الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:00
عندنا اليوم قطعة خفيفة ان شاء الله ودرس خفيف وهي في كلام الامام الطحاوي في قوله رحمه الله ولا يخرج العبد عن الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولا يخرج العبد - 00:00:18
عن الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولا يخرج العبد عن الايمان الا بجحود ما ادخلهم فيه والدرس القادم ان شاء الله سيكون عندنا قواعد الايمان ومباحثه لكن هذه جملة نكمل بها ما مضى من قواعد التكفير - 00:00:35
الكلام على كلام الامام على هذه القطعة في جمل من المسائل المسألة الاولى لقد اخطأ بعض القوم في فهم كلام الامام الطحاوي في حصره التكفير بالجحود كما هو مذهب المرجئة - 00:00:57
وهي من جملة المقاطع في الطحاوية التي جعلها بعض الشراح عيبا فيها وظنوا ان الامام الطحاوي قد سلك في هذه القطعة مسلك المرجئة الذين لا يرون الكفر الا بالجحود فقط - 00:01:15
واستدلوا على ذلك بان اسلوب الامام الطحاوي في هذه القطعة هو اسلوب حصر فقالوا لا فقال لا يخرج العبد عن الايمان الا فهذا اسلوب حصر. فكأنه يبقى في دائرة الايمان الا اذا جحد. فظنوا ان - 00:01:32
الامام الصحابي رحمه الله يحصر المكفرات والاشياء التي تخرج العبد عن الايمان في الجحود فقط وهذا من اعظم الخطأ في فهم كلام الامام الطحاوي. هذا ليس بصحيح. وانما لابد ان ينظر في مناسبة هذا الكلام. ومقصود الامام الطحاوي فيه - 00:01:48
ولذلك فاقول اعلم ان الامام الطحاوي يريد بهذه القطعة الرد على الوعيدية. الذين يخرجون العبد عن دائرة الايمان مجرد ارتكابه للكبيرة فقط فاراد بهذه القطعة ان يرد عليهم ولم يقصد في صدر ولا ورد ان يحصر المكفرات في الجحود فقط - 00:02:08
فان قلت ومدليل على هذا المحمل؟ الجواب الدليل على هذا المحمل اننا قبل دروس شرحنا كلام الامام الطحاوي في قوله ولا يكفر احد بذنب ولا يكفر احد من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله فاذا اشترط للتكفير الاستحلال والاستحلال غير الجحود - 00:02:31
فهناك كفر بالاستحلال وهناك كفر بالجحود. فهذا دليل على انه لا يريد بهذا الحصر حصر المكفرات او الاشياء التي تخرج العبد عن دائرة الايمان الجحود فقط فلا بد ان يجمع كلام العالم المنتثر في المسألة الواحدة في موضع واحد حتى نخرج من كلامه المجموع بتصور - 00:02:51
بتصور كامل فان من الاخطاء العظيمة على العلماء ان نحكم عليهم وننسب الاقوال لهم بالنظر الى موضع واحد من كلامهم فقط مع ان كلامهم في هذه المسألة منتشر في مؤلفاتهم او في اشرطتهم ومحاضراتهم - 00:03:11
فمن حينما نسمع مقطعا من المقاطع او نقرأ صفحة من كتبه المنتشرة فنبادر بنسبة القول اليه ونقول هو يقول كذا وهذا خطأ وهذا والله هو عين الخطأ. فاذا اردنا ان ننسب قولا لرجل له كلام كثير في عين هذه المسألة - 00:03:29
فيا يجب علينا وجوب عينا ان نجمع كل كلامه. حتى ننظر الى مجمله فنبينه بمبينه. وننظر الى عمومه كيف نخصصه بمخصصه وننظر الى مطلقه في مكان وما قيده في مكان اخر حتى نخرج بتصور كامل - 00:03:50
هذا لمن اراد ان ينسب الاقوال للاشخاص. فلا تنسب قولا لشخص بالنظر الى موضع واحد من كلامه بل لا بد ان تنظر في مواضعه كلامه التي تتكلم عن هذه المسألة من باب الابرأ للذمة وحتى لا يطالبك هذا الشخص لانك تقولت عليه يوم القيامة شيئا لم يقل - 00:04:09
هو فالامام الطحاوي في هذه المسألة جرى على منهج اهل السنة والجماعة. ولكنه فقط يريد ان يرد على الوعيدية الذين العبد عن دائرة الايمان بمجرد فعل الكبيرة. فرد عليهم بقوله ولا يخرج العبد عن الايمان الا بالجحود. الا بالجحود - 00:04:29
فعل الكبيرة ها فانه لا يعتبر مخرجا للعبد عن دائرة الايمان. وهناك قرينة اخرى انه لا يريد حصر التكفير في الجحود فقط وهي انه لم يطلق هذا الجحود. لم يقل لا يخرج العبد عن دائرة الايمان الا بالجحود. وانما قيد هذا الجحود بقوله - 00:04:49
ما ادخله فيه وهي كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله لان العبد انما دخل في الايمان بها. فاذا جحدها او جحد شيئا من مقتضياتها او اركانها فانه يعتبر كافرا. واما المرجئة فانهم يطلقون الجحود. ولا يقيدونه بجحود - 00:05:09
ما ادخله فيه فهذا دليل وقرينة على ان الامام الطحاوي في هذه القطعة لا يقصد احياء منهج المرجئة ابدا ولا يقصد موافقتهم في شيء من ذلك فوجب التنبيه عليه والله اعلم. المسألة الثانية اعلم ان من اعظم - 00:05:29
القواعد عند اهل السنة والجماعة قاعدة تقول من ثبت اسلامه بيقين فلا يجوز اخراجه عن دائرة الاسلام الا بيقين فلا يجوز ان نكفر مسلما ثبت اسلامه بالطريق القطعي اليقيني بمجرد التخرصات والظنون الكاذبة والاهواء والغضب والامزجة والتشفي - 00:05:49
الغيث كل ذلك لا مدخل له في باب التكفير كما ذكرنا سابقا في قواعد التكفير فعندنا يقين لا يجوز ازالته الا بيقين اخر وهذا فيه تحذير من التكفير بالظنة والهوى. فانك فان منهج الوعيدية من الخوارج والمعتزلة انما هو التكفير بالظنة والهوى - 00:06:11
ولي رسالة مستقلة شرحت فيها هذه القاعدة بادلتها وفرعت عليها ما يقرب على مائة فرع ابين فيها ان كثيرا من التكفير الذي يدور على الطوائف والافراد وفي وفي الساحة سواء في السابق او في واقع زماننا انما هو تكفير للمسلمين - 00:06:34
بمجرد الهوى والظنة والواجب على المسلم ان يتقي الله في مسألة تكفير اخيه المسلم. فهذا مسلم نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاهما فاذا حكم له بالاسلام عن عن ضيق اليقين والمتقرر عند العلماء ان اليقين لا يزول الا باليقين. فما ثبت يقينا فلا يرفع الا باليقين - 00:06:54
فاليقين لا يزول بالشك ولا بالتخرصات ولا بالهوى ولا بالظنون الكاذبة ولا بالامزجة ولا بالغضب. ولا بالتشفي ولا في الغيظ ولا بالاستحسانات ولا بالتعصب المذهبي المقيت كل ذلك لا مدخل له في باب التكفير فالواجب الحذر من ذلك اشد الحذر - 00:07:17
فاراد الامام الطحاوي بهذه الكلمة ان يرد على الوعيدية في تكفيرهم للناس في تكفيرهم للمسلمين بمجرد فعل الكبائر. وهذا كله من التكفير بالهوى والظنة. وهو محرم باجماع اهل السنة والجماعة - 00:07:37
ومن المسائل ايضا ومن المسائل ايضا ان في هذه القطعة ردا على الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ابلغ الرد الذين يخرجون مرتكب الكبيرة عن دائرة الايمان فالخوارج والمعتزلة اتفقوا على مسألة واختلفوا في مسألة اخرى. فاتفق الوعيدية من الخوارج والمعتزلة على ان مرتكب - 00:07:54
خارج عن دائرة الايمان. فالمعتزلة يقولون بخروجه بفعل الكبيرة عن دائرة الايمان وكذلك الخوارج يقولون انه وخرج بفعل الكبيرة عن دائرة الايمان ولكن الخوارج قالوا انه خرج من دائرة الايمان ووصل الى دائرة الكفر. واما المعتزلة فانهم يقولون قد انقطع به البنزين - 00:08:26
