قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (822) - ربع يس (234) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

قوله تعالى وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل اختلف في معنى السجيل هنا وقال قوم هو السجين ابدلت النون لاما والسجين النار وقيل ان السجيل من السجل كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار - 00:00:26ضَ

كما ان سجينا لديوان اعمالهم واشتقاقه من الاسجال وهو الارسال ومنه السجن الدلو المملؤة ماء وهي حجارة مرسلة لقوله وارسل عليهم طيرا ابابيل وقيل ان سجينا علم لديوان اعمالهم يعني - 00:00:59ضَ

صاحب ذلك القول قول الله تعالى كلا ان كتاب الفجار لفي سجين وقيل معنا سجيل وطين يعني بعض الحجر وبعض طين وقيل معناه الشديد وقيل السجيل اسم للسماء الدنيا وتقدم للشيخ رحمه الله تعالى ترجيح انها من طين شديد القوة - 00:01:30ضَ

وهذا ما يشهد له القرآن لما في سورة الذاريات من قوله تعالى قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين فنص على انها من طين - 00:02:00ضَ

والحجارة من الطين هي الاجر وهو الطين المطبوخ حتى تحجر وجاء النص الاخر انها من سجيل منضود في قوله في سورة هود فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود - 00:02:22ضَ

وقيل فيها كالحمصة والعدسة والضمير في قوله عليهم راجع لاصحاب الفيل وقصتهم طويلة مشهورة قال المؤلف اثابه الله تنبيه قد اوردنا نصوص معنى سجيل وترجيح الشيخ رحمة الله تعالى عليه انها حجارة من طين شديد القوة - 00:02:51ضَ

تنبيها على ما قيل من استبعاد ذلك وردا على من صرف معناها الى غير الحجارة المحسوسة اما من استبعدها وقد حكاه الفخر الرازي بقوله واعلم ان من الناس من انكر ذلك - 00:03:20ضَ

وقالوا لو جوزنا ان يكون في الحجارة التي تكون مثل العدسة من الثقل ما يقوى به على ان ينفذ من رأس الانسان ويخرج من اسفله لجوزنا ان يكون الجبل العظيم خاليا عن الثقل - 00:03:39ضَ

وان يكون في وزن التبنة وذلك يرفع الامانة عن المشاهدات فانه متى جاز ذلك فليجز ان يكون بحضرتنا شموس واقمار ولا نراها وان يحصل الادراك في عين الضرير حتى يكون هو بالمشرق - 00:04:00ضَ

ويرى قطعة من الارض بالاندلس وكل ذلك محال ثم قال واعلم ان ذلك جائز في مذهبنا الا ان العادة جارية بانها لا تقع وهذا القول يحكيه الفخر الرازي المتوفى سنة ستمائة وست - 00:04:22ضَ

ونرى استبعادهم اياها مبنيا على تحكيم العقل وهذا باطل لان خوارق العادات دائما فوق قانون العقل بل ان تصورات العقل نفسه انما منشأها من تصوراتنا لما نشاهده ونعرفه واذا حدث العقل بما لم يشهده - 00:04:49ضَ

او لم يعلم كنها وجوده استبعده كما هو في واقعنا اليوم الذي لو حدثت به العقول سابقا من ما هنالك من نقل الحديث والصورة على الاثير وتوجيه الطائرات وامثالها لما قوي على تصورها - 00:05:16ضَ

لانها فوق نطاق محسوساته ومشاهداته وما يعلمه وحتى نحن لو لم نعلم بما يسايرها من علم وبما يحمله الاذير من تيار كهربائي وما له من دور فعال في ذلك انما امكننا تصوره - 00:05:38ضَ

ثم من يمنع شيئا من ذلك على قدرة الله جل وعلا وقد اخبرنا سبحانه وتعالى ان تلك الجبال سيأتي يوم تكون فيه كالعهن المنفوش اخف من التبنة التي مثلوا بها - 00:06:04ضَ

بل ستكون اقل من ذلك كما قال تعالى وسيرت الجبال فكانت سرابا فظهر بطلان هذا القول الذي استبعدها لمجرد عدم ادراك العقل لها قال المؤلف اثابه الله تنبيه قالوا ان اصحاب هذا الجيش الذي غزا مكة نصارى وهم اهل دين وكتاب - 00:06:24ضَ

واهل مكة اذ ذاك وثنيون لا دين لهم والكعبة ممتلئة بالاصنام وكيف اهلك الله النصارى اصحاب الدين ولم يسلطهم على الوثنيين واجيب عن ذلك بعدة اجوبة منها ان الجيش ظالم باغ - 00:06:54ضَ

والبغي مرتعه وخيم ولو كان المظلوم اقل من الظالم وتشهد لذلك الاحاديث في نصرة المظلوم واستجابة الله دعوته ولو كان كافرا ومنها ان الوثنية اعتداء على حق الله في العبادة - 00:07:17ضَ

وغزو هذا الجيش اعتداء على حقوق العباد ومنها انه ارهاص لمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ ولد في ذلك العام نفسه والله تعالى اعلم ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء - 00:07:40ضَ

ما قد سلف وامل ان يتجدد اللقاء بيننا وبينكم وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:03ضَ