الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:00
سوف نشرح في هذا الدرس قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله. ولا نقول لا يضر مع ايماني ذنب لمن عمل الكلام على هذه المسألة في زمل من القواعد - 00:00:18
فحتى نفهم كلام الامام الطحاوي رحمه الله لابد ان نفهم جملا من القواعد التي قررها اهل السنة والجماعة في هذا الصدد القاعدة الاولى قاعدة تقول الكبائر تنقصك مال الايمان الواجب ولا تنافي وجود اصل الايمان في القلب - 00:00:48
الكبائر تنقص كمال الايمان الواجب ولا تنافي وجود اصل الايمان في القلب اعيدها مرة اخرى الكبائر تنقص كمال الايمان الواجب ولا تنافي وجود اصل الايمان في القلب وهذه القاعدة تعبر عن الوسطية عند اهل السنة والجماعة في مسألة مرتكب الكبيرة - 00:01:14
فاهل السنة والجماعة لا يسلبون مرتكب الكبيرة مطلق الايمان ولا يعطونه الايمان المطلق كما سيأتينا ان شاء الله بعد قليل ونحن في هذه القاعدة نخالف مذهب المرجئة والوعيدية فاما مذهب المرجئة فانهم يقولون بان فعل الذنوب والمعاصي لا يؤثر في نقصان الايمان مطلقا - 00:01:41
لا نقصان الايمان المستحب ولا نقصان الايمان الواجب. فليس فعل الكبيرة بمؤثر في نقص الايمان مطلقا. وانتم تعرفون بطلان هذا المذهب على حسب ما قررناه وشرحناه لكم سابقا ولله الحمد - 00:02:08
وقد جانبهم في ذلك وقد خالفهم في ذلك الوعيدية المخالفة المطلقة. فقال الوعيدية ان ارتكاب الكبيرة ينقض اصل وجود الايمان في القلب فمتى ما فعل الانسان شيئا من من الكبائر فانه يخرج عن دائرة الاسلام بالكلية عند الوعيدية من الخوارج والمعتزلة - 00:02:25
فاما المعتزلة فانه فانهم قالوا بان مرتكب الكبيرة يخرج من دائرة الايمان ولكن لا يصل الى دائرة الكفر فيبقى في منزلة بين المنزلتين كانسان خرج من قرية اراد قرية اخرى ولكن تلفت سيارته او توقفت به في - 00:02:45
منتصف الطريق فلا ينسب الى القرية الاولى وصولا ولا ينسب الى القرية الثانية وصولا فهو في منزلة بين القريتين يقول الناظم وخالفت في ذلك المعتزلة وقرروا توسطا في المنزلة. والمنزلة بين - 00:03:08
المنزلتين اصل من اصول المعتزلة كما لا يخفى على شريف علمكم واما الخوارج الحيارى فانهم قالوا بانه خرج عن دائرة الاسلام ودخل مباشرة في دائرة الكفر فان قلت وما حقيقة قول المعتزلة - 00:03:28
بالمنزلة بين المنزلتين فنقول ان حقيقة قولهم هو قول الخوارج تماما ولكنهم خافوا. اي يصرحوا بكفرهم والا فمآل قول المعتزلة هو بعينه مآل قول الخوارج فان قلت وما دليلك على آآ ما آآ ذكرت فاقول من وجهين. الوجه الاول ان المتقرر عند - 00:03:48
العقلاء ان النقيضين النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان في لحظة واحدة بل متى ما ثبت احدهما علمنا بثبوته ارتفاعا الاخر. ومتى ما ثبت الاخر علمنا بثبوته ارتفاع الاول كالوجود والعدم فمن كان موجودا فليس بمعدوما ومن كان معدوما فليس بموجود فلا يمكن ان يوصف الشيء الواحد في لحظة واحدة بانه لا موجود ولا - 00:04:19
معدوم او بانه موجود ومعدوم. فالنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان وكالحركة والسكون فانما كان ساكنا فليس بمتحرك وما كان متحركا فليس بساكن فلا يمكن ان يوصف الشيء في لحظة واحدة - 00:04:48
بانه لا متحرك ولا بساكن او انه متحرك وساكن في لحظة واحدة فاذا علم هذا فليعلم ان تقابل الامام مع الكفر انما هو تقابل نقيض. فلا يمكن الا يوصف الانسان بواحدة منهما فالانسان اما ان - 00:05:05
يكون مؤمنا واما ان يكون كافرا الكفر الاكبر. اما ان لا يكون مؤمنا ولا كافرا وانما هو في منزلة بين فان هذا مخادعة في الاقوال وزخرفة لها فقط فافاد ذلك ان المعتزلة متى ما حكموا ها متى ما حكموا على على مرتكب الكبيرة بانه قد خرج عن دائرة الايمان - 00:05:22
فلزاما عليهم ان يحكموا بانه دخل في دائرة الكفر. واما قولهم بالمنزلة بين المنزلتين فانما هو شيء يريدون التخييل به ويريدون التستر من ورائه حتى لا يحرجهم احد من اصحاب او ارباب المذاهب الاخرى - 00:05:48
كيف تكفرون مرتكب الكبيرة؟ والا فحقيقة قولهم انه كافر. ويؤيد هذا الذي ذكرته لكم انفا الوجه الثاني وهو ان المعتزلة يحكمون على مرتكب الكبيرة في الاخرة باي حكم؟ بانه في النار. خالدا فيها ابد الاباد - 00:06:08
غريب. فلو كان لم يصل الى درجة الكفر ولا الى ولم يدخل في دائرته. فلماذا تحكمون عليه بالنار التي لا يدخلها الا الكفار فليس بمؤمن اي لا يستحق الجنة. ولكنكم تقولون في نفس الوقت بانه ليس بكافر. فاذا لا يستحق النار. فلماذا - 00:06:28
لا تجعلوه في منزلة بين المنزلتين فلا الى الجنة ينسب ولا الى النار ينسب. وانما في مكان بينهما يرى الجنة ولا يستطيع ان يدخلها لعدم وجود وصف الايمان معه. ويرى النار ولا يستحقها لعدم وجود وصف الكفر معه. فهل قالوا - 00:06:51
ذلك؟ الجواب لا بل قالوا هو خالد مخلد في النار ابدا فهذا فضيحة لهم لان قولهم بالمنزلة بين المنزلتين انما كان تسترا على فضيحتهم بتكفير مرتكب الكبيرة واخراجه عن دائرة الايمان بالكلية. فهمتم هذا؟ فاذا هذان الوجهان يدلان على ان - 00:07:11
فمآل قول المعتزلة هو بعينه مآل قول الخوارج في الدنيا والاخرة وان خدعة المنزلة بين المنزلتين انما هي ها خداع وتلبيس وايهام فقط والا فلا حقيقة لها على ارض الواقع - 00:07:31
ومن القواعد ايضا في هذه القطعة قاعدة عند اهل السنة تقول مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق ولا نسلب عنه مطلق الايمان مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق ولا نسلب عنه مطلق الايمان - 00:07:52
وقد دلت الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة على ذلك فاما جزء القاعدة الاول وهو ان فعل الكبيرة يؤثر في نقص الايمان فعدة ادلة منها قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب - 00:08:16
الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. فهذا دليل على ان القتل انقص مؤشر ايمانه الواجب. حتى كان مستحقا لدخول النار ولهذه اللعنة والوعيد العظيم والعذاب الاليم من الله تبارك وتعالى - 00:08:46
فهذا دليل على نقص ايمانه بسبب كبيرته التي فعلها وهي القتل وكذلك قول الله عز وجل لمن يأكل الربا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. فهذا دليل على ان اكل الربا مؤذن بحرب من الله ورسوله وهذا دليل على - 00:09:06
انه ليس بمؤمن الايمان الكامل. فان صاحب الايمان الكامل ليس بمستحق لحرب من الله. ولا حرب من رسوله. كما هو ومنها ايضا قول الله عز وجل والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من - 00:09:28
