كتاب الفجور السياسي

كتاب مسموع| الفجور السياسي والحركة الإسلامية بالمغرب| فريد الأنصاري| كامل

فريد الأنصاري

الفجور السياسي تأليف الدكتور فريد الانصاري رحمه الله الفجور السياسي والحركة الاسلامية بالمغرب دراسة في التدافع الاجتماعي مقدمة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:01ضَ

من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. اما بعد - 00:00:29ضَ

فان اصداق الحديث كتاب الله تعالى. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. اعاذنا الله منها ومما يقرب اليها من قول امن - 00:00:50ضَ

او عمل ثم اما بعد وقد تحركت الحركة الاسلامية بالمغرب بالمعنى الحديث للكلمة منذ حوالي اربعة عقود اذا نظرنا الى بداية دخول جماعة الدعوة والتبليغ الى المغرب سنة الف وتسعمائة واثنين وستين او حوالي ثلاثة عقود اذا نظرنا الى تاريخ تأسيس جمعية الشبيبة الاسلامية - 00:01:11ضَ

بالدار البيضاء وجمعية الدعوة الاسلامية بفاس والجمعية الاسلامية بالقصر الكبير. هذه المجموعات واضرابها بدأت تنشط مع نهاية الستينيات وبداية السبعينيات اذا قرابة اربعين عاما بالاعتبار الاول وثلاثين عاما بالاعتبار الثاني والعمل الاسلامي الدعوي ينشط في المدافعة الاجتماعية - 00:01:37ضَ

بالمغرب وهذه مدة كافية لصنع تيار اجتماعي متدين يستطيع ان يسهم في تلوين الخريطة الخريطة حمايتي للمغرب اننا لا ننكر ان هذه المجهودات قد انتجت ثمرة واعطت اكلا تمثل في هذه اليقظة الدينية التي حمرت المساجد والجامعات - 00:02:01ضَ

ولكن الى اي حد يمكن ان نحكم على هذه الظاهرة بانها تمثل الارادة الشاملة لمجموع الشعب المغربي او لغالبيته العظمى ثم الى اي حد يمكن ان نعتبر ان الفعل الاسلامي قد عرف نجاحا حقيقيا بالنظر الى المدة التي عاشها منذ انطلاقه الى اليوم - 00:02:26ضَ

ان الناظر الى المساجد وعمارتها. وكذا مظاهر التدين في في صفوف منظمة الطلبة بالجامعات واستعراضات الحركة الاسلامية ومسيراتها بهذه المناسبة او تلك كل ذلك ونحوه يجعل يعتقد ان اللون المسيطر على الساحة الاجتماعية المغربية هو اللون الاسلامي. لكن اذا نظرنا الى المجتمع المغربي - 00:02:48ضَ

عن هذه المجالات. حيث تقدم الفساد بصورتيه الفجور الطبيعي والفجور السياسي. من خلال نوافذ الاعلام والثقافة والسينما والاغنية المصورة والمسموعة. ومن خلال الشارع والموضة وكل اشكال التقييم والعري الفاحش الراقد - 00:03:13ضَ

في اتجاه محاصرة كل اشكال التدين بالبلاد هذا المجال الاخر عرف تطورا سريعا جدا. فحال البلاد والعباد حتى اواخر السبعينيات كان من حيث فشو من حيث فصول الفساد الخلقي افضل بكثير منه اليوم - 00:03:33ضَ

ان التدهور الخلقي الخطير قد عرف امتدادا وشمولا سريعين في فترة زمنية قياسية. ومن هنا كان قياس تقدم الصلاح والاصلاح صاحب النظر الى ذاته بين زمانين الماضي والحاضر لا يفضي الا الى الوهم - 00:03:55ضَ

وانما القياس العلمي الحقيقي هو المبني على اعتبار تطور الفساد ايضا واني لموقن ان ادخال هذا الاعتبار في الحكم على الواقع المغربي سيجعل القول بنجاح الفعل الاسلامي في البلاد امرا نسبيا - 00:04:12ضَ

ان الاحزاب السياسية التاريخية قد فقدت بريقها واستنفذت اغراضها. ومن الخطأ الكبير ان نقارن حجم الحركة الاسلامية وعمقها بالنظر الى حجم تلك الاحزاب وعمقها. ان الحزب الاكبر اليوم هو حزب الفجور السياسي. اعني الفساد الخلقي الشامل - 00:04:29ضَ

المدعوم سياسيا من جهات آآ سياسية وثقافية شادة. هذا الجمهور العريض المفتون في دينه الجاهل سامح الفاء الغارق في شهواته بالله عن الدين واهله. هذا الجمهور الذي تضاعف كل يوم اضعاف ما يتضاعف المنخرطون في صف الحركة الاسلامية والدائرون - 00:04:50ضَ

في فلكها من المتدينين ومعلوم ان تضاعف الفساد كما هو ملاحظ اليوم يتم كما وكيفا. اي بالبعدين العمودي والافقي. فليس المشكل في تضاعف العدد فحسب ولكن ايضا هو في تضاعف العمق. من مقدار الجرأة على هتك احجبة الحياء العامة - 00:05:14ضَ

والاعلان المتزايد للفاحشة والاستهتار بالدين والقيم على الملأ العام ذلك هو الفجور الذي هو احط دركات الفسوق. كما سيأتي في متن هذه الدراسة اذا ما دور الحركة الاسلامية واين مجال صراعها الحقيقي؟ والى اي حد هي داخل حلبة ذلك الصراع؟ لا شك ان ثمة خللا ما. اولا. هل تدرك - 00:05:36ضَ

الحركة الاسلامية طبيعة الفجور السائد بالبلاد تمام الادراك ثم ان كانت تدركه على الحقيقة. فالى اي حد هي بالفعل منخرطة في اداء دورها التاريخي ازاءه للجواب على هذه الاسئلة كان لابد من وضع مقدمات بالمعنى المنطقي ذات معيارية شرعية تكون حكما نرجع اليه لتبين - 00:06:06ضَ

للحركة الاسلامية بين الصواب والخطأ فكان ذلك هو مضمون الفصل الاول من هذه الدراسة. ثم كان لابد بعد ذلك من تبين طبيعة الفجور السياسي ودلالاته. وتجلياته لمعرفة حلبة الصراع الحقيقي الدائر بهذه البلاد. فكان ذلك هو مضمون الفصل الثاني. ثم كان لابد من تبين - 00:06:29ضَ

دور الحركة الاسلامية في مدافعة الفجور السياسي ومحاكمة هذا الدور بالرد الى المقدمات المنطقية وحاجات الواقع وضروراته لمعرفة الى اي حد هي بالفعل تتحرك داخل حلبة ذلك الصراع وذلك هو مضمون الفصل الثالث. ثم كان الختم بالنتائج الاجمالية لهذه - 00:06:53ضَ

دراسة ان هذه الدراسة بقدر ما هي نقد للواقع السوسيو سياسي المغربي. هي ايضا نقد للحركة الاسلامية والنقد هو اول الخطوات لتبين الطريق السليم للفهم السليم والعمل السليم اللهم الهمنا مراشدنا واجعلنا سببا لمن اهتدى - 00:07:13ضَ

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد واله وكتبه. فريد الانصاري بمكنسة الزيتون في التاسع والعشرين من من قعدة سنة واربعمئة وعشرين هجرية الموافق للسادس من مارس سنة الفين ميلادية - 00:07:34ضَ

الفصل الاول المقدمات المنهجية المقدمات المنهجية المقصود بالمقدمة ها هنا الكلية الحاكمة في الاستدلال على القضايا بالمفهوم المنطقي وهي اربع كليات شرعية قطعية في معناها مستقرة من الشرع نقدمها بين يدي هذا البحث للاستدلال بها - 00:07:53ضَ

دجاجا وحكما على ما سوف يتضمنه من دعاوى. وهذا المعنى انما يتبين بعرضها ذاتها الواحدة تلو الاخرى وهي المقدمة الاولى بان الكليات الشرعية ادلة قطعية في افادة معناها لانها مستقرة من مجموع الشريعة. اصولها وفروعها استقراء انتظمت به معانيها في صورة ذهنية مجردة. تعبر - 00:08:17ضَ

عن يقين معنوي حاصل منها في التصور. فلذلك كانت هي اصول الملة وقواعد الشريعة التي عليها تبنى سائر الفروع فلا يخالف فيها من حيث هي كلية الا جاهل بالشريعة او جاحد لها - 00:08:45ضَ

وانما الخلاف قد يحصل في تحقيق مناطقه على احات الجزئيات المنضوية تحتها. فمثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا هو في لفظه حديث احاد روي عن عدد من الصحابة لكن بطرق لا تسلم في اغلبها من الضعف. لان اسانيده - 00:09:01ضَ

كلها لا تسلم من مقال كما يعبر اهل الحديث. ولكنه مع ذلك كلي من الكليات الشرعية القطعية من حيث هو معنى بان رفع الضرر جاء متواترا في احكام القرآن والسنة. سواء بهذا اللفظ او ذاك. فاستقراء النصوص الشرعية وتتبع معانيها الكلية - 00:09:21ضَ

جزئية يثبت للدارس ان الشارع رفع الضرر. اعنيه في كل التشريع. وفي هذا السياق قال شيخ المقاصد ابو اسحاق الشاطبي وانه داخل بالمعنى تحت اصل قطعي في هذا المعنى فان الضرر والضرار مبثوث منعه في الشريعة كلها. في وقائع جزئيات وقواعد كليات. فهو معنى في غاية العموم - 00:09:42ضَ

في الشريعة لا مراء فيه ولا شك لأنه مبني على استقراء نصوصها من مثل قوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا. وقوله لا تضار والدة بولدها ولا يضار كاتب ولا شهيد - 00:10:08ضَ

وايضا فمن اضطر في مخمصة غير متجانس لاثم فان الله غفور رحيم. وقوله انما اضطررتم اليه قوله ولا تضاروهن. وايضا كل ما في معنى قوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان - 00:10:26ضَ

الى اخره. بل حكم شرعي من العبادات والمعاملات والحدود الا وهو قائم على هذا المعنى وهكذا فلولا الاطالة لبينا من خلال سرد النصوص الشرعية ان الشريعة قامت في كل احكام التشريع على اصل رفع الضرر - 00:10:45ضَ

مما يفيد استقراؤه القطع بذلك لا مجرد الظن. فهو معنى مبثوث في كل تفاصيل الشريعة. وهذا معنى الكلي. وهو لذلك اقوى والادلة على اثبات شيء منها. واكد الحجج والبراهين على صحة اي معنى فيها. وفي هذا قال الشاطبي رحمه الله - 00:11:03ضَ

الادلة المعتبرة هنا المستقرأة من جملة ادلة ظنية تضافرت على معنى واحد حتى افاد فيه القطع. فان في اجتماع من القوة ما ليس للافتراق. ولاجله افاد التواتر القطع. وهذا نوع منه. فاذا حصل من استقراء ادلة المسألة - 00:11:23ضَ

مجموع يفيد العلم فهو الدليل المطلوب. وهو شبيه بالتواتر المعنوي. بل هو كالعلم بشجاعة علي رضي الله عنه. وجود حاتم المستفاد من كثرة الوقائع المنقولة عنهما. ومن هذا الطريق ثبت وجوب القواعد الخمس كالصلاة والزكاة وغيرها طبعا. والا - 00:11:43ضَ

فلو استدل مستدل على وجوب الصلاة بقوله تعالى اقيموا الصلاة او ما اشبه ذلك لكان في الاستدلال بمجرده نظر من اوجه لكن حث بذلك من الادلة الخارجية والاحكام المترتبة ما صار به فرض الصلاة ضروريا في الدين. لا يشك فيه الا شاك في - 00:12:03ضَ

للدين. واذا تكاثرت على الناظر الادلة عضد بعضها بعضا. فصارت بمجموعها مفيدة للقطع ان كلية الكلي انما المعتبر فيها الغالب لا الشمول التام. لان الاستثناء انما يؤكد القاعدة كما يقال فلا عبرة - 00:12:26ضَ

الجزئي اذا خالف ما جرى به الاعتياد في مثله. لان تخلف بعض الجزئيات عن مقتضى الكلي لا يخرجه عن كونه كليا وايضا فان الغالب الاكثرية معتبر بالشريعة اعتبارا عام قطعي. لان المتخلفات الجزئية لا ينتظم منها كلي يعارض - 00:12:46ضَ

وهذا الكلي الثابت هذا شأن الكلية الاستقرائية وخلاصة الامر ان الدليل الكلي حجة قاطعة في افادة ذلك المعنى. لا يقبل الرد ولا التأويل ولا اجتهاد فيه الا فيما يتعلق بتحقيق مناطقه اي في تطبيقه على احاد جزئياته كما اسلفنا. من حيث ان الجزئيات محكومة بالزمان والمكان والكلية - 00:13:06ضَ

معنى ذهني تصوري مجرد عن كل ذلك المقدمة الثانية لان التدين هو الغاية الاولى من الدين. والقصد الاصيل من الخلق. وهذا معنى كلي استقرائي قطعي من النصوص الشرعية والمقصود بالتدين هو اقامة الدين على المستوى الفردي والجماعي. اي على مستوى علاقة الانسان بربه وعلاقته - 00:13:33ضَ

لاخيه الانسان ان الا ان الحقيقة التي لا مراء فيها هي ان اقامة الدين على مستوى الجماعة لا يمكن ان تتم لا في التصور ولا في الواقع الا بعد اقامته على مستوى الفرد. لان المقصود في النهاية هو خضوع الانسان لارادة الله الواحد القهار. وذلك - 00:14:00ضَ

هو معنى التعبد الجامع لكل ذلك. حيث ان الشريعة بل الشرائع الالهية. انما جاءت لتخرج الانسان عن داعية حتى يكون عبدا خالصا لله. قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق - 00:14:22ضَ

وما اريد ان يطعمون. والعبادة معنى دال على الخضوع التام لله قلبا وقالبا. بالرجوع الدائم اليه في كل ذلك واكثر ما يتجلى هذا في العبادات المحضة كما يعبر الفقهاء من صلاة وصيام وزكاة وسائر اركان الاسلام الخمس - 00:14:42ضَ

فتسمية المرء عبدا وعابدا انما على هذا تقع بالقصد الاول. ولا تقع على غيره من العبادات الا تبعا. ولذلك قال قال تعالى في حق سليمان عليه السلام نعم العبد انه اواب. والحصر في الاية الاولى النص في هذا المعنى بتعبير الاصول - 00:15:02ضَ

ولذلك كان هو الغاية في كل عمل اجتماعي او ثقافي او اعلامي او اقتصادي او سياسي او نقابي. لا ينبغي ان يغيب عن الذهن باعتبار ان كل ما ذكر وما في معناه انما هو وسائل له - 00:15:22ضَ

فاذا غاب هذا الضابط عن الذهن او غاب هذا القصد في العمل انحرفت حركته عن الاسلامية الى الحزبية الضيقة او المصلحية الانية او العلمانية الجاحدة او الطائفية الضالة وجامع ذلك هو قوله سبحانه الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر - 00:15:40ضَ

ولله عاقبة الامور وهو معنى كلي مبثوث في الشريعة. بل انه هو معنى الشريعة من حيث هي شريعة الهية. تربط الارض بالسماء واستقراؤها هو يدل على ذلك. قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. وقال جلت - 00:16:06ضَ

انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وتلك سنة الله في ارسال الرسل. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. والعبادة هي كما ذكرنا الائتمار والانتهاء بامر الله ونهيه. والتفاني في طاعته بما شرع - 00:16:29ضَ

من عبادات محضة بالقصد الاول. ومن هنا كانت اولى صفات عباد الرحمن انهم الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ولذلك كان من اضاع هذه المعاني دخل في الغي فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا - 00:16:54ضَ

اذن فخلاصة الأمر الديني في النفس والمجتمع واحد هو قوله سبحانه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ولو تتبعت هذا المعنى في الصور والايات لاضطر كذلك لسرد القرآن كله - 00:17:22ضَ

وهو في الحديث النبوي لا يقل كثرة وتواترا من كلي المعنى عما ورد في الكتاب. وهنا اسوق الحديث المادع الذي سيق لبيان منهج الدين والتدين. الا وهو حديث جبريل المشهور. فعن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بين - 00:17:43ضَ

نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم. اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه - 00:18:03ضَ

ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:18:23ضَ

وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت - 00:18:43ضَ

قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد الامة ربتها - 00:19:03ضَ

ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبست مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم - 00:19:23ضَ

العبارة الاخيرة دالة بعمومها على ان ما ذكر في الحديث هو كل الدين. لدلالة نكرة المضافة الى الضمير. دينكم على الاستغراق والشمول. والمتأمل في نص الحديث يجد ان مآل الدين فيه هو العمل. وان اهم الاعمال فيه انما هي - 00:19:42ضَ

فالايمان مضمون عقدي ينحصر في اركانه الست المذكورة. فهو الذي يعطي للعمل صحته وصدقه وكلما كانت معانيه مستشعرة في الاسلام بمعناه في الحديث كان العمل احسن. حتى اذا كانت المطابقة في اعلى صورها - 00:20:02ضَ

كان الاحسان الذي ليس الا نتيجة لعمران الاسلام بالايمان الى درجة الامتلاء ثم يتأكد هذا التفسير العلمي للحديث بما ورد بعده من سؤال عن الساعة. فقال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ ليؤكد - 00:20:21ضَ

سورة الاخذ من الدين بالعمل. فيؤول الامر الى الاسلام الذي ورد ها هنا بمعنى الاركان الخمسة. وقد اشرنا الى ان اهم هذه على الاطلاق هو الصلاة لكونها اعظم عبادة عند الله. ولانها الشعار الدائم للمسلم في حياته الفردية والجماعية. ولذلك كانت - 00:20:39ضَ

كليتها اعظم الكليات في القرآن والسنة على الاطلاق. ومن هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقوله بين الكفر والايمان ترك الصلاة. وقوله ايضا بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. ولذلك كان - 00:20:59ضَ

اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة. فان صلحت صلح له سائر عمله. وان فسدت فسد سائر عمله وكأنه صلى الله عليه وسلم اختزل الدين كله في الصلاة. حتى انه كان من اخر وصاياه صلى الله عليه وسلم الصلاة وما - 00:21:22ضَ

وملكت ايمانكم الصلاة وما ملكت ايمانكم وكتب عمر بن الخطاب الى عماله يقول ان اهم امركم عندي الصلاة. فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه. ومن فهو لما سواه اضيع وهو معنى في غاية الكلية في الدين. ويكفي ان تفتح ابواب الصلاة في الصحيحين وكتب السنن لتتأكد من ذلك. وما اوردنا من النصوص - 00:21:43ضَ

بحمد الله. وانما المراد من كل هذا بيان ان التدين بمعنى ممارسة الدين من خلال العبادات المحضة هو اساس دين وان ما سوى ذلك انما هو خادم لهذا. وقد يقول قائل ان هذا من البديهيات. فنقول نعم انه معلوم من الدين - 00:22:11ضَ

بالضرورة لكن حركات الصحوة الاسلامية المباركة بتأكيدها على بعض الوساليات من باب ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب اخفى هذه الحقيقة على كثير من العاملين في اطار الدعوة. فصارت كثير من الوسائل مطلوبة لذاتها. وكانها هي الدين - 00:22:31ضَ

كله واصبحت الموالاة والمعاداة تتم على اساس الوسائل لا على اساس الغايات. وهذه طامة كبرى المقدمة الثالثة في ان تفشي المنكر والفجور سبب رئيس في هلاك الامم وخراب الحضارات. وهو معنى كلي ايضا قطعي من الدين - 00:22:51ضَ

ذلك ان العالم البشري محكوم بالشريعتين الهيتين. شريعة النص وشريعة القدر او كما عبر الشاطبي رحمه الله الارادة القدرية التكوينية والارادة التكليفية التشريعية. وهذا قريب جدا مما عاناه الدكتور جودة سعيد في - 00:23:14ضَ

فيما بعد بقوله في معنى التغيير السنني اذا تحقق التغيير الذي يقوم به القوم فان التغيير الذي يخلقه الله على اساس وعد الله تعالى الذي لا يخلف الميعاد وسنته التي لن تجد لها تحويلا - 00:23:34ضَ

مقتضى السنة التشريعية او الارادة التكليفية ان يختار الانسان ما يصلحه. ويستجيب بارادته لا قهرا. لماذا فمن تكريم الله للانسان ان جعل التكليف الشرعي راجعا الى ارادته. اعني ارادة الانسان حيث اناط الاحكام - 00:23:52ضَ

بالعقل كما هو معلوم في الاصول حتى يتحمل الانسان في ذلك كامل المسؤولية وهي الامانة المتحدث عنها في القرآن من خلال قوله تعالى انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان - 00:24:12ضَ

يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان. انه كان ظلوما جهولا ومن هنا كان مستأمنا على امانته. فاذا ضيعها كان حقا على الله ان يحاسبه في الدنيا والاخرة واما الارادة القدرية التكوينية فهي شريعة قهرية لا اختيار فيها للانسان. انها التي تتعلق بقدره الخارج عن ارادته - 00:24:28ضَ

كموعد ميلاده واجله ولونه وجنسه من ذكر وانثى وصحته ومرضه مما لا يدع فيه ومن وظائف هذه السنة انها تتدخل للتغيير عند فساد المجتمعات. ولا يكون تدخلها الا حيث تكون في صورة زلازل او طوفان او حروب مدمرة او قحط او مجاعة او امراض فتاكة لا تكاد البشرية تجدها - 00:24:55ضَ

ولها علاج والمجتمع الاسلامي ما دام مستجيبا لله من خلال سنته الشرعية اي عاملا بمقتضى الارادة التكليفية فانه باذن الله يكون في حماية الله وحفظه. فاذا زاغ عن ذلك فان للزيغ علاجا اختياريا هو انتصاب اهله للامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:25:22ضَ

النهي عن المنكر لاصلاح الناس. فان تقاعس الكل واستفحل المرض فربما وصل الى درجة اليأس من الشفاء فلا يكون له وحينئذ من علاج غير اهلاكه وتدميره تدميرا. ليأتي الله بعد ذلك بجيل جديد يصلح للتحمل الامانة ويقدر - 00:25:42ضَ

حق قدرها. قال عز وجل وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون. وهذا قانون اجتماعي من الله في الخلق البشري منذ الخليقة الاولى كما هو واضح من قصص الاولين. كذبت قبلهم قوم نوح واصحاب الرس وثمود - 00:26:02ضَ

وعاد وفرعون واخوان لوط. واصحاب الايكة وقوم تبع. كل كذب الرسل فحق وعيد وذلك مقتضى قوله عز وجل واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول - 00:26:22ضَ

فدمرناها تدميرا وسألت زينب رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم انهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث. لان صلاح اذا صار نادرا في الامة بسبب فسوء الفساد وطغيانه لا يكون له اعتبار في ميزان الله. وانما الذي يكون - 00:26:42ضَ

اعتبار حينئذ هو الاصلاح لا الصلاح فحسب. وقد سبق قوله وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون ولم يقل صالحون. نعم انها المخالفة للسنة التشريعية تؤدي الى تدخل السنة القدرية القهرية - 00:27:05ضَ

او قانون واحد لا يتغير سنة الله في الذين خلوا من قبل. وكان امر الله قدرا مقدورا. فهل ينظرون الا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا. ولن تجد لسنة الله تحويلا - 00:27:25ضَ

وهو امر بعد ذلك مشاهد محسوس في مجتمعاتنا العصرية. سواء منها التي تنتسب الى الاسلام او التي لا تنتسب اليه. لكن مع اختلاف في وجوه الاصابات والجوائح على حسب الاختلاف في وجوه الامراض والافات - 00:27:41ضَ

الاذلال مشاهد وحروب الابادات مشاهدة. والامراض الفتاكة في تسابق رهيب مع الطب. كلما اكتشفوا دواء النداء جرت من بين ايديهم ادواء لا قبل لهم بها ولا حول. فتزحف عبر خلايا الانسان ودمه. لتحصد الالاف بل الملايين. وصدق - 00:27:58ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال من مشكاة نبوته المنيرة ما منع قوم زكاة اموالهم الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وهكذا نستفيد ان ضياع الدين انما يقع بضياع التدين. فمن الكليات الشرعية الاستقرائية اذا ان تفشي - 00:28:18ضَ

الفجور والفساد سبب من اسباب الدمار. سنة الهية لا تحابي احدا. الم يقل عز وجل وما هي من الظالمين فنسأل الله العفو والعافية المقدمة الرابعة بان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي. يتعلق عينا بذمة كل فرد من افراد الامة في هذا الزمان - 00:28:42ضَ

وهو كلية اخرى نستفيدها من الاستقراء القطعي لدلالة النصوص عند تحقيق مناطتها في واقعنا هذا اما الاستقراء فقد سبق في المقدمة الثالثة نصوص واضحة في ذلك ونشير ها هنا الى عدة نصوص اخرى بمثل قوله تعالى - 00:29:08ضَ

ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. واولئك هم المفلحون ووصف الله بني اسرائيل بما لعنهم فقال سبحانه كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. وقد تواتر - 00:29:26ضَ

ووجوب ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في مثل قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه حذيفة ابن اليمان اذ قال والذي بنفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده - 00:29:46ضَ

ثم لتدعونه فلا يستجيب لكم وايضا ما رواه جرير بن عبدالله عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم اعز واكثر ممن يعمله ثم لا يغيروه الا عمهم الله تعالى بعقاب منه. وعن ابي بكر الصديق انه صلى الله عليه - 00:30:05ضَ

وسلم قال ان الناس اذا رأوا المنكر ولا يغيرونه او شك ان يعمهم الله بعقابه وقال صلى الله عليه وسلم ان من امتي قوما يعطون مثل اجور اولهم ينكرون المنكر. وعن ابي سعيد الخدري ان - 00:30:28ضَ

صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة حتى يسأله ما منعك اذا رأيت المنكر ان تنكره فاذا لقن الله العبد حجته قال يا ربي رجوتك وفرقت الناس - 00:30:47ضَ

وعن ابي سعيد ايضا انه صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ثم قوله صلى الله عليه وسلم اذا عملت الخطيئة في الارض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها - 00:31:04ضَ

كان كمن شهدها وعن حذيفة بن اليمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فاي قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء. واي قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب ابيض مثل الصفا - 00:31:28ضَ

لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مربادا كالكوز مجخية لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه والاحاديث في هذا المعنى وشبهه من وجوب النصح للامة ائمتها وعامتها ولكل مسلم لا لا تكاد تنحصر فهو معنى - 00:31:52ضَ

استقرائي قطعي اذ يشكل قوة معنوية متواترة وكلية في اعلى مراتب الكليات والقارئ لهذه النصوص يجد ان من بينها ما يفيد ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي. من مثل ما يستفاد من قوله تعالى - 00:32:16ضَ

ولتكن منكم امة. الاية وقوله صلى الله عليه وسلم ان من امتي قوما. الحديث وهو معنى صحيح لكن القول بالعموم ايضا صحيح. اعني عينية الوجوب على كل مكلف. وانما ذلك على حسب وضع الزمان - 00:32:36ضَ

كما سنفصل بحول الله. ولذلك وردت صيغ اخرى تقتضي العموم بمثل قوله السابق ما من قوم يعمل فيهم الحديث وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ان الناس اذا رأوا المنكر ولا يغيرونه. الحديث - 00:32:54ضَ

وكذا قوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا الحديث كلها صيغ دالة على العموم. بل ان اغلب ما ورد في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انما هو صيغ عموم دالة - 00:33:14ضَ

على الزام سائر المكلفين به. ويتبين ذلك عند تحقيق المناط كما ذكرت وبيانه كما يلي ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره عملا اصلاحيا وجهاديا لا يمكن ان يكون له وضع تشريعي قار باعتبار - 00:33:30ضَ

لان الفساد يزيد وينقص في الامة من جيل الى جيل ومما كان الى اخر. ومن هنا كان واجبا كفائيا اعتبار وواجب العين باعتبار اخر تماما كحكم الجهاد في سبيل الله. وهذا انما هو فرع منه. اعني ان الجهاد في سبيل الله صورة جزئية من كلي الامر - 00:33:50ضَ

بالمعروف والنهي عن المنكر. ولذلك كان حكمهما واحدا من خلال النصوص السالفة يتضح ان وجوب التغيير متعلق بشرط هو رؤية المنكر. من رأى منكم منكرا اي حضره شهده كما في بعض الروايات المذكورة كان كمن شهدها الحديث اي حضرها. فالكفائية هنا متصورة عندما يكون حصول المنكر - 00:34:12ضَ

جزئيا في المجتمع فكان من رأى هذه تدل على ان المنكر انما هو ذلك الواقع بالجزء اي في مكان ما وحال ما فمن شهد ذلك المنكر حينئذ يكون هو الذي يتعلق الوجوب بذمته. باعتباره ينوب فيه عن الامة الغائبة عنه - 00:34:38ضَ

وهذا فهم سليم. لكن لا يتحقق مناطه الا في مجتمع اسلامي صالح على الاجمال. حيث الفساد لا يقع الا بصورة جزئية اما وان الحال في مجتمعاتنا هذه غير الحال في السابق حيث ان المنكر صار من عموم البلوى فلا احد باستطاعته - 00:34:59ضَ

الزعم انه لا يشهد منكرا ما في كل دقيقة بل ثانية. يحدث في هذا المكان او ذاك. خاصة اذا اضفنا الى الى معنى شهود المنكر ما ورد في الحديث المذكور اذا عملت الخطيئة في الارض كان كمن شهدها فكرهها كمن غاب عنها ومن - 00:35:21ضَ

عنها فرضيها كان كمن شهدها تحقق مناط هذا على واقع تحكمه وسائل الاعلام الفضائية ليل نهار. ويحاصره غول الفجور من كل مكان. وعلى كل الاصعدة والمستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الى اخره - 00:35:41ضَ

ولذلك كنت اقول لكثير من الاخوة عند ذكر الحديث من رأى منكم منكرا المنكر يرانا امعانا في تأكيد الواقع المتردي الرهيب الذي وصلت اليه الامة من فشو المنكر الى درجة انقلابه الى معروف. والعكس صحيح - 00:36:02ضَ

ومن هنا اصبح واجب تغيير المنكر المتوقف على شرط من متعلقا بعموم كل مكلف على سبيل الاستغراق والشمول. لصدق فعلا على جميع المكلفين في هذا الزمان. كل حسب وسعه والاحاديث السالفة وغيرها اذا نظرت اليها مجتمعة افادت هذا المعنى لما تتضمنه من تهويل وتعظيم لهذه - 00:36:21ضَ

في الدين وما صاحب ذلك من الوعد والوعيد العظيمين والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن ان الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم. ونحو ذلك مما لا حاجة الى اعادته وتكراره - 00:36:47ضَ

ووجوب تغيير المنكر اولى في عملية الاصلاح من الامر بالمعروف. ولذلك ورد فردا في كثير من الايات والاحاديث مما سبق ذكره. لان تغيير المنكر هو امر بالمعروف ضمنا. ثم لان القاعدة الاصولية قائمة على ان دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح - 00:37:08ضَ

حقيقة انهما عند التنزيل متلازمان. وانما قد يفرض تغيير المنكر بالذكر لما للمنكر من خطر. اذا فشى في مؤذن الى قتل الحاسة النقدية للافراد التي هي سر حماية التدين في الامة - 00:37:28ضَ

ومن هنا كان الوعيد شديدا كما رأيت في حق كل من تخلى عن واجب التغيير بما يستطيع من الوسائل الممكنة لديه ولابد من بعد هذا من بيان ان تغيير المنكر لا تدخله رخصة اسقاط ابدا. وانما الترخيص فيه يحصل في وسائله الممكنة. ولا - 00:37:46ضَ

تسقط حق الله فيه باطلاق. وقد يفهم العكس من حديث من رأى منكم منكرا. اذ درج بعضهم على تفسيره بان الواجب فيه توزع على حسب المناصب السياسية في المجتمع فجعل واجب التغيير باليد من نصيب السلطة التنفيذية اي الحكومة والتغيير باللسان - 00:38:06ضَ

من نصيب السلطة التشريعية اي البرلمان والتغيير بالقلب من نصيب العامة اي الشعب. محاولين الوصول الى ان المقصود به السكوت ولهذا السبب خاصة احببنا الوقوف مع هذا الحديث وقفة اطول من مجرد الاستشهاد على كلية تغيير المنكر - 00:38:26ضَ