في منزلة بين المنزلتين. فلا الى الايمان رجع ولا الى الكفر وصل فهو متوقفة به سيارته في منزلة بين البلدتين. فخرج من بلدة الايمان ولم يصل الى بلدة الكفر والمعتزلة انما قالوا ذلك من باب دغدغة مشاعر العوام والا ففي حقيقة قولهم انه يكفرونه. ولكنهم كما قيل انهم - 00:08:50
المعتزل الخوارج. فالخوارج ارجل منهم بالتصريح بكفره. واما واما المعتزلة فانهم استحيوا من التصريح بكفره وقالوا فلنتخلص من نقدنا في هذه المسألة بقولنا بالمنزلة بين المنزلتين. والا فلو قول المعتزلة لتبين لك انهم يخرجون العبد عن دائرة الايمان بمجرد الكبيرة ايضا. عفوا يكفرون العبد بمجرد - 00:09:19
فعل الكبيرة ايضا فان قلت وما دليلك على هذا؟ حتى لا تتقول عليهم ما لم يقولوه. فاقول عندنا قرينتان تدلان على ان المعتزلة يتفق مع قول الخوارج تماما. وان استخفوا عنا عن حقيقة قولهم بزخاريف الاقوال - 00:09:49
القرينة الاولى ان تقابل الايمان الاكبر والكفر الاكبر انما هما تقابل نقيض وليس تقابل ضد وتقابل النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان. فاذا ارتفعت صفة احد النقيضين ثبتت الصفة الاخرى. فلا يمكن الا يوصف الانسان بانه لا مؤمن ولا - 00:10:08
كافر لان تقابل الايمان والكفر تقابل نقيض. كتقابل الوجود والعدم. فمن ليس موجودا فهو معدوم. ومن كان معدوما فليس موجود هل يمكن ان يوصف الشيء الواحد في وقت واحد ولحظة واحدة بانه لا موجود ولا معدوم؟ الجواب لا. فالنقيضان من - 00:10:31
انهما لا يجتمعان ولا يرتفعان في لحظة واحدة وكتقابل للحركة والسكون. هل يوصف الشيء بانه متحرك وساكن في نفس الوقت؟ الجواب لا. اما ان يكون متحركا فليس بساكن او ساكن وليس بمتحرك. فاذا هناك تقابل يقال له تقابل النقيضين. فتقابل الايمان - 00:10:51
الكفر الاكبر تقابل نقيض فاذا وجد الايمان انتفى الكفر الاكبر واذا وجد الكفر الاكبر انتفى الايمان. فهذا يدلك على ان قولكم بالمنزلة بين المنزلة انما هو كذب ودجل وتخييل وزخارف واقوال والا ففي حقيقتهم انهم يحكمون عليهم بانه متى ما خرج عن دائرة الايمان فمباشرة - 00:11:17
سيدخل في دائرة الكفر شاء ام ابى هذه قرينة واظحة ولا لا؟ طيب يؤكدها القرينة الثانية. وهي اننا نقول لكم انه نقول لهم ايها المعتزل اذا كان لم يصل الى دائرة الكفر. فما حكمه عندكم في الاخرة - 00:11:37
ماذا يقولون؟ مرتكب الكبيرة ان مات مصرا عليها فهو خالد مخلد في النار ابدا. طيب لما توجبون له النار اذا لم يكن قد دخل في دائرة الكفر على الاقل ان تجعلوه في خيمة او منزلة بين الجنة والنار. هو خرج من النار لخروجه عندكم عند - 00:11:56
هو خرج من الجنة لخروجه عندكم من دائرة الايمان. ولكن لما توصلونه وتدخلونه في دائرة الكفر؟ مع انه لم يصل عندكم الى دائرة الكفر فهو لم يكفر عندكم كما تقولون في حكمه في الدنيا. قالوا لا هو عندنا في الاخرة خالد مخلد في النار ابدا - 00:12:16
يدلنا على اي شيء؟ على انهم يكفرونه حقيقة. فلو تأملت في هاتين القرينتين لوجدت ان قول المعتزلة يتفق تماما مع قول الخوارج وهو انهم يكفرونه لكنهم استحيوا وخافوا. من اهل السنة في التصريح بتكفيره - 00:12:36
قالوا لنتخلص من نقدهم بقولنا في انه في منزلة بانه في منزلة بين المنزلتين حتى نرتاح فاذا هذه القطعة اراد بها الامام الطحاوي ان يرد على هذه الطائفتين على هاتين الطائفتين الفاجرتين الضالتين. الذين يخرجون العبد عن دائرة الايمان - 00:12:56
بمجرد فعل الكبيرة وان لم يجحد شيئا اخر وانما بمجرد فعل الكبيرة خرج. فقال لهم لا يخرج العبد عن دائرة الايمان بمجرد ذلك. بل لا تخرجه عن دائرة الايمان الا بجحود ما ادخله فيه. وهل هو بمجرد فعل الكبيرة جحد الشهادتين؟ الجواب لا. فهو اراد بهذه - 00:13:19
الكلمة ان يرد على هذه الطائفة. ولعلكم فهمتم مقصودي ومقصوده ومن المسائل ايضا وهي المسألة الثالثة ان قلت ما معنى الجحود في قول الامام الطحاوي؟ ما هو الجحد الجواب تدور عبارات العرب في تعريف الجحد - 00:13:39
على انه الرد والانكار. فمن رد شيئا او انكره فقد جحده فاذا على معاني الجحد دائرة على معنى الرد والانكار فجحد الشيء انكاره ورده هذا من جهة اللغة فان قلت - 00:14:05
وهل لا بد في الجحد من التكذيب الجواب اما باعتبار اصل اللغة واستعمال القرآن فانه ليس بشرط فيه. فقد يوصف الانسان بانه جحد الشيء وهو هو في قرارة نفسه مؤمن به غير مكذب به - 00:14:33
فالتكذيب ليس ركنا من اركان الجحد وانما ركناه الرد والانكار فقط. فان قلت وما برهانك على هذا؟ فاقول برهان استعمال القرآن وهي قول الله عز وجل فانهم لا يكذبونك اي هم مقرون حقيقة في بواطنهم بما قلته وانه الحق. اذا ما مصيبتهم؟ قال تعالى ولكن الظالمين بايات الله - 00:14:53
اجحدوا فاثبت لهم الجحد ونفى عنهم التكذيب. مما يدل على ان العبد يوصف بالجحود وان كان غير مكذب بما جحده. وكم من انسان نراه يجحد الشيء ويرده وينكره عدوانا وظلما وطغيانا واباء واستكبارا وحسدا وحقدا ولكنه في - 00:15:19
نفسه يعلم انه الحق كما فعل ابو جهل في رده لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تفتخر قبيلة بني هاشم على فخذه هو. مع انهم من قريش لكن ابو جهل يقول كنا وبنو هاشم كفرسي رهان - 00:15:39
اذا فعلوا فعلنا يعني اذا خرج منهم رجل شاعر خرج منا رجل شاعر. واذا خرج منهم رجل كريم بارزناهم برجل كريم اخر فلم تتفوق احدى القبيل على الاخرى حتى فجاءنا بنو هاشم بان منهم نبي ومن اين نأتي بهذا - 00:16:02
فجحد ورد وانكر. وكما فعله ابو طالب ايضا فانه كان مصدقا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كان يجحدها. يردها وينكرها مخافة العيب والعار ولذلك اثر عنه انه قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا - 00:16:18
فالذي فالذي منعه انما هو انه يخاف العاط. ولذلك لما حضرته الوفاة جاءه النبي صلى الله عليه وسلم وجد عنده ابا جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية ابن المغيرة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله - 00:16:44
كلمة احاج لك بها عند الله فقال ابو جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة. ويعودانهما بمقالتهم حتى - 00:17:04
فقال ابو طالب اخر ما كلمهم انتبه هو على ملة عبدالمطلب وابى. ابى ان يقول لا اله الا الله اباء واستكبار اباء وخوف من العار ان يقال انتقل ابو طالب عن ملة عبد المطلب. فاذا من لوازم اذا ليس من لوازم الجحود التكذيب. وقد - 00:17:26
يكون التكذيب مبنيا على الجحود. اذا هناك جحود بتكذيب وجحود بلا تكذيب وانما نحن ننفي التلازم فقط ولا ننكر وجود جحد بتكذيب. لكننا ننكر ان يتلازم. فقد يوصف الانسان بانه جاحد وهو غير - 00:17:50