وهذا الجزاء والنكال دليل على ان ايمانهما نقص بسبب هذه الكبيرة التي هي السرقة وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات يعني نمام. فنميمته اثرت في نقص ايمانه حتى لم يعد مستحقا - 00:09:48
لدخول الجنة الدخول الابتدائي. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع رحم قطيعة الرحم وهي كبيرة من كبائر الذنوب انقصت مؤشر ايمانه حتى حرمته او منعته من دخول الجنة الابتدائي - 00:10:07
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فانقص زناه ايمانه ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فانقصت سرقته ايمانه. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فانقص شربه - 00:10:27
الخمر ايمانه ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه ابصارهم فيها. حين ينتهبها وهو مؤمن فانقصت نهبته ايمانه ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن فانقص قتله ايمانه ولا يغل حين يغل وهو مؤمن فانقص - 00:10:47
ها غلوله ايمانه. فهذا دليل على انه ليس بمؤمن الايمان التام الكامل. ولذلك قال الامام البخاري رحمه الله لا يكون هذا اي مرتكب الكبيرة مؤمنا تاما ولا يكون له نور الايمان. وفي سنن ابي داوود من - 00:11:07
حديث ابي هريرة باسناد جيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا زنا العبد خرج منه الايمان فكان فوق رأسه كالظلة فاذا خرج من ذلك العمل رجع اليه الايمان. فهذا دليل على انه حال مقاربته لهذا الذنب والمعصية فان ايمانه الواجب ينقص - 00:11:27
وهذا ما ندين الله عز وجل به ان ارتكاب الكبيرة ينقص ينقص الايمان المطلق. فاذا مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق كما فعله المرجئة. الذين يقولون لا يظر مع الايمان ذنب لمن عمله - 00:11:47
واما الادلة الدالة على ان ايمانه وان نقص الا انه ليس النقص الذي يخرجه عن دائرة الايمان. فارتكاب الكبيرة لا يوجب للعبد ان يخرج عن مطلق الايمان فقد دلت على هذه الجزئية ايضا ادلة كثيرة. منها مثلا قول الله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين - 00:12:06
اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. ووجه الدلالة منها ان الله عز وجل - 00:12:26
نادى الطوائف بوصف ماذا؟ الايمان فهذا دليل على انهم لا يزالون على على اصل ايمانهم مع انه اثبت ان بعضهم يقتل بعضا ثم ايضا قال في اخر الاية انها ايش؟ ان الاصلاح بين هاتين الطائفتين - 00:12:46
هو من جملة مقتضيات اخوة الايمان والدين فالمؤمنون اخوة فالواجب هو الاصلاح بين الاخوين فعد اقتتالهما غير مخرج لهما عند دائرة عن دائرة الاسلام عن دائرة الاسلام. واما قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. فمحمول على - 00:13:06
امرين الامر الاول انه لا يريد بقوله كفارا اي الكفر الاكبر المخرج والناقل عن الملة بالكلية وانما يريد الكفر الاصغر الذي لا يوجب انتقال المسلم عن اسلامه الى دائرة الكفر - 00:13:32
والمحمل الثاني اننا نحمله في حال كون القاتل مستحلا للقتل لان المتقرر باجماع اهل السنة ان كل من استحل معلوما من الدين بالظرورة حرمته فانه يكفر الكفر الاكبر فلا اشكال في هذا الحديث الذي يستدل به الخوارج على كفر فاعلي الكبيرة - 00:13:48
ويؤكد هذا ايضا قول النبي صلى عفوا قول الله عز وجل في شأن القاتل في شأن القاتل الذي قتل اخاه المسلم عمدا وعدوانا. قال الله عز وجل فمن عفي عنه من اخيه. فمن عفي له فمن - 00:14:14
عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. فوصف القاتل انه اخ للمقتول. واي يقصد؟ الجواب اخوة الدين. فاذا كونه قتله عمدا عدوانا لم يجب له الخروج عن ملة الاسلام بالكلية - 00:14:31
وايضا مما يدل على ذلك ان رجلا كان يشرب الخمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يقال له حمار او يلقب بحمار وكان كثيرا ما يضحك النبي صلى الله عليه وسلم. فجيء به - 00:14:51
وجلد وجيء به وجلد وجيء به وجلد. فتكلم فيه بعض الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم زاجرا هذا المتكلم بمثل هذا الكلام اني لا اعلم الا انه يحب الله ورسوله. وهذا شهادة له بايش؟ بالايمان. مع انه شارب للخمر. لكن لم - 00:15:12
كن شربه مخرجا له عن دائرة عن دائرة الاسلام بالكلية وهذا واضح. ويؤكد هذا المعنى ما في الصحيحين ايضا من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة - 00:15:36
قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. ثلاث مرات فهذا دليل على ان مجرد الزنا والسرقة لا توجب للعبد انتقاض اصل الايمان من القلب. ووجوب ووجوب النار الاجابة المطلقة - 00:15:56
اخلاق فان الزنا والسرقة وان كان فان الزنا والسرقة وان كانت تنقص الايمان وتؤثر في كماله الواجب الا انها لا تنقض اصل الايمان في القلب هذا هو الذي جعل اهل السنة يقولون لا نعطي مرتكب الكبيرة الايمان المطلق التام ولا نسلبه مطلق الايمان - 00:16:14
ما لكله ويؤكد هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ومن لقيني بقراب الارض خطايا؟ لا يشرك بي شيئا لاتيته بقرابها مغفرة. فهذا دليل على ان ارتكاب الكبيرة لا يوجب الخلود الابدي في النار ولا - 00:16:34
يتنافى مع وجود اصل الايمان في القلب ومنها ايضا ما في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا - 00:17:00
اقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم. ثم قال فمن وفى من ذلك فمن وفى منكم ذلك فاجره على الله. ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له - 00:17:28
ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله وهذا هو الشاهد. ها فستر يعني زنا وستره الله. سرق وستره الله. قتل وستره الله افترى بهتانا بين يديه ورجليه وستره الله. ماذا ستكون؟ ماذا سيكون امره في الاخرة - 00:17:48
الا ومن اقترف من ذلك شيئا فستره الله كان امره الى الله عز وجل ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه فبايعناه على فهذا دليل على انه لم يكفر اذ الكافر في الاخرة لا يستحق مطلق الرحمة ولا مطلق المغفرة. لقول الله - 00:18:08
عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. فمن جاء يوم القيامة بالشرك الاكبر والكفر الاكبر والنفاق الاكبر والظلم الاكبر والفسق الاكبر فهذا ليس محطا صالحا للمغفرة. ابدا. فالله عز وجل توعد من جاء بشيء من هذه الامور - 00:18:28
بانه لا يغفر له. فلما قال في الحديث ان شاء غفر له وان شاء عاقبه دل ذلك على ان مجرد الزنا الذي ستره الله والسرقة التي سترها الله ها لم توجبي انتقاله عن مطلق الايمان ولا خروجه عن دائرة الاسلام بالكلية. بل واضف الى هذا ايضا - 00:18:48
ان من جاء بشيء من مقتضى الحدود وهي كبائر. فاننا نقيم عليه الحد وقد اجمع علماء الاسلام على انه لا يستنطق الشهادة فلو انه بوقوعه في الزنا كفر لما كان لما كانت اقامة الحد عليه كافية في رجوعه عن الاسلام - 00:19:11
