قناديل الصلاة

قناديل الصلاة #09 فريد الأنصاري | كتاب مسموع

فريد الأنصاري

قناديل الصلاة في منازل الجمال. تأليف فريد الانصاري. واسجد واقترب الله اكبر كان الجبل يتصدع تحت نور الله العظيم. وكانت صخور قمته العليا تهوي خاشعة نحو السفوح تترى وتهب رياح التسبيح شاهدة بوحدانية الله في علوه - 00:00:00ضَ

تتصدع الاغصان الصلبة القاسية بذاتك. ثم تنكسر لتهوي حطاما على الارض بينما تدخل الاغصان الطرية الندية في حال ارتعاش ربيعي. فتذوق بين يدي الله احزانا وافراحا. وقد اثقلها تفتح بها من براعم الحمد والثناء. قبيل حالها الجديد فتهوي الى الارض منحنية كقوس قزح. حتى تقبل - 00:00:26ضَ

عتبة الرب الاعلى. ويشعل البكاء قناديل من نور الوادي المقدس طوى. ثم ينفتح الباب العالي ويتدفق نور الله على بساط سجودك. فاذا التراب والحصى جواهر تشع بجمال السكينة بين يديه تعالى. فلا تملك الا ان - 00:00:54ضَ

تبكي اه يا صاح ومن ذا قدير على امساك اندائه بغصون بهرها جمال الله في عليائه فارتفعت اشواقه بمعراج السجود راحلة الى مقام الجوار الاقرب. وكيف لا وها تلك الغصون الريانة بذكر الله؟ اذا تتلى - 00:01:14ضَ

لا عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا. فدق الباب اذا يا قلبي باغصانك السبعة. فانه اذا سجد العبد سجد معه سبعة اراب او اطراف وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه. دق الباب ولا تسأم فان المحب حقا لا يسأم من نداء حبيبه تنزيها له - 00:01:34ضَ

في عليائه سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى. تلك درجات المقام الاقرب فارتق بها ما تشاء في معارج المقربين. واوقد حولك من قناديل التنزيه الوانا من النور الجميل. تسبيحا وحمدا ودعاء - 00:01:58ضَ

واضرب بجناحك سابحا في ملكوت الله. حتى تغمرك انوار الرضوان. هذا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام يهدي ازرارا باللورية لاشعال قناديل الليل. واخرى لقدح شموس النهار سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. سبوح قدوس رب الملائكة والروح - 00:02:18ضَ

اللهم لك سجدت وبك امنت ولك اسلمت وانت ربي. سجد وجهي للذي خلقه وصوره فاحسن صوره. وشق سمعه فتبارك الله احسن الخالقين. ثم اطلب يا ساجد من سيدك الكريم فيضا من نوره المتدفق رحمة وغفرانا - 00:02:43ضَ

اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وامامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا تلك اشارات من ادعية سيد العابدين وتسبيحاته تتوالد عناقيدها من دالية السجود ودوالي الدعاء في رياضة - 00:03:05ضَ

النبوة كثير فترنم يا ولدي بشعاعها المتعدد الاطياف عساك تكون من الساجدين كانت اسراب الطير تحلق في الفضاء عارجة الى ربها. ودالية المحبة ما تزال تمعن في معانقة التراب باغصان - 00:03:34ضَ

السبعة ساكنة مطمئنة في انحناء كامل جميل. وبقدر ما يطول اطراق الجبهة والانف على الثرى. يخف الجناح الضارب في معراجه الى مولاه. وتسري انفاسك حتى فناءها. لاهجة في سكون الاعماق المشرقة بنور الله - 00:03:52ضَ

سبحان ربي الاعلى. نجوى ثائرة من فؤاد العبد تفوح اشواقها باريج محبة المعبود. وتلح مواجيدك في طرق الباب الاعلى دعاء وبكاء ثم تعود الى تحبير التنزيه الجميل سبحان ربي الاعلى سبحان ربي - 00:04:12ضَ