مكذب بما جحده. وانما جحده عنادا واباء واستكبارا ولكن ليس عن تكذيب ولو سألتكم ما معنى قول الله عز وجل عن موسى لما قال لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر - 00:18:10
اي انك تعلم في قرارة نفسك يا فرعون ان ما قلته وما جئت به من تلك الايات ما انزلهن الا رب السماوات اذ لا استطيع انا ولا اخي هارون ولا اي فرد في الدنيا ولا انت ايضا - 00:18:32
ان يفعل ذلك الذي اريتكه قبل قليل. تلك الايات من خروج اليد بيضاء كنور القمر من غير سوء اي من غير برص ولا بهاق. يد بيضاء من بغير بهاق والحي والعصا التي لما هزها انقلبت ثعبانا مبينا - 00:18:47
ثعبان حقيقي ليس عن سحر انت تعلم يا فرعون ان ما انزل هؤلاء الايات الا رب السماوات وانت تقر برب السماوات ولكنك تجحد في ولكنك تجحد ظاهرا فقط. ظلما وعلوا وعنادا واباء واستكبارا. انتبهوا لما اقول الان - 00:19:04
اذا منهج اهل السنة والجماعة قائم على ان الجحود ليس من لوازمه التكذيب. فهمتم؟ خلافا للمرجئة الذين يجعلون من لوازم الجحود الموجب للكفر التكذيب فاذا قيل لك من من الطوائف تجعل من لوازم الجحود التكذيب - 00:19:26
الجواب قل المرجئة فالمرجئة لا يجعلون الجحود مخرجا للعبد عن دائرة الايمان بمجرده. حتى مبنيا على تكذيب القلب. فان قلت ولماذا؟ فاقول لك لا تستعجل ستأتينا مسألة ان شاء الله توضح لك - 00:19:50
هذا الكلام اكثر واكثر مقارنة بين مذهب المرجية ومذهب الوعيدية ومذهب اهل السنة والجماعة حتى تعرف وسطية اهل السنة في هذه مسألة اي في مسألة الجحود والتكبير فاذا اهل السنة قائم مذهبهم على انه يوصف العبد بالجحود ولا يقتضي ان يكون جحوده مبنيا على - 00:20:10
التكذيب بما جحد به مسألة مهمة ان قيل لك وما مورد الجحود؟ اي كيف نعرف ان العبد قد جحد كيف اعرف ان من امامي هذا قد جحد قضية من من قضايا الايمان التي بها دخل الاسلام - 00:20:34
لان لان الامام الطحاوي يقول الا بجحود ما ادخله فيه. طيب كيف اعرف انه جحد ما ادخله فيه الجواب اختلف اهل القبلة في هذه المسألة. والذي عليه اهل السنة والجماعة وانتبهوا لي. ان مورد الجحود - 00:21:02
الاقوال لا مجرد الافعال فلا يعرف ان العبد قد جحد بمجرد فعله وانما يعرف العبد بانه جحد اذا صرح بالجحد. اذا مورد الجحود عند اهل السنة انما هو الاقوال لا الافعال - 00:21:21
فلو اننا مثلا رأينا انسانا يتخلف عن بعض مقتضيات الايمان تخلف فعل ولكنه يصلح بلسانه بانها واجبة وانها فريضة. فهل نسميه بمجرد فعله جاحدا؟ الجواب لا ولكن لو قال انا انكر انا اجحد وجوب الصلاة. انا اجحد وجوب الزكاة. قالها بلسانه قولا يقينيا قطعيا لاحتمال ولا شبهة - 00:21:41
حينئذ نقول قد جحدت هذا هو الجحود الذي يخرجك عن دائرة الايمان. لانك جحدت ما ادخلك فيه فان قلت ولم لم يجعل اهل السنة لم يجعل اهل السنة الافعال موردا من موارد الجحود وقرينة على وجوده. نقول - 00:22:10
لان المتقرر عندهم ان من ثبت اسلامه بيقين انتم معي ولا لا لان المتقرر عندهم ان من ثبت اسلامه بيقين فلا يزول عنه اسم الاسلام الا بيقين والافعال يدخلها الاحتمال - 00:22:31
فلا يجوز لنا ان نجعل مجرد الفعل دليلا على وجود الجحود اذ الفعل محتمل اذ قد يكون فعل ما فعل لا جحودا وانما عن جهل وقد يكون فعل ما فعل متأولا. وقد يكون فعل ما فعل ظنا منه جواز فعله جواز فعله. اذ انه مثلا لا يدري - 00:22:48
حقيقتي فعله هذا. واما الاقوال فان القطع واليقين فيها اكثر منه في الافعال. فجعلوا الاقوال هي مورد الجحود. حتى لا يكفروا واحدا بمجرد الظنون والاحتمالات التي التي تحف بالافعال واما الاقوال فلا يحفها التأويل. ولا يحفها الشبهة. ولا يحفها التحريف. هذا قولك بلسانك. لا يحفه شيء - 00:23:12
ما يحف الفعل من الاحتمالات. فالقول يقين وواضح بخلاف الافعال التي يدخلها الاحتمال ويدخلها التأويل. فاذا الافعال يدخلها اشياء كثيرة تجعلنا من باب الاحتياط في التكفير نتوقف عن الحكم بالجحود على الشخص بمجرد افعاله - 00:23:43
انتم فهمتم هذا ولا واما اهل البدع من الوعيدية فانهم يجعلون مورد الجحود القول والفعل فبمجرد زناه الفعلي يخرج من دائرة الاسلام عند الوعيد. ويعتبر بزناه جاحدا حرمة الزنا في الشرع - 00:24:09
فيجب عليكم ان تفرقوا بينما ينسب الى اهل السنة وما ينسب الى اهل البدع فاذا خلاصة هذا ان العبد لا يوصف بانه جاحد الا اذا قال اني جاحد هذا الامر بلسانه - 00:24:36
لان القول لا يدخله الاحتمال ولا الظن واما الافعال فانه يحوطها اشياء كثيرة تجعلنا نتوقف عن تكفيره وهناك تعليل اخر وهو تعليل لطيف تأملوه معي ولعلي استطيع ان اوصله لكم ما هو بسيط - 00:24:57
وهي ان العبد هل بمجرد اعتقاده صحة الاسلام يحكم له بالاسلام ام لابد ان ينطق بلسانه حتى لو دخل في مساجد المسلمين حتى لو جلس مع المسلمين حتى لو الان القول للمسلمين - 00:25:21
حتى لو تصدق على المسلمين حتى لو دافع عن المسلمين؟ اوليست هذه الافعال تدل على محبته للاسلام ودخوله فيه؟ الجواب لا ما يحكم له بالاسلام متى يحكم له بالاسلام والدخول فيه - 00:25:39
بالقول لان الافعال محتملة. اذ قد يكون ما فعله مع المسلمين ليس عن اقتناع بالاسلام وانما عن تعاطف مع قضايا المسلمين فان من الكفار من خلقه الله رحيما او خلقه الله عز وجل وجعل من فطرته العدل - 00:25:53
فهو يتعاطف مع المسلمين ويناصر المسلمين في قضاياهم ويذب عنهم. لا محبة للاسلام ولا اقتناعا بالدين. اذا فعله يحتاج ولا ما يحتمل؟ فلما كان الفعل يحتمل فلم يجعل اهل السنة الافعال حاكمة. حاكمة بالدخول في الاسلام حتى - 00:26:12
لا ينطق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فاذا نطق بالشهادتين قولا علمنا جزما انه انما يريد الاسلام. مع ان بعض الفقهاء جعلوا من الافعال ما لا يحتمل الا الاسلام - 00:26:32
كصلاته مع المسلمين. هذه جعلوها مدخلة له في الاسلام لانها لا تحتمل الا الاسلام. فالفعل فيها واضح في ارادة الدخول في الدين او انه اذن فان من جملة الفاظ الاذان النطق بالشهادتين - 00:26:55
طيب انا اريد من هذا الكلام انه كما توقف دخوله في الاسلام على النطق فايضا ها فلا يحكم عليه في الجحود المخرج له عن الملة الا بالقول. فكما دخل بالقول فلا يخرج الا بالقول. وصلت لكم الفكرة؟ فاذا اهل - 00:27:15
السنة والجماعة يقررون هذا تقريرا لا مزيد عليه. وهو باجماعهم. فقد اجمع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان مورد الجحود انما هو الرد والانكار وليس من لوازمه التكبير. واجمع اهل السنة والجماعة على ان علامة الجحود - 00:27:35
كبرى هي الاقوال وليست مجردة وليست مجرد الافعال فان قلت او نفهم من كلامك ان العبد لا يكفر الا بالجحود فقط؟ نقول لا. التكفير بالجحود هو واحدة من واحد من - 00:27:55
اسباب التي تقتضي خروج العبد عن الملة. ويوضحه المسألة التي بعدها وهي ان نقول لقد اجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان مقتضيات عفوا على ان مقتضيات خروج العبد من الايمان ليست محصورة في الجحد فقط - 00:28:11