بل لابد ان ان نستنطقه الشهادتين. اليس كذلك؟ الجواب فاذا زنا الانسان وكان بكرا فانه يجلد مئة ويغرب عاما ولكن لا يستنطق الشهادتين واذا كان محصنا فانه يرجم حتى يموت. واما واذا سرق فانه تقطع يده اليمنى. وغير ذلك من الحدود المقررة عند اهل العلم - 00:19:31
لكن العلماء مجمعون على ان من اقيم عليه الحد فقد برئت ذمته. ولم يجب عليه شيء اخر بعد اقامة فالحدود مطهرات وكفارات في الدنيا. لهذا الذنب فلو كان من يقترف شيئا من الكبائر او الموبقات. يخرج عن دائرة مطلق الايمان بالكلية ويوصف بانه كافر فانه - 00:19:55
بد من ان ينطق الشهادتين وليست باقامة وليست اقامة الحد بكافية في رجوعه للاسلام. بل اؤكد هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوته - 00:20:21
اني اختبأت دعوتي ايش؟ شفاعة لامتي. والذين يريدون الشفاعة من هم؟ هم المرتكبون للذنوب والمعاصي ادخل الناس في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة واحوجهم لها هم من مات على شيء من الذنوب والمعاصي. ولذلك في الحديث الاخر - 00:20:41
شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ويؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير - 00:21:01
الى اخر الحديث المعروف لديكم فهذا دليل على انهم ما دخلوا النار الا لوجود شيء من الذنوب والمعاصي. فلو كانت الذنوب والمعاصي تنقض مطلقة لما خرجوا من النار في يوما من ايام الدهر - 00:21:21
ولم يستحقوا الجنة ابدا. فلو جمعت بين هاتين الدلالتين الادلة الاولى والادلة الثانية لاثمر لك صحة هذه قاعدة ان مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق التام الكامل لوجود الادلة الدالة على تأثير فعل الكبيرة - 00:21:37
في نقص الايمان الواجب ولا نسلبه مطلق الايمان فيكون كافرا لوجود الادلة الكثيرة الدالة على ان ارتكاب الكبيرة لا يتنافى مع وجود اصل الامام في القلب فصدق اهل السنة والجماعة في قولهم لا نعطي مرتكب الكبيرة الايمان المطلق ولا نسلبه مطلق الايمان. فان قلت ومن الذي اعطاه - 00:21:57
الايمان المطلق فنقول هم المرجئة. فان قلت ومن الذي سلبه مطلقا؟ الايمان فنقول هم الوعيدية ونحن وسط بين هاتين الطائفتين الضالتين في باب اسماء الاحكام والدين ومرتكبي الكبيرة وهذا يؤكد لنا ان الانسان لا يمكن ان يخرج بتصور تام للجزئية التي يبحثها او المسألة التي ينظر - 00:22:22
وفيها الا اذا استجمع اطراف الادلة كلما واما من كان اعور في بحثه فان نتيجته ستكون ناقصة على حسب نقص الادلة التي لم يطلع عليها يوضح هذا ان المرجئة نظروا للادلة الاولى التي - 00:22:52
عفوا نظروا للادلة التي تعطي الايماء نظروا للادلة التي تدل على ان ها على ان الكبائر لا تخرج عن دائرة الايمان فاعطوا مرتكب الكبيرة الايمان المطلق وتعاموا عن الادلة الاخرى - 00:23:13
فاذا نظرهم في هذه الجزئية نظرا اعور. بينما جاء العوران الاخرون وهم الوعيدون فنظروا الى الجزء الادلة التي تركه المرجئة. وتعاموا عن الادلة الاخرى التي نظر اليها المرجئة فلما نظر الوعيدية الى الادلة التي تدل على ان فعل الكبيرة موجب للعقوبة في الاخرة. قالوا اذا هي العقوبة المطلقة لا - 00:23:30
تطلق العقوبة فهذا يقتضي خروجه عن دائرة الاسلام بالكلية. ولو انهم تأملوا ونظروا للادلة كلها لخرج لخرجوا بالتصور التام. ولذلك وصيتي لكم يا معشر الطلبة ان لا تستعجلوا في اصدار النتائج الا بعد استيفاء - 00:24:00
المسألة بحثا والنظر في كل اطراف الادلة. بل هذا يأتي على مستوى البحث في كلام العلماء ايضا. فانه لا يجوز لك ان تنسب عالما لقول لمجرد انك اطلعت على قوله في واحد من مئات مؤلفاته او الاف مقالاته - 00:24:20
فهذا ظلم عظيم. فاذا اردت ان تخرج بتصور تام وتبرأ ذمتك في نسبة هذا القول نسبة صحيحة فلابد ان ان تستطلع جميع المواضع التي تكلم هذا المصنف عن هذه المسألة فيها. اذ الانسان قد يجمل كلامه في مكان ويبينه في مكان - 00:24:40
ويطلقه في مكان ويقيده في مكان. ويجعله عاما في مكان بينما يخصصه في مكان اخر هذا من باب العدل والانصاف واعطاء كل ذي حق حقه. ومن القواعد في هذه القطعة ايضا - 00:25:04
كل من اخرج العمل عن دائرة الايمان فمرجئ كل من اخرج العمل عن دائرة الايمان فمرجئ وهذا شأن المرجئة في باب الايمان. فقد اتفق المرجئة جميعهم جهميهم واشعريهم وكلابيهم وماتوا ريديهم. على ان العمل ليس بداخل في دائرة الايمان مطلقا - 00:25:25
فهم دائرون بين كون الايمان اعتقادا وقولا او قولا فقط او اعتقادا فقط او ان الايمان عبارة عن مطلق المعرفة كما قاله اتباع الجهم بن صفوان الترمذي. عليه من الله ما يستحق - 00:26:02
فتجدون المرجئة يتفقون دائما في جميع اقوالهم على ان العمل ليس له تأثير في نقص الايمان. ولا مطلق التأثير فكل من زعم بان العمل ليس بمؤثر في زيادة الايمان ونقصه فانه من المرجئة - 00:26:24
سواء اكان من المرجئة الغالية او من او من او من المرجئة المتوسطة. المهم انه يعتقد ان العمل ليس داخلا في دائرة الايمان ولا بمؤثر فيه زيادة ونقصا فانه يعتبر من المرجئة. فاذا قيل لك من المرجئ فقل هو - 00:26:44
وكل من اخرج العمل عن دائرة الايمان. ويوضح هذا القاعدة التي بعدها. كل من نقض اصل الايمان بالكبير فواعيدي كل من نقض اصل الايمان بالكبيرة فوعيدي وهذا شأن الوعيدية من الخوارج والمعتزلة. فان الخوارج والمعتزلة يتفقون على ان مرتكب الكبيرة لا حظ له في مطلق - 00:27:04
ايمان ابدا. فارتكابه لهذه الكبيرة نقض اصل ايمانه في القلب. فاذا قيل لك من الوعيد؟ فقل هو من يزعم او يعتقد وجود التنافي بين اصل الايمان وارتكاب الكبيرة فكل من زعم انتقاض اصل الايمان من القلب بمجرد الكبيرة فانه من الوعيدية - 00:27:39
ويوضح هذا القاعدة التي بعدها جنس الاعمال وركن في الايمان لا احدها الا بدليل. جنس الاعمال ركن في الايمان. لا احادها الا بدليل واذا مرة اخرى لاهميتها جنس الاعمال ركن في الايمان. لا احدها - 00:28:08
الا بدليل ضعوا الاقلام وانتبهوا لي قليلا. لقد اجمع اهل السنة والجماعة على ان العمل ركن من اركان الايمان ولكن كثيرا من اهل السنة لم يتصور حقيقة هذه الركنية. فكيف يكون العمل ركنا في الايمان وما هو العمل - 00:28:41
الذي يعتبر ركنا في الايمان. فهذه القاعدة تجيب عن تلك التساؤلات كلها. فان قلت وماذا اهل السنة بقولهم العمل ركن في الايمان. الجواب في اول هذه القاعدة. وهو ان جنس الاعمال هي الركن في الايمان - 00:29:01
فان قلت وماذا تقصد بجنس العمل؟ فاقول بعضه فمتى ما وجد بعض العمل فقد وجد جنسه. ولكن لابد ان يكون هذا العمل مما تختص به شريعة الاسلام. بمعنى لو ان رجلا نطق بالشهادتين - 00:29:21
