قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (829) - ربع يس (241) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه قوله تعالى الله الصمد قال بعض المفسرين يفسرهما بعده لم يلد ولم يولد وقال ابن كثير وهذا معنى حسن وقال بعض العلماء هو المتناهي في السؤدد وفي الكمال من كل شيء - 00:00:25ضَ
وقيل من يصمد الخلائق اليه في حاجاتهم ولا يحتاج هو الى احد وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه معنى الصمد في سورة الانعام عند قول الله تعالى وهو يطعم ولا يطعم - 00:00:52ضَ
وذكر شواهد هذه الاقوال كلها وبامعان النظر في مبدأ يفسره ما بعده يتضح ان السورة كلها تفسير لاولها اي قل هو الله احد لان الاحدية هي تفرده سبحانه بصفات الجلال والكمال كلها - 00:01:14ضَ
ولان المولود ليس باحد لانه جزء من والده والوالد ليس باحد لان جزءا منه في ولده وكذلك من يكون له كفء وليس باحد لوجود الكفء وهكذا السورة كلها تقرير لاولها وهو قوله قل هو الله احد - 00:01:40ضَ
قوله تعالى لم يلد ولم يولد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان شواهده عند قول الله تعالى الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك - 00:02:06ضَ
الاية من سورة الاسراء قال المؤلف اثابه الله تنبيه نفي اتخاذ الولد لا يستلزم نفي الولادة بان اتخاذ الولد قد يكون دون ولادة. كالتبني او غيره كما في قصة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - 00:02:27ضَ
في قول الله تعالى عن عزيز مصر اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا فبهذه السورة نفي اخص فلزم التنبيه عليه في هذه السورة الكريمة وهي سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن - 00:02:50ضَ
لاختصاصها بحق الله تعالى في ذاته وصفاته من الوحدانية والصمدية ونفي الولادة والولد ونفي الكفر وكلها صفات انفرد الله بها جل وعلا وقد جاء فيها النص الصريح بعدم الولادة وانه سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد. فهي اخص من تلك - 00:03:12ضَ
وهذا من المسلمات عند المسلمين جميعا دون شك ولا نزاع ولم يؤثر فيها اي خلاف ولكن غير المسلمين لم يسلموا بذلك فاليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالوا المسيح ابن الله - 00:03:44ضَ
والمشركون قالوا الملائكة بنات الله واتفقوا على ادعاء الولد لله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ولم يدع احد انه سبحانه مولود وقد جاءت النصوص الصريحة في نفي الولد عن الله سبحانه وتعالى - 00:04:07ضَ
الا ان مجرد النص الذي لم يؤمن به الخصم لا يكفي لاقناعه وفي هذه السورة وهي المختصة بصفات الله لم يأتي التنويه فيها عن المانع من اتخاذ الله للولد ومن كونه سبحانه لم يولد - 00:04:32ضَ
ولما كان بيان المانع او الموجب من منهج هذا الكتاب اذا كان يوجد للحكم موجب او مانع ولم تتقدم الاشارة الى ذلك ما تقدم من كلام الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه - 00:04:52ضَ
مع انه اجزل الله له المثوبة قد تكلم على ايات الاسماء والصفات جملة وتفصيلا بما يكفي ويشفي ان شاء الله ولكن جاء في القرآن الكريم ذكر ادعاء الولد لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - 00:05:11ضَ
وجاء الرد منه جل وعلا مع بيان المانع مفصلا ومع الاشعار بالدليل العقلي ولذا لزم التنويه عليه وذلك في قوله تبارك وتعالى وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والارض - 00:05:34ضَ
كل له قانتون بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون وهذا نص صريح فيما قالوه وهو قولهم اتخذ الله ولدا ونص صريح في تنزيه الله سبحانه وتسبيحه عما قالوا - 00:05:58ضَ
ثم جاء حرف الاضراب عن قولهم وهو بل لهما في السماوات والارض كل له قانت ففيه بيان المانع عقلا من اتخاذ الولد بما يلزم الخصم وذلك ان غاية اتخاذ الولد - 00:06:23ضَ
ان يكون بارا بوالده وان ينتفع الوالد بولده كما في قوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا او يكون الولد وارثا لابيه كما في قوله تعالى عن نبي الله زكريا - 00:06:42ضَ
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فهب لي من لدنك وليا. يرثني ويرث من ال يعقوب الاية والله سبحانه وتعالى حي باق يرث ولا يورث كما قال تعالى كل من عليها فان - 00:07:01ضَ
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وكما في قوله ولله ميراث السماوات والارض وقوله انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون واذا كان لله سبحانه وتعالى كل ما في السماوات والارض - 00:07:23ضَ
في قنوت وامتثال طوعا او كرها كما قال جل وعلا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فهو سبحانه وتعالى ليس في حاجة الى الولد - 00:07:47ضَ
غناه عنه ثم بين جل وعلا قدرته على الايجاد والابداع في قوله بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون وهذا واضح في نفي الولد عنه سبحانه وتعالى عن ذلك - 00:08:09ضَ
علوا كبيرا وقد تمدح جل وعلا في قوله وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا اما انه لم يولد فلم يدع احد عليه ذلك - 00:08:32ضَ
تبارك وتعالى لانه ممتنع عقلا بدليل الممانعة المعروف وهو كالاتي انه لو توقف وجوده سبحانه وتعالى على ان يولد لكان في وجوده محتاجا الى من يوجده ثم يكون من يلده - 00:08:57ضَ
سبحانه وتعالى في حاجة الى والد وهكذا يأتي الدور والتسلسل. وهذا باطل لا محالة وكذلك فان الحاجة الى الولد ينفيها معنى الصمدية المتقدم ذكره ولو كان له والد لكان الوالد اسبق واحق - 00:09:19ضَ
تعالى الله عن ذلك وعن كل ما لا يليق به علوا كبيرا ايها المستمعون الكرام سوف نكمل حديث المؤلف حول هذه الاية في لقاءنا القادم ان شاء الله حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:44ضَ