معنى يا ابو انس؟ اجمع اهل السنة والجماعة على ان مقتضيات خروج العبد عن الايمان ليست صورة في الجحد فقط بل لذلك مقتضيات كبيرة. فقد قرر اهل السنة والجماعة ان الردة والخروج عن الاسلام قد تكون تارة بالتكذيب - 00:28:38
المقترن بالجحود. وقد تكون تارة بالجحود الذي لم يقترن بالتكذيب. وقد تكون تارة بالقول. وقد تكون تارة بالفعل وقد تكون تارة بالاعتقاد. يعتقد شيئا في قلبه ويجزم به فيكون كافرا حتى وان لم يفعل ولم يقل - 00:29:02
بمجرد الاعتقاد خرج عن دائرة الاسلام وقد يكون التكفير بالشك. فكل من شك في قضية يجب الايمان بها مع صراحة ادلتها فانه يكفر. فلو قال انا اشك في وجود الله من عدم الكفر لان وجود الله قضية ايمانية تواترت فيها الادلة ولا يقبل فيها الشك - 00:29:23
كما قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما. فيحجب عن الجنة. او قال فيدخل النار - 00:29:45
رأوا تطعموه فاذا ليس الجحود هو السبب المقتضي لخروج العبد عن دائرة الاسلام فقط باجماع اهل السنة والجماعة. بل قد يخرج اعراظ ايظا والذين كفروا عما انذروا معرضون. ويخرج بالقول ويخرج بالاباء والاستكبار الا ابليس ابى. واستكبر وكان من - 00:30:05
افهمتم هذا اذا علمتم هذا فاعلموا انني اريد بهذه المسألة ان اجانب منهج المرجئة الذين يحصرون المكفرات في الجحود فقط اذا علمتم هذا فاعلموا انني اريد ان اجانب اعلموا انني اريد بهذا الكلام ان نجانب منهج المرجئة الذين - 00:30:25
يقولون انتبهوا بان العبد لا يخرج عن دائرة الاسلام والايمان الا بالجحود فقط الا بالجحود فقط. فاذا جحدها كفر. واما مسألة الشك ومسألة الاعراض ومسألة الاباء والاستكبار فهذه عند المرجئة ليست بشيء ذي شأن كبير - 00:30:51
ويوضح هذا المسألة التي بعدها ايضا ولا ادري عن ترقيمها عندكم وهي ان اقول وفقكم الله ذهب المرجئة الى ان المرء ذهب المرجئة الى ان المرء لا يخرج من الدين الا بالتكذيب المقرون بالجحود طبعا - 00:31:19
فلا بد من التكذيب ويوضح هذا ان اقول لكم اعلموا رحمكم الله ان مسألة الجحود والتكذيب تختلف باختلاف تنوع اهل القبلة في مسائل الايمان واركانه تبعوا معي اهل السنة والجماعة يقولون بان الايمان قول وعمل واعتقاد ولا لا؟ طيب اذا بما انه قول - 00:31:42
فاذا يخرج عن الايمان بالقول وبما انه اعتقاد فاذا يخرج عن دائرة الايمان بالاعتقاد. وبما انه عمل بالجوارح اذا يخرج عن دائرة قد يخرجه عن دائرة الايمان العمل بالجوارح فما ادخله يخرجه - 00:32:13
ونحن ادخلنا ونحن اشترطنا في الايمان ان يكون مبنيا على ثلاثة اركان على قول اللسان وعلى عمل وعلى اعتقاد القلب وعلى عمل الجوارح انتبهوا هناك طائفة من المرجئة يسمونه مرجئة الفقهاء - 00:32:32
اسقطوا ركنا فسقط عندهم من المكفرات واحد فقال المرجئة اي مرجئة الفقهاء ان الايمان مبني على اعتقاد الجنان وقول اللسان فقط. فاذا هؤلاء يخرجوا العبد عندهم فساد الاعتقاد الموجب لكفره وفساد القول الموجب للكفر - 00:32:50
جاءت طائفة من المرجئة الغلاة واسقطوا ركنا. وقالوا اننا لا نحتاج لا الى عمل الجوارح ولا الى قول اللسان وان ما الايمان عندنا هو مجرد الاعتقاد فهذه الطائفة هي الطائفة التي تقول لا يخرج العبد الا بالجحود والتكبير فقط. لما حصروه في تكذيب - 00:33:14
القلب وجحود القلب لانهم يحصرون الايمان اصلا في اعتقاد الجنان فلو نطق اللسان او عملت الجوارح بشيء يوجب التكفير لما كفروه. ما دام قلبه مقرا بالايمان ارأيتم لما حصل المرجئة التكفير او اخراج العبد عن دائرة الامام بالجحود فقط او بالتكذيب فقط؟ لانهم يجعلون الايمان ركنا - 00:33:34
واحدا وهو اعتقاد القلب. فاذا تبين لنا بهذا انه كلما زادت اركان الايمان كلما زادت مجالات التكفير ولذلك اهل السنة والجماعة يجعلون من موجبات الكفر ها الشك في الاعتقاد الواجب - 00:33:59
لانه دخل في الايمان بالاعتقاد وكذلك يجعلون من موجبات الكفر الكفر القولي. لانه دخل في الايمان بماذا؟ بنطق اللسان. ويجعلون ايضا من موجبات الكفر الكفر العمل كالذي يسجد للصنم. فبمجرد سجوده للصنم كفر سواء استحل السجود او لم يستحل. اذ لا نطلب الاستحلال. مجرد فعله هذا - 00:34:19
كفر ولو انه استغاث بغير الله عز وجل ودعا غير الله هذا فعل من الافعال. فانه يكفر بمجرد هذه الصورة سواء اعتقد بقلبه جواز دعاء الله او لم يعتقد واما عند المرجئة فانه وان سجد للصنم بفعله لكنه يحرم السجود له بقلبه ولا يزال - 00:34:44
قلبه مطمئنا بحرمة السجود لكن حمله على ذلك ظرورة او انه مثلا اراد ان يسجد موافقة للاخرين يعني كلهم سجدوا ولا انا فهذا لا يخرج عن دائرة الاسلام عند المرجئة. وهذا والله منهج خطير. وعليه بعض اهل الارجاء المعاصر الان ولا تظنون - 00:35:09
هم طائفة ولا تظنونهم طائفة انتهوا. بل لا يزال من يصرح في كتبه وقرأناها واطلعنا عليها من المعاصرين. ممن لهم حلقات تلفزيونية الان يقول لو انه سجد للصنم ودعا غير الله - 00:35:33
فانه لا يحكم عليه بالكفر ما دام قلبه غير جاحد ولا مكذب وما السبب في ذلك؟ الجواب لانهم اصلا بنوا ها بنوه على ان الايمان انما هو ركن واحد وهو اعتقاد الجنان - 00:35:52
عرفتم حرف المسألة ومأخذها؟ فاذا من جعل الايمان اعتقادا قال بان العبد لا يخرج عن دائرة الايمان الا بالجحود والتكذيب اي القلب ومن جعل الايمان قولا واعتقادا قالوا يخرج بالجحود والتكذيب بالنطق بكلمة الكفر - 00:36:11
ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد ايمانهم. قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد ايمانهم ولماذا كفر الذين استهزئوا؟ بالله واياته ورسوله في قول الله عز وجل قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون - 00:36:36
اي بافعالكم ولا باقوالكم؟ باقوالكم فالقول يوجب خروج العبد عن ملة الاسلام وارتداده عن ملة الدين بالكلية سواء وافق قوله قوله اعتقاد الجنان واستحلال القلب اولى. فمن قال الان الان من قال كفرت بالله وهو في قرارات نفسه - 00:36:54
ان لم يصل قلبه الى درجة الكفر. هل تحكمون عليه بالكفر ولا ما تحكمون يا اهل السنة؟ الجواب نحكم عليه بالكفر لكن المرجئة هل يحكمون عليه بالكفر؟ الجواب لا. اذا كان قلبه يختلف عن نطق لسانه - 00:37:13
واما اهل السنة فانهم لما وسعوا دائرة ما يرتكز عليه الامام فجعلوه قولا باللسان واعتقادا بالجنان وعملا بالجوارح والاركان قالوا ان الكفر يكون بكذا تارة وبهذا تارة وبذاك تارة اخرى - 00:37:31
لعلي اوصلت الفكرة لكم طيب اخر ولا خلاص يكفينا هذا المسألة التي قيدتها لكم وهي المسألة السابعة هي داخلة في المسألة السادسة ولا يحتاج فيها الى شيء من التفصيل والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:37:47
Transcription