ثم لم يفعل شيئا من الاعمال المختصة بشريعة الاسلام ابدا. بمعنى انه لم يصلي. صلاة المسلمين ولم يزكي زكاة المسلمين ولم يحج ولم يعتمر. ولم يفعل شيئا من شرائع الاسلام. فهذا - 00:29:41
كجنس العمل. فتركه لجنس العمل يعتبر ناقضا لاصل وجود ايمانه في القلب. فترك جنس العمل هو الذي ينقض الايمان من القلب فلا يوصف الانسان بانه مؤمن الا اذا جاء بجنس الاعمال المختصة بالاسلام - 00:30:01
ويوضح هذا المثال الثاني وهو ان انسانا نطق بالشهادتين وصلى. وزكى وحج. ولكن شرب الخمر وزنا وسرق وحلق لحيته واسبل ثيابه. هل هذا تارك لجنس العمل ام احده لاحد العمل. فاذا وجد شرط الايمان ركن عفوا وجد ركن الايمان ولا ما وجد؟ الجواب وجد - 00:30:24
فاذا هو مؤمن لكن ناقص الايمان. ومخالفته في احاد المأمورات لا كلها. او في ارتكاب بعض المحظورات ليس تبي مؤثر في انتقاظ اصل ايمانه في القلب. ولكنه مؤثر في ماذا؟ في نقص ايمانه الواجب فقط - 00:30:58
فاذا ليس احاد العمل بشرط في وجود الايمان في القلب. فقد يوجد الايمان في القلب اي بعضه حتى وان كان هناك مخالفة لاحد العمل ولو تأملت هذه القاعدة لوجدتنا نجاني نجانب بها ايضا المرجئة - 00:31:18
والوعد فقولنا جنس الاعمال ركن في الايمان جانبنا به قول المرجئة الذين يخرجون كالاعمال عن دائرة الايمان فلا يجعلون العمل وجودا وعدما بمؤثر في الايمان لا زيادة ولا نقصا. فهمتوا؟ طيب انتبهوا - 00:31:42
وقولنا في القاعدة لا احاد العمل هذا ينسف مذهب الوعيدية الذين يجعلون احاد العمل ها مؤثرة في وجود الايمان وعدمه. فلو انك عند الوعيدية فعلت كل شرائع الاسلام وارتكبت جريمة - 00:32:02
من الكبائر فعندك مخالفة في احاد العمل فالمخالفة في احاد الاعمال ينقض اصل الايمان في القلب عند الوعيدية ولذلك هذه القاعدة اذا ظبطها طالب العلم فانه سيكون من اهل السنة والجماعة في باب الايمان ومرتكب الكبيرة - 00:32:22
فان قلت اوليس الوعيدية يدخلون العمل في دائرة الايمان؟ فاقول بلى ومع ذلك فادخالهم ادخال بدعي فان قلت وكيف يكون ادخالهم للعمل في دائرة الايمان ادخالا بدعيا ونحن نقول بان الاعمال داخلة في الايمان - 00:32:44
وهو ادخال سني. فنحن ادخلنا الاعمال وصرنا من اهل السنة وهم ادخلوا الاعمال ومع ذلك فهم من اهل البدع. فما الفرق بين الادخالين الجواب ان ادخالنا للاعمال وجعلها ركنا في الايمان انما هو ادخال اجناس لا احاد - 00:33:09
واما ادخالهم هم للاعمال في دائرة الايمان فانما هو ادخال احد. فجيس العمل هو الركن عند واحاد العمل هو الركن عندهم. فاذا رأيت الوعيدي يقول انا ادخل الاعمال في في دائرة الايمان فاياك ان تصدقه بانه وافق اهل السنة. لاننا سنسأله وما طبيعة - 00:33:33
العمل الذي تدخله في دائرة الايمان. اهو جنس الاعمال ام احادها؟ فسيقول بل احادها. وهذا الادخال بدعي وليس معنى هذا ان احاد العمل لا تؤثر في الايمان. لا ولكننا نبحث هل تؤثر احاد العمل في نقض اصل الايمان - 00:34:03
او لا تؤثر واما تأثير احاد الاعمال في نقصان كمال الايمان الواجب فهذا متفق عليه بين اهل السنة والجماعة لا نقاش لنا فيه فان قلت وماذا تقصد بقولك في القاعدة؟ الا بدليل. الجواب - 00:34:25
اي الا بدليل يدل على ان ترك احاد هذا العمل المعين ينقض اصل الايمان من القلب. فنجعل ترك هذا العمل معين ناقظا لاصل الايمان. واما غيره مما لم يرد بخصوصه دليل فيه فيبقى على انه منقص للكمال الواجب - 00:34:49
وليس بناقض لاصل وجود الايمان في القلب. فان قلت اضرب لنا مثالا على ذلك. اقول كترك الصلاة الترك المطلق فان من ترك الصلاة الترك المطلق الدائم فانه يعتبر كافرا الكفر الاكبر. فهذا الرجل خالف خالف في - 00:35:09
من الاعمال ومع ذلك اخرجناه عن دائرة الاسلام وذلك لثبوت الدليل هذه الجزئية. في قول النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل والكفر او قال الشرك ترك الصلاة وقول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا - 00:35:29
وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وكان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة كما في جامع الترمذي باسناد صحيح لغيره من حديث عبدالله بن شقيق رحمه الله تعالى - 00:35:49
فهذه القواعد مهمة لفهم كلام الامام الطحاوي ومن القواعد ايضا ولعله اخرها الذنوب مؤثرة في كمال الايمان الواجب بقدرها. الذنوب مؤثرة في كمال الايمان بقدرها بمعنى ان الذنوب تتفاوت. فنقصان الايمان يتفاوت على حسب تفاوت عظم الذنب. فان قلت وما دليلك على - 00:36:08
ان الذنوب تتفاوت فاقول قول الله عز وجل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي الله الا بالحق ولا يزنون. الاية بتمامها. فان سبب نزولها ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي - 00:36:45
عنه قال ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم عند الله عز وجل؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك. قال ثم اي؟ قال ان تزاني حليلة جارك فانزل الله عز وجل تصديقها والذين لا - 00:37:05
يدعون الى اخر الاية. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبعة الموبقات. فهذا دليل على ان ثمة موبقات وغير موبقات. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:37:25
ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما قبلها ما لم ما لم يؤتي كبيرة فهذا دليل على ان الذنوب فيها كبائر وصغائر. وفي الحديث الاخر الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان - 00:37:45
الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر والادلة في هذا المعنى كثيرة فالذنوب تتفاوت فبما ان الذنوب تتفاوت في عظمها فاذا هي تتفاوت في تأثير نقص الانتقاص ايماني بها فليس نقصان الايمان بحلق اللحية كنقصانه بشرب الخمر. وليس نقصانه بشرب الخمر كنقصانه بالزنا - 00:38:05
وليس نقصانه بالزنا كنقصانه بقتل النفس. ظلما وعدوانا فالذنوب تتفاوت. فالذنوب تتفاوت فاذا صدق كلام الامام الطحاوي رحمه الله بقوله ولا نقول اي معاشر اهل السنة والجماعة لا يضر الايمان ذنب لمن عمله. كمن قاله من؟ من الذي قال هذا القول؟ المرجئة. فانهم يقولون لا يضر - 00:38:33
مع الايمان ذنب لمن عمله فاراد الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ان يرد عليهم وبهذه الاصول والقواعد يتضح كلامه ان شاء الله الا مذهب اهل السنة في هذه الجزئية تجليا ظاهرا واضحا. نسأل الله ان يثبتنا واياكم على الحق. وان يكفينا واياكم شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:39:03
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:39:23
Transcription
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:00