ونورد ذلك بحول الله في سورة مسائل فقهية المسألة الاولى ان قوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا لفظ دال على العموم كما بينا انفا. وتخصيصه بغير موجب من - 00:38:47ضَ

موجبات التخصيص المشروعة عند الاصوليين تحكم فلا يزال على عمومه اذا حتى يرد دليل التخصيص بل هو خطاب للامة لكن طبعا على تفاوت في المسؤولية لا ينكر من حيث متعلق الوجوب - 00:39:05ضَ

وقد تبين ان ذلك شامل لكل الافراد في هذا الزمان. وان الكفائية فيه ظرفية. كما ان العينية كذلك وعموم البلوى بالمنكر يقتضي عموم البلوى بالحكم وهو الوجوب. وهو حال زماننا لا مراء. وقد تبين في المقدمة الثالثة ان درجة الفجور في - 00:39:21ضَ

امتي قد استوجبت في كثير من الاحوال تدخل السنة الكونية مما يؤذن بالخراب والعياذ بالله. فيكون تغيير المنكر بذلك من مستعجلات الشبيهة بالحالات الطبية الخطيرة فكل المسلمين اذا معنيون بهذا الحديث. وما في معناه مما سبق ذكره - 00:39:41ضَ

المسألة الثانية ان التغيير باليد هنا يقتضي امرين. الاول ان التغيير باليد لا يقصد به الجارحة اي العضو المعروف. وانما المقصود به كلي الفعل البشري اي كل طاقاته الفعلية الظاهرة والباطنة. او بمعنى اخر ان التغيير باليد معناه الانخراط - 00:40:03ضَ

الكلي في حركة تغيير المنكر فيكون مغيرا له بكل امكاناته المادية والبدنية والمالية واللسانية والعصبية ومواهبه الشعورية والفكرية الى غير ذلك مما اكتسبه او فطر عليه من من طاقات فهو لذلك شامل لكل ما ذكر بعد في الحديث من تغيير باللسان او القلب - 00:40:25ضَ

وليس التغيير باليد هو الفعل المبني على العنف كما قد يفهم من ظاهر الحديث. ودليلنا على هذا التفسير اللغة والسياق. اما اللغة فان من لفظ اليد يطلق في العربية ويراد به التأكيد. كما تقول في الشيء صنعته بيدي وانت تقصد بنفسي. وهو معنى دال على الكلية - 00:40:50ضَ

اين انخراط الكلي الفعل ولذلك عبروا باليمين لمثل ذلك. اما السياق فان استعمال اليد ها هنا جاء على سبيل الرمز فقط الى معنى الحركة دل عليه لفظ اللسان فان الفهم الحرفي السطحي للسان يحيل ان كان تغيير المنكر به. وهو امر واضح جلي - 00:41:10ضَ

وانما المقصود تغييره بالكلام. واللسان هنا رمز له. فكذلك كانت اليد رمزا للحركة. اذ قد يغير المرء المنكر برجله اذا اليه وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومي اتبعوا المرسلين - 00:41:33ضَ

فهو اذا وظف كل طاقاته وامكاناته فسعى الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويؤكد هذا المعنى ايضا ان التفسير الحرفي للحديث سيترك مجالات ووسائل اخرى مهمة في تغيير المنكر غير واردة باطلاق في العمل - 00:41:51ضَ

اصلاحي وقد علم ان الانبياء والمصلحين قد فعلوه بمثل التغيير بالحراسة والسهر ليلا والتغيير بالمال وكثر التغيير بشتى انواع مساعدتي البدنية او غير ذلك من الافعال الممكنة مما لا يدخل تحت المعنى الحرفي لليد او اللسان او القلب. فيكون ما صرنا اليه اذا - 00:42:10ضَ

هو الاصوب والمتسق مع ما قررناه في المقدمة الثالثة من كلية ان فشو المنكر سبب في دمار الامم والحضارات وما قررناه في هذه المقدمة من ان وجوبا للامر بالمعروف والنهي عن والنهي عن المنكر كلية في الدين - 00:42:30ضَ

يقتضي العينية في خصوص هذا الزمان. الامر الثاني ان التغيير باليد بالمعنى المذكور هو العزيمة في الاستجابة لفعل الامر للوجوب فليغيره. وان الانتقال منه الى غيره انما هو من قبيل الرخصة. والرخصة لا تصح الا بشروطها كما هو معلوم في - 00:42:49ضَ

وصول وهو تحقق العلة الموجبة للانتقال اليها من العزيمة والا ما صح التيمم بحضرة الماء مع انعدام استعماله. اذا ليس من اختيار المرء ان يغير بما شاء من وسائل اليد او اللسان او القلب على سبيل التشهي. لان الانتقال من - 00:43:09ضَ

وسيلة لاخرى مشروط بعدم الاستطاعة. فان لم يستطع وهو من قبيل قوله تعالى فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكين وذلك بعد تحقيق عدم الاستطاعة في تحرير رقبة اولا ثم في صيام شهرين متتابعين ثانيا فلا ينتقل من درجة الى - 00:43:29ضَ

اخرى الا بشرط تحقيق العجز الموجب لذلك الانتقال. وهو كلام سار في كل درجات تغيير المنكر من اليد الى اللسان الى القلب وتحقيق عدم الاستطاعة لا يتم الا بالتأكد الفعلي من ذلك. ولا يصح بالتوهم. ولذلك قال الفقهاء بالنسبة لعادم الماء للوضوء - 00:43:50ضَ

ينبغي طلب الماء فلا يكتفي بالظن انه غير موجود. فلا بد اذا من محاولة التغيير باليد بالانخراط الكلي في الدعوة حتى يثبت القدرة على الفعل او العجز فينتقل بعد ذلك الى الوسيلة التي تليها - 00:44:12ضَ

المسألة الثالثة ان الانتقال من التغيير باليد الى التغيير باللسان هو انتقال من الكل الى الجزء. لان العمل باللسان جزء من العمل باليد. بناء على كما فسرنا الكلية البشرية تتضمن من بين طاقاتها الطاقة الكلامية. ولذلك كان الامر بالتغيير باليد شاملا لكل الطاقات التي من - 00:44:32ضَ

طاقة الكلام او اللسان. فالمعنى اذا ان من لم يستطع توظيف كليته فليوظف جزئيته. ولا شك ان اهم تلك الجزئيات هي اللغة اي الكلام. وانما قامت هذه الرسالة على الكلام وهو النص القرآني والحديثي. فلذلك كان اللسان افضل ما يوظفه - 00:44:55ضَ

من لا يستطيع الانخراط الكلي في حركة تغيير المنكر. لانه الوسيلة الاكثر نجاعة من بين طاقات الفرد الجزئية فيدخل فيه الكلمة الناصحة والموعظة المؤثرة والفتوى الهادية والخطبة اللاهبة والنصيحة الحكيمة والمقالة المرشدة - 00:45:15ضَ

الى اخره من شتى دروب الكلام المسموع والمكتوب فكل ذلك من وظائف اللسان يتعين النوع منه على الناس كل حسب وامكاناته المسألة الرابعة ان التغيير بالقلب فعل من الافعال وليس سكوتا كما ذهب الى ذلك بعضهم وذلك لامرين. الاول طبيعة هذا - 00:45:36ضَ

الدين والثاني سياق اللغة فاما الاول فانه لا يجوز في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ان يقر امته على السكوت على المنكر. بمعنى السكون السلبي تجاهه. مهما ما كانت الظروف فلا بد من التغيير مهما كان ضئيلا وقد رأيت الايات والاحاديث مجمعة على هذا لما تتضمنه من وعيد - 00:46:01ضَ

شديد في حق تارك التغيير. مما فصلناه في المقدمتين الثالثة والرابعة بما فيه الكفاية واما الثاني فان لفظ التغيير فليغيره مفهوما بوضوح في قوله فان لم يستطع فبقلبه اي فليغيره بقلبه. وهذا - 00:46:24ضَ

تقدير مما لا يختلف فيه اثنان والتغيير كما تعلم حركة وليس سكوتا او سكونا بل انه نقل الشيء من حال الى حال ولا معنى للتغيير غير ذلك المقصود بالتغيير بالقلب اذا احداث تحول. الا ان الفرق بينه وبين سابقيه من التغيير باليد واللسان ان هذا تغيير - 00:46:41ضَ

قلبي اي ذاتي. وهذه اشارة مهمة منه صلى الله عليه وسلم الى طبيعة المنكر. تفيد ان المنكر ذو طبيعة متعدية فان لم تغيره غيرك ولا وجود لاحتمال وسط. اي لا منزلة بين المنزلتين. ولذلك فانه يستحيل عقد هدنة مع الشيطان. فكلما تقابل الحق مع الباطل - 00:47:05ضَ

في موطن وجب تدافعهما حتما. وذلك يقع اما بفعل الانسان الحركي او بفعله القولي او بفعله القلبي. ذلك انك حينما تعجز تماما عن استعمال الوسيلتين الاوليين فاعلم انك انت مهدد بان تكون ضحية المنكر وتقع تحت اغوائه وتأثيره - 00:47:29ضَ

ولذلك وجب اذا عجزت عن تغيير غيرك ان تقوم بتغيير ذاتك. لان رؤيتك للمنكر مع السكوت تؤدي الى به ولو بنسبة قليلة وهي مسألة نفسية مفادها ان التعود على رؤية الاشياء تطبع النفوس عليها فتألفها مع التكرار. وفي كل رؤية مع عدم - 00:47:49ضَ

تحدث في القلب اثرا قد لا يشعر به المرء منذ الوهلة الاولى لقلته وخفائه. لكن تواتر ذلك يؤدي في النهاية الى يصبح المنكر في الشعور النفسي امرا عاديا او طبيعيا. فاذا حصل ذلك دخل الخطر الى مرحلة اخرى وهي مرحلة - 00:48:13ضَ

وهو امر مشاهد محسوس في وقتنا هذا. اذ عليه تقوم نظرية الاعلانات الاشهارية. فالرسول صلى الله عليه وسلم انما كان ينبه بالتغيير بالقلب على خطورة التطبيع النفسي مع المنكر. فامر بالتغيير القلبي اي تحريك القلب - 00:48:33ضَ

اتجاه المواجهة الداخلية والمقاومة الذاتية للمنكر. تماما كما هو الجهاز المناعة الصحي القوي المتحرك في الجسم البشري مقاومة الجراثيم. فهو اذا حركة لكنها غير مرئية. وهذا ما تشهد به كثير من النصوص مما ذكرنا - 00:48:53ضَ

وقد سلف قوله صلى الله عليه وسلم اذا عملت الخطيئة في الارض كانت من شهدها فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها كان كمن شهدها. وهذا ظاهر بالاصطلاح الاصولي فيما نحن فيه. والنص باصطلاحهم دائما في ذلك هو قوله صلى الله عليه - 00:49:12ضَ

وسلم تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فاي قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب ابيض مثل الصفا لا تضره فتنة - 00:49:32ضَ

ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مربادا كالكوز لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه. فهذا تفسير قاطع لكل الاحتمالات البعيدة والتأويلات الفاسدة ومن هنا نخلص الى صحة الدعوة من ان امره صلى الله عليه وسلم بتغيير المنكر عام شامل لكل مكلف في نفسه. شهد منكرا او سمع به - 00:49:49ضَ

وقد رأيت بنص الحديث الصحيح ان من سمع كان كمن شهد في خصوص هذا السياق وهو بتحقيق مناطقه اليوم يكون واجبا عينيا متعلقا بذمة كل مكلف في ذاته تجاه نفسه والاخرين وجوبا لا تسقطه - 00:50:19ضَ

رخصة اسقاطا تاما. وانما تتباين مراتبه حسب مؤهلات الفرد وامكاناته. كما بيناه بما لا شبهة بعده تشوش عليه والحمد لله الفصل الثاني الفجور السياسي خيار الجبهة العلمانية الفرنكوفونية المبحث الاول الفجور السياسي - 00:50:36ضَ

دراسة في المفهوم الفجور السياسي ضميمة اصطلاحية اي مصطلح مركب من اسم وصفة. الفجور هو الفسق المشتهر. ولذلك فكل فجور من فسق وليس كل فسق فجورا. اذ لا يسمى الفاسق فاجرا الا اذا اعلن بفسقه واشهره في الناس. دل على ذلك الاصل اللغوي - 00:50:59ضَ

لمادة فجرة التي تدور على معاني التفجر والانفجار وكل ما يحدث دويا مهولا يسمعه كل الناس ولذلك يقال تفجر الماء بمعنى انفجر. اي تدفق بقوة محدثا صوتا وصخبا. قال تعالى وان من الحجارة - 00:51:21ضَ

كما يتفجر منه الانهار وقال سبحانه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وهو معنى كثير في القرآن الكريم ومنه سمي على سبيل المجاز الفجر فجرا لانه انفلاق قوي للنهار من الليل حتى كأنه انفجار يحدث بتدفق الاضواء وذلك لشهرته وشدة - 00:51:41ضَ

في ظهوره في صفة الليل السوداء. وهو المقصود في وصف المنافق في الحديث الصحيح انه اذا خاصم فجر اي رفع صوته بالصراخ والسب واللعن والزعق وليس المقصود المعنى الخلقي فحسب - 00:52:05ضَ

وهو الاصل في معنى الفاجر لانه الفاسق الذي يحدث بفعله شهرة وفضيحة. فلا يأبه لاحد بل يعتز بفجوره ويفخر به ويبالي. فالفجور في الحقيقة صفة لا تليق الا بالكفار بل باشدائهم. ولذلك قال سبحانه اولئك - 00:52:21ضَ

هم الكفرة الفجرة وقال على لسان نوح عليه السلام انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا. اما الفسق فلا عنه ان يكون مشتهرا بل يكون خطأ خفيا او حتى غير مقصود في بعض الاحيان. وقد وصف الله الذي نقل الخبر - 00:52:41ضَ

خطأ دون عمد بالفاسق في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا ومن بجهالة فتصبح على ما فعلتم نادمين وقد يكون بمعنى الخطأ الذي يحدث عن هاون بسبب الغفلة فيصح ان يقع فيه المؤمن. كما قال سبحانه وتعالى فلا رفث ولا - 00:53:04ضَ

فسوق ولا جدال في الحج كما انه قد يكون بمعنى الفجور كما في قوله تعالى واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق وعليها القول فدمرناها تدميرا ولذلك كان كل فاجر فاسقا دون العكس كما ذكرنا - 00:53:28ضَ

واما وصف السياسي فهو لتمييز ما كان من الفجور طبيعيا. اي يرجع الى الاستعداد النفسي الجبلي للشر والفساد ما تعدى ذلك الى ان يصبح ايديولوجية في المعترك السياسي. وهذا اخطر من الاول. لانه لا يقصد الى اشهار الفساد في - 00:53:51ضَ

فحسب ولكنه يرمي بذلك الى محاصرة قوى الخير فيه. والقضاء على حاسة النقد في الضمير الاجتماعي. تلك الحاسة التي يتأسس عليها واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فاذا هما فجوران لا فجور واحد. فاما الطبيعي فيدل عليه قوله - 00:54:11ضَ

عز وجل فالهمها فجورها وتقواها. فالفجور اذا ها هنا هو مجرد استعداد فطري في الانسان. وقابلية جبلية خلقية فيه لسلوك معين يمكن ان تنفجر اذا وجدت الظروف البيئية المناسبة. ولذلك يقول سبحانه بل - 00:54:31ضَ

يريد الانسان ليفجر امامه. يسأل ايان يوم القيامة وهو سؤال انكار وسخرية واستهزاء. لا سؤال بحث وتفكر وتدبر اما الفجور بمعناه السياسي فيشير اليه قوله تعالى قال نوح ربي انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله - 00:54:51ضَ

وبلده الا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواحا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد اضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين الا ضلالا. الى قوله وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين - 00:55:13ضَ

انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فهؤلاء اذا اتخذوا الفجور ايديولوجية للصد عن سبيل الله. فهم دعاة الى الضلال بقوة يحمونه ضد دعاة الصلاح. انهم مع صوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا ومكروا مكرا كبارا. وهم بعد ذلك اذا يحمون وضعهم الفاسد - 00:55:35ضَ