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:00
عندنا اليوم قطعة خفيفة ان شاء الله ودرس خفيف وهي في كلام الامام الطحاوي في قوله رحمه الله ولا يخرج العبد عن الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولا يخرج العبد - 00:00:18
عن الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ولا يخرج العبد عن الايمان الا بجحود ما ادخلهم فيه والدرس القادم ان شاء الله سيكون عندنا قواعد الايمان ومباحثه لكن هذه جملة نكمل بها ما مضى من قواعد التكفير - 00:00:35
الكلام على كلام الامام على هذه القطعة في جمل من المسائل المسألة الاولى لقد اخطأ بعض القوم في فهم كلام الامام الطحاوي في حصره التكفير بالجحود كما هو مذهب المرجئة - 00:00:57
وهي من جملة المقاطع في الطحاوية التي جعلها بعض الشراح عيبا فيها وظنوا ان الامام الطحاوي قد سلك في هذه القطعة مسلك المرجئة الذين لا يرون الكفر الا بالجحود فقط - 00:01:15
واستدلوا على ذلك بان اسلوب الامام الطحاوي في هذه القطعة هو اسلوب حصر فقالوا لا فقال لا يخرج العبد عن الايمان الا فهذا اسلوب حصر. فكأنه يبقى في دائرة الايمان الا اذا جحد. فظنوا ان - 00:01:32
الامام الصحابي رحمه الله يحصر المكفرات والاشياء التي تخرج العبد عن الايمان في الجحود فقط وهذا من اعظم الخطأ في فهم كلام الامام الطحاوي. هذا ليس بصحيح. وانما لابد ان ينظر في مناسبة هذا الكلام. ومقصود الامام الطحاوي فيه - 00:01:48
ولذلك فاقول اعلم ان الامام الطحاوي يريد بهذه القطعة الرد على الوعيدية. الذين يخرجون العبد عن دائرة الايمان مجرد ارتكابه للكبيرة فقط فاراد بهذه القطعة ان يرد عليهم ولم يقصد في صدر ولا ورد ان يحصر المكفرات في الجحود فقط - 00:02:08
فان قلت ومدليل على هذا المحمل؟ الجواب الدليل على هذا المحمل اننا قبل دروس شرحنا كلام الامام الطحاوي في قوله ولا يكفر احد بذنب ولا يكفر احد من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله فاذا اشترط للتكفير الاستحلال والاستحلال غير الجحود - 00:02:31
فهناك كفر بالاستحلال وهناك كفر بالجحود. فهذا دليل على انه لا يريد بهذا الحصر حصر المكفرات او الاشياء التي تخرج العبد عن دائرة الايمان الجحود فقط فلا بد ان يجمع كلام العالم المنتثر في المسألة الواحدة في موضع واحد حتى نخرج من كلامه المجموع بتصور - 00:02:51
بتصور كامل فان من الاخطاء العظيمة على العلماء ان نحكم عليهم وننسب الاقوال لهم بالنظر الى موضع واحد من كلامهم فقط مع ان كلامهم في هذه المسألة منتشر في مؤلفاتهم او في اشرطتهم ومحاضراتهم - 00:03:11
فمن حينما نسمع مقطعا من المقاطع او نقرأ صفحة من كتبه المنتشرة فنبادر بنسبة القول اليه ونقول هو يقول كذا وهذا خطأ وهذا والله هو عين الخطأ. فاذا اردنا ان ننسب قولا لرجل له كلام كثير في عين هذه المسألة - 00:03:29
فيا يجب علينا وجوب عينا ان نجمع كل كلامه. حتى ننظر الى مجمله فنبينه بمبينه. وننظر الى عمومه كيف نخصصه بمخصصه وننظر الى مطلقه في مكان وما قيده في مكان اخر حتى نخرج بتصور كامل - 00:03:50
هذا لمن اراد ان ينسب الاقوال للاشخاص. فلا تنسب قولا لشخص بالنظر الى موضع واحد من كلامه بل لا بد ان تنظر في مواضعه كلامه التي تتكلم عن هذه المسألة من باب الابرأ للذمة وحتى لا يطالبك هذا الشخص لانك تقولت عليه يوم القيامة شيئا لم يقل - 00:04:09
هو فالامام الطحاوي في هذه المسألة جرى على منهج اهل السنة والجماعة. ولكنه فقط يريد ان يرد على الوعيدية الذين العبد عن دائرة الايمان بمجرد فعل الكبيرة. فرد عليهم بقوله ولا يخرج العبد عن الايمان الا بالجحود. الا بالجحود - 00:04:29
فعل الكبيرة ها فانه لا يعتبر مخرجا للعبد عن دائرة الايمان. وهناك قرينة اخرى انه لا يريد حصر التكفير في الجحود فقط وهي انه لم يطلق هذا الجحود. لم يقل لا يخرج العبد عن دائرة الايمان الا بالجحود. وانما قيد هذا الجحود بقوله - 00:04:49
ما ادخله فيه وهي كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله لان العبد انما دخل في الايمان بها. فاذا جحدها او جحد شيئا من مقتضياتها او اركانها فانه يعتبر كافرا. واما المرجئة فانهم يطلقون الجحود. ولا يقيدونه بجحود - 00:05:09
ما ادخله فيه فهذا دليل وقرينة على ان الامام الطحاوي في هذه القطعة لا يقصد احياء منهج المرجئة ابدا ولا يقصد موافقتهم في شيء من ذلك فوجب التنبيه عليه والله اعلم. المسألة الثانية اعلم ان من اعظم - 00:05:29
القواعد عند اهل السنة والجماعة قاعدة تقول من ثبت اسلامه بيقين فلا يجوز اخراجه عن دائرة الاسلام الا بيقين فلا يجوز ان نكفر مسلما ثبت اسلامه بالطريق القطعي اليقيني بمجرد التخرصات والظنون الكاذبة والاهواء والغضب والامزجة والتشفي - 00:05:49
الغيث كل ذلك لا مدخل له في باب التكفير كما ذكرنا سابقا في قواعد التكفير فعندنا يقين لا يجوز ازالته الا بيقين اخر وهذا فيه تحذير من التكفير بالظنة والهوى. فانك فان منهج الوعيدية من الخوارج والمعتزلة انما هو التكفير بالظنة والهوى - 00:06:11
ولي رسالة مستقلة شرحت فيها هذه القاعدة بادلتها وفرعت عليها ما يقرب على مائة فرع ابين فيها ان كثيرا من التكفير الذي يدور على الطوائف والافراد وفي وفي الساحة سواء في السابق او في واقع زماننا انما هو تكفير للمسلمين - 00:06:34
بمجرد الهوى والظنة والواجب على المسلم ان يتقي الله في مسألة تكفير اخيه المسلم. فهذا مسلم نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاهما فاذا حكم له بالاسلام عن عن ضيق اليقين والمتقرر عند العلماء ان اليقين لا يزول الا باليقين. فما ثبت يقينا فلا يرفع الا باليقين - 00:06:54
فاليقين لا يزول بالشك ولا بالتخرصات ولا بالهوى ولا بالظنون الكاذبة ولا بالامزجة ولا بالغضب. ولا بالتشفي ولا في الغيظ ولا بالاستحسانات ولا بالتعصب المذهبي المقيت كل ذلك لا مدخل له في باب التكفير فالواجب الحذر من ذلك اشد الحذر - 00:07:17
فاراد الامام الطحاوي بهذه الكلمة ان يرد على الوعيدية في تكفيرهم للناس في تكفيرهم للمسلمين بمجرد فعل الكبائر. وهذا كله من التكفير بالهوى والظنة. وهو محرم باجماع اهل السنة والجماعة - 00:07:37
ومن المسائل ايضا ومن المسائل ايضا ان في هذه القطعة ردا على الوعيدية من الخوارج والمعتزلة ابلغ الرد الذين يخرجون مرتكب الكبيرة عن دائرة الايمان فالخوارج والمعتزلة اتفقوا على مسألة واختلفوا في مسألة اخرى. فاتفق الوعيدية من الخوارج والمعتزلة على ان مرتكب - 00:07:54
خارج عن دائرة الايمان. فالمعتزلة يقولون بخروجه بفعل الكبيرة عن دائرة الايمان وكذلك الخوارج يقولون انه وخرج بفعل الكبيرة عن دائرة الايمان ولكن الخوارج قالوا انه خرج من دائرة الايمان ووصل الى دائرة الكفر. واما المعتزلة فانهم يقولون قد انقطع به البنزين - 00:08:26