سوف نشرح في هذا الدرس قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ولا نقول لا يضر مع الايمان ذنب لمن عمله. ولا نقول لا يضر مع ايماني ذنب لمن عمل الكلام على هذه المسألة في زمل من القواعد - 00:00:18
فحتى نفهم كلام الامام الطحاوي رحمه الله لابد ان نفهم جملا من القواعد التي قررها اهل السنة والجماعة في هذا الصدد القاعدة الاولى قاعدة تقول الكبائر تنقصك مال الايمان الواجب ولا تنافي وجود اصل الايمان في القلب - 00:00:48
الكبائر تنقص كمال الايمان الواجب ولا تنافي وجود اصل الايمان في القلب اعيدها مرة اخرى الكبائر تنقص كمال الايمان الواجب ولا تنافي وجود اصل الايمان في القلب وهذه القاعدة تعبر عن الوسطية عند اهل السنة والجماعة في مسألة مرتكب الكبيرة - 00:01:14
فاهل السنة والجماعة لا يسلبون مرتكب الكبيرة مطلق الايمان ولا يعطونه الايمان المطلق كما سيأتينا ان شاء الله بعد قليل ونحن في هذه القاعدة نخالف مذهب المرجئة والوعيدية فاما مذهب المرجئة فانهم يقولون بان فعل الذنوب والمعاصي لا يؤثر في نقصان الايمان مطلقا - 00:01:41
لا نقصان الايمان المستحب ولا نقصان الايمان الواجب. فليس فعل الكبيرة بمؤثر في نقص الايمان مطلقا. وانتم تعرفون بطلان هذا المذهب على حسب ما قررناه وشرحناه لكم سابقا ولله الحمد - 00:02:08
وقد جانبهم في ذلك وقد خالفهم في ذلك الوعيدية المخالفة المطلقة. فقال الوعيدية ان ارتكاب الكبيرة ينقض اصل وجود الايمان في القلب فمتى ما فعل الانسان شيئا من من الكبائر فانه يخرج عن دائرة الاسلام بالكلية عند الوعيدية من الخوارج والمعتزلة - 00:02:25
فاما المعتزلة فانه فانهم قالوا بان مرتكب الكبيرة يخرج من دائرة الايمان ولكن لا يصل الى دائرة الكفر فيبقى في منزلة بين المنزلتين كانسان خرج من قرية اراد قرية اخرى ولكن تلفت سيارته او توقفت به في - 00:02:45
منتصف الطريق فلا ينسب الى القرية الاولى وصولا ولا ينسب الى القرية الثانية وصولا فهو في منزلة بين القريتين يقول الناظم وخالفت في ذلك المعتزلة وقرروا توسطا في المنزلة. والمنزلة بين - 00:03:08
المنزلتين اصل من اصول المعتزلة كما لا يخفى على شريف علمكم واما الخوارج الحيارى فانهم قالوا بانه خرج عن دائرة الاسلام ودخل مباشرة في دائرة الكفر فان قلت وما حقيقة قول المعتزلة - 00:03:28
بالمنزلة بين المنزلتين فنقول ان حقيقة قولهم هو قول الخوارج تماما ولكنهم خافوا. اي يصرحوا بكفرهم والا فمآل قول المعتزلة هو بعينه مآل قول الخوارج فان قلت وما دليلك على آآ ما آآ ذكرت فاقول من وجهين. الوجه الاول ان المتقرر عند - 00:03:48
العقلاء ان النقيضين النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان في لحظة واحدة بل متى ما ثبت احدهما علمنا بثبوته ارتفاعا الاخر. ومتى ما ثبت الاخر علمنا بثبوته ارتفاع الاول كالوجود والعدم فمن كان موجودا فليس بمعدوما ومن كان معدوما فليس بموجود فلا يمكن ان يوصف الشيء الواحد في لحظة واحدة بانه لا موجود ولا - 00:04:19
معدوم او بانه موجود ومعدوم. فالنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان وكالحركة والسكون فانما كان ساكنا فليس بمتحرك وما كان متحركا فليس بساكن فلا يمكن ان يوصف الشيء في لحظة واحدة - 00:04:48
بانه لا متحرك ولا بساكن او انه متحرك وساكن في لحظة واحدة فاذا علم هذا فليعلم ان تقابل الامام مع الكفر انما هو تقابل نقيض. فلا يمكن الا يوصف الانسان بواحدة منهما فالانسان اما ان - 00:05:05
يكون مؤمنا واما ان يكون كافرا الكفر الاكبر. اما ان لا يكون مؤمنا ولا كافرا وانما هو في منزلة بين فان هذا مخادعة في الاقوال وزخرفة لها فقط فافاد ذلك ان المعتزلة متى ما حكموا ها متى ما حكموا على على مرتكب الكبيرة بانه قد خرج عن دائرة الايمان - 00:05:22
فلزاما عليهم ان يحكموا بانه دخل في دائرة الكفر. واما قولهم بالمنزلة بين المنزلتين فانما هو شيء يريدون التخييل به ويريدون التستر من ورائه حتى لا يحرجهم احد من اصحاب او ارباب المذاهب الاخرى - 00:05:48
كيف تكفرون مرتكب الكبيرة؟ والا فحقيقة قولهم انه كافر. ويؤيد هذا الذي ذكرته لكم انفا الوجه الثاني وهو ان المعتزلة يحكمون على مرتكب الكبيرة في الاخرة باي حكم؟ بانه في النار. خالدا فيها ابد الاباد - 00:06:08
غريب. فلو كان لم يصل الى درجة الكفر ولا الى ولم يدخل في دائرته. فلماذا تحكمون عليه بالنار التي لا يدخلها الا الكفار فليس بمؤمن اي لا يستحق الجنة. ولكنكم تقولون في نفس الوقت بانه ليس بكافر. فاذا لا يستحق النار. فلماذا - 00:06:28
لا تجعلوه في منزلة بين المنزلتين فلا الى الجنة ينسب ولا الى النار ينسب. وانما في مكان بينهما يرى الجنة ولا يستطيع ان يدخلها لعدم وجود وصف الايمان معه. ويرى النار ولا يستحقها لعدم وجود وصف الكفر معه. فهل قالوا - 00:06:51
ذلك؟ الجواب لا بل قالوا هو خالد مخلد في النار ابدا فهذا فضيحة لهم لان قولهم بالمنزلة بين المنزلتين انما كان تسترا على فضيحتهم بتكفير مرتكب الكبيرة واخراجه عن دائرة الايمان بالكلية. فهمتم هذا؟ فاذا هذان الوجهان يدلان على ان - 00:07:11
فمآل قول المعتزلة هو بعينه مآل قول الخوارج في الدنيا والاخرة وان خدعة المنزلة بين المنزلتين انما هي ها خداع وتلبيس وايهام فقط والا فلا حقيقة لها على ارض الواقع - 00:07:31
ومن القواعد ايضا في هذه القطعة قاعدة عند اهل السنة تقول مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق ولا نسلب عنه مطلق الايمان مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق ولا نسلب عنه مطلق الايمان - 00:07:52
وقد دلت الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة على ذلك فاما جزء القاعدة الاول وهو ان فعل الكبيرة يؤثر في نقص الايمان فعدة ادلة منها قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب - 00:08:16
الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. فهذا دليل على ان القتل انقص مؤشر ايمانه الواجب. حتى كان مستحقا لدخول النار ولهذه اللعنة والوعيد العظيم والعذاب الاليم من الله تبارك وتعالى - 00:08:46
فهذا دليل على نقص ايمانه بسبب كبيرته التي فعلها وهي القتل وكذلك قول الله عز وجل لمن يأكل الربا فاذنوا بحرب من الله ورسوله. فهذا دليل على ان اكل الربا مؤذن بحرب من الله ورسوله وهذا دليل على - 00:09:06
انه ليس بمؤمن الايمان الكامل. فان صاحب الايمان الكامل ليس بمستحق لحرب من الله. ولا حرب من رسوله. كما هو ومنها ايضا قول الله عز وجل والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من - 00:09:28
وهذا الجزاء والنكال دليل على ان ايمانهما نقص بسبب هذه الكبيرة التي هي السرقة وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات يعني نمام. فنميمته اثرت في نقص ايمانه حتى لم يعد مستحقا - 00:09:48