عبر الاجيال ايديولوجية لحماية الوضع الفاسد وضمان استمراره واتساع رقعته وتعميق جذوره في المجتمع الى درجة المسخ وهي حيث ينقلب المعروف منكرا والمنكر معروفا. فيطمئن الفاجر حينئذ الى استمرار مصالحه. تماما - 00:56:04ضَ

ما فعل فرعون بعد فارسل فرعون في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشرذمة قليلون. وانهم لنا لغائضون انا لجميع حاذرون. وهو يهدف بذلك الى نشر الدعاية ضد الصلاح والمصلحين. ليقتل الحاسة النقدية في المجتمع - 00:56:24ضَ

ليتفرد بالقرار الضال المضل. قال فرعون ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد. فالفرق بين الفجور الطبيعي والفجور السياسي اذا ان الاول استجابة للرغبة الذاتية الحيوانية للفساد بصورة مستهترة. وانجراف قوي مع - 00:56:44ضَ

داعي الهوى في تلبية الشهوات فلا يهمها في ذلك عزل العازلين ولا نصح الناصحين. واما الفجور السياسي فهو فلسفة للفجور. بممارسته ثقافة واخلاقا اولا ومدافعته جبهة الصلاح ثانيا من خلال ترسيخ فلسفة الانحلال في المجتمع وتشويه السلوك الصالح السليم - 00:57:04ضَ

وذلك باستغلال طاقة الفجور الطبيعي في النفس الانسانية ودعوتها الى التحدي المبحث الثاني الفجور السياسي كاستراتيجية لمكافحة المد الاسلامي اما في عصرنا هذا فقد اتخذ الفجور السياسي صورة اخص وهي التمكين للفساد الخلقي والدعاية له بوسائل شتى. متخصصة - 00:57:27ضَ

في جبهة واحدة رغم تعدد اصنافه واتجاهاته لتحقيق اهداف مهما بدت متعددة الا انها تؤول في النهاية الى مآل واحد وهدف وحيد. الا وهو محاصرة الصحوة الاسلامية. باعتبارها توجها سياسيا او ذات بعد سياسي - 00:57:52ضَ

من هنا سياسته اعني ان الفجور السياسية ربما لم يكن من مشروعه محاصرة التدين في المجتمع من حيث هو تدين على الاقل بالحجم الذي نراه لولا انه يصب في نهاية المطاف في المشروع الاسلامي الشامل الذي تتبناه الحركات الاسلامية والذي يعتبر البعد - 00:58:12ضَ

السياسي من اهم ابعاده الحضارية بناء على التصور الاسلامي الشامل للحياة والمجتمع. وبيان ذلك هو كما يلي ان الحركة الاسلامية بطبعها لا يمكن ان تنتعش في مجتمع فاجر مستهتر بالقيم غارق في شهواته الى درجة انه لا - 00:58:32ضَ

الخطاب الخلقي ولا اذن له لسماعه. ان عمل الحركة في مجتمع مثل هذا يعني الفشل الذريع. فلابد اولا من للسماع والتلقي قبل الاستجابة. ومن هنا كان اغراق المجتمع في الفساد الخلقي بشتى انواعه هدفا استراتيجيا - 00:58:52ضَ

واقول استراتيجيا لكل القوى المعادية للمد الاسلامي. لان الوصول بالرأي العام الى مستوى الرفض الاختياري لكل ما هو نظيف يعني نجاحة تلقيح المجتمع ضد الصلاح. وهو في النهاية مؤشر على انحصار الحركة الاسلامية في دائرة ضيقة جدا - 00:59:12ضَ

ان تتجاوزها ابدا وقد رأينا هذه الاستراتيجية مطبقة في بعض البلاد الاسلامية عربية وغير عربية. تحت ما اشتهرة باسم سياسة تجفيف منابع التطرف الديني. والحقيقة ان الذي تجفف منابعه انما هو التدين نفسه للتطرف. وانما هذه يافطة اشهارية - 00:59:32ضَ

فقط لتغطية العامل الفظيع القائم على القظاء التدريجي والممنهج على اصول التدين في المجتمع لسلخه عن هويته الحضارية وتكريس تبعيته للغرب الفرنكوفوني او الانجلو سكسوني واذا كانت بعض البلاد العربية والاسلامية قد اختارت مع الاسف الاسلوب الدموي المتخلف لقمع حركة التدين في المجتمع او الاسلوب - 00:59:54ضَ

القانونية العسكري فان بعضها قد اختار الاسلوب سوسيو سياسي الاجتماعي السياسي في صورة ما سميناه بالفجور السياسية للقضاء على حركة الوعي الاسلامي ولعل هذا الاسلوب الاخير اخطرها جميعا واكثرها فعالية في البلوغ الى هدفه باقل الخسائر. والمغرب مع الاسف واحد - 01:00:19ضَ

من البلاد الاسلامية التي قامت سياستها على هذا المنهج بل لعله من الرواد في هذا المجال لاعتماده على هذا الخيار السياسي بشكل يكاد يكون احاديا. والمراهنة عليه وحده تقريبا بصورة واضحة وعلنية. ولا يحتاج الباحث - 01:00:43ضَ

حيث ان يستدل عليها بدليل وان كنا سنورد من ذلك بحول الله ما يكفي ويزيد هذا المنهج خطورة عندما يسمح بهامش ضئيل من التدين للناس. وذلك ان هذا الهامش يكون بمثابة الجرثوم الضعيف - 01:01:03ضَ

في المستعمل في حقنة التلقيح. اذ يكفي لاغناء الانسان بكفاية نفسيته ضد التدين القوي والسليم. هذا وقد تواتر من صيحات مسؤولين في السلطات المغربية للصحافة الغربية في شأن التطرف الديني ان هذه الظاهرة لن يعرفها المغرب - 01:01:19ضَ

انما يستقرأ الدارس سائر التعليلات المقدمة في هذا الشأن يجد انها كلها ترجع الى امرين. الاول التذكير بهام في التدين المسموح به في المجتمع. واغلب الممارس منه يصنف في اطار التدين المنحرف من طرقية وعقائد خرافية - 01:01:39ضَ

لا علاقة لها بالدين الا من باب البدع المنكرة. ومن هنا التشجيع الرسمي لمواسم الاضرحة والطرق البدعية المبنية على الدجل والشعوذة مما يغتال العقل النقدي لدى المسلم. ويسلمه الى الانجراف وراء كرامات لا اصل لها في الدين القيم. وانما وظيفتها - 01:01:59ضَ

سياسية انها تؤدي دور المخدر للحاجة الفطرية في النفس الانسانية الى التدين. الثاني هو التصريح بكون المرأة تعتبر عائقا امام اي تطرف ديني. بمعنى ان موجة الانحلال الخلقي كفيلة بتقليص دائرة التدين في - 01:02:19ضَ

في فئة محدودة من الناس هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لابد من الاشارة ها هنا الى ان الرغبة في تدنيس المجتمع هي غاية سياسية لعدة منها ما هو حزبي ومنها ما هو ثقافي. فمهما اختلفت هذه الجهات او تعارضت مصالحها الجزئية فانها تؤول في النهاية - 01:02:39ضَ

الى مآل واحد وترجع الى جبهة واحدة هي العلمانية الفرنكوفونية لقد كانت الايديولوجية المركزية بشتى صورها الى عهد قريب هي العدو الاول للدين والتدين في المجتمعات الاسلامية. وكانت الاحزاب المركزية تقود حملة الفجور السياسي وترفع لوائه وتبوء باثمه. لكن مع تغير الاوضاع الدولية - 01:03:02ضَ

قول العالم الى الاحادية القطبية والهيمنة الليبرالية الامريكية تحولت المواجهة الى المجال الثقافي الحضاري او قل بتعبير ادق برز الجانب الثقافي الحضاري في المواجهة. وانكشفت الخلفيات الايديولوجية الحضارية للعيان. فلم تعد - 01:03:30ضَ

او الاشتراكية كايديولوجية سياسية قادرة على اقناع الشباب بالعمل السياسي. وفقدت بريقها الذي كان لها في الستينيات سبعينيات من القرن العشرين ومن هنا تبدو ازمة كثير من الاحزاب ذات التوجه الاشتراكي الصرف. الا ان ما لا يختلف عليه اثنان انها مهما تخلت عن قناعتكم - 01:03:50ضَ

كليا او جزئيا فانها حافظت على توجهها الثقافي الاستعماري. حسب نوع الثقافة الاستعمارية التي تربت في احضانها وما زالت جرائدها بشتى فصائلها الا قليلة الى حد الساعة بوقا صارخا بالفجور السياسي والدعوات الاباحية - 01:04:12ضَ

المقرفة والفتاوى الجنسية النتنة. والسعي الحثيث لتدنيس التراث الاسلامي الذي ما زال مستمرا على الاقل في اللاشعوب الشعبي سعيا منها طبعا لتجفيف مصادر الثروة البشرية التي تمد الحركة الاسلامية. هذا العدو الايديولوجي التاريخي - 01:04:32ضَ

لها وهي في هذا تلتقي مع التوجهات الرسمية من حيث وحدة الثقافة الاستعمارية والاستراتيجية السياسية المبحث الثالث مظاهر الفجور السياسي يصعب حصر مظاهر الفجور السياسي. ولكنا سنضرب لذلك امثلة من خلال نماذج نختارها من كل صنف. وسيكفي - 01:04:52ضَ

جزئياتها للخروج بدليل كلي قطعي في افادة هذه الحقيقة المؤسفة التي تدين الواقع السياسي المغربي من مسألة الاخلاقية بما فيه الكفاية والزيادة اولا على المستوى التعليمي والثقافي لعل اهم ما يمكن رصده في المجالين التعليمي والثقافي هو السيطرة الفرنكوفونية على الوضع مطلقا. فالتعليم لم يستطع التخلص من - 01:05:18ضَ

عقدة اللغة الفرنسية. وانه من العار ان تكون هذه اللغة المتخلفة لا تزال تتحكم في رقاب التلاميذ منذ عهود الى يومنا هذا خاصة وانه لم يبق اي مبرر لتدريسها في الابتدائيات والاعداديات والثانويات بل دور الحضانة - 01:05:46ضَ

وقد اصبحت هذه اللغة المتخلفة حقا في ركام الماضي. وها اهلها اليوم عالة على الكلمات والمصطلحات الانجليزية ولست ها هنا مفضلا لهذه على تلك وانما اجزم انه من الخطر التربوي والنفسي على الطفل ان تحشى ذاكرته باي لغة غير لغته الاصلية التي - 01:06:06ضَ

تحمل هويته الثقافية والدينية في مرحلة الطفولة حتى يبلغ سن الرشد القانوني فيتفرغ بعد ذلك لتعلم ما شاء بعدما يكون قد اتقن لغته استعمالا واستلهاما وابداعا. والا كانت المصيبة التي نراها اليوم هؤلاء المهزومون الذين لا يفكرون - 01:06:29ضَ

الا من خلال لغة اخرى. ولا يعدون اشياءهم الا بها. وانه من العار ان تكون دولة اخرى مثل فرنسا. تدرس الادب عربي لطلبتها ولابنائنا نحن ولكن من خلال اللغة الفرنسية. انظروا انهم ينطقون العربية بلغتهم. اما هؤلاء - 01:06:49ضَ

المهزومون فانهم مصرون على تقليد ماما فرنسا في غائها الى درجة الثمالة فهل تخلفت الدول العربية التي تدرس اللغات الاجنبية بواسطة اللغة العربية؟ طبعا لا. بل ان ابناءها من ارفع المثقفين على - 01:07:09ضَ

على الصعيد العالمي وما مصر عنا ببعيد؟ ان مناهج التعليم المزدوجة هذه هي التي خلفت طبقة المثقفين المنحرف والادباء الاباحيين فلا تقرأ من الشعر والرواية الا ما يمجد السقوط. ويكشف العورات حتى اصبح الجسد لغة في حد ذاته. لا يكاد يخلو - 01:07:27ضَ

ابداع شعري او سردي الا ترى هذا السباق المحموم نحو التعري بين المسمين مبدعين فبقدر جرأتك على المحرمات والمقدسات والتعري بقدر فيما تكون من العظماء والمجددين. بل ان مصطلح التجريب في هذا المجال لا يكاد يخرج عن هذا السباق الوقح. اما العالمية - 01:07:49ضَ

فهي بين احد امرين اما ان تكتب بالفرنسية واما ان يقيض الله لك من يترجم لك الى الفرنسية حتى اذا اطلع السادت الفرنسي على مقدار ما كشفت من مخبوء نلت حينئذ من الاطراء النقدي ما يكفي لرفع مستواك الى صف العالمية. طبعا من خلال دائرة - 01:08:12ضَ

الفرنكوفونية ان الادب الفرنسي الذي يكتبه هؤلاء ادب خائن. بالمعنى الوطني والحضاري للكلمة. انه يكشف لهم عوراتنا او في احسن الاحوال وليقدمون لهم كمادة سياحية غرائبية. ارضاء شهوة الفرنسي المستعلية. ان اللغة الفرنسية يا سادتي - 01:08:32ضَ

ليست لغة وكفى. انها ثقافة بل انها نوع خاص من الثقافة. انها ثقافة العهارة. من منكم قرأ امي او قرأ العشيق لمارغاريد دوغاس بل سائر روايتها. اوما منكم قرأ ما يكتبه التشيكي المتفرنس ميلان كونديرا. وهلم جرا ان الادب الفرنسي هو في عمومه - 01:08:54ضَ

ادب العري وادب العهارة. بل انه ادب متخصص جدا فيها. فما اعظم اثره اذا كمادة صالحة للفجور السياسي ان المثقف المفرنس يعاني من وطأ الكلمات الفرنسية العارية التي تدعوه الى ربط كل شيء في الحياة بالجنس. وانه لا يستطيع - 01:09:18ضَ

التخلص من ذلك ولو اخلص النية الا بعد مكابدة وعذاب شديدين. هؤلاء اذا هم طبقة الفرنكوفونيين ببلادهم حصار طبيعي للتدين والمتدينين. يحمون فريقهم من الانفلات الى صف الطهر. فان يهدي الله منهم احدا يكن مرمى - 01:09:38ضَ

كن صالحا لكل انواع الشتائم والتهم بالتخلف والخرافية. وكأن التقدم ليس الا في التعري. وما ارى هؤلاء الا انهم ينطبق عليهم قول الله عز وجل على لسان قوم لوط فما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوا ال لوط من قبل - 01:09:58ضَ

قريتكم انهم اناس يتطهرون اذ اصبح التطهر تهمة كذا في كتاب الله وكذا في عرف هؤلاء. ونظرة واحدة في جرائدهم ومجلاتهم اعزك الله تكفيك صحيح ان هناك مثقفين لا علاقة لهم بالفرانكوفونية يتسابقون نحو هاوية الفجور ويتبارون في ابداء العورات ولكني ازعم - 01:10:18ضَ

وانهم مشمولون بالظلال الفرنسية النتنة. ولو لم يكونوا من اهل الاتقان للغة الفرنسية. لان الفرنسية في المغرب كما ليست لغة وكفى. ولكنها طريقة حياة. انها موضة الهرولة الثقافية بالمغرب المسلم. ان المشكلة الثقافية - 01:10:44ضَ

فان ما يكمن في هذا الانبطاح المخزي لكل ما هو فرنسي. وها هي ذي الجهات الفرنكوفونية ما تزال احرص ما تكون على تمجيد المنتوج الثقافي الفرنكوفوني وها هي المراكز الثقافية الفرنسية ما تزال تتزعم حركة الافساد الخلقي في - 01:11:04ضَ

ما تعرضه من افلام ومسارح ومعارض تشكيلية الى اخره. وان هذا لمن اهم العقبات التي تواجه حركة التحرر التطهر الحضاريين من الهيمنة الغربية الفاجرة التي تعتبر المصدر الاساس للفجور السياسي ببلادنا - 01:11:24ضَ

مظاهر الفجور السياسي ثانيا على المستوى الاعلامي اما الاعلام فقد قطع اشواطا بعيدة في الجرأة على كشف العورات وعرض المحرمات ولن نتحدث ها هنا عن الاعلام الدولي الفضائي وما يمتاز به من حرية مخزية في الانتشار في ربوع الوطن. وانما يكفي ان - 01:11:44ضَ