في منزلة بين المنزلتين. فلا الى الايمان رجع ولا الى الكفر وصل فهو متوقفة به سيارته في منزلة بين البلدتين. فخرج من بلدة الايمان ولم يصل الى بلدة الكفر والمعتزلة انما قالوا ذلك من باب دغدغة مشاعر العوام والا ففي حقيقة قولهم انه يكفرونه. ولكنهم كما قيل انهم - 00:08:50
المعتزل الخوارج. فالخوارج ارجل منهم بالتصريح بكفره. واما واما المعتزلة فانهم استحيوا من التصريح بكفره وقالوا فلنتخلص من نقدنا في هذه المسألة بقولنا بالمنزلة بين المنزلتين. والا فلو قول المعتزلة لتبين لك انهم يخرجون العبد عن دائرة الايمان بمجرد الكبيرة ايضا. عفوا يكفرون العبد بمجرد - 00:09:19
فعل الكبيرة ايضا فان قلت وما دليلك على هذا؟ حتى لا تتقول عليهم ما لم يقولوه. فاقول عندنا قرينتان تدلان على ان المعتزلة يتفق مع قول الخوارج تماما. وان استخفوا عنا عن حقيقة قولهم بزخاريف الاقوال - 00:09:49
القرينة الاولى ان تقابل الايمان الاكبر والكفر الاكبر انما هما تقابل نقيض وليس تقابل ضد وتقابل النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان. فاذا ارتفعت صفة احد النقيضين ثبتت الصفة الاخرى. فلا يمكن الا يوصف الانسان بانه لا مؤمن ولا - 00:10:08
كافر لان تقابل الايمان والكفر تقابل نقيض. كتقابل الوجود والعدم. فمن ليس موجودا فهو معدوم. ومن كان معدوما فليس موجود هل يمكن ان يوصف الشيء الواحد في وقت واحد ولحظة واحدة بانه لا موجود ولا معدوم؟ الجواب لا. فالنقيضان من - 00:10:31
انهما لا يجتمعان ولا يرتفعان في لحظة واحدة وكتقابل للحركة والسكون. هل يوصف الشيء بانه متحرك وساكن في نفس الوقت؟ الجواب لا. اما ان يكون متحركا فليس بساكن او ساكن وليس بمتحرك. فاذا هناك تقابل يقال له تقابل النقيضين. فتقابل الايمان - 00:10:51
الكفر الاكبر تقابل نقيض فاذا وجد الايمان انتفى الكفر الاكبر واذا وجد الكفر الاكبر انتفى الايمان. فهذا يدلك على ان قولكم بالمنزلة بين المنزلة انما هو كذب ودجل وتخييل وزخارف واقوال والا ففي حقيقتهم انهم يحكمون عليهم بانه متى ما خرج عن دائرة الايمان فمباشرة - 00:11:17
سيدخل في دائرة الكفر شاء ام ابى هذه قرينة واظحة ولا لا؟ طيب يؤكدها القرينة الثانية. وهي اننا نقول لكم انه نقول لهم ايها المعتزل اذا كان لم يصل الى دائرة الكفر. فما حكمه عندكم في الاخرة - 00:11:37
ماذا يقولون؟ مرتكب الكبيرة ان مات مصرا عليها فهو خالد مخلد في النار ابدا. طيب لما توجبون له النار اذا لم يكن قد دخل في دائرة الكفر على الاقل ان تجعلوه في خيمة او منزلة بين الجنة والنار. هو خرج من النار لخروجه عندكم عند - 00:11:56
هو خرج من الجنة لخروجه عندكم من دائرة الايمان. ولكن لما توصلونه وتدخلونه في دائرة الكفر؟ مع انه لم يصل عندكم الى دائرة الكفر فهو لم يكفر عندكم كما تقولون في حكمه في الدنيا. قالوا لا هو عندنا في الاخرة خالد مخلد في النار ابدا - 00:12:16
يدلنا على اي شيء؟ على انهم يكفرونه حقيقة. فلو تأملت في هاتين القرينتين لوجدت ان قول المعتزلة يتفق تماما مع قول الخوارج وهو انهم يكفرونه لكنهم استحيوا وخافوا. من اهل السنة في التصريح بتكفيره - 00:12:36
قالوا لنتخلص من نقدهم بقولنا في انه في منزلة بانه في منزلة بين المنزلتين حتى نرتاح فاذا هذه القطعة اراد بها الامام الطحاوي ان يرد على هذه الطائفتين على هاتين الطائفتين الفاجرتين الضالتين. الذين يخرجون العبد عن دائرة الايمان - 00:12:56
بمجرد فعل الكبيرة وان لم يجحد شيئا اخر وانما بمجرد فعل الكبيرة خرج. فقال لهم لا يخرج العبد عن دائرة الايمان بمجرد ذلك. بل لا تخرجه عن دائرة الايمان الا بجحود ما ادخله فيه. وهل هو بمجرد فعل الكبيرة جحد الشهادتين؟ الجواب لا. فهو اراد بهذه - 00:13:19
الكلمة ان يرد على هذه الطائفة. ولعلكم فهمتم مقصودي ومقصوده ومن المسائل ايضا وهي المسألة الثالثة ان قلت ما معنى الجحود في قول الامام الطحاوي؟ ما هو الجحد الجواب تدور عبارات العرب في تعريف الجحد - 00:13:39
على انه الرد والانكار. فمن رد شيئا او انكره فقد جحده فاذا على معاني الجحد دائرة على معنى الرد والانكار فجحد الشيء انكاره ورده هذا من جهة اللغة فان قلت - 00:14:05
وهل لا بد في الجحد من التكذيب الجواب اما باعتبار اصل اللغة واستعمال القرآن فانه ليس بشرط فيه. فقد يوصف الانسان بانه جحد الشيء وهو هو في قرارة نفسه مؤمن به غير مكذب به - 00:14:33
فالتكذيب ليس ركنا من اركان الجحد وانما ركناه الرد والانكار فقط. فان قلت وما برهانك على هذا؟ فاقول برهان استعمال القرآن وهي قول الله عز وجل فانهم لا يكذبونك اي هم مقرون حقيقة في بواطنهم بما قلته وانه الحق. اذا ما مصيبتهم؟ قال تعالى ولكن الظالمين بايات الله - 00:14:53
اجحدوا فاثبت لهم الجحد ونفى عنهم التكذيب. مما يدل على ان العبد يوصف بالجحود وان كان غير مكذب بما جحده. وكم من انسان نراه يجحد الشيء ويرده وينكره عدوانا وظلما وطغيانا واباء واستكبارا وحسدا وحقدا ولكنه في - 00:15:19
نفسه يعلم انه الحق كما فعل ابو جهل في رده لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تفتخر قبيلة بني هاشم على فخذه هو. مع انهم من قريش لكن ابو جهل يقول كنا وبنو هاشم كفرسي رهان - 00:15:39
اذا فعلوا فعلنا يعني اذا خرج منهم رجل شاعر خرج منا رجل شاعر. واذا خرج منهم رجل كريم بارزناهم برجل كريم اخر فلم تتفوق احدى القبيل على الاخرى حتى فجاءنا بنو هاشم بان منهم نبي ومن اين نأتي بهذا - 00:16:02
فجحد ورد وانكر. وكما فعله ابو طالب ايضا فانه كان مصدقا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كان يجحدها. يردها وينكرها مخافة العيب والعار ولذلك اثر عنه انه قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا - 00:16:18
فالذي فالذي منعه انما هو انه يخاف العاط. ولذلك لما حضرته الوفاة جاءه النبي صلى الله عليه وسلم وجد عنده ابا جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية ابن المغيرة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله - 00:16:44
كلمة احاج لك بها عند الله فقال ابو جهل ابن هشام وعبدالله ابن ابي امية يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة. ويعودانهما بمقالتهم حتى - 00:17:04
فقال ابو طالب اخر ما كلمهم انتبه هو على ملة عبدالمطلب وابى. ابى ان يقول لا اله الا الله اباء واستكبار اباء وخوف من العار ان يقال انتقل ابو طالب عن ملة عبد المطلب. فاذا من لوازم اذا ليس من لوازم الجحود التكذيب. وقد - 00:17:26
يكون التكذيب مبنيا على الجحود. اذا هناك جحود بتكذيب وجحود بلا تكذيب وانما نحن ننفي التلازم فقط ولا ننكر وجود جحد بتكذيب. لكننا ننكر ان يتلازم. فقد يوصف الانسان بانه جاحد وهو غير - 00:17:50
