله عند الكلام على قول الله تعالى ان ذلك لحق تخاصم اهل النار - 00:02:37ضَ

في سورة صاد وانه استدلوا لهذه الاية عليه والاصل لقد افلح فحذفت اللام لطول الفصل وزكاها بمعنى طهرها واول ما يطهرها منه دنس الشرك ورجسه كما في قوله جل وعلا - 00:03:00ضَ

انما المشركون نجس وتطهيرها منه بالايمان ثم يكون تطهيرها من المعاصي بالتقوى كما في قوله سبحانه ولا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ثم بعمل الطاعات قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى - 00:03:26ضَ

واختلف في مرجع الضمير في قوله زكاها وقوله دساها وهو راجع الى اختلافهم في قوله فالهمها فجورها وتقواها فهل يعود الى الله جل وعلا كما في قوله ونفس وما سواها - 00:03:56ضَ

ام يعود الى العبد ويمكن ان يستدل لكل قول ببعض النصوص فمما يستدل به للقول الاول قول الله تعالى بل الله يزكي من يشاء ولا تظلمون فتيلا وقوله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته - 00:04:19ضَ

ما زكى منكم من احد ابدا وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند هذه الاية اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها - 00:04:45ضَ

ومما استدل به للقول الثاني قوله جل وعلا قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وقوله سبحانه ومن تزكى فانما يتزكى لنفسه. والى الله المصير وقوله فقل هل لك الى ان تزكى واهديك الى ربك فتخشى - 00:05:08ضَ

وقوله وما يدريك لعله يزكى وكلها كما ترى محتملة والاشكال فيها كالاشكال فيما قبلها قال المؤلف اثابه الله والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الجمع بين تلك النصوص كالجمع فيما قبلها - 00:05:38ضَ

وان ما يتزكى به العبد من ايمان وعمل في طاعة او ترك معصية فانه بفضل من الله في قوله تعالى المصرح بذلك ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا - 00:06:02ضَ

وكل النصوص التي فيها عود الضمير او اسناد التزكية الى العبد فانها بفضل من الله ورحمة كما تفضل عليه بالهدى والتوفيق للايمان وهو الذي يتفضل عليه بالتوفيق الى العمل الصالح وترك المعاصي - 00:06:23ضَ

كما في قولك لا حول ولا قوة الا بالله وكما في قوله تعالى فلا تزكوا انفسكم وقوله جل وعلا الم تر الى الذين يزكون انفسهم وانما هو بمعنى المدح والثناء - 00:06:46ضَ

كما في قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا بل ان في قوله تعالى بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا فيه الجمع بين الامرين - 00:07:06ضَ

القدري والشرعي بل الله يزكي من يشاء بفضله ولا تظلمون فتيلا بعدله والله تعالى اعلم قوله تعالى كذب الثمود بطغواها اذ انبعث اشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها - 00:07:24ضَ

فكذبوه فعقروها ثمود اسم للقبيلة اسند اليها التكذيب اي بنبي الله صالح عليه السلام واشقاها هو عاقر الناقة واسند الانبعاث اليه وحده ثم جاء بعده فكذبوه فعقروها واسند العقر اليهم - 00:07:50ضَ

وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه. الجمع بين ذلك في سورة الزخرف ومضمونه انهم متواطئون معه كما في قوله جل وعلا فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكانوا شركاء له في عقرها - 00:08:20ضَ

وفي قصة ابي طلحة في صيد الحمار الوحشي انه سألهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم محرمون للعمرة هل دله عليه منكم احد؟ قالوا لا قال هل عاونه عليه منكم احد؟ قالوا لا - 00:08:45ضَ

قال فكلوا اذا لان مفهومه لو عاونوا او دلوه لكانوا شركاء في صيده فيحرم عليهم لقوله تعالى ولا تقتلوا الصيد وانتم حرم وكان بعدم اشتراكهم حلا لهم فلو عاونوا او شاركوا لحرم عليهم - 00:09:05ضَ

وهنا لما كانوا راضين ونادوا صاحبهم وتعاطى سواء عهودهم او عطاءهم او غير ذلك فعقرها وحده كان هذا باسم الجميع وكانت العقوبة باسم الجميع ويؤخذ من هذا قتل الجماعة بالواحد - 00:09:29ضَ

عقوبة الربيعة مع الجاني والله تعالى اعلم ايها المستمعون الكرام كان هذا مقدار لقائنا حاملا ان يتجدد اللقاء بيننا وانتم بخير وستكون لقاءاتنا القادمة ان شاء الله في تفسير سورة الليل - 00:09:54ضَ

وحتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:14ضَ