الى ما نملك كما عاربة توجيهه لو حسنت النيات. الا وهو الاعلام الوطني ان كان هناك حقا اعلام وطني. اما القناة الثانية فاني لا اشك لحظة واحدة في عمالتها لفرنسا. لغة وصورة وثقافة وحياء. وما ارى القناة الاولى الا - 01:12:05ضَ

ينافسها في هذا وترجو اللحاق بها. ان لم تكن قد لحقتها بالفعل في عرض المنتوج الفرنسي او المفرنس. مما يكفي لتشويه الفطرة المغربية السليمة في ظرف قياسي ولقد صارت مشاهدة التلفزيون المغربي بقناته وسط العائلة من المحرجات والمخزيات لمن ما زال يحتفظ بحبة خردل من حياء - 01:12:25ضَ

وبغض النظر عما ترسخه الصورة العارية والكلمة العارية في النفس من انحراف داخل الاسرة المستسلمة للمخدر الاعلامي فان الخطر الاكبر يكون في خرم مفاهيم الحياء وكرامة الاعراض مما يهيئ الاب لقبول اي سقوط خلقي - 01:12:50ضَ

يراه في زوجته او ابنته او ابنه من باب اولى. وذلك هو الطريق المعبد لضياع مفهوم الاسرة بمعناه الاسلامي وانه لعمري من افظع ما يمكن ان يقع لهذه الامة في دينها. اليست الاسرة هي المحضن الاساس للتدين في المجتمع - 01:13:10ضَ

لا اثر يغلب اثرها ولا توجيه ينسخ تربيتها الا عرضا. فاذا كانت هي مصدر الفجور ومكان تفريخه فعلى الامة السلام ولن تعالج حينئذ الا بسنة الله القدرية. مما اصل في المقدمة الثالثة ان اكبر خراب يهدد الاسرة بالضياع - 01:13:30ضَ

دعوى الاعلام المرئي ثالثا على المستوى الفني وهو لاحق بالاول لما للفن من ارتباط بوسائل الاعلام المرئية. ولما تلعبه هذه من دور في اشهاره. ولولاها لما كان له يذكر في المجتمع. ونخص بالذكر ها هنا ثلاثة اصناف. الفيلم والمسرحية والاغنية. ذلك ان الفساد الذي طرأ على هذه الاصناف - 01:13:50ضَ

ثلاثة لم يطرأ على اي صنف من اصناف الفنون. اللهم اذا اعتبرنا ان عرض الازياء او بالاحرى عرض الاجساد فنا. فتلك هي الدعارة عينها ولما لا فقد صار يحسب على الفن ليوم دروب شتى من العفن والوان اخرى من السقوط مما يصعب على قلم - 01:14:15ضَ

تسطيره لك ايها القارئ الفاضل في هذه الصفحات ان السينما قد تطورت من حيث الانتاج والاستهلاك معها. سواء ما يعرض منها في دور السينما او ما يعرض على جهاز التلفزيون - 01:14:35ضَ

وتطورها بالطبع انما هو نحو الاسوأ. اني ما زلت اذكر جيدا ان دور السينما في السبعينيات كانت تتداول اصنافا ثلاثة من الافلام الفيلم الامريكي الرعوي الكاوبوي وهو عبارة عن استعراض القوة الامريكية على الطريقة القديمة قبل ظهور رامبو والفيلم الهندي - 01:14:50ضَ

وهو عبارة عن حكايا الحب وقضايا الصراع الاجتماعي في المجتمع الهندي. ثم افلام الكاراتيه ونحوها من الرياضات. واغلب ما فيها عروض لفنون القتال الرياضي. وكانت ساعتها افلام بروسلي هي التي تملأ السوق. هذا هو الغالب. نعم كانت بعض الدول تكاد تكون متخصصة - 01:15:10ضَ

في افلام الجنس لكنها كانت قليلة وكان الداخلون اليها يتسترون كما كانت هي نفسها تعرض ملصقاتها في الشارع على استحياء حيث تغطى الصورة العارية بورق ابيض لستر ما ستفضحه الشاشة الكبيرة - 01:15:30ضَ

وهكذا مرت السنوات حتى جاء عهد التسعينيات. فصارت اغلب دور السينما ان لم نقل جميعها متخصصة في افلام الجنس والدعارة وتعرض علينا ملصقاتها صباح مساء عارية فاضحة مقرفة. هذا في بلد فيه شيء اسمه المركز السينمائي المغربي - 01:15:47ضَ

يفترض فيه ان يشرف على ما يعرض على ابناء المسلمين. اما المسرحية وخاصة ما تعرضه التلفزة المغربية. فهو في غالبه ساقط من الناحية الفنية المحضة نصا واخراجا. اما من حيث المادة فلا يكاد يدور الا على فضائح المصريين او بالاحرى ما يراد - 01:16:07ضَ

له ان يكون فضائح المصريين. والذين رأوا الشارع المصري يعرفون انه اطهر بكثير مما تصوره مسرحياته وافلامه. فهذه الادوات لا تخرج في نهاية المطاف عن رغبة سياسية لتفسيق كل الشارع العربي. فهم يصورون ما يتمنونه ان يكون لا ما هو كائن - 01:16:27ضَ

انه ينضر جدا ان تجد من بين المسرحيات التي تقدمها تلفزتنا سواء منها ما هو محلي او مستورد عرضا لا يخدش الحقيقة مما زال فيه باقية من حياء اما الاغنية فقد هبطت الى الدرك الاسفل من كل ذلك. وذلك من ناحيتين. الاولى ليس فساد المضمون فحسب ولكن انعدامه. انما - 01:16:47ضَ

ينتجه الحناجر المغربية اليوم انما هو في غالبه ضرب من الهستيريا التي لا تعبر عن شيء الا ما يمكن ان نطلق عليه اللا معنى ما معنى هذا؟ مفهوم سياسي بالدرجة الاولى - 01:17:10ضَ

انه الرغبة السياسية في خلق جيل لا معنى له. جيل لا يفهم شيئا ولا يسأل عن شيء. وان المعنى مهما فسد فيمكن ان حسن يوما ما ان اللا معنى فهو العبث او الموت الذي لا حياة بعده. الا تسمع الى ما تدوي به الاشرطة في كل مكان من هذا - 01:17:25ضَ

يسمى الراي صراخ غارق في ضجيج لا يمكن ابدا ان يصنف ضمن مجال الغناء وللموسيقى. لا احسب هذا الا حالة مرضية يجب ان حالة على طبيب الامراض النفسية بكل تأكيد. وثمة دروب اخرى من هذا الانهيار الفني نحو ما صار يملأ الدنيا الان من هذا الغناء المصور - 01:17:45ضَ

او الالبومات التي تملأ الشاشة الصغيرة اليوم مادتها الاولى الكلمات الساقطة والعروض المصورة لاجساد تدعو برقصات وعريها الى العهارة جهارا. فاي غناء هذا واي فن ان لم يكن جدولا ملوثا يصب في بركة الفجور السياسي - 01:18:05ضَ

مظاهر الفجور السياسي. رابعا على المستوى الاجتماعي ونخص بالذكر ايضا ها هنا ثلاث اشكالات. المرأة والاسرة والشارع فاما المرأة فهي المحور الاول والاساس الذي يقوم عليه المشروع التفسيقي السياسي بكل اتجاهاته. وفي هذه القضية بالضبط - 01:18:25ضَ

تلتقي هذه الاتجاهات كلها مع المشروع الصهيوني انما سمي مغالطة بحرية المرأة. لم يكن القصد منه كما تدل عليه دلائل الواقع الممارسة عند هؤلاء. وكذا تنظيراتهم وتصريحاتهم الا اعتقال المرأة في حدود جسدها. ان المرأة في النظرية الليبرالية ليست الا متعة مطلقة من اي قيد - 01:18:45ضَ

انها مشاع جنسي. واحسب ان الشيوعية لم تلتقي بالرأسمالية كنظرية اجتماعية كما التقت معها في قضية المرأة هذه هي الحرية التي ينادون بها. ما اعطت غير امرأة لا تتجاوز حدود الديكور او الموديل الجسدي في الادارات والمؤسسات - 01:19:10ضَ

العليا والدنيا لماذا يحرص كل مدير او رئيس ان تكون له كاذبة ذات الوان واغصان لا كاتبا عاملا جاد ليس ذلك تقليدا للرجل الغربي الذي لا يمارس عمله وحياته ونشاطه كله الا من خلال المحركات الجنسية - 01:19:31ضَ

انه لا يشتري شيئا حتى يعرض عليه عرض الجنسية. حتى موسى الحلاقة يجب ان يصور له في صورة امرأة عارية. حتى السيارات حسب ما نبهني احد الظرفاء صارت تصمم كثير منها في هيئات ذات ارداف وخواصر. اي حرية للمرأة هذه؟ اليس هذا - 01:19:51ضَ

لا رجوعا الى عهود الغواني والقيان والاسترقاق دعاة الحرية هؤلاء الكذبة الفجرة هم اول المستغلين لقضية حرية المرأة في الاتجاه غير الصحيح وانها بعد ذلك لاداة واي اداة لتفسيق المجتمع. ولقد اجمع على ذلك المثقفون المنظرون والسياسيون الممارسون - 01:20:11ضَ

فان قياس التطرف الديني في بلد ما صار يقاس بمدى حرية المرأة في ذلك البلد. وما تصريحات المسؤولين عنا ببعيد واما الاسرة فقد سبق عنها كلام في سياق الحديث عن الاعلام. ولكن يكفي ان اشيرها هنا الى ان الاسرة هي المحضن الوحيد للتدين - 01:20:35ضَ

عندما تفسد كل المحاضن الاجتماعية او تستحيل بفعل بفعل استعماري او طغيان علماني او اي سبب من الاسباب ان الاسرة هي المقر الامين الواحد لاستمرار التدين في الناس. ومن هنا كان هدمها هدم اخر معاقل الدين في المجتمع - 01:20:56ضَ

انظر اي خطر تحتوي عليه دعوة تغيير مدونة الاحوال الشخصية. ان المسألة ليست في الطلاق بيد من يكون. ولا في النفقة كيف يجب ان تفرض ولا في القوامة متى تبدأ واين تنتهي. ولا العدل بين الزوجين كيف يطبق. كل ذلك انما هو اعراض للقضية. وليس جوهرا فيها - 01:21:17ضَ

لان الاجتهاد الشرعي قمين بمراجعة كل ذلك. ان لم يكن من حيث الحكم فمن حيث تحقيق المناط. لو حسنت النيات لتحقيق السعر المناسب لناسنا وزماننا من خلال نبذ كل ما لم يعد صالحا من الاجتهادات السالفة وتجديد مفاهيم التحقيق والتنزيل للاسرة - 01:21:37ضَ

ان الجبهة العلمانية اذ ترفع شعارات مثل هذه واكثر انما تعمل على هدم المحضن الوحيد الاكثر فعالية والاكثر وامنع للتدين في المجتمع. ان الاسرة مؤسسة اجتماعية ممتازة. اهم ما فيها طبيعة العلاقات بين الزوجين من ناحية - 01:21:57ضَ

من الاباء والابناء من ناحية اخرى اصولا وفروعا. حيث تلعب القدوة دورا لا شعوريا هاما جدا. في استمرار السلوك الاصيل بالفعل او بالقوة من معنى الفلسفي للكلمتين وما كان بالقوة فانه لا بد يوما ان يخرج الى الفعل. وذلك هو معتمد الاصلاح الديني - 01:22:17ضَ

اذ هو ذلك المارد النائم الذي يوقظه الداعية في ذاكرة الفرد ووجدانه. فاذا به يتحول بصورة كاملة ومفاجئة الظاهر من نمط للحياة الى نمط اخر. ومن فلسفة اجتماعية الى فلسفة اخرى. هي الاصدق تعبيرا عن حقيقته. لانها تمثل - 01:22:37ضَ

المطمور بفعل التشويش الحضاري المدافع للامة في صورة الجبهة العلمانية ان الاسرة اذا هي حصن الحركة الاسلامية الممتاز. الذي اذا انهدم لا قدر الله فلا انتظار بعده الا لما اصلناه في المقدمة - 01:22:57ضَ

الثالثة ان اخطر ما تفقده الاسرة كمفهوم هو تلك العلاقات المتحدث عنها. طبيعة الزوجية القائمة على قداسة شرعية خاصة قال سبحانه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. وقال عز وجل هن لباس لكم - 01:23:14ضَ

انتم لباس لهن الى غير ذلك من الايات التي تنص على معنى الخصوصيات النفسية التي تصل الى الارتفاع بالعلاقات الزوجية الى ما فوق مستوى الاخوة الى ما يشبه حال الاتحاد النفسي والتمازج الوجداني العجيب. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من - 01:23:35ضَ

نفس واحدة وخلق منها زوجها فهما شيء واحد اذا روحا ونفسا ووجدانا. وعن هذا المحضن الجميل تتوزع فروع الابناء والاحفاد ليكونوا اشد اخلاصا لتلك الرابطة المقدسة التي انتجتهم اجمعين. فاذا مفاهيم الجمال - 01:23:55ضَ

تتوارد في علاقات جديدة مشجرة تشجيرا بديعا مثل بر الوالدين والحب لهما والطاعة المبنية على استشعار التعبد لله ولو بصورة غير ارادية ولا ظاهرة في بعض الاحيان. وكذا الخدمة له مع مدى الحياة. الى غير ذلك من مفاهيم افتقدها الغرب اليوم. ولم يجد لها الا - 01:24:16ضَ

ابو الضاد في بيئته بسبب ما لحق الاسرة هناك من دمار. حتى كتب احد الفرنسيين كتابا عنوانه كيف تتخلص من والديك لقد عثرت على هذا العنوان بالفرنسية في احدى المكتبات التابعة لمركز ثقافي فرنسي - 01:24:39ضَ

ما شككت ان يكون على ظاهره حتى استخرجته لاتأكد بانه في تمام ظاهر الموضوع بكل وقاحة دون مجاز ولا استعارة. التخلص بنا الوالدين اذا صار عندهم علما وفنا تؤلف فيه الكتب - 01:24:56ضَ

ان الاسرة في الاسلام كما قلت قبل شجرة خضراء من العلاقات الروحية الطاهرة. ماؤها الذي لا ينضب ابدا هو الحياء سيد المفاهيم الاخلاقية ان الاسرة الاسلامية هي اليوم اشبه بالغزال الذي يعيش في محمية محفوظة بسياج الحياء. ذلك النسق الخلقي البديع السابق - 01:25:11ضَ

منظومتها اصولا وفروعا. فاي دمار يصيب هذه اللوحة الفنية الجميلة باحالتها على مزبلة التحقيقات المادية الرخيصة مناورات الجنسية الهابطة واما الشارع فهو في الحقيقة افراز الفساد فيما سبق من عناصر تعليمية وثقافية وفنية واعلامية واجتماعية - 01:25:35ضَ

انه صالة العرض الدائمة لكل ما ذكر وغيره. ولذلك فان اشاعة الفاحشة فيه مقصد سياسي لتكريس منتجات مؤسسات الفجور دور المؤسسي من ناحية ولتعويض العين الاجتماعية على مظاهره المقرفة حتى تصبح من المألوف اليومي. فلا تستنكره بعد ذلك فعليا ثم في مرحلة - 01:25:59ضَ

شعوريا وهو معنى التطبيع النفسي مع المنكر ان الناظر في كبريات مظاهر المنكر في الشارع كمفهوم اجتماعي نجدها منحصرة في الامور التالية. وما سواها يمكن رده اليها وهي الموضة والخدمية واللغة والخمارة - 01:26:21ضَ

والنوادي الليلية فاما ما يسمى بالموضة فهو سلوك نفسي يدل على حضور عقدة النقص. في الشعور او اللاشعور الفردي والجماعي تجاه الاخر لذلك تمارس كوسيلة للتعبير عن المماثلة او المواكبة للاخر المتقدم او المتحضر - 01:26:41ضَ

وبما انها اسلوب شكلي محض اي ليس مواكبة حقيقية فانها لا توجد غالبا الا في صفوف النساء او المراهقين من الذكور والاناث مطلقا او بالذين يعانون من تأخر سن المراهقة من الكهول - 01:27:03ضَ

ان النفسية الصارخ بالموضة في شكله نفسية منهزمة. فارغة من اي بديل حضاري يملأ الوجدان ويعمرها بالذات المستقلة. انها نفسية فقدان الثقة في المؤسسات الاجتماعية كالاسرة والمدرسة وكل البنيات الاجتماعية التي تربط الفرد بذاته بصورة او باخرى - 01:27:17ضَ

