بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم - 00:00:22ضَ

اعزائي المشاهدين في الحلقة الخامسة من قصة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام وانتهى من الكلام في الحلقة الماضية الى محاولة ابناء يعقوب عليه الصلاة والسلام اخذ يوسف معهم عندما - 00:00:50ضَ

يخرجون الراعي وغرضهم من اخذ يوسف ان يتخلصوا منه ولذلك طلبوا من ابيهم يعقوب عليه الصلاة والسلام ان يرسله معهم وابتدأوا كلامهم بقولهم يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف - 00:01:24ضَ

وانا له لناصحون ارسله معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لحافظون ما لك لا تأمنا على يوسف هذا الكلام منهم يشعر بان يعقوب عليه الصلاة والسلام كان يمنع يوسف ان يخرج معه - 00:02:00ضَ

خوفا على يوسف منهم وهم احسوا بهذا احس ان يعقوب عليه الصلاة والسلام والدهم يخاف على يوسف منهم ولذلك قالوا ما لك لا تأمن ولم يقولوا ما لك لا ترسل يوسف معنا - 00:02:32ضَ

انت لا تأمنا نحن ما لك لا تأمنا على يوسف؟ وانا له لناصحون. نحن نريد له الخير نريده ان يخرج ان يلعب ان يلهو ان يجري وهذا امر محبب للصبيان للاطفال - 00:02:54ضَ

وجلوس الطفل في البيت قد يضره فالطفل اذا بقي حبيس البيت لا يخرج اثر ذلك عليه تلبا فلذلك قالوا لابيهم يعقوب عليه الصلاة والسلام ارسله معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لحافظون نحن - 00:03:19ضَ

نتعهد بحفظه في المحافظة عليه واكدوا كلامهم بان وباللام وانا له لحافظون ويعقوب عليه الصلاة والسلام قال لهم اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون - 00:03:42ضَ

ذكر يعقوب عليه الصلاة والسلام ما يمنعه من ارسال يوسف معهم فذكر عمرين الامر الاول ان مجرد خروج يوسف عليه الصلاة والسلام من عنده ومفارقة يوسف عليه الصلاة والسلام له - 00:04:10ضَ

يسبب له الحزن وهذا يدل على مدى حب يعقوب عليه الصلاة والسلام ليوسف عليه الصلاة والسلام وان يعقوب عليه الصلاة والسلام يحب يوسف اكثر من سائر اخوته يعني اكثر من سائر اخوة يوسف - 00:04:39ضَ

وهذا يعذر فيه الاب لان امر المحبة امر قلبي لا يتمكن الانسان من ان يعدل فيه فلا مانع ان الاب يحب احد اولاده اكثر من الاخر او يحب يعني الصغير اكثر من الكبير او الكبير اكثر من الصغير او البنت اكثر من - 00:05:04ضَ

الولد او الولد اكثر من البنت لا مانع بشرط الا يؤدي ذلك الحب الزائد الى العدل الى الى الظلم في بقية الاولاد اما اذا كان حبك لاحد اولادك يؤدي الى انك تظلم - 00:05:30ضَ

الاولاد الاخرين هذا هو الذي لا يجوز فيعقوب عليه الصلاة والسلام يقول مجرد ما يخرج يوسف من عندي يسبب لي ذلك الحزن وكأن يعقوب عليه الصلاة والسلام بهذا يقول لاولاده - 00:05:49ضَ

اذا علمتم ان مفارقة يوسف عليه الصلاة والسلام لي تسبب لي الحزن فاتركوا هذا الامر حتى لا تدخلوا الحزن علي لكن اولاده كانوا ملحين باخذ يوسف عليه الصلاة والسلام منه - 00:06:15ضَ

فقال اني ليحزنني ان تذهبوا به ثم ذكر السبب الثاني واخاف ان يأكله الذئب هو لا زال طفلا لا يستطيع ان يدافع عن نفسه اخاف ان تغفلوا عنه ان تذهبوا عنه بعيدا - 00:06:36ضَ