الاعلى سبحان ربي الاعلى وينفتح المقام كان الجمال ابهى واكرم. وكان النور اوفر واعظم. وكان الشهود اعلى وارفع. وكان الفؤاد اقرب واخشع. وتمتد اليك كؤوس الانس واردات مرحبة تمسح عنك عناء السفر ووحشة الطريق وتطرق سمعك نجاوى الخلائق - 00:04:32ضَ

ساجدة لربها وتأنس لتسبيحات ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم ذاخرون تذوق جمال السير في موكب العابدين الوافدين من كل الافلاك والمدارات والعوالم. طلبا لمقام القرب الكريم - 00:04:57ضَ

المتر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس. وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم. ان الله يفعل ما يشاء - 00:05:20ضَ

وتفور انفاسك تتوالى بلا انقطاع. وهي تسابق العابدين مسارعة الى جوار الله. سبحان ربي الاعلى. سبحان ربي هي الاعلى سبحان ربي الاعلى. هذا مقامك الساعة يا صاحي ترتقي به ثلاث مراتب. اما الاولى فقد كان الفؤاد - 00:05:40ضَ

محل دون ان يلتفت خلفه او حواليه. والعين مفتوحة على جمال الله في عليائه. تسبيحا لا تنقطع اصداؤه بانقطاع الفاظه فتطرق خاطرك اطياف الجبال العالية والاكتاف العالية. والهامات العالية فتنهار اشباحها الكاذبة - 00:06:01ضَ

تحت علو العلي العظيم جل علاه. فلا مكان هنا لغير الذاكرين الخاضعين المخبتين اما الثانية فتضرب مرة اخرى بجناحك الخفاق في الافاق. سبحان ربي الاعلى ينقدح نور قنديل اخر بقلبك يخفق به الشوق مضاعفة ويملك ذوق العبادة عليك كل احوالك فتتلاشى - 00:06:21ضَ

حواليك رسوم العابدين. فلا مكان في خاطرك الساعة لغير غصنك الساجد لله في مملكة الله. فاذا الحياة الدنيا بما فيها تطوى تحت بساط سجودك طيا. تماما مثلما تطوى الاحلام والاوهام. وتمضي في معراجك بين المدارات الى الله - 00:06:46ضَ

ذلك مقام استشعار اليوم العظيم. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد وصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا واما الثالثة فقد كان واردك فيضا رقراقا. وكان النور يحيطك من كل جهاتك. فترشف نفسا اخر من كأس التنزيل - 00:07:06ضَ

سبحان ربي الاعلى يمتد النور ليمحو كل العوالم التي سلكت معارجها الى ربك اثرا اثرا. حتى تفنى عن ما سوى الجليل وحده ويخفق قلبك شاهدا عبوديته لمولاه. متذوقا عذوبة كوثرها المتدفق من مقام الجوار الاقرب. عذوبة رافدها - 00:07:32ضَ

جمال الانس بالله وبالله وحده كان النور اصفى تسبيحا وتنزيها وكان القلب اقرب محبة ومشاهدة. بحيث انبسطت ذاكرتك امامك مكشوفة الاوراق. عليها اثامك وخطاياك سوداء زاحمت اوقات شرودك فيها اوقات انابتك. فما ان تنظر فيها حتى تلسعك سياط الخجل بين يدي مولاك - 00:07:55ضَ

وتبكي تبكي عليها اثرا اثرا. حتى تذوب الواحدة تلو الاخرى في نهر دموع تتدفق عليك جداوله من عفو الله. ثم تدعو وتدعو حتى تفنى في نفس دعائك. فوحسرة على عبد سجد لله فما دعا. عجبا كيف يرجع بغير - 00:08:22ضَ

بزاد وقد عاد من حيث عاد. عجبا لمن يطرق باب الكريم فلا يسأل من لا يرد سائلا. ومن ذا يستغني عن فضل الله ورحمته كان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يمد امته بقبس من نور المعبود يوقد به قناديل اخرى في طريق - 00:08:43ضَ