ومن هنا حالة الهم والتوهم وانفصام الشخصية الذي يعاني منه هؤلاء لذلك فان الشخصية الاجتماعية الهامة والحيوية تكون مطية ذليلة بتمرير كل اشكال الموضات المدسوسة على الامة والمدمرة للاخلاق والحياء العام. سواء تعلقت بشكل اللباس لدى الجنسين او طريقة حلق الشعر وتسريحه او طريقة - 01:27:38ضَ

المشي واللعب في الشوارع او اي شيء اخر الا انه مما لا شك فيه ان اللباس المتعلق بالمرأة هو ام البلايا في ابداعات الموضة المفروضة على اصالة هذه الامة واذواقها - 01:28:04ضَ

وكفى به فجورا مدمرا لكل ما بقي من الحياء الاجتماعي واما الخدمية فهي الارتباط الجنسي بين اثنين او اكثر على غير اساس شرعي قال عز وجل عن النساء محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان - 01:28:18ضَ

وقال عز وجل عن الرجال محصنين غير مسافحين ولا متخذي اخدان وهذه الظاهرة الغربية قد تفشت في المجتمع المغربي مع الاسف بشكل رهيب. سواء على مستوى العزاب او الازواج. انه الدمار - 01:28:38ضَ

والخراب الذي ليس بعده خراب. عندما تموت مفاهيم الرجولة والعفة والكرامة والغيرة. ويحل محلها جميعا مفهوم واحد هو الديوثية الاجتماعية واعني بها فقدان الحس بالغيرة على محارم الله. ليس على مستوى الازواج والبنات او الاخوات فهذه هي الديوثية الفردية. ولكن - 01:28:56ضَ

على مستوى المجتمع كله نعم ان هذه من تلك. ولكن عندما تصبح الظاهرة صورة مألوفة في الشارع فتلك هي قمة الديوثية. اذ وصلت الى صباح الادنى من الدركات السفلى. حيث صارت اعلانات واشهارات بعدما كانت سرقات - 01:29:19ضَ

وصار الفرد لا يتأذى من رؤية امه او زوجته او اخته او بنته تسير في استهتار لكل القيم مع ابناء الافاعي الى وكيف يتأذى من ذلك؟ وهو عينه الذي يقودها بكل بلادة وصفاقة. الى الشاطئ كل صيف لتتعرى امام - 01:29:40ضَ

وعيون كل الناس كاملة تحت الشمس واذ لم يعد احد من الناس يرى في ذلك منكرا فهذه العمري هي الديوثية الاجتماعية. وانها لنذير خطير من النذر المقصود في قوله تعالى - 01:30:00ضَ

واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ان الخدمية نتيجة طبيعية لما تبثه وسائل الاعلام واصناف الفنون المنتشرة ودور السينما والثقافة الفرنكوفونية من - 01:30:17ضَ

والتضليل وقتل للحاسة النقدية في المجتمع ومن الظواهر الاخرى في الشارع اللغة الفاجرة. والمقصود بها العبارات العارية الفاضحة. اي الكلمات الجارية في استعمال كثير من الناس مما لا تطيق الاذن سماعه. وهو ما يمكن التعبير عنه معجم العورة. فهذه ظاهرة شارعية اخرى قد استفحلت - 01:30:37ضَ

ولم تعد مقتصرة على صنف المراهقين فقط بل صرت تواجهها لدى الكثير من الكهول ايضا نساء ورجال ان هذا القاموس المنحط يساهم بصورة كبيرة في محاربة الحياء العام. ومسح اثر الدين في الناس الى درجة ان يصبح الخطاب الديني - 01:31:02ضَ

شيئا غريبا في المجتمع لا يبدأ الا لينتظر متى ينتهي. وما عساه الذوق الذي تربى على القاذورات ان يجد في الخطاب الى الملل والسآمة. اضف الى ذلك قاموس الكفر الصراح. القائم على سب الرب والدين. خلال المشاجرات العامة بين - 01:31:23ضَ

لمين في الشوارع الراقية والشعبية على السواء على ملء اسماء المسلمين ومن تلك الظواهر ايضا شيوع الخمارات على ارصفة الشوارع باغلب المدن المغربية. وقد يحدث ان يقصد المسافر الى المدن المغربية - 01:31:43ضَ

ركنا هادئا يرتاح فيه فلا يجد الا خمارة او مرقصة. وقد بلغ الفجور باصحاب الخمارات ان لم تعد تغلق ابوابها على روادها كما كان يحصل في زمن سابق ولكنها اليوم مشرعة الابواب على الشعب كله لايلافه كذلك كرها حتى يرضى. بل ان - 01:32:00ضَ

انهم يشربون على الارصفة في فضاء الله الفسيح. ناهيك عن الاشهارات الملونة التي توزعها المؤسسات التجارية الكبرى على نحو ما تفعله اسواق الجملة الجديدة المتمركزة بضواحي المدن الكبرى ولا شك ان الخمر من المدمرات للدين والتدين في الامة. بل انها من اهم العوامل التي تثني التائب عن توبته. وربما بقي كذلك الى الابد - 01:32:20ضَ

ولهذا فان السلطات المغربية مصرة ايما اصرار على مواصلة مشاريع الخمر صناعة وتوزيعا وتوسيعا بل ان رخصة لفتح خمارة لا هي اسهل. من حيث الاجراءات القانونية من رخصة لبناء مسجد - 01:32:46ضَ

وكم من عريضة استنكارية قدمها المؤمنون في هذا البلد للسلطات المعنية ولكنها لا تلقى الا الاذان الصماء. بل ربما اجهضت قبل ان تصل مستودعها من سلة المهملات ومن اخطر الظواهر بالشارع العربي ظاهرة المراقص والنوادي الليلية. او ما يسمى في الترجمة الحرفية عن الفرنسية بعلب الليل - 01:33:03ضَ

اما هذه فاوكار الفساد المبين. وانها لظاهرة لم تكن بالمنتشرة الى عهد قريب جدا. فاذا بها تستفحل بعد تشجيع ودعوة خبيثة على الاهتمام بالسياحة. واذا بها تتناسل مثل الخلايا السرطانية والعياذ بالله على طول الشوارع - 01:33:27ضَ

الفسيحة. وقد علم الله ثم دعاة الشر ان الضحايا الاوائل لهذه الشباك العفنة انما هم الشباب المسلمون وماذا اريد لهم سوى ذلك المصير المشؤوم واي مجتمع يتحمل كل هذا الانزال التفسيقي المدمر ولا تعصف به ريح الخراب - 01:33:47ضَ

استنتاجات ان هذا كله مما عرضناه في هذا الفصل من شتى دروب الفجور واصنافه وطبيعته. انما يؤكد الحقيقة التي قدمناها على انها قطعية واقعية. الا وهي الطبيعة السياسية للفجور المسلط على هذه الامة - 01:34:10ضَ

وان القصد من ذلك انما هو قتل حاسة النقد في الوجدان الديني الشعبي. اي القضاء على اصل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. سواء من حيث الرغبة في القيام به. او من حيث امكان الاستجابة له. وذلك هو الحصار الاخر للحركة الاسلامية. والتقزيم - 01:34:29ضَ

قاتل للتدين في البلاد ان بعض الملاحظين يرون ان سياسة التفسيق السياسي انما المراد بها المحافظة على التوازن السوسيو سياسي في البلاد لكنني ارى ان النتيجة ولو سلمنا جدلا بهذا الرأي لن تكون الا في اتجاهين. الاول غلبة الفجور على الوضع الى درجة تهدد - 01:34:49ضَ

وحتى ذلك الحد الادنى من التدين المرغوب فيه سياسيا. لسبب بسيط هو ان طبيعة المنكر متعدية. اي ان القضاء على حاسة النقد في الناس تؤدي بهم في نهاية المطاف الى الاستسلام عاجلا او عاجلا. للمنكر استئناسا وممارسة. ثم - 01:35:11ضَ

اولي الامر بصورة حتمية طبيعية الى تفكك البنية الاجتماعية. وتزلزل الاستقرار ثم دمار المجتمع والثاني هو نشأة التطرف الحقيقي في فهم الدين وممارسته. لان الفجور السياسي يفهم على انه استفزاز مقصود للفئات المتدينة - 01:35:31ضَ

من الناس مما يؤدي بصورة لا شعورية الى تصعيد حرارة التدين والحماس له. رغبة منها في الدفاع الذاتي. وهو امر لائق انه اشبه ما يكون بجهاز المناعة في الجسم. لكنه ها هنا ليست له وسيلة غير تصعيد وتيرة الممارسة الدينية. والغلو - 01:35:51ضَ

في الفهم للنصوص وغالبا ما تسيطر على الفهم الظاهرية الحرفية. لا الظاهرية بمعناها العلمي الاصولي. فيؤدي ذلك الى اصدار فتاوى تحرق الاخضر واليابس وهو امر ليس في مصلحة احد من المواطنين الشرفاء لا اهل الدين ولا من سواهم وانما هو في مصلحة من يعملون على - 01:36:11ضَ

اوضاع العالم الاسلامي وهذا لن يؤدي الى اصلاح الوضع ابدا. لان تطرف انحراف في فهم الدين من ناحية. بسبب انه رد الفعل. ولذلك فهو لا يخرج عن دائرة الغلو المنهي عنه شرعا. ومعلوم ان الدين انما قام في الامور كلها على رفع الضرر ورفع الحرج وهما مفهوم - 01:36:33ضَ

كليان قطعيان كما تقررا في علم اصول الفقه ثم هو من ناحية اخرى مرفوض عند الغالبية العظمى من الناس. اذ هو بطبيعته لا يمكن الاستمرار عليه. ولا تتسع دائرته اجتماعية - 01:36:56ضَ

وان حدث ان اتسعت فهو اتساع ظرفي لا يلبث ان يتفجر الى شظايا. وهو امر مشاهد محسوس. بل انه قانون اجتماعي من الله في الخلق والمجتمع لذلك كله فانا نقرر ان الفجور السياسي ليس الا وسيلة للافساد بكل المقاييس الدينية والبراجماتية - 01:37:11ضَ

اعني انه ليس ضررا على الحركات الاسلامية فحسب بل هو ضرر اكيد حتى على المناهضين لها. بما يؤول اليه من فوضى في النظم الحياتية وتفكك في البنى الاجتماعية وردود افعال عشوائية لا يمكن التنبؤ بمآلاتها ولا التحكم في نتائجها. اما - 01:37:33ضَ

الايماني فله حساب اخر. هو ما قررناه باستدلال قطعي في المقدمة الكلية الثالثة ومن هنا كان الحفاظ على حاسة النقد بمعناها الديني في المجتمع المسلم واجبا شرعيا وضرورة اجتماعية بكل المقاييس - 01:37:53ضَ

الفصل الثالث الحركة الاسلامية في مدافعة الفجور السياسي المبحث الاول هل الحركة الاسلامية داخل حلبة الصراع الحقيقي ان مشكلة الحركة الاسلامية هي كونها قد استدرجت فعلا لتلعب خارج حلقة الصراع. وهي تعتقد انها في صلب تلك الحلبة تعارك - 01:38:12ضَ

تبارز ان الاختيار بين المواجهة السياسية والتصعيد النقدي وبين المشاركة والمساندة النقدية ليس هو الكفيل بوضع الحركة الاسلامية على سكة الطريق والامساك بيدها على لجام الحصان في مواجهة الفجور السياسي - 01:38:35ضَ

ومن هنا فاني ارى ان كلا من الاختيارين ما يزال يعاني من ازمة الاستدراج الى خارج حلبة الصراع. وان كان ذلك بدرجات متفاوتة لقد قررنا ان الفجور السياسية قائم على زعزعة البنية الخلقية للمجتمع. وتدمير القابلية الفطرية للتدين لدى الانسان - 01:38:53ضَ

فاذا بؤرة الصراع هي تدين المجتمع. بمال لكلمة مجتمع من معنى شمولي بشري ومؤسسيا والسؤال المطروح هو الى اي حد يسهم كل من الاختيارين الاسلاميين في معالجة القضية لتبين ذلك لابد من افراد كل اختيار على حدة - 01:39:14ضَ

اولا الاختيار التصادمي او المواجهة السياسية او الحركة الاحتجاجية ان ازمة هذا الاتجاه هي انه يعاني من مشكلة تصويرية للعمل الاسلامي اولا. ثم من ازمة عملية ثانية في ممارسة الدعوة الى الله بما هي علاج للقضية الاساس الفجور السياسي - 01:39:35ضَ

اما الازمة الاولى فهي راجعة الى وضع العمل الاسلامي كل العمل الاسلامي رهينا بموقف سياسي محدد. وهو ما يؤول الى الكلي في اطار الجزئي. اي كلية العمل الاسلامي في جزئي العمل السياسي. وهو امر منخوض من الناحية التصورية - 01:39:57ضَ

والمنطقية على السواء لقد علم بما لا مجال للشك فيه ان العمل السياسي ما هو الا جزئية ضئيلة جدا من كل العمل للاسلام الا ان تضخم التصور السياسي لدى بعض العاملين للاسلام بصورة راجعة الى ردود فعل نفسية تاريخية افرزتها ظروف العمل - 01:40:17ضَ

الاسلامي بالمشرق العربي في سنوات الاربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين جعل العمل الاسلامي في صورته الحركية يعاني من ردة فعل نفسية. ضخمت العمل السياسي على حساب الجوانب الاخرى من كل العمل الاسلامي الدعوي. هذا من ناحية. ومن ناحية - 01:40:39ضَ

اخرى فان التنزيل العملي للدعوة الاسلامية لديه قد ارتهن بالاثار السياسية لتصوراته المرتبكة. مما ادى الى افراز نوع من التدين المرتبك ايضا على المستوى العملي. وذلك بخلق نفسية اجتماعية لدى المتأثرين بهذا المنهج. ذات تشنجات - 01:40:59ضَ

في التعامل الدعوي مع الواقع مما يولد نوعا من الكآبة المرضية. تظهر اثارها في العلاقات الاجتماعية. الشيء الذي يؤدي الى ضرب حصار ذاتي على الدعوة والداعية وهو امر يصب تماما في خدمة الفجور السياسي الذي يعتبر هو الرابح الاكبر من حصار الدعوة الاسلامية - 01:41:19ضَ

ان الدعوة الاسلامية لم تكن قد ولن تكون ابدا محاصرة بحصار شخص او اشخاص لان طبيعة الدعوة الاسلامية بالذات انما هي انتشار والاستيعاب. وكم من حركة ودعوة في التاريخ القديم والحديث حصر اصحابها؟ بل قتلوا واعدموا. ولكن دعوتهم انتشرت في - 01:41:42ضَ

افاق ودخل الناس في رحابها افواجا ان الدعوة او الفكرة لا يمكن حصارها الا ذاتيا. وقد قلت ان التشنج النفسي في التعاطي لدعوة الناس بسبب التصور السياسية المسبقة هو المسئول بالدرجة الاولى عن هذا الوضع. ان المشكلة كائنة في المقولة النقدية التالية - 01:42:02ضَ

الموقف السياسي يقود الى الصلاة. والصلاة تقود الى الموقف السياسي. واعني بهذه المقولة النقدية ان الدعوة الى التدين بهذا المنطق دعوة قائمة عمليا على التعبئة لموقف سياسي معين. كما ان ذلك الموقف السياسي من جهة ثانية يسوق التدين في - 01:42:25ضَ

صورة معينة كل ذلك في نهاية المطاف يقدم الصورة الاجتماعية للتدين على انه حركة احتجاجية اكثر مما هو حركة تعبدية بالمعنى الحقيقي للكلمة. وهذا كاف في حصار الدعوة من حيث هي مواجهة للفجور السياسي. والنتيجة كما ذكرت تفرد الفجور - 01:42:45ضَ

ان الذي يغتر بتعداد بضعة الاف من هذه الحركة او تلك في مجتمع يقدر افراده بعشرات الملايين اما انه قاصر البصر اذ لا يكفيه الا لرؤية قامته فقط. واما انه جاهل بطبيعة الصراع الاجتماعي. حيث الغلبة اجتماعية - 01:43:05ضَ