مكذب بما جحده. وانما جحده عنادا واباء واستكبارا ولكن ليس عن تكذيب ولو سألتكم ما معنى قول الله عز وجل عن موسى لما قال لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر - 00:18:10
اي انك تعلم في قرارة نفسك يا فرعون ان ما قلته وما جئت به من تلك الايات ما انزلهن الا رب السماوات اذ لا استطيع انا ولا اخي هارون ولا اي فرد في الدنيا ولا انت ايضا - 00:18:32
ان يفعل ذلك الذي اريتكه قبل قليل. تلك الايات من خروج اليد بيضاء كنور القمر من غير سوء اي من غير برص ولا بهاق. يد بيضاء من بغير بهاق والحي والعصا التي لما هزها انقلبت ثعبانا مبينا - 00:18:47
ثعبان حقيقي ليس عن سحر انت تعلم يا فرعون ان ما انزل هؤلاء الايات الا رب السماوات وانت تقر برب السماوات ولكنك تجحد في ولكنك تجحد ظاهرا فقط. ظلما وعلوا وعنادا واباء واستكبارا. انتبهوا لما اقول الان - 00:19:04
اذا منهج اهل السنة والجماعة قائم على ان الجحود ليس من لوازمه التكذيب. فهمتم؟ خلافا للمرجئة الذين يجعلون من لوازم الجحود الموجب للكفر التكذيب فاذا قيل لك من من الطوائف تجعل من لوازم الجحود التكذيب - 00:19:26
الجواب قل المرجئة فالمرجئة لا يجعلون الجحود مخرجا للعبد عن دائرة الايمان بمجرده. حتى مبنيا على تكذيب القلب. فان قلت ولماذا؟ فاقول لك لا تستعجل ستأتينا مسألة ان شاء الله توضح لك - 00:19:50
هذا الكلام اكثر واكثر مقارنة بين مذهب المرجية ومذهب الوعيدية ومذهب اهل السنة والجماعة حتى تعرف وسطية اهل السنة في هذه مسألة اي في مسألة الجحود والتكبير فاذا اهل السنة قائم مذهبهم على انه يوصف العبد بالجحود ولا يقتضي ان يكون جحوده مبنيا على - 00:20:10
التكذيب بما جحد به مسألة مهمة ان قيل لك وما مورد الجحود؟ اي كيف نعرف ان العبد قد جحد كيف اعرف ان من امامي هذا قد جحد قضية من من قضايا الايمان التي بها دخل الاسلام - 00:20:34
لان لان الامام الطحاوي يقول الا بجحود ما ادخله فيه. طيب كيف اعرف انه جحد ما ادخله فيه الجواب اختلف اهل القبلة في هذه المسألة. والذي عليه اهل السنة والجماعة وانتبهوا لي. ان مورد الجحود - 00:21:02
الاقوال لا مجرد الافعال فلا يعرف ان العبد قد جحد بمجرد فعله وانما يعرف العبد بانه جحد اذا صرح بالجحد. اذا مورد الجحود عند اهل السنة انما هو الاقوال لا الافعال - 00:21:21
فلو اننا مثلا رأينا انسانا يتخلف عن بعض مقتضيات الايمان تخلف فعل ولكنه يصلح بلسانه بانها واجبة وانها فريضة. فهل نسميه بمجرد فعله جاحدا؟ الجواب لا ولكن لو قال انا انكر انا اجحد وجوب الصلاة. انا اجحد وجوب الزكاة. قالها بلسانه قولا يقينيا قطعيا لاحتمال ولا شبهة - 00:21:41
حينئذ نقول قد جحدت هذا هو الجحود الذي يخرجك عن دائرة الايمان. لانك جحدت ما ادخلك فيه فان قلت ولم لم يجعل اهل السنة لم يجعل اهل السنة الافعال موردا من موارد الجحود وقرينة على وجوده. نقول - 00:22:10
لان المتقرر عندهم ان من ثبت اسلامه بيقين انتم معي ولا لا لان المتقرر عندهم ان من ثبت اسلامه بيقين فلا يزول عنه اسم الاسلام الا بيقين والافعال يدخلها الاحتمال - 00:22:31
فلا يجوز لنا ان نجعل مجرد الفعل دليلا على وجود الجحود اذ الفعل محتمل اذ قد يكون فعل ما فعل لا جحودا وانما عن جهل وقد يكون فعل ما فعل متأولا. وقد يكون فعل ما فعل ظنا منه جواز فعله جواز فعله. اذ انه مثلا لا يدري - 00:22:48
حقيقتي فعله هذا. واما الاقوال فان القطع واليقين فيها اكثر منه في الافعال. فجعلوا الاقوال هي مورد الجحود. حتى لا يكفروا واحدا بمجرد الظنون والاحتمالات التي التي تحف بالافعال واما الاقوال فلا يحفها التأويل. ولا يحفها الشبهة. ولا يحفها التحريف. هذا قولك بلسانك. لا يحفه شيء - 00:23:12
ما يحف الفعل من الاحتمالات. فالقول يقين وواضح بخلاف الافعال التي يدخلها الاحتمال ويدخلها التأويل. فاذا الافعال يدخلها اشياء كثيرة تجعلنا من باب الاحتياط في التكفير نتوقف عن الحكم بالجحود على الشخص بمجرد افعاله - 00:23:43
انتم فهمتم هذا ولا واما اهل البدع من الوعيدية فانهم يجعلون مورد الجحود القول والفعل فبمجرد زناه الفعلي يخرج من دائرة الاسلام عند الوعيد. ويعتبر بزناه جاحدا حرمة الزنا في الشرع - 00:24:09
فيجب عليكم ان تفرقوا بينما ينسب الى اهل السنة وما ينسب الى اهل البدع فاذا خلاصة هذا ان العبد لا يوصف بانه جاحد الا اذا قال اني جاحد هذا الامر بلسانه - 00:24:36
لان القول لا يدخله الاحتمال ولا الظن واما الافعال فانه يحوطها اشياء كثيرة تجعلنا نتوقف عن تكفيره وهناك تعليل اخر وهو تعليل لطيف تأملوه معي ولعلي استطيع ان اوصله لكم ما هو بسيط - 00:24:57
وهي ان العبد هل بمجرد اعتقاده صحة الاسلام يحكم له بالاسلام ام لابد ان ينطق بلسانه حتى لو دخل في مساجد المسلمين حتى لو جلس مع المسلمين حتى لو الان القول للمسلمين - 00:25:21
حتى لو تصدق على المسلمين حتى لو دافع عن المسلمين؟ اوليست هذه الافعال تدل على محبته للاسلام ودخوله فيه؟ الجواب لا ما يحكم له بالاسلام متى يحكم له بالاسلام والدخول فيه - 00:25:39
بالقول لان الافعال محتملة. اذ قد يكون ما فعله مع المسلمين ليس عن اقتناع بالاسلام وانما عن تعاطف مع قضايا المسلمين فان من الكفار من خلقه الله رحيما او خلقه الله عز وجل وجعل من فطرته العدل - 00:25:53
فهو يتعاطف مع المسلمين ويناصر المسلمين في قضاياهم ويذب عنهم. لا محبة للاسلام ولا اقتناعا بالدين. اذا فعله يحتاج ولا ما يحتمل؟ فلما كان الفعل يحتمل فلم يجعل اهل السنة الافعال حاكمة. حاكمة بالدخول في الاسلام حتى - 00:26:12
لا ينطق ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فاذا نطق بالشهادتين قولا علمنا جزما انه انما يريد الاسلام. مع ان بعض الفقهاء جعلوا من الافعال ما لا يحتمل الا الاسلام - 00:26:32
كصلاته مع المسلمين. هذه جعلوها مدخلة له في الاسلام لانها لا تحتمل الا الاسلام. فالفعل فيها واضح في ارادة الدخول في الدين او انه اذن فان من جملة الفاظ الاذان النطق بالشهادتين - 00:26:55
طيب انا اريد من هذا الكلام انه كما توقف دخوله في الاسلام على النطق فايضا ها فلا يحكم عليه في الجحود المخرج له عن الملة الا بالقول. فكما دخل بالقول فلا يخرج الا بالقول. وصلت لكم الفكرة؟ فاذا اهل - 00:27:15
السنة والجماعة يقررون هذا تقريرا لا مزيد عليه. وهو باجماعهم. فقد اجمع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان مورد الجحود انما هو الرد والانكار وليس من لوازمه التكبير. واجمع اهل السنة والجماعة على ان علامة الجحود - 00:27:35
كبرى هي الاقوال وليست مجردة وليست مجرد الافعال فان قلت او نفهم من كلامك ان العبد لا يكفر الا بالجحود فقط؟ نقول لا. التكفير بالجحود هو واحدة من واحد من - 00:27:55
اسباب التي تقتضي خروج العبد عن الملة. ويوضحه المسألة التي بعدها وهي ان نقول لقد اجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان مقتضيات عفوا على ان مقتضيات خروج العبد من الايمان ليست محصورة في الجحد فقط - 00:28:11