لدخول الجنة الدخول الابتدائي. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع رحم قطيعة الرحم وهي كبيرة من كبائر الذنوب انقصت مؤشر ايمانه حتى حرمته او منعته من دخول الجنة الابتدائي - 00:10:07
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فانقص زناه ايمانه ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فانقصت سرقته ايمانه. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فانقص شربه - 00:10:27
الخمر ايمانه ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه ابصارهم فيها. حين ينتهبها وهو مؤمن فانقصت نهبته ايمانه ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن فانقص قتله ايمانه ولا يغل حين يغل وهو مؤمن فانقص - 00:10:47
ها غلوله ايمانه. فهذا دليل على انه ليس بمؤمن الايمان التام الكامل. ولذلك قال الامام البخاري رحمه الله لا يكون هذا اي مرتكب الكبيرة مؤمنا تاما ولا يكون له نور الايمان. وفي سنن ابي داوود من - 00:11:07
حديث ابي هريرة باسناد جيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا زنا العبد خرج منه الايمان فكان فوق رأسه كالظلة فاذا خرج من ذلك العمل رجع اليه الايمان. فهذا دليل على انه حال مقاربته لهذا الذنب والمعصية فان ايمانه الواجب ينقص - 00:11:27
وهذا ما ندين الله عز وجل به ان ارتكاب الكبيرة ينقص ينقص الايمان المطلق. فاذا مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق كما فعله المرجئة. الذين يقولون لا يظر مع الايمان ذنب لمن عمله - 00:11:47
واما الادلة الدالة على ان ايمانه وان نقص الا انه ليس النقص الذي يخرجه عن دائرة الايمان. فارتكاب الكبيرة لا يوجب للعبد ان يخرج عن مطلق الايمان فقد دلت على هذه الجزئية ايضا ادلة كثيرة. منها مثلا قول الله عز وجل وان طائفتان من المؤمنين - 00:12:06
اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فائت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. ووجه الدلالة منها ان الله عز وجل - 00:12:26
نادى الطوائف بوصف ماذا؟ الايمان فهذا دليل على انهم لا يزالون على على اصل ايمانهم مع انه اثبت ان بعضهم يقتل بعضا ثم ايضا قال في اخر الاية انها ايش؟ ان الاصلاح بين هاتين الطائفتين - 00:12:46
هو من جملة مقتضيات اخوة الايمان والدين فالمؤمنون اخوة فالواجب هو الاصلاح بين الاخوين فعد اقتتالهما غير مخرج لهما عند دائرة عن دائرة الاسلام عن دائرة الاسلام. واما قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. فمحمول على - 00:13:06
امرين الامر الاول انه لا يريد بقوله كفارا اي الكفر الاكبر المخرج والناقل عن الملة بالكلية وانما يريد الكفر الاصغر الذي لا يوجب انتقال المسلم عن اسلامه الى دائرة الكفر - 00:13:32
والمحمل الثاني اننا نحمله في حال كون القاتل مستحلا للقتل لان المتقرر باجماع اهل السنة ان كل من استحل معلوما من الدين بالظرورة حرمته فانه يكفر الكفر الاكبر فلا اشكال في هذا الحديث الذي يستدل به الخوارج على كفر فاعلي الكبيرة - 00:13:48
ويؤكد هذا ايضا قول النبي صلى عفوا قول الله عز وجل في شأن القاتل في شأن القاتل الذي قتل اخاه المسلم عمدا وعدوانا. قال الله عز وجل فمن عفي عنه من اخيه. فمن عفي له فمن - 00:14:14
عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف. فوصف القاتل انه اخ للمقتول. واي يقصد؟ الجواب اخوة الدين. فاذا كونه قتله عمدا عدوانا لم يجب له الخروج عن ملة الاسلام بالكلية - 00:14:31
وايضا مما يدل على ذلك ان رجلا كان يشرب الخمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يقال له حمار او يلقب بحمار وكان كثيرا ما يضحك النبي صلى الله عليه وسلم. فجيء به - 00:14:51
وجلد وجيء به وجلد وجيء به وجلد. فتكلم فيه بعض الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم زاجرا هذا المتكلم بمثل هذا الكلام اني لا اعلم الا انه يحب الله ورسوله. وهذا شهادة له بايش؟ بالايمان. مع انه شارب للخمر. لكن لم - 00:15:12
كن شربه مخرجا له عن دائرة عن دائرة الاسلام بالكلية وهذا واضح. ويؤكد هذا المعنى ما في الصحيحين ايضا من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد قال لا اله الا الله ثم مات على ذلك الا دخل الجنة - 00:15:36
قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. ثلاث مرات فهذا دليل على ان مجرد الزنا والسرقة لا توجب للعبد انتقاض اصل الايمان من القلب. ووجوب ووجوب النار الاجابة المطلقة - 00:15:56
اخلاق فان الزنا والسرقة وان كان فان الزنا والسرقة وان كانت تنقص الايمان وتؤثر في كماله الواجب الا انها لا تنقض اصل الايمان في القلب هذا هو الذي جعل اهل السنة يقولون لا نعطي مرتكب الكبيرة الايمان المطلق التام ولا نسلبه مطلق الايمان - 00:16:14
ما لكله ويؤكد هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ومن لقيني بقراب الارض خطايا؟ لا يشرك بي شيئا لاتيته بقرابها مغفرة. فهذا دليل على ان ارتكاب الكبيرة لا يوجب الخلود الابدي في النار ولا - 00:16:34
يتنافى مع وجود اصل الايمان في القلب ومنها ايضا ما في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من اصحابه بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا - 00:17:00
اقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم. ثم قال فمن وفى من ذلك فمن وفى منكم ذلك فاجره على الله. ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له - 00:17:28
ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله وهذا هو الشاهد. ها فستر يعني زنا وستره الله. سرق وستره الله. قتل وستره الله افترى بهتانا بين يديه ورجليه وستره الله. ماذا ستكون؟ ماذا سيكون امره في الاخرة - 00:17:48
الا ومن اقترف من ذلك شيئا فستره الله كان امره الى الله عز وجل ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه فبايعناه على فهذا دليل على انه لم يكفر اذ الكافر في الاخرة لا يستحق مطلق الرحمة ولا مطلق المغفرة. لقول الله - 00:18:08
عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. فمن جاء يوم القيامة بالشرك الاكبر والكفر الاكبر والنفاق الاكبر والظلم الاكبر والفسق الاكبر فهذا ليس محطا صالحا للمغفرة. ابدا. فالله عز وجل توعد من جاء بشيء من هذه الامور - 00:18:28
بانه لا يغفر له. فلما قال في الحديث ان شاء غفر له وان شاء عاقبه دل ذلك على ان مجرد الزنا الذي ستره الله والسرقة التي سترها الله ها لم توجبي انتقاله عن مطلق الايمان ولا خروجه عن دائرة الاسلام بالكلية. بل واضف الى هذا ايضا - 00:18:48