السالكين قناديل لا تنطفئ الى يوم الدين. الا واني نهيت ان اقرأ القرآن راكعا او ساجدا. فاما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل. واما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم. وان اقرب ما يكون العبد - 00:09:03ضَ

من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء فيه وهنا تذكر احزانك واشجانك. وتذكر جراح هذه الامة الكسيحة فتفزع الى الله بالدعاء. تذكر ذلك كله له دون ان تفارق صفاء مقامك وجمال اطمئنانك. فما كان جار الله الاقرب ان ييأس من روح الله. واذا سألك - 00:09:23ضَ

عني فاني قريب. اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وتفور الادعية من اعماقك انفاسا محملة باريج التسبيح والتنزيه. وانت ساجد عند عتبة المولى الكريم. فاذا الرحمة تغمرك - 00:09:47ضَ

وبكل دعاء منها غيثا ربيعيا يهمي عليك وابل شفاء وشراب عافية. حتى تلامس جروح قلبك فاذا بها قد برأت تماما فتسري الرعشة بعروق غصنك فرحا ببشرى الاستجابة وتبكي فتزداد خشوعا وتزداد عطاء - 00:10:07ضَ

تلك يا صاحب بعض كرامات الصالحين الذين يخرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان ربنا لمفعولا. ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا اين انت الان انت في اقرب خفقة من ربك. انت في مقام لا تفسده عليك غدران الزمان والمكان. ولا امواج الحياة الدنيا بضجاتك - 00:10:27ضَ

فيا ايها الشارد بعيدا عن قافلة السرات السالكين الى الرحمن. ذق سجدة واحدة لله الواحد القهار مقدار ما انت عليه من حرمان وضلال. ومقدار ما عليه الساجدون من نعيم وجمال - 00:10:56ضَ

الا تنظر الى نفسك كيف تدب بغير صلاة في الارض على اربع. ويحك ذق مواجيد السجود. تورق اغصانك المنحرف الى الثرى ريشا جميلة. فلا تلبس حتى تطير مع اسراب العابدين. واذا بك اخف وانشط ما تكون. تسابق - 00:11:14ضَ

طير المحبة الى نعيم الله. فيا ايها العبد الحزين عليك بكثرة السجود لله. فانك لا تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة. الاوان السجود هو جمال العبادة وجلالها. وهو تاج - 00:11:34ضَ

المشرق نورها في غرر الخيل الراكضة الى الله. وهو وسام الصالحين الذين سيماهم في وجوههم من اثر سجود هو نورهم الذي به يعرفون يوم القيامة قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ما من امتي من احد الا وانا اعرفه يوم القيامة - 00:11:54ضَ

قالوا وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال ارأيت لو دخلت شبرة اي محجرا فيها خيل دهم بهم وفيها فرس اغر محجل. اما كنت تعرفه منها قالوا بلى. قال فان امتي يومئذ غر من السجود. محجلون من الوضوء - 00:12:17ضَ

ويجد الجد فينذر يوم الحساب بهوله وزحامه. ويعتقل الفزع السنة الظالمين وركبهم. وتخفق القلوب وهي احوج ما تكون من اي وقت مضى الى رحمة الله هنالك يدعى الذين امضوا حياتهم الدنيا شاردين عن طريق الله. الى السجود بركب كسيحة معتقلة. تعذيبا لا - 00:12:40ضَ

فيالرجفته من يوم ويال رجته يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون ابصارهم ترهقهم ذلة. وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون فيا ايها العبد المحب دع عنك عدل العاذرين ولذع الساخرين وزجر الطغاة المتكبرين وانصرف بوجهك كاملا - 00:13:05ضَ