معنى يا ابو انس؟ اجمع اهل السنة والجماعة على ان مقتضيات خروج العبد عن الايمان ليست صورة في الجحد فقط بل لذلك مقتضيات كبيرة. فقد قرر اهل السنة والجماعة ان الردة والخروج عن الاسلام قد تكون تارة بالتكذيب - 00:28:38
المقترن بالجحود. وقد تكون تارة بالجحود الذي لم يقترن بالتكذيب. وقد تكون تارة بالقول. وقد تكون تارة بالفعل وقد تكون تارة بالاعتقاد. يعتقد شيئا في قلبه ويجزم به فيكون كافرا حتى وان لم يفعل ولم يقل - 00:29:02
بمجرد الاعتقاد خرج عن دائرة الاسلام وقد يكون التكفير بالشك. فكل من شك في قضية يجب الايمان بها مع صراحة ادلتها فانه يكفر. فلو قال انا اشك في وجود الله من عدم الكفر لان وجود الله قضية ايمانية تواترت فيها الادلة ولا يقبل فيها الشك - 00:29:23
كما قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما. فيحجب عن الجنة. او قال فيدخل النار - 00:29:45
رأوا تطعموه فاذا ليس الجحود هو السبب المقتضي لخروج العبد عن دائرة الاسلام فقط باجماع اهل السنة والجماعة. بل قد يخرج اعراظ ايظا والذين كفروا عما انذروا معرضون. ويخرج بالقول ويخرج بالاباء والاستكبار الا ابليس ابى. واستكبر وكان من - 00:30:05
افهمتم هذا اذا علمتم هذا فاعلموا انني اريد بهذه المسألة ان اجانب منهج المرجئة الذين يحصرون المكفرات في الجحود فقط اذا علمتم هذا فاعلموا انني اريد ان اجانب اعلموا انني اريد بهذا الكلام ان نجانب منهج المرجئة الذين - 00:30:25
يقولون انتبهوا بان العبد لا يخرج عن دائرة الاسلام والايمان الا بالجحود فقط الا بالجحود فقط. فاذا جحدها كفر. واما مسألة الشك ومسألة الاعراض ومسألة الاباء والاستكبار فهذه عند المرجئة ليست بشيء ذي شأن كبير - 00:30:51
ويوضح هذا المسألة التي بعدها ايضا ولا ادري عن ترقيمها عندكم وهي ان اقول وفقكم الله ذهب المرجئة الى ان المرء ذهب المرجئة الى ان المرء لا يخرج من الدين الا بالتكذيب المقرون بالجحود طبعا - 00:31:19
فلا بد من التكذيب ويوضح هذا ان اقول لكم اعلموا رحمكم الله ان مسألة الجحود والتكذيب تختلف باختلاف تنوع اهل القبلة في مسائل الايمان واركانه تبعوا معي اهل السنة والجماعة يقولون بان الايمان قول وعمل واعتقاد ولا لا؟ طيب اذا بما انه قول - 00:31:42
فاذا يخرج عن الايمان بالقول وبما انه اعتقاد فاذا يخرج عن دائرة الايمان بالاعتقاد. وبما انه عمل بالجوارح اذا يخرج عن دائرة قد يخرجه عن دائرة الايمان العمل بالجوارح فما ادخله يخرجه - 00:32:13
ونحن ادخلنا ونحن اشترطنا في الايمان ان يكون مبنيا على ثلاثة اركان على قول اللسان وعلى عمل وعلى اعتقاد القلب وعلى عمل الجوارح انتبهوا هناك طائفة من المرجئة يسمونه مرجئة الفقهاء - 00:32:32
اسقطوا ركنا فسقط عندهم من المكفرات واحد فقال المرجئة اي مرجئة الفقهاء ان الايمان مبني على اعتقاد الجنان وقول اللسان فقط. فاذا هؤلاء يخرجوا العبد عندهم فساد الاعتقاد الموجب لكفره وفساد القول الموجب للكفر - 00:32:50
جاءت طائفة من المرجئة الغلاة واسقطوا ركنا. وقالوا اننا لا نحتاج لا الى عمل الجوارح ولا الى قول اللسان وان ما الايمان عندنا هو مجرد الاعتقاد فهذه الطائفة هي الطائفة التي تقول لا يخرج العبد الا بالجحود والتكبير فقط. لما حصروه في تكذيب - 00:33:14
القلب وجحود القلب لانهم يحصرون الايمان اصلا في اعتقاد الجنان فلو نطق اللسان او عملت الجوارح بشيء يوجب التكفير لما كفروه. ما دام قلبه مقرا بالايمان ارأيتم لما حصل المرجئة التكفير او اخراج العبد عن دائرة الامام بالجحود فقط او بالتكذيب فقط؟ لانهم يجعلون الايمان ركنا - 00:33:34
واحدا وهو اعتقاد القلب. فاذا تبين لنا بهذا انه كلما زادت اركان الايمان كلما زادت مجالات التكفير ولذلك اهل السنة والجماعة يجعلون من موجبات الكفر ها الشك في الاعتقاد الواجب - 00:33:59
لانه دخل في الايمان بالاعتقاد وكذلك يجعلون من موجبات الكفر الكفر القولي. لانه دخل في الايمان بماذا؟ بنطق اللسان. ويجعلون ايضا من موجبات الكفر الكفر العمل كالذي يسجد للصنم. فبمجرد سجوده للصنم كفر سواء استحل السجود او لم يستحل. اذ لا نطلب الاستحلال. مجرد فعله هذا - 00:34:19
كفر ولو انه استغاث بغير الله عز وجل ودعا غير الله هذا فعل من الافعال. فانه يكفر بمجرد هذه الصورة سواء اعتقد بقلبه جواز دعاء الله او لم يعتقد واما عند المرجئة فانه وان سجد للصنم بفعله لكنه يحرم السجود له بقلبه ولا يزال - 00:34:44
قلبه مطمئنا بحرمة السجود لكن حمله على ذلك ظرورة او انه مثلا اراد ان يسجد موافقة للاخرين يعني كلهم سجدوا ولا انا فهذا لا يخرج عن دائرة الاسلام عند المرجئة. وهذا والله منهج خطير. وعليه بعض اهل الارجاء المعاصر الان ولا تظنون - 00:35:09
هم طائفة ولا تظنونهم طائفة انتهوا. بل لا يزال من يصرح في كتبه وقرأناها واطلعنا عليها من المعاصرين. ممن لهم حلقات تلفزيونية الان يقول لو انه سجد للصنم ودعا غير الله - 00:35:33
فانه لا يحكم عليه بالكفر ما دام قلبه غير جاحد ولا مكذب وما السبب في ذلك؟ الجواب لانهم اصلا بنوا ها بنوه على ان الايمان انما هو ركن واحد وهو اعتقاد الجنان - 00:35:52
عرفتم حرف المسألة ومأخذها؟ فاذا من جعل الايمان اعتقادا قال بان العبد لا يخرج عن دائرة الايمان الا بالجحود والتكذيب اي القلب ومن جعل الايمان قولا واعتقادا قالوا يخرج بالجحود والتكذيب بالنطق بكلمة الكفر - 00:36:11
ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد ايمانهم. قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد ايمانهم ولماذا كفر الذين استهزئوا؟ بالله واياته ورسوله في قول الله عز وجل قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون - 00:36:36
اي بافعالكم ولا باقوالكم؟ باقوالكم فالقول يوجب خروج العبد عن ملة الاسلام وارتداده عن ملة الدين بالكلية سواء وافق قوله قوله اعتقاد الجنان واستحلال القلب اولى. فمن قال الان الان من قال كفرت بالله وهو في قرارات نفسه - 00:36:54
ان لم يصل قلبه الى درجة الكفر. هل تحكمون عليه بالكفر ولا ما تحكمون يا اهل السنة؟ الجواب نحكم عليه بالكفر لكن المرجئة هل يحكمون عليه بالكفر؟ الجواب لا. اذا كان قلبه يختلف عن نطق لسانه - 00:37:13
واما اهل السنة فانهم لما وسعوا دائرة ما يرتكز عليه الامام فجعلوه قولا باللسان واعتقادا بالجنان وعملا بالجوارح والاركان قالوا ان الكفر يكون بكذا تارة وبهذا تارة وبذاك تارة اخرى - 00:37:31
لعلي اوصلت الفكرة لكم طيب اخر ولا خلاص يكفينا هذا المسألة التي قيدتها لكم وهي المسألة السابعة هي داخلة في المسألة السادسة ولا يحتاج فيها الى شيء من التفصيل والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:37:47