ان من جاء بشيء من مقتضى الحدود وهي كبائر. فاننا نقيم عليه الحد وقد اجمع علماء الاسلام على انه لا يستنطق الشهادة فلو انه بوقوعه في الزنا كفر لما كان لما كانت اقامة الحد عليه كافية في رجوعه عن الاسلام - 00:19:11
بل لابد ان ان نستنطقه الشهادتين. اليس كذلك؟ الجواب فاذا زنا الانسان وكان بكرا فانه يجلد مئة ويغرب عاما ولكن لا يستنطق الشهادتين واذا كان محصنا فانه يرجم حتى يموت. واما واذا سرق فانه تقطع يده اليمنى. وغير ذلك من الحدود المقررة عند اهل العلم - 00:19:31
لكن العلماء مجمعون على ان من اقيم عليه الحد فقد برئت ذمته. ولم يجب عليه شيء اخر بعد اقامة فالحدود مطهرات وكفارات في الدنيا. لهذا الذنب فلو كان من يقترف شيئا من الكبائر او الموبقات. يخرج عن دائرة مطلق الايمان بالكلية ويوصف بانه كافر فانه - 00:19:55
بد من ان ينطق الشهادتين وليست باقامة وليست اقامة الحد بكافية في رجوعه للاسلام. بل اؤكد هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة. فتعجل كل نبي دعوته - 00:20:21
اني اختبأت دعوتي ايش؟ شفاعة لامتي. والذين يريدون الشفاعة من هم؟ هم المرتكبون للذنوب والمعاصي ادخل الناس في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة واحوجهم لها هم من مات على شيء من الذنوب والمعاصي. ولذلك في الحديث الاخر - 00:20:41
شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ويؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير - 00:21:01
الى اخر الحديث المعروف لديكم فهذا دليل على انهم ما دخلوا النار الا لوجود شيء من الذنوب والمعاصي. فلو كانت الذنوب والمعاصي تنقض مطلقة لما خرجوا من النار في يوما من ايام الدهر - 00:21:21
ولم يستحقوا الجنة ابدا. فلو جمعت بين هاتين الدلالتين الادلة الاولى والادلة الثانية لاثمر لك صحة هذه قاعدة ان مرتكب الكبيرة لا نعطيه الايمان المطلق التام الكامل لوجود الادلة الدالة على تأثير فعل الكبيرة - 00:21:37
في نقص الايمان الواجب ولا نسلبه مطلق الايمان فيكون كافرا لوجود الادلة الكثيرة الدالة على ان ارتكاب الكبيرة لا يتنافى مع وجود اصل الامام في القلب فصدق اهل السنة والجماعة في قولهم لا نعطي مرتكب الكبيرة الايمان المطلق ولا نسلبه مطلق الايمان. فان قلت ومن الذي اعطاه - 00:21:57
الايمان المطلق فنقول هم المرجئة. فان قلت ومن الذي سلبه مطلقا؟ الايمان فنقول هم الوعيدية ونحن وسط بين هاتين الطائفتين الضالتين في باب اسماء الاحكام والدين ومرتكبي الكبيرة وهذا يؤكد لنا ان الانسان لا يمكن ان يخرج بتصور تام للجزئية التي يبحثها او المسألة التي ينظر - 00:22:22
وفيها الا اذا استجمع اطراف الادلة كلما واما من كان اعور في بحثه فان نتيجته ستكون ناقصة على حسب نقص الادلة التي لم يطلع عليها يوضح هذا ان المرجئة نظروا للادلة الاولى التي - 00:22:52
عفوا نظروا للادلة التي تعطي الايماء نظروا للادلة التي تدل على ان ها على ان الكبائر لا تخرج عن دائرة الايمان فاعطوا مرتكب الكبيرة الايمان المطلق وتعاموا عن الادلة الاخرى - 00:23:13
فاذا نظرهم في هذه الجزئية نظرا اعور. بينما جاء العوران الاخرون وهم الوعيدون فنظروا الى الجزء الادلة التي تركه المرجئة. وتعاموا عن الادلة الاخرى التي نظر اليها المرجئة فلما نظر الوعيدية الى الادلة التي تدل على ان فعل الكبيرة موجب للعقوبة في الاخرة. قالوا اذا هي العقوبة المطلقة لا - 00:23:30
تطلق العقوبة فهذا يقتضي خروجه عن دائرة الاسلام بالكلية. ولو انهم تأملوا ونظروا للادلة كلها لخرج لخرجوا بالتصور التام. ولذلك وصيتي لكم يا معشر الطلبة ان لا تستعجلوا في اصدار النتائج الا بعد استيفاء - 00:24:00
المسألة بحثا والنظر في كل اطراف الادلة. بل هذا يأتي على مستوى البحث في كلام العلماء ايضا. فانه لا يجوز لك ان تنسب عالما لقول لمجرد انك اطلعت على قوله في واحد من مئات مؤلفاته او الاف مقالاته - 00:24:20
فهذا ظلم عظيم. فاذا اردت ان تخرج بتصور تام وتبرأ ذمتك في نسبة هذا القول نسبة صحيحة فلابد ان ان تستطلع جميع المواضع التي تكلم هذا المصنف عن هذه المسألة فيها. اذ الانسان قد يجمل كلامه في مكان ويبينه في مكان - 00:24:40
ويطلقه في مكان ويقيده في مكان. ويجعله عاما في مكان بينما يخصصه في مكان اخر هذا من باب العدل والانصاف واعطاء كل ذي حق حقه. ومن القواعد في هذه القطعة ايضا - 00:25:04
كل من اخرج العمل عن دائرة الايمان فمرجئ كل من اخرج العمل عن دائرة الايمان فمرجئ وهذا شأن المرجئة في باب الايمان. فقد اتفق المرجئة جميعهم جهميهم واشعريهم وكلابيهم وماتوا ريديهم. على ان العمل ليس بداخل في دائرة الايمان مطلقا - 00:25:25
فهم دائرون بين كون الايمان اعتقادا وقولا او قولا فقط او اعتقادا فقط او ان الايمان عبارة عن مطلق المعرفة كما قاله اتباع الجهم بن صفوان الترمذي. عليه من الله ما يستحق - 00:26:02
فتجدون المرجئة يتفقون دائما في جميع اقوالهم على ان العمل ليس له تأثير في نقص الايمان. ولا مطلق التأثير فكل من زعم بان العمل ليس بمؤثر في زيادة الايمان ونقصه فانه من المرجئة - 00:26:24
سواء اكان من المرجئة الغالية او من او من او من المرجئة المتوسطة. المهم انه يعتقد ان العمل ليس داخلا في دائرة الايمان ولا بمؤثر فيه زيادة ونقصا فانه يعتبر من المرجئة. فاذا قيل لك من المرجئ فقل هو - 00:26:44
وكل من اخرج العمل عن دائرة الايمان. ويوضح هذا القاعدة التي بعدها. كل من نقض اصل الايمان بالكبير فواعيدي كل من نقض اصل الايمان بالكبيرة فوعيدي وهذا شأن الوعيدية من الخوارج والمعتزلة. فان الخوارج والمعتزلة يتفقون على ان مرتكب الكبيرة لا حظ له في مطلق - 00:27:04
ايمان ابدا. فارتكابه لهذه الكبيرة نقض اصل ايمانه في القلب. فاذا قيل لك من الوعيد؟ فقل هو من يزعم او يعتقد وجود التنافي بين اصل الايمان وارتكاب الكبيرة فكل من زعم انتقاض اصل الايمان من القلب بمجرد الكبيرة فانه من الوعيدية - 00:27:39
ويوضح هذا القاعدة التي بعدها جنس الاعمال وركن في الايمان لا احدها الا بدليل. جنس الاعمال ركن في الايمان. لا احادها الا بدليل واذا مرة اخرى لاهميتها جنس الاعمال ركن في الايمان. لا احدها - 00:28:08
الا بدليل ضعوا الاقلام وانتبهوا لي قليلا. لقد اجمع اهل السنة والجماعة على ان العمل ركن من اركان الايمان ولكن كثيرا من اهل السنة لم يتصور حقيقة هذه الركنية. فكيف يكون العمل ركنا في الايمان وما هو العمل - 00:28:41
الذي يعتبر ركنا في الايمان. فهذه القاعدة تجيب عن تلك التساؤلات كلها. فان قلت وماذا اهل السنة بقولهم العمل ركن في الايمان. الجواب في اول هذه القاعدة. وهو ان جنس الاعمال هي الركن في الايمان - 00:29:01
فان قلت وماذا تقصد بجنس العمل؟ فاقول بعضه فمتى ما وجد بعض العمل فقد وجد جنسه. ولكن لابد ان يكون هذا العمل مما تختص به شريعة الاسلام. بمعنى لو ان رجلا نطق بالشهادتين - 00:29:21
