قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (796) - ربع يس (208) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

قال اثابه الله قوله تعالى ان سعيكم لشتى تقدم في السورة الاولى قوله جل وعلا قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها وكلاهما بالسعي اليه والعمل من اجله وهنا يقول ان سعيكم - 00:00:27ضَ

لشتى مهما كان متباعد بعضه عن بعد والشتات هو التباعد والافتراق وشتى جمع شتيت كمرضى ومريض وقتلى وقتيل ونحوه ومنه قول الشاعر وقد يجمع الله الشتيتين بعد ما يظن ان كل الظن الا تلاقيا - 00:00:50ضَ

وهذا جواب القسم وفي القسم ما يشعر بالارتباط به كبعد ما بين الليل والنهار وما بين الذكر والانثى فهما مختلفان تماما وهكذا هما مفترقان في النتائج والوسائل كبعد ما بين فلاح من زكاها وخيبة من دساها - 00:01:18ضَ

المتقدم في السورة قبلها ثم فصل هذا الشتات بالتفصيل الاتي فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى وسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى وما ابعد ما بين العطاء والبخل والتصديق والتكذيب - 00:01:46ضَ

واليسرى واليسرى وقد اطلق اعطى ليعم كل عطاء سواء كان من ماله او جاهه او جهده حتى الكلمة الطيبة بل حتى طلاقة الوجه كما في الحديث ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق - 00:02:15ضَ

والحسنى قيل المجازاة على الاعمال وقيل الخلف على الانفاق وقيل هي لا اله الا الله وقيل هي الجنة والذي يشهد له القرآن هو الاخير لقول الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة - 00:02:40ضَ

وقالوا الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم وهذا المعنى يشمل كل المعاني لانها احسن خلف لكل ما ينفق العبد وخير واحسن مجازاة على اي عمل. مهما كان - 00:03:07ضَ

ولا يتوصل اليها الا بلا اله الا الله وقوله فسنيسره لليسرى وقوله فسنيسره للعسرى بعد قوله اعطى واتقى في الاولى وقوله بخل واستغنى في الثانية قيل هو دلالة على ان فعل الطاعة - 00:03:30ضَ

ييسر الى طاعة اخرى وفعل المعصية يدفع الى معصية اخرى قال ابن كثير رحمه الله مثل قوله تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون - 00:03:59ضَ

ثم قال والايات في هذا المعنى كثيرة دالة على ان الله عز وجل يجازي من قصد الخير بالتوفيق له ومن قصد الشر بالخذلان وكل ذلك بقدر مقدر والاحاديث الدالة على ذلك كثيرة - 00:04:22ضَ

وذكر عن ابي بكر عند احمد وعن علي عند البخاري وعبدالله بن عمر عند احمد وعدد كثير بروايات متعددة اشملها واصحها حديث علي عند البخاري قال رضي الله عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة - 00:04:48ضَ

فقال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله افلا نتكل فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى - 00:05:15ضَ

فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى وسنيسره للعسرى قال المؤلف اثابه الله فهي من الايات التي لها تعلق ببحث القدر تقدم مرارا بحث هذه المسألة والعلم عند الله تعالى - 00:05:41ضَ

قال المؤلف اثابه الله تنبيه قال ابو حيان جاء قوله فسنيسره للعسرى على سبيل المقابلة لان العسر لا تيسير فيها انتهى قال وهذا من حيث الاسلوب ممكن ولكن لا يبعد ان يكون معنى التيسير موجودا بالفعل - 00:06:07ضَ

المشاهد ان من خذلهم الله عياذا بالله من الخذلان يوجد منهم اقبال وقبول وارتياح بما يكون اثقل واشق ما يكون على غيرهم ويرون ما هم فيه سهلا ميسرا لا غضاضة عليهم فيه - 00:06:35ضَ

بل قد يستمرؤون الحرام ويستطعمونه قال اذابه الله ونحن نشاهد في الامور العادية اصحاب المهن والحرف كل واحد راض بعمله وميسر له وهكذا نظام الكون كله والذي يهم هنا ان كلا من الطاعة او المعصية له اثر على ما بعده - 00:07:00ضَ

ثم قال قيل ان هذه المقارنة بين قوله من اعطى واتقى وصدق بالحسنى وقوله من بخل واستغنى وكذب بالحسنى واقعة بين ابي بكر رضي الله عنه وبين غيره من المشركين - 00:07:36ضَ

