قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (823) - ربع يس (235) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

اكمالا لعمل شيخه محمد الامين الشنقيطي رحمه الله وعلى منهجه قال المؤلف اذابه الله قوله تعالى لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف اختلف في اللام في قوله لايلاف قريش هل هي متعلقة بما قبلها - 00:00:27ضَ

وعلى اي معنى ام هي متعلقة بما بعدها وعلى اي معنى فمن قال متعلقة بما قبلها جعلها متعلقة بجعل في قوله فجعلهم كعصف مأكول لايلاف قريش وتكون بمعنى لاجل ايلاف قريش - 00:00:55ضَ

ان يدوموا لهم ويبقى تعظيم العرب اياهم لانهم اهل حرم الله او بمعنى الى اي جعلنا العدو كعصف مأكول هزيمة له ونصرة لقريش وذلك نعمة عليهم الى نعمة ايلافهم رحلة الشتاء والصيف - 00:01:23ضَ

ومن قال انها متعلقة بما بعدها قال لايلاف قريش ايلافهم اي الذي الفوه اي بمثابة التقرير له ورتب عليه قوله فليعبدوا رب هذا البيت اي اثبته اليهم وحفظه لهم وهذا القول الاخير - 00:01:51ضَ

هو اختيار ابن جرير ورواه عن ابن عباس رضي الله عنهما ورد جواز القول الاول لانه يلزمه فصل السورتين احداهما عن الاخرى وقيل انها للتعجب ايعجب لايلاف قريش حكاه القرطبي عن الكسائي والاخفش - 00:02:22ضَ

والقول الاول لغيره وروي ايضا عن ابن عباس وغيره واستدلوا بقراءة السورتين معا في الصلاة في ركعة واحدة قرأ بهما عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وبان السورتين في ابي بن كعب متصلتان ولا فصل بينهما - 00:02:48ضَ

وحكى القرطبي القولين ولم يرجح احدهما ولا يبعد اعتبار الوجهين لانه لا يعارض احدهما الاخر وما اعترض به ابن جرير من انه يلزم عليه اتصال السورتين فليس بلازم لانه ان اراد اتصالهما في المعنى - 00:03:15ضَ

القرآن كله متصلة سوره معنى الا ترى الى فاتحة الكتاب وفيها قول الله تعالى اهدنا الصراط المستقيم ثم جاءت سورة البقرة وفيها قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه وبعدها ذكر اوصافهم وقال اولئك على هدى من ربهم - 00:03:42ضَ

فاي ارتباط اقوى من هذا كانه يقول الهدى الذي في هذا الكتاب فهو هدى للمتقين وان اراد اتصالا حسا بعدم البسملة ونظيرها سورة براءة مع سورة الانفال ولكن لا حاجة الى ذلك - 00:04:10ضَ

لان اجماع القراء على اثبات البسملة بينهما اللهم الا مصحف ابي بن كعب رضي الله عنه وليس في هذين الوجهين وجه ارجح من وجه ولذا لم يرجح بينهما احد من المفسرين سوى ابن جرير رحمه الله تعالى - 00:04:36ضَ

وصحة الوجهين اقوى واعم في الامتنان تعداد النعم والايلاف قيل من التأليف اذ كانوا في رحلتيهم يألفون الملوك في الشام واليمن او كانوا هم في انفسهم مؤلفين ومجمعين وهو امتنان عليهم بهذا التجمع والتألف - 00:05:01ضَ

ولو سلط الله عليهم لفرقهم وشتتهم وانشدوا ابونا قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر وقيل من الالف والتعود اي الف الرحلتين وللابقاء لهم على ما الفوه - 00:05:31ضَ

وقريش قال ابو حيان علم على القبيلة وقيل اصلها من القرش وهو الاجتماع او التكسب والجمع وقيل من دابة البحر المسماة بالقرش وهي اخطر حيواناته وذلك مروي عن ابن عباس في جوابه لمعاوية - 00:05:59ضَ

رضي الله عنهما وانشد قول الشاعر وقريش هي التي تسكن البحر بها سميت قريش قريشا تأكل الرث والسمين ولا تترك فيها لذي جناحين ريشا هكذا في البلاد حي قريش يأكلون البلاد اكلا كميشا - 00:06:30ضَ

ولهم اخر الزمان نبي يكثر القتل فيهم والخموش وقوله جل وعلا رحلة الشتاء والصيف هو تفسير لايلاف سواء على ما كانوا يؤلفون بين الملوك في تلك الرحلات او ما كانوا يألفونه فيهما - 00:07:01ضَ

قوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت المراد بالبيت البيت الحرام كما جاء في دعوة ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم - 00:07:28ضَ

وقوله تعالى الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف بمثابة التعليل لموجب امرهم بالعبادة لان الله سبحانه وتعالى والذي هيأ لهم هاتين الرحلتين اللتين كانتا سببا في تلك النعم عليهم - 00:07:52ضَ

فكان من واجبهم ان يشكروه على نعمه ويعبدوه وحده وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان هذا المعنى عند قول الله تعالى اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم - 00:08:16ضَ

وساق النصوص بهذا المعنى بما اغنى عن اعادته قال المؤلف اذابه الله تنبيه. في قوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف رابط بين النعمة وموجبها - 00:08:38ضَ

كالربط بين السبب والمسبب وفيه بيان لموجب عبادة الله تعالى وحده وحقه في ذلك على عباده جميعا وليس خاصا بقريش وقال اثابه الله بعد ذلك تنبيه اخر في الجمع بين اطعامهم من جوع - 00:09:00ضَ

وامنهم من خوف وذلك نعمة عظمى لان الانسان لا ينعم ولا يسعد الا بتحصيل النعمتين هاتين معا العيش مع الجوع ولا امن مع الخوف وتكمل النعمة باجتماعهما ولذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:09:26ضَ

من اصبح معافا في بدنه امنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وفي هذه السورة دليل على ان دعوة الانبياء مستجابة لان الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - 00:09:53ضَ

دعا لاهل المسجد الحرام بقوله فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات وقال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك فاطعمهم الله من جوع وامنهم من خوف وبعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته - 00:10:14ضَ

فلله مزيد الحمد والمنة ايها المستمعون الكرام كان هذا ما سمح لنا به وقت اللقاء ولنا بعده ان شاء الله لقاء قريب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:38ضَ