قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (825) - ربع يس (237) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان ونحن في هذه الحلقة نكمل حديث المؤلف حول قول الله تعالى فويل للمصلين - 00:00:03ضَ

قال اثابه الله في هذه السورة وفي اية والذين هم على صلاتهم يحافظون التي هي من صفات المؤمنين معادلة كبيرة احداهما في المنافقين تارك الصلاة او مضيعيها. والاخرى في المؤمنين - 00:00:30ضَ

المحافظين عليها اي ان الصلاة هي المقياس والحد الفاصل وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر اما اثر الصلاة في الاسلام - 00:00:50ضَ

واثرها على الفرض والجماعة وهو اعظم من ان يذكر وقد وجدنا بعض اثارها وهو المراءة في العمل ازدواج الشخصية والانعزال في منع الماعون اي لا يمد يد العون ولو باليسير. لمجتمعه الذي يعيش هو فيه - 00:01:11ضَ

وقد جاءت نصوص صريحة في اهمية الصلاة عاجلا واجلا ففي العاجل قول الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن الفحشاء دعوا اليتيم وعدم اطعام المسكين في الدرجة الاولى - 00:01:33ضَ

ومنها كل رذيلة من كرة الصلاة اذا سياج للانسان يصونه عن كل رذيلة وهي عون على كل شديدة كما قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وجعلها قرينة الصبر في التغلب على الصعاب - 00:01:54ضَ

وهي في الاخرة نور كما قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم. الاية مع قوله عليه الصلاة والسلام ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء - 00:02:14ضَ

وقوله يمنعون الماعون قيل في الماعون الزكاة لقلتها والماعون القليل والماعون هو المال في لغة قريش وقيل هو ما يعين على اي عمل ومنه الدلو والفأس والابرة والقدر ونحو ذلك - 00:02:35ضَ

واذا كان السهو عن الصلاة يحمل على منع الماعون فان من يمنع الماعون وهو الالة او الاناء تقضى به الحاجة ثم يرد كما هو دون نقص فلن يمنع الصدقة او الزكاة - 00:02:59ضَ

من باب اولى ومن هنا لم يكن المنافق ليزكي ماله. ولا ليتصدق على محتاج بل ولا يقرض اخر قرضا حسنا ولذا نجد تفشي الربا المنافقين اشد واكثر وهنا يأتي مبحثان - 00:03:16ضَ

اولهما حكم الرياء وما حده والثاني حكم العارية اما الرياء فقيل هو مشتق من الرؤية والمراد به اظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها فيحمد عليها وقد جاء في الحديث تسميته الشرك الخفي - 00:03:37ضَ

قال صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي قالوا وما الشرك الخفي يا رسول الله؟ قال الرياء فانه اخفى في نفوسكم من دبيب النمل او كما قال عليه الصلاة والسلام - 00:03:59ضَ

وجاء قول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وبيان الشرك فيه انه يعمل العمل مما هو لله اصلا كالصلاة او الصدقة او الحج - 00:04:17ضَ

ولكنه يظهره بقصد ان يحمده الناس عليه وكأن هذا الجزء منه مشاركة مع الله حيث اصبح من عمله جزء لطلب الثناء من الناس عليه وقد جاء حديث ابي هريرة عند مسلم - 00:04:37ضَ

يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك ومن عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه اما حكم الرياء في العمل ففي هذا النص دلالة على رد العمل على صاحبه وتركه له - 00:04:57ضَ

فقيل انه يكون لا له فيه ولا عليه منه وقيل لا يخلو من ذنب كما حذر الله تعالى منه بقوله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه - 00:05:16ضَ

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى رأى الله به ومن سمع سمع الله به رواه مسلم والتسميع هو العمل ليسمع الناس به كما في حديث الوليمة - 00:05:36ضَ

اليوم الاول والثاني والثالث سمعة ومن سمع سمع الله به الرياء مرجعه الى الرؤية. والتسميع مرجعه الى السماع ومعلوم انها نزلت في قريش يوم بدر وقد احبط الله عملهم وردهم على اعقابهم - 00:05:56ضَ

وقيل انه محبط للاعمال لمسمى الشرك لقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به واجيب بانه يحبط العمل الذي هو فيه فقط وان رأى في الصلاة احبطها رياؤه ذلك - 00:06:22ضَ

ولا يتعدى الى صومه وان رأى في صلاة النافلة فلا يتعدى احباطه الى صلاة فريضة وهكذا قد يبدأ عملا خالصا لله ثم يطرأ عليه شبح الرياء فهل يسلم له عمله - 00:06:43ضَ

او يحبطه ما طرأ عليه من الرياء فقالوا ان كان خاطرا ودفعه عنه فلا يضره وان استرسل معه فقد رجح احمد وابن جرير عدم بطلان العمل نظرا لسلامة القصد ابتداء - 00:07:04ضَ

ودليلهم في ذلك ما رواه ابو داوود في مراسيله عن عطاء خرساني ان رجلا قال يا رسول الله ان بني سلمة كلهم يقاتل فمنهم من يقاتل للدنيا ومنهم من يقاتل نجدة ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله تعالى - 00:07:28ضَ

قال كلهم اذا كان اصل امره ان تكون كلمة الله هي العليا وذكر عن ابن جرير ان هذا في العمل الذي يرتبط اخره باوله الصلاة والصيام اما ما كان مثل القراءة والعلم - 00:07:52ضَ

فانه يلزمه تجديد النية الخالصة لله تعالى اي لان كل جزء من القراءة وكل جزء من طلب العلم مستقل بنفسه فلا يرتبط بما قبله وهناك مسألة اخرى وهي ان العبد - 00:08:16ضَ

يعمل العمل لله خالصا ثم يطلع عليه بعض الناس فيحسنون الثناء عليه ويعجبه ذلك فلا خلاف ان هذا ليس من الرياء في شيء لما جاء في حديث ابي ذر رضي الله عنه - 00:08:37ضَ

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يعمل عمل الخير يحمده الناس عليه فقال عليه الصلاة والسلام تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم وقد ذكر بعض العلماء - 00:08:58ضَ

ان من كان يعمل عملا خفيا ثم حضر بعض الناس فتركه من اجلهم خشية الرياء انه يدخل في الرياء لانه يضعف في نفسه ان يخلص النية لله وفي هذا بعد ومشقة - 00:09:17ضَ

ايها المستمعون الكرام ندع الحديث عن منع الماعون للقائنا القادم ان شاء الله بتصرم وقت لقاءنا دونه حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:38ضَ