ومعلوم ان العبرة بعموم اللفظ وهي عامة في كل من اعطى واتقى وصدق او بخل واستغنى وكذب والله تعالى اعلم قوله تعالى وما يغني عنه ما له اذا تردى رد على من بخل واستغنى - 00:07:58ضَ

وما هنا يمكن ان تكون نافية اي لا يغني عنه شيئا كما في قوله جل وعلا ما اغنى عني ماليا وقوله يوم لا ينفع مال ولا بنون ويمكن ان تكون استفهامية - 00:08:24ضَ

وقوله اذا تردى اي في النار عياذا بالله منها او تردى في اعماله فمآله الى النار بسبب بخله في الدنيا كما يشهد له قول الله جل وعلا ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم - 00:08:47ضَ

بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة الاية ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء ما قد مضى ولنا بعده لقاء اخر ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:12ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان قوله تعالى ان علينا للهدى فيه للعلماء اوجه منها ان معناه ان طريق الهدى دال وموصل علينا - 00:10:48ضَ

بخلاف طريق الضلال ومنها التزام الله للخلق ان عليه لهم الهدى وهذا الوجه محل اشكال اذ ان بعض الخلق لم يهدهم الله قال صاحب التتمة اذابه الله وقد بحث هذا الامر الشيخ رحمه الله تعالى - 00:11:13ضَ

في دفع ايهام الاضطراب وبين ان الجواب عليه من حيث ان الهدى عام وخاص والله تعالى اعلم قوله تعالى وان لنا للاخرة والاولى حبايبي كمال التصرف والامر وقد بينه تعالى في سورة الفاتحة - 00:11:39ضَ

فقال جل وعلا الحمد لله رب العالمين. اي المتصرف في الدنيا ثم قال بعده ما لك يوم الدين اي المتصرف في الاخرة وحده كما في قوله تعالى لمن الملك اليوم؟ - 00:12:09ضَ

لله الواحد القهار وهذا كدليل على تيسيره لعباده الى ما يشاء في الدنيا ومجازاتهم بما شاء في الاخرة قوله تعالى فانذرتكم نارا تلظى اي تتلظى هو اللهب الخالص وقد وصف النار هنا بقوله تلظى - 00:12:27ضَ

مع ان لها صفات عديدة منها السعير وسقر والجحيم والهاوية وغير ذلك وذكر هنا صنفا خاصا وهو من كذب وتولى كما تقدم في موضع اخر في وصفها ايضا في قوله تعالى كلا انها لظى نزاعة للشوى - 00:12:54ضَ

ثم بين اهلها بقوله تدعو من ادبر وتولى وجمع فاوعى وهو كما هنا فانذرتكم نارا تلظى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى وهو المعني في قوله قبله واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى - 00:13:21ضَ

مما يدل ان للنار عدة حالات او مناطق او منازل كل منزلة تختص بصنف من الناس اختصت بهذا الصنف واختصت صقر بمن لم يكن من المصلين وكانوا يخوضون مع الخائضين. ونحو ذلك - 00:13:47ضَ

ويشهد له قول الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار كما ان الجنة منازل ودرجات حسب اعمال المؤمنين والله تعالى اعلم قوله تعالى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى - 00:14:07ضَ

وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى هذه الاية من مواضع الايهام ولم يتعرض الشيخ لها في دفع ايهام الاضطراب وهو انها تنص على سبيل الحصر انه لا يصلى النار الا الاشقى - 00:14:27ضَ

مع مجيء قول الله تعالى وان منكم الا واردها مما يدل على ورود الجميع والجواب من وجهين الاول كما قال الزمخشري ان الاية بين حالي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين - 00:14:47ضَ

فاريد ان يبالغ في صفتيهما المتناقضتين فقيل الاشقى وجعل مختصا بالصلاة لان النار لم تخلق الا له وقال الاتقى وجعل مختصا بالجنة وكأن الجنة لم تخلق الا له وقيل عنهما - 00:15:10ضَ

هما ابو جهل او امية بن خلف من المشركين وابو بكر الصديق رضي الله عنه حكاه ابو حيان عن الزمخشري والوجه الثاني هو ان الصلاة الدخول والشيء وان يكون وقود النار على سبيل الخلود - 00:15:35ضَ

والورود والدخول المؤقت بزمن غير الصلاة لقوله في اية الورود التي هي قوله تعالى وان منكم الا والدها ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ويبقى الاشكال بين الذين اتقوا وبين الاتقى - 00:15:58ضَ

