قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (813) - ربع يس (225) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان ونحن بهذه الحلقة وما يليها نقرأ في تفسير سورة العاديات - 00:00:03ضَ
قال المؤلف اثابه الله قوله تعالى والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في املائه العاديات جمع عادية - 00:00:30ضَ
والعاديات المسرعات في سيرها فمعنى والعاديات اقسم بالمسرعات في سيرها ثم قال واكثر العلماء على ان المراد به الخيل تعدو في الغزو والقصد تعظيم شأن الجهاد في سبيل الله وقال بعض العلماء - 00:00:56ضَ
المراد بالعاديات الابل تعدو بالحجيج من عرفات الى مزدلفة ومنى ومعنى قوله ضبحا انها تضبح ضبحا فهو مفعول مطلق والذبح صوت اجواف الخيل عند جريها وهذا يؤيد القول الاول الذي يقول هي الابل - 00:01:24ضَ
ولا يختص الضبح بالخيل فالموريات قدحا اي الخيل النار بحوافرها من الحجارة اذا سارت ليلا وكذلك الذي قال العاديات الابل قال برفعها الحجارة فيضرب بعضها بعضا ويدل لهذا المعنى قول الشاعر - 00:01:53ضَ
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة نفي الدراهيم تنقاد الصياريف والمغيرات صبحا الخيل تغير على العدو وقت الصبح وعلى القول الاول الابل تغير بالحجاج صبحا من مزدلفة الى منى يوم النحر - 00:02:23ضَ
فاثرن به نقعا اي غبارا قال به اي بالصبح او به اي بالعدو والمفهوم من العاديات ووسطنا به جمعا دخلنا في وسط جمع اي خلق كثير من الكفار ونظير هذا المعنى قول بشر ابن ابي خازم - 00:02:52ضَ
فوسطت جمعهم وافلت حاجب تحت العجاجة في الغبار الاقدم وعلى القول الثاني الذي يقول العاديات الابل تحمل الحجيج ومعنى قوله فوسطنا به جمعا اي صرنا بسبب ذلك العدو وسط جمع - 00:03:21ضَ
وهي المزدلفة وجمع اسم من اسماء المزدلفة قال صاحب التتمة اثابه الله وهذا الذي ساقه الشيخ رحمه الله تعالى قد جمع اقوال جميع المفسرين في هذه الاية قال وقد سقته لبيان المعنى كاملا - 00:03:44ضَ
ولكن مما قدمه رحمه الله تعالى ان من انواع البيان في الاضواء انه اذا اختلف علماء التفسير في معنى وفي الاية قرينة ترد احد القولين او تؤيد احدهما فانه يشير اليه - 00:04:08ضَ
وقد وجد اختلاف المفسرين في هذه الايات في نقطة اساسية من هذه الايات مع اتفاقهم في الالفاظ ومعانيها والاسلوب وتراكيبه ونقطة الخلاف هي معنى الجمع الذي توسطنا به اهو المزدلفة؟ - 00:04:27ضَ
لان من اسمائها جمع كما في الحديث وقفت ها هنا وجمع كلها موقف وهذا مروي عن علي رضي الله عنه في نقاش بينه وبين ابن عباس ساقه ابن جرير ام ان الجمع جمع الجيش في القتال على ما تقدم - 00:04:50ضَ
وهو قول ابن عباس وغيره وحكاه ابن جرير وغيره وقد وجدنا قرائن عديدة في الاية تمنع من ارادة المزدلفة بمعنى جمع وهي ما يأتي اولا وصف الخيل او الابل على حد سواء - 00:05:13ضَ
في العاديات حتى حد الضبح ووري النار بالحوافر والحصى لانها اوصاف تدل على الجري السريع ومعلوم ان الافاضة من عرفات ثم من المزدلفة لا تحتمل هذا العدو وليس هو فيها بمحمود - 00:05:35ضَ
لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينادي السكينة السكينة فلو وجد لما كان موضع تعظيم وتفخيم ثانيا ان المشهور ان اثارة النقل من لوازم الحرب كما قال بشار - 00:06:01ضَ
ان مثار النقع فوق رؤوسنا واسيافنا ليل تهاوى كواكبه اي لشدة الكر والفر ثالثا قول الله جل وعلا فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا جاء مرتبا بالفاء وهي تدل على الترتيب والتعقيب - 00:06:22ضَ
وقد تقدم المغيرات صبحا وبعدها فوسطنا به جمعا وجمع هي المزدلفة وانما يؤتى اليها ليلا فكيف يقال صبحا ويتوسطن المزدلفة ليلا وعلى ما حكاه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه - 00:06:51ضَ
انهم يغيرون صبحا من المزدلفة الى منى تكون تلك الاغارة صبحا بعد التوسط بجمع والسياق يؤخرها عن الاغارة ولم يقدمها عليها وتبين بذلك ان ارادة المزدلفة غير متأتية في هذا السياق - 00:07:19ضَ
ويبقى القول الاخر وهو الاصح والله تعالى اعلم ولو رجعنا الى القول بترابط السور وكان فيها ترجيحا لهذا المعنى وهو انه في السورة السابقة ذكرت الزلزلة وصدور الناس اشتاتا ليروا اعمالهم - 00:07:42ضَ
وهنا حث على افضل الاعمال التي تورث الحياة الابدية. والسعادة الدائمة في صورة مماثلة وهي عدوهم اشتاتا في سبيل الله لتحصيل ذلك العمل الذي يحبون رؤيته في ذلك الوقت وهو نصرة دين الله - 00:08:04ضَ
او الشهادة في سبيله جل وعلا والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام حسبنا من هذا اللقاء ما قد سلف وسيكون لنا بعده ان شاء الله لقاء اخر حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:28ضَ