الى مولاك ثم افتح باب سجودك فان لك فيه مقاما من وصله عرف الله حقا. وشاهد تجليات الاحسان بما لا يصفه لسان ولا يرسمه بنان. الا اشارات لا تغني في البيان عن ذوق الجنان. قال امين - 00:13:32ضَ

سماء جبريل لامين الارض محمد عليهما الصلاة والسلام. اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وكيف تراه وانت عنه بعيد؟ ويحك يا جاهل، احرم عن متاع الحياة الفاني الى نعيمها الباقي. واتخذ قرارك صلب - 00:13:52ضَ

قبل فوات الاوان فان الايام لا ترجع القهقرة ابدا. ولتفك عنك قيود ابليس ولتجرد فؤادك من هواه هذا شبح الظلام يناديك. ملوحا لك بالمناصب والالقاب والقصور الشامخات والغواني الفارهات. حذاري يا - 00:14:16ضَ

فان شبح الظلام غرور. يغريك كي تضل عن طريق سجودك بين يدي الله. حتى اذا فات الاوان شاهدت اناء انما مغريات ابليس تماثيل من طين. لما يغمرها الماء تذوب تباعا. فلا يبقى الا الله رب العالمين - 00:14:36ضَ

كان سجودك رحلة الى الله يخشع فيها الغصن بوضع هامته على التراب. ويخفق فيها القلب محلقا الى المقام العالي مخلفا وراءه ركام الالقاب والاحزاب ومعارك المال والاعمال. مما يدلى به الى الحكام والى رموز الاثام - 00:14:56ضَ

حينها كان الغصن هادئا وساكنا. منحنيا فوق الثرى. وموجها كل اطرافه نحو القبلة. باب العروج الى الرحمن متبعا اثر الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه الى الله. فهو اعبد المتقين ودليل السالكين. وقد - 00:15:16ضَ

كان صلى الله عليه وسلم اذا سجد وجه اصابعه قبل القبلة. وفرج بين يديه حتى يرى بياض ابطيه ووضع يديه غير مفترش ولا قابضهما. واستقبل باطراف اصابع رجليه القبلة. كما كان اذا سجد امكن انفه - 00:15:36ضَ

من الارض ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه ذلك انه اذا سجد العبد سجد معه سبعة اطراف. وجهه وكفاه وركبته وقدماه كل شيء اذا فيك راحل الى الله. راحل اليه عبر سجود خاشع عميق الانفاس. حتى الثوب حتى الشعر اذا - 00:15:55ضَ

دل شيء منهما فلا يكفت اي لا يجمع حتى يتم رسم صورة العبد المسلم امره كاملا الى مولاه قال الحبيب عليه الصلاة والسلام معلما امرنا ان نسجد على سبعة اعظم. ولا نكفت الثياب والشعر. لوحة حية - 00:16:20ضَ

في تمام التشكيل والتلوين تفيض بآيات الجمال. فاي صورة هذه ام اي معنى هذا العرجون المتدلي فوق الثرى هو الان اشبه ما يكون بالجسد المقبوض روحه. لكن الحياة هنالك تتدفق بقوة - 00:16:39ضَ

في عمق سكونه المهيب. وللقلب الخاشع خفقات ترفع الطير الراحل مقامات اخرى. يطوي بها المسافات التي ضاقت عن طيها الازمنة والقرون. واي عود يقدر ان لروح الشرود فيخرج عن خشوع السجود. وقد انفتح نور الرحمن على قلبه فذاق ما ذاق من كمال الجمال - 00:16:57ضَ

من قبل قائما فكان لسانك يقرأ. وفؤادك يصغي فتنفتح الاقواس امامك على مملكة الله الفسيحة. لكنك ساعة ساجد لسانك يدعو بالتسبيح والتنزيه. وفؤادك يشاهد مدارج المعارج. فيخشع وجلا ويخنع. ثم - 00:17:23ضَ