ويجاب عنه بان التقي يرد والاتقى لا يشعر بورودها كمن يمر عليها كالبرق الخاطف والله تعالى اعلم ولولا التأكيد في اية الورود بالمجيء بحرف من والا وقوله كان على ربك حتما مقضيا - 00:16:23ضَ

لولا هذه المذكورات لكان يمكن ان يقال انها مخصوصة بهذه الاية وان الاتقى لا يلدها الا ان وجود تلك المذكورات يمنع من القول بالتخصيص. والله تعالى اعلم وفيه تقرير مصير القسمين المتقدمين من اعطى واتقى وصدق - 00:16:48ضَ

ومن بخل واستغنى وكذب وان صليها بسبب التكذيب والتولي والاعراض وهو عين الشقاء وانه يتجنبها الاتقى الذي صدق وكان نتيجة تصديقه من اعطى ماله وجعلوا اتيان المال نتيجة التصديق امر بالغ الاهمية - 00:17:12ضَ

وذلك ان العبد لا يخرج من ماله شيئا الا بعوض لان الدنيا كلها معاوضة فالمؤمن المصدق بالحسنى يعطي وينتظر الجزاء الاوفى اما المكذب فلم يؤمن بالجزاء اجلا فلا يخرج شيئا لانه لم يجد عوضا معجلة - 00:17:40ضَ

ولا ينتظر ثوابا مؤجلا ولذلك جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان اي برهان على صحة الايمان بما وعد الله المتقين من الخلف والمضاعفة الحسنة وقوله يؤتي ما له يتزكى اي يتطهر ويستزيد - 00:18:03ضَ

اذ التزكية تأتي بمعنى النماء كقوله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وهذا رد على قوله تعالى قد افلح من تزكى وعلى عموم قوله فاما من اعطى واتقى - 00:18:34ضَ

ولا يقال انها زكاة المال لان الزكاة لم تشرع الا بالمدينة والسورة مكية عند الجمهور وان قيل انها مدنية. فالصحيح الاول قال صاحب التتمة اثابه الله تنبيه قد قيل ايضا ان المراد بقوله وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ماله يتزكى - 00:18:54ضَ

نازل في ابي بكر رضي الله عنه لما كان يعتق ضعفة المسلمين ومن يعذبون على اسلامهم في مكة فقيل له لو اشتريت الاقوياء يساعدونك ويدافعون عنك فانزل الله الايات الى قوله وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى - 00:19:20ضَ

وابتغاء وجه ربه هو بعينه قول الله تعالى وصدق بالحسنى. اي كان فعله لوجه الله ويرجو به الثواب من الله وكما تقدم فان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وان سورة السبب قطعية الدخول - 00:19:47ضَ

فهذه بشرى عظيمة للصديق رضي الله عنه بقول الله تعالى ولسوف يرضى فهو في غاية من التأكيد من الله تعالى على وعده اياه رضي الله عنه وارضاه وذكر ابن كثير رحمه الله - 00:20:09ضَ

ان في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله من انفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة يا عبد الله هذا خير وقال ابو بكر يا رسول الله - 00:20:28ضَ

ما على من يدعى منها ظرورة. فهل يدعى منها كلها احد قال نعم وارجو ان تكون منهم انتهى قال المؤلف اذابه الله في قوله تعالى ولسوف يرضى ذكر ابن كثير اجماع المفسرين انها في ابي بكر رضي الله عنه - 00:20:44ضَ

وذلك اعلى منازل البشرى. لان هذا الوصف بعينه قيل للرسول صلى الله عليه وسلم قطعا في السورة بعدها سورة الضحى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى فهو وعد مشترك للصديق رضي الله عنه - 00:21:09ضَ

وللرسول صلى الله عليه وسلم الا انه في حق الرسول صلى الله عليه وسلم اسند العطاء فيه لله تعالى بصفة الربوبية بقوله ولسوف يعطيك ربك كما ذكر فيه العطاء مما يدل على فضله على غيره صلى الله عليه وسلم - 00:21:31ضَ

ومعلوم بالضرورة انه عليه الصلاة والسلام له عطاءات لا يشاركه فيها احد على ما سيأتي ان شاء الله تعالى ايها المستمعون الكرام كان هذا مقدار لقائنا عاملا ان يتجدد اللقاء مرة اخرى وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:21:56ضَ