وانتم تعلمون ان هذه الارض التي ستذهبون اليها ارض كثيرة الذئاب فاخاف ان يفترسه الذئب وانتم عنه غافلون فاولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام عندما سمعوا هذا الكلام من ابيهم اجابوه عن امره - 00:06:56ضَ

وتركوا الامر الاخر لم يجيبوا عنه فقالوا لان اكله الذئب ونحن عصبة ان اذ لخسروا فذكروا انه من المستحيل ان يأكل الذئب يوسف ونحن معه جماعة جماعة فتيان كباب اشداء اقوياء - 00:07:27ضَ

ليس من الممكن ان الذيب يأتي ويخلص الى يوسف ويصل اليه وياكله ونحن بجانبه اذا حصل ذلك فهي خسارة عظيمة في حقنا لان اكله ذئب ونحن عصبة ونحن جماعة ان اذ لخاسرون - 00:08:02ضَ

لكنهم لم يتفرقوا الى العذر الاخر الذي ذكره والدهم يعقوب عليه الصلاة والسلام وهو انه بمجرد مفارقة يوسف عليه الصلاة والسلام له يصاب بالحزن. لم يذكروا هذا ولم يتطرقوا له ولم يجيبوا عنه - 00:08:28ضَ

لان مقصودهم ابعاد يوسف عليه الصلاة والسلام عن ابيه يعقوب هذا مقصدهم ومرادهم فقال يعقوب عليه الصلاة والسلام لابنائه اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون - 00:08:52ضَ

قالوا لانك له ذيب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون فلما الحوا على ابيهم ارسل يوسف عليه الصلاة والسلام معه ففي الصباح اخذوا يوسف عليه الصلاة والسلام خرجوا مع يوسف عليه الصلاة والسلام - 00:09:18ضَ

حتى وصلوا الى مكان يريدونه فعزموا جميعا ولم يتخلف منهم احد على ان يرموا بيوسف عليه الصلاة والسلام في قاع بئر مظلم حتى يتخلصوا منه وسبحان الله كيف نزعت الشفقة والرحمة من قلوبهم - 00:09:51ضَ

يصور القرآن لنا هذا المشهد فيقول الله عز وجل فلما ذهبوا واجمعوا على ان يجعلوه في غيابة الجبن اجماع عزم تصميم واوحينا اليه اي الى يوسف عليه الصلاة والسلام لتنبأنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون - 00:10:33ضَ

اوحينا الى يوسف عليه الصلاة والسلام وهذا الوحي وحي الهام لان يوسف عليه الصلاة والسلام في ذلك السن كان صغيرا لم يكن وحي نبوة ووحي الالهام يكون لغير الانبياء وحي الالهام يكون لغير الانبياء - 00:11:03ضَ

كما قال الله عز وجل واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا فيوسف عليه الصلاة والسلام الهمه الله بذلك المقام وهو يلقى - 00:11:41ضَ

الى قاع البئر انه سوف يأتي عليك يوم تحدث اخوانك بهذا الامر وهم لا يعرفون انك يوسف وهل حدث هذا نعم حدث وجاء اليوم الذي دخل فيه اخوة يوسف على يوسف عليه الصلاة والسلام وهم لا يعرفونه - 00:12:00ضَ

وهو يعرفهم وتعرف اليهم بعد لقائين بنفسه عرفهم بنفسه قال لهم هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه؟ اذ انتم جاهلون فحينئذ علموا ان الذي يخاطبهم هو يوسف عليه الصلاة والسلام - 00:12:32ضَ

وهذا الالهام الذي اعطاه الله عز وجل يوسف في هذا المقام تثبيت له حتى يثبت يوسف عليه الصلاة والسلام اخوانه عندما القوه في غيابة الجب او غيابات الجب على القراءات الاخرى - 00:13:01ضَ

والمراد بالجب البئر والغيابة الشيء المظلم. يعني المراد القوه في قاع بئر مظلم القوه بعد ان نزعوا منه قميصه لانهم سيحتاجون للقميص في امر سيأتي ذكره ان شاء الله عز وجل - 00:13:27ضَ

