قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (818) - ربع يس (230) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان ونحن في هذه الحلقة وما يليها - 00:00:03ضَ
نقرأ في تفسير سورة العصر قال المؤلف اثابه الله قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر العصر اسم للزمن كله او لجزء منه ولذا اختلف في المراد منه حيث لم يبين هنا - 00:00:27ضَ
فقيل هو الدهر كله اقسم الله به لما فيه من العجائب امة تذهب واخرى تأتي وقدر ينفذ واية تظهر وهو هو لا يتغير ليل يعقبه نهار ونهار يطرده ليل فهو في نفسه عجب - 00:00:48ضَ
كما قيل موجود شبيه المعدوم ومتحرك يضاهي الساكن وكما قيل وارى الزمان سفينة تجري بنا نحو المنون ولا نرى حركاته وهو في نفسه اية سواء في ماضيه حيث لا يعلم متى كان - 00:01:11ضَ
او في حاضره حيث لا يعلم كيف ينقضي او في مستقبله واستدل لهذا القول بما جاء موقوفا على علي رضي الله عنه ومرفوعا من قراءة شاذة والعصر ونوائب الدهر وحملت هذه القراءة على التفسير - 00:01:34ضَ
اذ لم تصح قرآنا وهذا المعنى مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعليه قول الشاعر سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهر وقيل العصر - 00:01:57ضَ
هو الليل والنهار قال حميد بن ثور ولن يلبث العصران يوم وليلة اذا طلب ان يدرك ما تيمما والعصراني ايضا الغداة والعشي كما قيل وامطله العصرين حتى يملني ويرضى بنصف الدين والانف راغم - 00:02:21ضَ
والمطل التسويف وتأخير الدين كما قال كثير قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزة من طول معنا غريمها وقيل ان العشي ما بعد زوال الشمس الى غروبها وهو قول الحسن وقتادة - 00:02:48ضَ
ومنه قول الشاعر تروح بنا يا عمرو قد قصر العصر وفي الروحة الاولى الغنيمة والاجر وعن قتادة ايضا هو اخر ساعة من ساعات النهار لتعظيم اليمين فيه وللقسم بالفجر والضحى - 00:03:14ضَ
وقيل هو صلاة العصر لكونها الوسطى وقيل هو عصر النبي صلى الله عليه وسلم او زمن امته لانه يشبه عصر عمر الدنيا قال المؤلف اثابه الله والذي يظهر والله تعالى اعلم - 00:03:39ضَ
ان اقرب هذه الاقوال كلها قولان اما العموم بمعنى الدهر في القراءة الشاذة اذ اقل درجاتها التفسير ولانه يشمل بعمومه بقية الاقوال واما عصر الانسان اي عمره ومدة حياته الذي هو محل الكسب والخسران - 00:04:04ضَ
اشعار السياق ولانه يخص العبد في نفسه موعظة وانتفاعا ويرشح هذا المعنى ما يكتنف هذه السورة من سورة التكاثر قبلها والهمزة بعدها الاولى تذم هذا التلهي والتكاثر بالمال والولد حتى زيارة المقابر بالموت - 00:04:32ضَ
ومحل ذلك هو حياة الانسان سورة الهمزة المعنى نفسه تقريبا الذي جمع مالا وعدده يحسب ان ما له اخلد جمع المال وتعداده في حياة الانسان حياته محدودة وليس هو مخلدا في الدنيا - 00:04:59ضَ
كما ان الايمان وعمل الصالحات مرتبط بحياة الانسان وعليه فاما ان يكون المراد بالعصر في هذه السورة. العموم لشمول الجميع والقراءة الشاذة وهذا اقواها واما حياة الانسان لانه الزم له في عمله - 00:05:24ضَ
وتكون كل الاطلاقات الاخرى من اطلاق الكل وارادة البعض والله تعالى اعلم وقوله ان الانسان لفي خسر لفظ الانسان وان كان مفردا جعلته للجنس وقد بينه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه - 00:05:52ضَ
في دفع ايهام الاضطراب وتقدم التنبيه عليه مرارا وهو شامل للمسلم والكافر الا من استثنى الله تعالى وقيل خاص بالكافر والاول ارجح لعمومه وقوله ان الانسان لفي خسر. جواب القسم - 00:06:19ضَ
والخسر قيل هو الغبن وقيل النقص وقيل العقوبة وقيل الهلكة وكل ذلك متقارب واصل الخسر والخسران كالكفر والكفران وهو النقص من رأس المال ولم يبين هنا نوع الخسران في اي شيء - 00:06:46ضَ
بل اطلقه ليعم وجاء بحرف الظرفية ليشعر ان الانسان مستغرق في الخسران وانه محيط به من كل جهة ولو نظرنا الى امرين وهما المستثنى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الى اخر السورة - 00:07:14ضَ
والسورة التي قبلها لاتضح هذا العموم لان مفهوم المستثنى يشمل اربعة امور هي عدم الايمان وهو الكفر وعدم العمل الصالح وهو العمل الفاسد وعدم التواصي بالحق وهو انعدام التواصي كلية او التواصي بالباطل - 00:07:39ضَ
وعدم التواصي بالصبر وهو اما انعدام التواصي كلية او الهلع والجزع وفي السورة التي قبلها تلهي الانسان بالتكاثر المال والولد بغية الغنى والتكثر فيه وضده ضياع المال والولد وهو الخسران - 00:08:05ضَ
فعليه يكون الخسران في الدين من حيث الايمان بسبب الكفر وفي الاسلام وهو ترك العمل وان كان يشمله الايمان في الاصطلاح والتلهي في الباطن وترك الحق وفي الهلع والفزع ومن ثم ترك الامر والنهي - 00:08:30ضَ
بما فيه مصلحة العبد وفلاحه وصلاح دينه ودنياه وكل ذلك جاء في القرآن ما يدل عليه اما الخسران بالكفر وكما في قوله تعالى لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين - 00:08:54ضَ
وقوله قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله اي لانهم لم يعملوا لهذا اللقاء وقصروا امرهم في الحياة الدنيا فضيعوا انفسهم وحظهم من الاخرة واما الخسران بترك العمل وكما في قوله تعالى ومن خفت موازينه - 00:09:17ضَ
فاولئك الذين خسروا انفسهم لان الموازين هي معايير الاعمال كما تقدم في قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره مثله قوله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا - 00:09:40ضَ
لانه سيكون من حزب الشيطان والله تعالى يقول الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون اي بطاعتهم اياه في معصية الله واما الخسران بترك التواصي بالحق فليس بعد الحق الا الضلال - 00:10:04ضَ
والحق هو الاسلام بكامله وقد قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين واما الخسران بترك التواصي بالصبر والوقوع في الهلع والفزع كما في قوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف - 00:10:26ضَ
وان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين ايها المستمعون الكرام كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء ولم تزل لحديث المؤلف حول الاية بقية - 00:10:52ضَ
نأتي عليها في لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:17ضَ