لا عسكريا للكثرة. تماما كما تتغالب الالوان المختلطة في سطل الصباغ على تشكيل اللون النهائي للجدار. وهو عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لزينب حينما سألت انهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث - 01:43:25ضَ

واليوم من يستطيع انكار الحقيقة الصارخة ان الخبث هو المؤطر لهؤلاء الملايين. ومن يستطيع انكار ان نتائجه هي السائد الطاغي على سائر الالوان وحديثي هذا انما هو بالمعنى الاجتماعي لا بالمعنى السياسي الضيق. فلا ازعم ان هذا الحزب العلماني او ذاك هو المؤطر للملايين. فالملايين - 01:43:45ضَ

الان غير ابهة بكل الاحزاب السياسية المتواجدة بالساحة. وانما هي تستجيب من حيث تدري او لا تدري لمن يطلق نزوات بلا حدود ويؤجج شهواتها الحيوانية. تماما كما يستجيب الحطب اليابس للفح النار ولو كانت بمكان بعيد. فما بالك - 01:44:08ضَ

والنار تصب على هذا الشعب البائس من فوق ملء الفضاء الشاسع. هذا هو الحزب الاكبر في الواقع حقيقة. فالناس يستجيبون الشهوات اذا لا للاحزاب. ولكن ذلك يشكل دعما لوجيستيكيا لها حقيقة. فهي وان لم ولن تفلح في تشكيل وعي - 01:44:28ضَ

سياسي خاص بها لان الاحزاب التاريخية في مجملها احزاب قد استنفذت اغراضها فانها على الاقل ستستفيد من ذلك في بالحصار على حركة التدين في المجتمع من هنا كان اذا دخول الحركة الاسلامية على المجتمع من بوابة المواقف السياسية المسبقة دخولا اليه من غير بابه الطبيعي - 01:44:48ضَ

وان تجربة نحو ثلاثين سنة من هذا الاتجاه دالة على ذلك. فمنذ بداية السبعينيات وهذا التوجه ينشط بالمغرب حتى يومنا هذا لا عبرة عندي بتغير الاشكال والالوان لهذا التوجه. فانا لا اتحدث عن حركة بعينها وانما حديثي عن توجه فلم يستطع قط - 01:45:12ضَ

مثل هذا ان يحرك المجتمع من حيث هو مجتمع. بشري ومؤسسيا ان صمام الامان الوحيد للحركة الاسلامية انما هو القابلية للتدين لدى الشعب. فاذا استطاعت استثمارها بصورة جيدة كانت هي اللون الاجتماعي الحقيقي. الا ان المشكلة هو ان الحركة الاسلامية بدل ان تسعى الى استثمارها كانت تعمل من حيث لا تدري على - 01:45:32ضَ

دارها بسبب سوء المنهج المتبع في استيعاب المجتمع فاما الاتجاه الاحتجاجي فقد جنى عليه ما سميناه بمقولة الموقف السياسي يقود الى الصلاة والصلاة تقود الى الموقف السياسي. فكانت الحصار الحقيقي لحركة التدين بالمعنى الاجتماعي لا السياسي لكلمة حصار - 01:45:57ضَ

ثانيا الاختيار المشارك او الاصلاح التأليفي انه الاتجاه الذي حاول التخلص من المواقف السياسية والذي حاول التعامل مع المجتمع بشريا ومؤسسيا بمنهجية تأليفية كيفية بالمعنى الدعوي للكلمة ولكن الى اي حد استطاع هذا الاتجاه فعلا ان يتخلص من المقولة التي حاصرت الاتجاه الاول - 01:46:20ضَ

ان المشروع الدعوي الذي يتبناه هذا الاتجاه يعاني هو ايضا من ازمتين الاولى عدم رسم استراتيجية واضحة ودقيقة بشكل مدروس للعمل الدعوي. رغم الورقات والخطط التي هذه الحركة او تلك. مما يمكن تصنيفه عموما في هذا الاتجاه. الثانية الاكتفاء بالنقد بدل العرض. في - 01:46:47ضَ

قال بالاحوال وهذا ما يجعل عملها عملا موسميا. لان الاكتفاء بالنقد او التركيز عليه على حساب العرض اجعلها حركة سهلة للاستدراج السياسي. ثم الاخراج من صلب دائرة الصراع الحقيقي. وبيان ذلك كما يلي - 01:47:13ضَ

ان مفهوم العرض يقوم على معنى عرض التصورات الدعوية وتنزيلها الى الواقع الاجتماعي بشكل عملي. وهذا لا يكون الا اذا على رسم استراتيجية لكلي المشروع. وهو امر معدوم. فالاستراتيجية ليست ميثاقا يصدر في كتيب - 01:47:33ضَ

ورقة تصويرية تطبع في هذا المجال او ذاك. كالورقة السياسية او الورقة التربوية او نحو ذلك وانما الاستراتيجية خطة واضحة المعالم. مدروسة الخطوات تبنى على تصور شامل للعمل الدعوي. وتهندس - 01:47:53ضَ

عمليا قابل للتطبيق والتنفيذ من حيث تخطيطها وواقعيتها وامكاناتها المادية والبشرية ان مشكلة اغلب الورقات التي تصدر عن اصناف هذا الاتجاه انها لا تخلو من طوباوية ولذلك فان نتيجتها ان تطبيق العملية لما يخطط يكون بنسب ضعيفة جدا. مما يترك العمل الدعوي في نهاية المطاف - 01:48:12ضَ

وفي حبر على ورق كما يقولون. وهذا ابدا لا يكون عملا استراتيجيا. بالمعنى الحقيقي للكلمة. فاذا اضفنا الى هذا المفهوم مفهوم النقد وهو عمل سهل بسيط اذا قورن بالعرض فان الامر الاشكالي يتضح اذ تجد الحركة في العمل - 01:48:39ضَ

مهربا من مسئوليتها الدعوية القائمة على العرض. والعرض هو جوهر العمل الدعوي. فتكون اذ ذاك سائغة لاصطياد السياسي والسياسة عمل يومي متغير. قد لا تجد في بعض الاحيان بين فقراته رابطا منهجيا يذكر. ولذلك - 01:48:59ضَ

بالموسمية واقصى ما تستفيد الحركة الدعوية بمثل هذا انها قد تربك مسيرة الخصم. ولكنها مع الاسف لا تبني شيئا لانها لا تعرض شيئا. انني هنا لا اقصد الى اهدار قيمة النقد من حيث هو نقد. ولكنني اؤكد اضطرابه في - 01:49:19ضَ

في غياب موازنة العرض والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مقولة واحدة. والفصل بينهما فصل بينما لا ينفصل. واذا تكون نتيجة الاضطراب في العمل والاختلال في التوجه. اننا لا نريد ان نصل الى نتيجة انه يجب ترك السياسة للسياسيين - 01:49:39ضَ

مقولة الفصل بين الدين والدولة. انما كلامنا منصب على بيان عدم التوازن في الترجمة الفعلية لتوجه العمل الاصلاحي لدى اصحاب والى حد كتابة هذه السطور ما زلنا نرى نشاط هذا الاتجاه في المقاصد التبعية لا الاصلية للمشروع الذي هي - 01:49:59ضَ

تؤمن به نظريا ان التفرغ الكلي للاعمال الموسمية والاستجابة الشاملة لنوازلها المتغيرة قد جعل هؤلاء جانبا يتركون المبدئي الذي انطلقوا منه ولم يلامسوه الا بالتبع لا بالاصالة كما قلت. وبالمثال يتضح المقال - 01:50:19ضَ

فمن احداث الجهاد الافغاني الى احداث حرب الخليج الى احداث البوسنة الى اخره. ثم من قضية السلفات الربوية الصغرى الى قضية خطة ادماج المرأة في التنمية الهادفة الى ضرب الاحوال الشخصية. الى ذلك مما سبقه او تخلله او لحقه - 01:50:40ضَ

محطات وقضايا كانت الحركة الاسلامية بالمغرب فيها تقوم فقط بدور المستجيب للحدث لا صانع الحدث. هذا من ناحية من ناحية اخرى وهذه هي ام المعضلات. فقد كانت في اغلب الاحوال تتوقف عن كل انشطتها الاخرى ان كانت لها بالفعل امس - 01:51:00ضَ

اخرى لتتفرغ كليا لاحداث الموسم. انني لا اقول انه يجب السكوت على مشروع السلفات الصغرى او خطة في ادماج المرأة طبعا كلا وانما كان يجب الا يؤدي ذلك الى ارباك المشروع العملي للحركة الاسلامية. كلما حاول ان يبدأ توقف - 01:51:20ضَ

استجيبا لحدث الموسم فكان وظيفة هذا الاتجاه داخل الحركة الاسلامية كان هو التصدي لمحاولات الهدم اكثر مما هو تفرغ من بناء بينما كان اولى به ان ينهض بالبناء اصالة والتصدي لمحاولات الهدم تبعا. لا العكس كما - 01:51:42ضَ

وواقع الحال ان الوظيفة الجوهرية للعمل الدعوي هي تنمية قابلية التدين لدى الانسان على حساب قابليته للفساد او الفجور ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها كما ان الانهماك الجاد والمستمر في تنمية التدين بالمجتمع من خلال التدين نفسه. اصوله وفروعه هو الكفيل بالقصد - 01:52:02ضَ

اولي ببناء الشخصية الدينية للمجتمع. وتحصينه بعد ذلك من كل محاولات الهدم والتخريب المحلية والخارجية ان المجتمع المتدين له بالاضافة الى تدينه ايجابيتان من الناحية الدعوية. الاولى انه يستوعب الحركة الاسلامية - 01:52:30ضَ

وتستوعبه فيتداخلان ويتبنى طروحاتها التغييرية فلا تعاني الحركة بعد ذلك من اي حصار اجتماعي ما لم تضربه هي على نفسها بنفسها. والثانية انه يلفظ كل شخص او حزب او حكومة تعمد الى مس مقدساته الدينية - 01:52:50ضَ

بسوء انه حينئذ يكون كالجسم القوي المناعة. يلفظ الجرثومة بصورة تلقائية ويرفضه دون الى جرعات الدواء. وهذا يزيد في تسهيل عمل الحركة الاسلامية. وتفرغها حينئذ لبناء البرامج في شتى المجالات - 01:53:10ضَ

الاقتصادية والاعلامية والسياسية بدل عكوفها السنوات الطوال على جدل اشبه ما يكون بجدل علم الكلام القديم. انني يجزم ان التوجه الاصلاحي المشارك يعاني شيئا مما يعاني منه التوجه الاحتجاجي من الهيمنة السياسية على كلي المشروع - 01:53:30ضَ

اقطع الدعاوي الشامل. اعني نوعا من انقلاب المفاهيم حيث تتم معالجة الكل من خلال الجزء وليس العكس. وبهذا تكون الحركة الاسلامية بالمغرب لا تتحرك داخل حلب الصراع الحقيقي الا قليلا - 01:53:50ضَ

المبحث الثاني معالم في طريق مدافعة الفجور السياسي لسنا هنا بصدد وضع استراتيجية لمدافعة الفجور السياسي. فهذا مما لا يمكن ان يقوم به فرد واحد. وانما مثل هذا عمل فريق او مركز دراسات يراعي جميع الجوانب الاجتماعية من زوايا متعددة واعتبار الامكانات المتاحة - 01:54:08ضَ

وانما قصدي ها هنا ان اشير الى معالم معينة رأيت ان الحركة الاسلامية بالمغرب قد اهملتها بشكل كلي او بشكل جزئي مع انها من اركان العمل الدعوي او من شروط صحته ووقوعه في الوجود على التمام - 01:54:34ضَ

وساقتصر على ذكر ثلاثة اركان وشرطين كما يلي الركن الاول انتاج الكلمة الدعوية الخطابية وايصالها لكل الشرائح الاجتماعية الحركة الاسلامية بالمغرب ما تزال في هذا ضعيفة جدا. اذ لم تزل تستهلك المنتوج الدعوي المشرقي. الذي لا يخلو من - 01:54:53ضَ

خلفيات مذهبية فقهية او عقدية. قد تؤدي الى نوع من النفور بدل الاقبال. والى الفرقة بدل الاجماع. كما انها رغم ما فيها من خير قد تم انتاجها على وزان المجتمعات التي تنتمي اليها من الناحية النفسية والتواصلية - 01:55:16ضَ

ان بعض الناس ما زال يعتقد ان مثل هذا العمل عبث او ضعيف المردودية الدعوية لكنه بالعكس من ذلك انه من اخطر مسائل بل من اهم الاركان الضرورية للعمل الدعوي. فاثره النفسي لا ينكر ابدا. والاسلوب الخطابي ما يزال الوسيلة المفضلة - 01:55:38ضَ

بذل الاقناع. كما تنص على ذلك لسانيات الخطاب الحديثة. وهو امر مشاهد محسوس. الا ترى ان زعماء العالم الى حد يعتمدون الكلمة المسموعة في قيادة المجتمع وصناعة الرأي العام تطورت وسائل تبليغ الكلمة ولكن الكلمة هي الكلمة - 01:55:58ضَ

ولقد استقريت عددا من الزعماء السياسيين والدينيين العالميين. فاذا هم جميعا متصفون بصفة واحدة. العبقرية الخطابية ويندر جدا ان تجد قائدا او زعيما ناجحا لا يملك قدرة خطابية عالية جدا. انها فن ومهارة - 01:56:18ضَ

او ملكة وصناعة وهذه العبقرية ما تزال شبه منعدمة لدى دعاة الحركة الاسلامية بالمغرب. وما تزال امكانياتها اللغوية غير مستغلة. اين هي كلمات الدعوية الامازيغية بشتى اصنافها. واين الاستغلال الجيد للدارجة العربية؟ ثم الفصحى. كل ذلك ما زالت الحركة - 01:56:38ضَ

تعاملوا معه تعاملا ارتجاليا لا جد فيه ولا تخطيط. ومن هنا فان كثيرا من الشرائح الاجتماعية لم تتعرف على حركة الديني الا من خلال خصومها. ان الكلمة المسموعة بشتى اصنافها خطب الجمعة ودروس الوعظ والارشاد - 01:57:01ضَ

الكلمات العامة والبلاغات الدينية الاخبارية والمحادثات الجماعية والفردية سواء كانت بصورة مباشرة او عبر ووسائل تسجيلية مسموعة او مرئية او مذاعة. كل ذلك عمل عظيم جدا. له من الحسم في صناعة الرأي العام الديني - 01:57:21ضَ

فيما ليس لغيره. ومن هنا كان هذا العمل وسيلة وركنا في الان نفسه. من عملية التدافع الاجتماعي ضد محاولات الفجور ان الذين يهونون من شأن هذه الصناعة بحجة الانزالات الاعلامية الفضائية قوم لا يعرفون طبيعة الكلمة الدينية - 01:57:41ضَ

ان الكلمة الدينية ابدا ليست كسائر الكلام. انها باختصار شديد عصا موسى. فما دام الانسان له قابلية لك تديني فانه حينئذ يحمل وجدانا ذاتية وبذورا قوية متأهبة تحتاج الى مجرد السقي لتنشق - 01:58:03ضَ

الارض بقوة كي تعمر المكان خضرة وجمالا. ان مشهد موسى في القرآن له من الروعة بمكان. ذلك انه اذ رأى حبال السحرة وعصيهم كأنها ثعابين وافاع تسعى بين يديه اوجس. اوجس في نفسه خيفة ان تنهزم حجته ويكون من - 01:58:23ضَ

المغلوبين لكن الله حينئذ امره بالا يأبه لذلك ولا يهتم. وانما عليه ان يلقي عصاه. وان العصا ستفعل فعلها باذن الله لا بعبقرية موسى. قال عز وجل فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى. فاوجس في نفسه خيفة موسى - 01:58:43ضَ

قلنا لا تخف انك انت الاعلى والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا. انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح ساحر حيث اتى وقال سبحانه في سورة اخرى واوحينا الى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يأفكون. فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. فغلبوا - 01:59:08ضَ

ذلك وانقلبوا صاغرين وانما عصى موسى في هذه الرسالة هي القرآن الكريم معجزة نبي الاسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. فالكلمة القرآنية موظفة في اي سياق دعوي او اي نمط اصلاحي لها ما لعصا موسى من الاثر الغيبي والتأثير - 01:59:34ضَ