فنزعوه دون القميص نزعوا القميص عفوا والقوه بدون قميص فهو اضطراب يوسف عليه الصلاة والسلام في خوف في قلق محتاجة الى تثبيت الله عز وجل له فثبته الله بهذا الالهام - 00:13:50ضَ

انه سيأتي يوم تحدث اخوانك بهذا الامر وهم لا يعلمون انك يوسف فلما ذهبوا واجمعوا على ان يجعلوه في غيابة الجبن واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون بعد ذلك - 00:14:10ضَ

عادوا الى ابيهم يعقوب عليه الصلاة والسلام وارادوا ان يختلقوا كذبة حتى يروج الامر على يعقوب عليه الصلاة والسلام فقرروا ان يقولوا لابيهم يعقوب بان يوسف عليه الصلاة والسلام قد اكله الذئب - 00:14:38ضَ

و احتالوا بهذه الحيلة وصنعوا اشياء تسوق حيلتهم فتأخروا عندما عادوا الى ابيهم وهذا التأخر فيه دلالة على ان امرا عظيما حصل لهم. لان الانسان عندما يتأخر عن موعدي رجوعه الى بيته - 00:15:15ضَ

فان هذا مؤشر على ان امرا عظيم قد حصل له مما اخره عن العودة في الوقت المعتاد فهم عادوا عشاء والقرآن ذكر لنا هذا التوقيت اشارة الى انهم تأخروا وصنعوا شيئا اخر - 00:15:45ضَ

وهو انهم عادوا متباكين عادوا يبكون البكاء بالمد اخراج الدمع فتباكوا واخرجوا الدموع اشارة الى انهم قد اصيبوا بامر وصنعوا شيئا ثالثا وهو انهم اخذوا قميص يوسف عليه الصلاة والسلام - 00:16:09ضَ

ولطخوه بدم ذبحوا شاة صغيرة واخذوا قميص يوسف ولطخوه بدمها وابرز هذا القميص فيه الدم وقالوا ان الذيب قد اكل يوسف يقول الله عز وجل وجاؤوا اباهم عشاء يبكون قالوا يا ابانا - 00:16:43ضَ

انا ذهبنا نستبق تتسابق كيف نتسابق محتمل انهم يتسابقون بالاقدام يعني يتسابقون بالجري او يتسابقون بالنضال بالسهام ايهم ادق اصابة بالسهم انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا عند ثيابنا عند اغراضنا - 00:17:14ضَ

وحيدا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين نحن نعلم انك لن تصدقنا حتى ولو كنا فعلا صادقين ولماذا يقولون هذا - 00:17:47ضَ

لماذا يقولون لابيهم يعقوب عليه الصلاة والسلام؟ نحن نشعر انك لم تصدقنا لانهم يعلمون ان اباهم يعقوب عليه الصلاة والسلام من قبل كان لا يأمنهم على يوسف وكان يخاف على يوسف من شرهم من كيدهم - 00:18:12ضَ

ولذلك هم قد قالوا من قبل لابيهم ما لك لا تأمنا على يوسف فهم يعلمون ان اباهم يعقوب عليه الصلاة والسلام كان يخاف على يوسف منه فقالوا هنا وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين - 00:18:32ضَ

فاظهروا القرين الثالثة لانهم قد اظهروا قرينة البكاء واظهروا قرينة التأخر العودة فبقيت عندهم قال ان ثالثة وهي القميص الملط بالدم وجاؤوا على قميصه بدم كذب فما كان موقف يعقوب عليه الصلاة والسلام - 00:18:56ضَ

ازاء هذا الامر العظيم كان موقفه موقف الصابر المحتسب وسيأتي بيان موقف يعقوب عليه الصلاة والسلام في الحلقة القادمة مع اخذ بعض الدروس والعبر من هذا المقطع من القصة فكونوا معنا - 00:19:24ضَ

باذن الله تعالى في الحلقة القادمة استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:19:47ضَ