يطمئن وكأنه يسمع انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وتسكن العروق والافنان للحي القيوم. فلا صدى الا لسح الندى. يسري متبتلا في غمرة الدعاء. هاميا من مقلتيك على الثرى - 00:17:43ضَ

فاذا الصفوف حواليك دوالي تورق الطافا من الخشوع. واذا الطيور باحضانها تبث شكواها لمولاها. همسة صاعدا من الاعماق متأدبة بما يقتضيه المقام من الكلام. وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسه - 00:18:03ضَ

فلما لا يقبل الحبيب اعتاب المحبوب؟ وقد جاد على الفؤاد بكشف المحجوب فعرف ما عرف ثم اغترف وذاق من من شهوده في سجوده ما احياه بعد موات. لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد - 00:18:23ضَ

وترشف من كؤوس التعبد عبودية السجود لربك الاعلى فتتحرر من كل الاغلال المال والسلطان والامان وتجري جداول الروح بين يديك صافية فجاجة. تسقيك من اندائها جمالا ربانيا. ينضر غصنك المنحرف - 00:18:43ضَ

على الثرى ويبعث فيه حيوية وفجوة لا تسكبها اباريق الرياضات ها هي رياح الاذن تهب الان على الحدائق الساجدة غصونها. كانت محملة باريج الرضا ورياحين العفو والغفران تستنشق ماليا فتتدفق الى فؤادك لذة من مقام اخر. وتدرك انه قد ان الاوان لترفع جالسا - 00:19:03ضَ

ثم ترفع رأسك وفي قلبك شوق عميق للرحيل سجودا الى يوم القيامة. فما يزال النبض الساجد يفيض على غرة لصاحبه نورا لا ينتهي بانتهاء الصلاة فكيف لا يمعن المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم في وضع وجهه الطاهر على ماء وطين. تذللا بين يدي مولاه. تلك - 00:19:30ضَ

صورة غرست دالية نور بومضتها البارقة في افئدة الصحابة الكرام. فسحت ما سحت على قلب الصحابي جليل ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو يتملى طلعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد الصلاة - 00:19:54ضَ

اوقدها ابو سعيد بهجة قنديل في طريق المحبين الى يوم الدين قال متذكرا بعد ذلك بزمن كان سقف المسجد جريد النخل. وما نرى في السماء شيئا. فجاءت قزعة سحابة فامطرنا حتى سال سقف المسجد. فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:13ضَ

وكان مكان سجوده عليه الصلاة والسلام مما اصابه السيلان. فاما المسلمين بين يدي المولى الكريم خاشعا متبدل والماء يغمر الثرى من تحت وجهه الطاهر. وهو ساجد لله فما يزيده ذلك الا حبا وشوقا الى مولاه - 00:20:37ضَ

وفي تتمة الحديث قال ابو سعيد رضي الله عنه بعيد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة ولقد رأيت اثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارنبته. الا صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله - 00:20:58ضَ

اي حب هذا الذي سكن قلبك لمولاك حتى جعلت تحتضن الثرى بين يديه جل علاه. وتمرغ جبهتك وانفك الطاهرين في الماء والطين. فلا يزدادان الا طهرا وجمالا. انت النبي الصفي الحبيب القريب. الخل المصطفى - 00:21:16ضَ

الرسول المجتبى سيد الاولين والاخرين وامام الانبياء والمرسلين تأبى الا ان تكون عبدا على جمال العبودية في سجودك يا رسول الله. ويا للبهاء المتدفق من مسجدك المتواضع لله ترحل فيه بين جريد - 00:21:36ضَ

قديم ينز قطرا بمحرابك المطرب بحب الله. وبين طين يرتسم على وجهك وساما من نور فيرفعك الى مقام العبودية الاعلى ويأبى المترفون اليوم اذا سجدوا الا ان يسجدوا على فراء الحرير - 00:21:56ضَ

وهل يسجدون حقا؟ الا شتان شتان بين سجود الاحباب وسجود الاخشاب - 00:22:14ضَ