قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (803) - ربع يس (215) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان ونحن في هذه الحلقة - 00:00:03ضَ

نكمل حديث المؤلف حول قول الله تعالى الم نشرح لك صدرك قال اثابه الله قد بين تعالى من دواعي انشراح الصدر وانارته ما يكون من رفعة وحكمة وتيسير وقد يكون من هذا الباب مما يساعد عليه - 00:00:25ضَ

تلقي تلك التعاليم من الوحي كقوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وكقوله والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين مما لا يتأتى الا ممن شرح الله صدره - 00:00:46ضَ

ومما يعين على الملازمة عليه انشراح الصدر وفعلا قد صبر صلى الله عليه وسلم على اذى المشركين بمكة ومخادعة المنافقين بالمدينة وتلقى كل ذلك بصدر رحب وفي هذا كما قدمنا - 00:01:10ضَ

توجيه لكل داعية الى الله ان يكون رحب الصدر هادئ النفس متجملا بالصبر قوله تعالى ووضعنا عنك وزرك الوضع يكون للحق والتخفيف ويكون للحمل والتثقيل فان عدي بعن كان للحظ - 00:01:33ضَ

وان عدي بعلى كان للحمل في قولهم وضعت عنك ووضعت عليك والوزر لغة الثقل ومنه قوله حتى تضع الحرب اوزارها اي ثقلها من سلاح ونحوه ومنه الوزير المتحمل ثقل اميره وشغله - 00:01:59ضَ

وشرعا هو الذنب كما في الحديث ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة وقد يتعاوران في التعبير كقوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة وقوله مرة اخرى ولا يحملن اثقالهم. واثقالا مع اثقالهم - 00:02:23ضَ

وقد افرد لفظ الوزر هنا واطلقه ولم يبين ما هو وما نوعه اختلف فيه اختلافا كثيرا فقيل هو ما كان فيه من امر الجاهلية وحفظه من مشاركته معهم فلم يلحقه شيء منه - 00:02:51ضَ

وقيل ثقل تألمه صلى الله عليه وسلم مما كان عليه قومه ولم يستطع تغييره وشفقته صلى الله عليه وسلم بهم اي كقوله تعالى فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا - 00:03:16ضَ

اي اسفا عليهم وقال ابو حيان هو كناية عن عصمته صلى الله عليه وسلم من الذنوب وتطهيره من الارجاس وقال ابن جرير وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك وحططنا عنك ثقل ايام الجاهلية. التي كنت فيها - 00:03:41ضَ

وقال ابن كثير هو بمعنى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فكلام ابي حيان يدل على العصمة وكلام ابن جرير يدل على شيء في الجاهلية وكلام ابن كثير مجمل - 00:04:08ضَ

وفي هذا المجال مبحث عصمة الانبياء عموما وهو مبحث اصولي تحققه كتب الاصول لسلامة الدعوة قال المؤلف اثابه الله وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى عليه بحث هذا في سورة طه - 00:04:29ضَ

عند الكلام على قول الله تعالى وعصى ادم ربه فغوى واورد كلام المعتزلة والشيعة والحشوية ومن قياس ذلك عقلا وشرعا وكذلك في سورة صاد عند قول الله جل وعلا وظن داوود ان ما فتناه فاستغفر ربه - 00:04:52ضَ

ونبه عندها على ان كل ما يقال في داوود عليه السلام حول هذا المعنى كله اسرائيليات لا تليق بمقام النبوة انتهى قال المؤلف اما في خصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:20ضَ

فانا نورد الاتي انه مهما يكن من شيء فان عصمته عليه الصلاة والسلام من الكبائر والصغائر بعد البعثة يجب القطع بها لنص القرآن الكريم على ذلك في قول الله تعالى - 00:05:43ضَ

لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لوجوب التأسي به وامتناع ان يكون فيه شيء من ذلك قطعا اما قبل البعثة فالعصمة من الكبائر ايضا يجب الجزم بها لانه صلى الله عليه وسلم كان في مقام التهيئ للنبوة من صغره - 00:06:03ضَ

وقد شق صدره في سن الرضاع واخرج منه حظ الشيطان ثم انه لو كان قد وقع منه شيء لاخذوه عليه حين عارضوه في دعوته ولم يذكر من ذلك شيء فلم يبق الا القول في الصغائر - 00:06:30ضَ

فهي دائرة بين الجواز والمنع فان كانت جائزة ووقعت فلا تمسوا مقامه صلى الله عليه وسلم بوقوعها قبل البعثة والتكليف وانها قد غفرت وحط عنه ثقلها فان لم تقع ولم تكن جائزة في حقه - 00:06:53ضَ

وهذا هو المطلوب وقد ساق الالوسي رحمه الله في تفسيره ان عمه ابا طالب قال لاخيه العباس يوما لقد ضممته الي وما فارقته ليلا ولا نهارا ولا ائتمنت عليه احدا - 00:07:17ضَ

وذكر قصة بنيه ومنامه في وسط اولاده اول الليل ثم نقله اياه محل احد ابنائه حفاظا عليه ثم قال ولم ارى منه كذبة ولا ضحكا ولا جاهلية ولا وقف مع الصبيان وهم يلعبون - 00:07:41ضَ

وذكرت كتب التفسير انه صلى الله عليه وسلم اراد مرة في صغره ان يذهب لمحل عرس ليرى ما فيه فلما دنا منه اخذه النوم ولم يصحو الا على حر الشمس - 00:08:07ضَ

وصانه الله من رؤية شيء من ذلك اوسماع شيء منه قوله تعالى الذي انقض ظهرك اي ثقله مشعر بان للذنب ثقلا على المؤمن ولا يخففه الا التوبة وحطوا الذنب عنه - 00:08:26ضَ

ايها المستمعون الكرام نكتفي من لقائنا بما مضى حاملا ان يتجدد اللقاء بيننا وبينكم وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:51ضَ