ثم لم يفعل شيئا من الاعمال المختصة بشريعة الاسلام ابدا. بمعنى انه لم يصلي. صلاة المسلمين ولم يزكي زكاة المسلمين ولم يحج ولم يعتمر. ولم يفعل شيئا من شرائع الاسلام. فهذا - 00:29:41
كجنس العمل. فتركه لجنس العمل يعتبر ناقضا لاصل وجود ايمانه في القلب. فترك جنس العمل هو الذي ينقض الايمان من القلب فلا يوصف الانسان بانه مؤمن الا اذا جاء بجنس الاعمال المختصة بالاسلام - 00:30:01
ويوضح هذا المثال الثاني وهو ان انسانا نطق بالشهادتين وصلى. وزكى وحج. ولكن شرب الخمر وزنا وسرق وحلق لحيته واسبل ثيابه. هل هذا تارك لجنس العمل ام احده لاحد العمل. فاذا وجد شرط الايمان ركن عفوا وجد ركن الايمان ولا ما وجد؟ الجواب وجد - 00:30:24
فاذا هو مؤمن لكن ناقص الايمان. ومخالفته في احاد المأمورات لا كلها. او في ارتكاب بعض المحظورات ليس تبي مؤثر في انتقاظ اصل ايمانه في القلب. ولكنه مؤثر في ماذا؟ في نقص ايمانه الواجب فقط - 00:30:58
فاذا ليس احاد العمل بشرط في وجود الايمان في القلب. فقد يوجد الايمان في القلب اي بعضه حتى وان كان هناك مخالفة لاحد العمل ولو تأملت هذه القاعدة لوجدتنا نجاني نجانب بها ايضا المرجئة - 00:31:18
والوعد فقولنا جنس الاعمال ركن في الايمان جانبنا به قول المرجئة الذين يخرجون كالاعمال عن دائرة الايمان فلا يجعلون العمل وجودا وعدما بمؤثر في الايمان لا زيادة ولا نقصا. فهمتوا؟ طيب انتبهوا - 00:31:42
وقولنا في القاعدة لا احاد العمل هذا ينسف مذهب الوعيدية الذين يجعلون احاد العمل ها مؤثرة في وجود الايمان وعدمه. فلو انك عند الوعيدية فعلت كل شرائع الاسلام وارتكبت جريمة - 00:32:02
من الكبائر فعندك مخالفة في احاد العمل فالمخالفة في احاد الاعمال ينقض اصل الايمان في القلب عند الوعيدية ولذلك هذه القاعدة اذا ظبطها طالب العلم فانه سيكون من اهل السنة والجماعة في باب الايمان ومرتكب الكبيرة - 00:32:22
فان قلت اوليس الوعيدية يدخلون العمل في دائرة الايمان؟ فاقول بلى ومع ذلك فادخالهم ادخال بدعي فان قلت وكيف يكون ادخالهم للعمل في دائرة الايمان ادخالا بدعيا ونحن نقول بان الاعمال داخلة في الايمان - 00:32:44
وهو ادخال سني. فنحن ادخلنا الاعمال وصرنا من اهل السنة وهم ادخلوا الاعمال ومع ذلك فهم من اهل البدع. فما الفرق بين الادخالين الجواب ان ادخالنا للاعمال وجعلها ركنا في الايمان انما هو ادخال اجناس لا احاد - 00:33:09
واما ادخالهم هم للاعمال في دائرة الايمان فانما هو ادخال احد. فجيس العمل هو الركن عند واحاد العمل هو الركن عندهم. فاذا رأيت الوعيدي يقول انا ادخل الاعمال في في دائرة الايمان فاياك ان تصدقه بانه وافق اهل السنة. لاننا سنسأله وما طبيعة - 00:33:33
العمل الذي تدخله في دائرة الايمان. اهو جنس الاعمال ام احادها؟ فسيقول بل احادها. وهذا الادخال بدعي وليس معنى هذا ان احاد العمل لا تؤثر في الايمان. لا ولكننا نبحث هل تؤثر احاد العمل في نقض اصل الايمان - 00:34:03
او لا تؤثر واما تأثير احاد الاعمال في نقصان كمال الايمان الواجب فهذا متفق عليه بين اهل السنة والجماعة لا نقاش لنا فيه فان قلت وماذا تقصد بقولك في القاعدة؟ الا بدليل. الجواب - 00:34:25
اي الا بدليل يدل على ان ترك احاد هذا العمل المعين ينقض اصل الايمان من القلب. فنجعل ترك هذا العمل معين ناقظا لاصل الايمان. واما غيره مما لم يرد بخصوصه دليل فيه فيبقى على انه منقص للكمال الواجب - 00:34:49
وليس بناقض لاصل وجود الايمان في القلب. فان قلت اضرب لنا مثالا على ذلك. اقول كترك الصلاة الترك المطلق فان من ترك الصلاة الترك المطلق الدائم فانه يعتبر كافرا الكفر الاكبر. فهذا الرجل خالف خالف في - 00:35:09
من الاعمال ومع ذلك اخرجناه عن دائرة الاسلام وذلك لثبوت الدليل هذه الجزئية. في قول النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل والكفر او قال الشرك ترك الصلاة وقول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا - 00:35:29
وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وكان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة كما في جامع الترمذي باسناد صحيح لغيره من حديث عبدالله بن شقيق رحمه الله تعالى - 00:35:49
فهذه القواعد مهمة لفهم كلام الامام الطحاوي ومن القواعد ايضا ولعله اخرها الذنوب مؤثرة في كمال الايمان الواجب بقدرها. الذنوب مؤثرة في كمال الايمان بقدرها بمعنى ان الذنوب تتفاوت. فنقصان الايمان يتفاوت على حسب تفاوت عظم الذنب. فان قلت وما دليلك على - 00:36:08
ان الذنوب تتفاوت فاقول قول الله عز وجل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي الله الا بالحق ولا يزنون. الاية بتمامها. فان سبب نزولها ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي - 00:36:45
عنه قال ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم عند الله عز وجل؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك. قال ثم اي؟ قال ان تزاني حليلة جارك فانزل الله عز وجل تصديقها والذين لا - 00:37:05
يدعون الى اخر الاية. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبعة الموبقات. فهذا دليل على ان ثمة موبقات وغير موبقات. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:37:25
ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما قبلها ما لم ما لم يؤتي كبيرة فهذا دليل على ان الذنوب فيها كبائر وصغائر. وفي الحديث الاخر الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان - 00:37:45
الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر والادلة في هذا المعنى كثيرة فالذنوب تتفاوت فبما ان الذنوب تتفاوت في عظمها فاذا هي تتفاوت في تأثير نقص الانتقاص ايماني بها فليس نقصان الايمان بحلق اللحية كنقصانه بشرب الخمر. وليس نقصانه بشرب الخمر كنقصانه بالزنا - 00:38:05
وليس نقصانه بالزنا كنقصانه بقتل النفس. ظلما وعدوانا فالذنوب تتفاوت. فالذنوب تتفاوت فاذا صدق كلام الامام الطحاوي رحمه الله بقوله ولا نقول اي معاشر اهل السنة والجماعة لا يضر الايمان ذنب لمن عمله. كمن قاله من؟ من الذي قال هذا القول؟ المرجئة. فانهم يقولون لا يضر - 00:38:33
مع الايمان ذنب لمن عمله فاراد الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ان يرد عليهم وبهذه الاصول والقواعد يتضح كلامه ان شاء الله الا مذهب اهل السنة في هذه الجزئية تجليا ظاهرا واضحا. نسأل الله ان يثبتنا واياكم على الحق. وان يكفينا واياكم شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:39:03
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:39:23