وجداني وانما على الداعية ان يلقي عصاه ليس الا ثم ان الاتصال المباشر مع الناس في المحافل والمناسبات والانخراط الاجتماعي للموارد البشرية الدعوية. كل ذلك يجعل الكلمة القرآنية النية تصل الى مواقع وجدانية لا يمكن ان تصل اليها كل الاجهزة الاعلامية المرئية والمكتوبة سواء - 01:59:57ضَ

ان الداعية بحق يملك عصا موسى ويملك النور الذي استمده موسى عليه السلام وسائر الانبياء قبله وبعده من رب العالمين ورحم الله شاعر الاسلام محمد اقبال اذ قال في حكمته العظيمة تجلي النور فوق الطور باق. فهل بقي الكليم بطول - 02:00:22ضَ

ان الحركة الاسلامية بالمغرب ما يزال رصيدها الدعوي على مستوى انتاج الخطاب الدعوي على مشارف حدود الصفر. ولن يكون الديني اثره الفعال المستمر الا اذا كان مغربيا. ولست اعني ان للمشرقي دينا غير مال المغاربة. كلا وانما - 02:00:41ضَ

قصد ان الغلاف النفسي والاجتماعي واللغوي الذي يحيط كل خطاب. كفيل بايصاله الى محله بامان اصابة الهدف بدقة. وهذا ما لم تنتبه اليه الحركة الاسلامية بعد. على مستوى مؤسساتها وخططها الفعلية - 02:01:03ضَ

القولية فحسب الركن الثاني انتاج علماء الشرع وتنمية الشريعة. بالمعنى الحقيقي لكلمة علماء انني كنت اقول لاهل الاختصاص الشرعي من ابناء الحركة الاسلامية اننا نملك مدرسين للعلوم الاسلامية ولا نملك علماء. وفرق كبير بين المدرس والعالم - 02:01:23ضَ

العالم لا يكون عالما الا اذا كان ذا عبقرية اجتهادية استنباطية جامعا بين اصول الشرع وثقافة العصر حكيما وربي والمغرب فقد مثل هذه النوعية منذ زمن واحسب ان اخر نموذج يقارب ما ذكرت من اوصاف هو العلامة عبدالله قنون. رحمه الله الذي كان يصفه الشيخ محمد الغزالي المصري - 02:01:47ضَ

بالشيخ الاديب. كان هذا الرجل فيما احسب عالما من النموذج الحق. ومن هم على شاكلته او خير منه ماتوا قبل له بازمنة متفاوتة. وانقطع نموذجهم بالمغرب مع الاسف الشديد ان اشكال التعليم الديني في الجامعات اليوم لا تخرج مثل تلك الطاقات ولن تخرجها ما دامت على حالها هذا ابدا - 02:02:12ضَ

وقد وصف الامام الشاطبي الاندلسي العالم الرباني الحكيم باوصاف دقيقة جامعة مانعة. قال هو الذي يتحقق بالمعاني الشرعية منزلة على الخصوصيات الفرعية. بحيث لا يصدها التبحر في الاستبصار بطرف عن التبحر في الاستبشار بالطرف - 02:02:38ضَ

وفي الاخر فلا هو يجري على عموم واحد منهما دون ان يعرضه على الاخر. ويسمى صاحب هذه المرتبة الرباني والحكيم والراسخ في العلم والعالم والفقير والعاقل. لانه يربي بصغار العلم قبل كباره. ويوفي كل احد حقه حسب ما يليق - 02:02:58ضَ

وفهم عن الله مراده. ومن خاصته امران احدهما انه يجيب السائل على ما يليق به في حالته على الخصوص. ان كان في المسألة حكم خاص. والثاني انه ناظر في المآلات قبل الجواب عن السؤالات - 02:03:20ضَ

ان المطلوب اليوم هو انتاج الوفرة من هذا النموذج. وفرة تزيد ولا تنقص. وان حاجة الامة الى العلماء من هذا النوع هو بعدد في حاجتها الى الاطباء قوة ووفرة واذا كانت الدولة عاجزة او غير جادة في العمل من اجل اعادة برامج التربية والتعليم على مستوى التعليم الديني الجامعي - 02:03:38ضَ

بما يضمن تخريج هذا النموذج فان على الحركة الاسلامية ان تدبر مصيرها في هذا الشأن. فكل خطوة في هذا الاتجاه تعتبر ضربة في العمق الاستراتيجي للعمل الاسلامي وتدبير هذا الشأن لدى الحركة الاسلامية انما يكون بتفريغ الطاقات العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية لاستكمال التكوين وتعميق التخصص - 02:04:02ضَ

وكذا بتشجيع انشاء المعاهد الدينية الحرة التي تستقبل حفظة القرآن الكريم لتأطيرهم وتكوينهم تكوينا علميا متأصلا في العلوم الشرعية والوثنية واتقان اللغة العربية الفصحى. ذلك ان الفصحى قد اضحت اليوم هدفا للجبهة العلمانية - 02:04:26ضَ

فرنكوفونية تحاول تقزيم دورها واثرها العلمي في المجتمع المثقف ومعلوم ان اللغة كما تحمل دلالات تواصلية فهي كذلك تحمل دلالات نفسية ووجدانية. وهذا الجانب من اللغة عربية خاصة يحيل في جميع الاحوال على الدين نصا واحساسا - 02:04:46ضَ

الركن الثالث انشاء مراكز دراسات للحركة الاسلامية اليس من الحمق ان تكون الحركة الاسلامية المعاصرة بالمغرب قد قضت لحد الان ازيد من ثلاثين سنة من عمرها. ولما تنشئ ولا مركز - 02:05:09ضَ

مركزا واحدا للدراسات الاستراتيجية ان المفروض اليوم ان تكون لها عدة مراكز لهذا الغرض. لا مركزا واحدا ان مركز الدراسات الذي يقوم عليه خبراء متخصصون في مجالات شتى اجتماعية ونفسية وقانونية وشرعية وسياسية - 02:05:25ضَ

هو الكفيل بدراسة الامكانات المتاحة للعمل الاسلامي في الواقع والمستقبل وهو كذلك الكفيل بدراسة الاوضاع المحلية والدولية والتغيرات والطوارئ على كل المستويات. كما انه الكفيل بوضع التقارير الاحصائية والمستقبلية التي في ضوئها ترسم الخطط الاستراتيجية للعمل الاسلامي. وما دون ذلك الا الوهم والتوهم - 02:05:44ضَ

او الظن والتخمين. وردود الافعال العاطفية التي تطبع العمل الاسلامي بالارتجال والانحراف به عن حلبة الصراع الحقيقي. كما هو اليوم مع الاسف في كثير من الاحوال ان مراكز الدراسات اليوم وجه من وجوه القوة بالمفهوم القرآني الوارد في قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة - 02:06:10ضَ

والاعداد العلمي في التخطيط والتنظيم والتأطير والمدافعة والمواجهة والنقد والعرض كل ذلك اساس العمل السليم. اننا لكون كثير من العاملين القياديين في العمل الاسلامي ما يزالون يفكرون بناء على الخواطر والرغبات. لا - 02:06:34ضَ

على نتائج البحث ومسلمات العلم. ان الحركة الاجتماعية التي لا تملك مركز دراسات او لا ترجع الى تقريرات مبنية على بحث واحصاء واستقصاء وتتبع ومشاهدة وعلى دراسة الممكنات والاحتمالات وتوقع المآلات والموازنة بين - 02:06:55ضَ

والمفاسد والترجيح بين الاولويات لا هي حركة تغرف من سراب وتضرب في الضباب وعن مركز الدراسات تصدر الاختيارات العلمية للعمل الدعوي لمعرفة الممكن والصعب والمستحيل من المراحل والخطوات ومعرفة حاجاتهم - 02:07:15ضَ

الموارد البشرية الصالحة لهذا العمل او ذاك او هذا التخصص او ذاك. فليس كل الناس صالحين ليكونوا فقهاء ولا كلهم صالحين يكونوا تقنيين او ماليين ورجال اقتصاد او اعلاميين وعن مراكز الدراسات تصدر الدوريات والبحوث المتعلقة بالنوازل والاشكالات التي تعترض الحركة في شتى المجالات - 02:07:33ضَ

الفقهية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحينئذ وحينئذ فقط يمكن للحركة ان تحاور وتحاور وتكون على صلة حقيقية بالمجتمع وفعالياته الثقافية والسياسية وتسهم في عملية الاصلاح والتجديد للدين والدنيا اما بعد هذا وذاك لابد للحركة الاسلامية من شروط موضوعية لتنجز عملها في ظلها. شروط الصحة او شروط وجود - 02:07:57ضَ

لانجاز عمل متكامل يكون كفيلا بمدافعة الفجور السياسية ومخالفته. وانما هي عند التأمل شرطا. الامن السياسي والامن الاقتصادي الشرط الاول الامن السياسي والمقصود بالامن السياسي للحركة الاسلامية ظروف الاستقرار في وضعها السياسي. وهذا يتيح لها امر - 02:08:27ضَ

الاول التفكير الهادئ في تنظيمها وافكارها وخططها واستراتيجياتها بعيدا عن ردود الافعال المتشنجة عن عدم الاستقرار السياسي ذلك ان النفسية المفكرة في ظروف الاحساس بعدم الامن والشعور بالظلم والملاحقة سواء كان ذلك حقيقيا او متوهمة فانه - 02:08:49ضَ

يولد لدى الانسان رغبة لا شعورية في الانتقام. بمعنى رد الفعل. وهنا مهما يكن من حكم على الواقع والنظام السياسي الحاكم رغم ما قد يكون فيه من الحق والحقائق الواقعية. فانه يكون مشهوبا ببعد نفسي يمنعه انتاج النقد - 02:09:12ضَ

بصورة متوازنة خالية من التشنج ورد الفعل والمغالاة في الوصف والحكم بما لا يدعو فرصة للتقريب او المراجعة اذا تغيرت الظروف القائمة الى وضع احسن وافضل ومن هنا فان الاحساس بعدم الامن والرغبة في الادانة ليس لذات الادانة. وانما لعلاج الحاجة النفسية الى ذلك. يجعل العامل - 02:09:32ضَ

الاسلامي لا يرى الصورة على تمام حقيقتها ابدا. وانما كما يريد له شعوره بالظلم وعدم الاستقرار الامني بينما الاستقرار الامني في وضع الدعوة يتيح للدعاة فرصة لرؤية الاشياء كما هي. حتى ولو اقتضى الامر ادانة فانها تكون على قدر - 02:09:57ضَ

الحاجة وقدر الضرورة الكفيل برفع الحرج والضرر بناء على القاعدة الفقهية المشهورة الضرورة تقدر بقدرها وكما ان عدم حد الجامي فساد فان الزيادة عليه في الحد فساد. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبض - 02:10:16ضَ

القاضي وهو غضبان لان الغضب حالة نفسية توجب رد فعل يربك الحكم ويجعله خير مطابق للحقيقة هو الواقع بما لابسه من شعور نفسي غير مستقر. من هنا اذا كان الوضع الامني المستقر للحركة الاسلامية شرطا اساسي - 02:10:36ضَ

في انتاج عملها الدعوي بما يناسب المصلحة ويجافي الفساد والامر الثاني المتاح من استقرار الوضع الامني للدعوة هو سهولة استيعابها للمجتمع بكل شرائحه. بسبب الاطمئنان النفسي الذي يملك وجدان الداعي ويرسم شخصيته في عرض دعوته بين الناس. وكذلك القبول الذي يجده عندهم. اذ ليس هناك ما يشوش عليك - 02:10:56ضَ

من تخوف المجتمع عادة من السياسة والسياسيين واطيابهم من كل ما يحمل مواقف سياسية قلقة او متشنجة او مكلفة. واذا كان احاد الناس ممن تحمل عبء الدعوة مستعدا لتحمل كلفتها الطبيعية. فان عموم الناس ليسوا كذلك - 02:11:22ضَ

والقصد هو ايصال التدين الى كافة الناس بل بالاحرى تجديد التدين لديهم. فكيف اذا كانت هذه الكلفة مكتوبة بما ليس بطبيعي مما هو راجع الى الظروف النفسية للعامل الدعوي. لا الى حقائق واقعية قاهرة هي التي جعلت ظروف - 02:11:42ضَ

الدعوة الامنية بهذا البلد او ذاك قلقة مضطربة واذا كان الفجور السياسي يتحرك في ظروف امنية مستقرة جدا. فان مهمة الدعاة اذا هي بذل غاية الوسع وكل الجهد من اجل توفير جو سياسي مستقر للدعوة والدعاة والمدعوين جميعا - 02:12:02ضَ

وذلك هو الفقه. وقديما قيل انما الفقه رخصة من ثقة. اما التشديد فيتقنه كل احد وتعرض على العالم مسألة في نازلة تتأرجح بين الحلال والحرام. فما اسهل ان يقول هي حرام. ولكن ان يبيحها فذلك يحتاج - 02:12:26ضَ

الى تدقيق البيان واستخراج الدليل من ضباب الشبهات. ومصلحة الدعوة لمن يرى مصلحتها قبل مصلحته النفسية. اولى يجدر بالنظر فيما يسلك بها مسالك الرشد والفلاح. لا من يسد عليها جميع الابواب ويلقي بالمفاتيح في البحر. ثم يقول للناس - 02:12:45ضَ

نحن في ازمة ورحم الله الشاعر القائل والقاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء ان الامن السياسي للحركة ليس امنا لافرادها بالقصد الاول. وانما هو امن للفكرة التي تحملها. ودعوى الاتهام لهذه - 02:13:05ضَ

او تلك بانها تختار السهل وتركب الهون جبنا وخوفا من التعرض للاذى هو اسهل ما يلجأ اليه من لا يملك حظا من النظر يمكنه من ادراك شيء من فقه الاولويات - 02:13:24ضَ

فقه الموازنات ان على الحركة ان تدفع في اتجاه السلم السياسي والاستقرار الامني. ما وجدت الى ذلك سبيلا. لان ذلك اصلح للمبدأ اسلامي وانتشار التدين بين سائر الناس من كل شرائح المجتمع فذلك وحده كفيل باذن الله بمدافعة الفجور السياسي - 02:13:41ضَ

بشكل تلقائي وتحصين الناس كل الناس بحاسة معرفة المعروف وانكار المنكر الشرط الثاني الامن الاقتصادي والمقصود بالامن الاقتصادي الوضع المالي للحركة الكفيل بتجذير اثرها في المجتمع. وامتدادها في الزمان والمكان وتوجيهها - 02:14:02ضَ

عجلة الاجتماعية والسياسية من خلال الحركة الاقتصادية ان الحركة التي ما تزال تعتمد في نشاطها على اسهامات افرادها. وتضحيات اعضائها هي حركة مهما ظنت انها متسعة محدودة جدا حجما واثرا. ان التجذير الاقتصادي للحركة يعني امتدادها في المجال الاقتصادي الضخم استثمارا واستيعابا - 02:14:23ضَ

فاما الاستثمار فهو انشاء المشاريع والاسهام فيها ولو بالقليل في البداية ورعاية ذلك وتنميته. واما الاستيعاب فهو العمل الجاد على مد ظلال الدعوة الى كبار المستثمرين وارباب الاموال. وكذا اطر الشركات ومستخدميها. وهذا يؤدي اذا احسن - 02:14:47ضَ

قلنا له الى ضمان استقرار اقتصادي للدعوة. وتمكينها من التأثير الاجتماعي والسياسي من خلال البوابة الاقتصادية. وسواء كانت حركة كتنظيم هي المالكة لهذه المنشآت الاقتصادية او تلك او كانت الدعوة كتدين هي المالكة لها. فان المآل في نهاية المطاف - 02:15:07ضَ

في واحد هو القوة الاقتصادية في مواجهة الفجور السياسي. والذي يدرك ما للاقتصاد من اثر خطير في التوجيه الاجتماعي والسياسي يعلم جدية هذا الكلام واثره الكبير في حسم المعركة لصالح التدين - 02:15:27ضَ

ان الامن الاقتصادي يحقق طمأنينة للعمل الدعوي تضمن له الامتداد في الزمان والمكان. وتشعره بالتجذر القوي في المجتمع. ومؤسسة وعدم ذلك كله يجعل العمل الاسلامي قلقا مضطربا. يكفي تأخير الحوالات اعضائه شهرا واحدا - 02:15:44ضَ

الاجهاز عليه. ومعلوم ان الغالبية من اعضاء التنظيمات الاسلامية رجال تعليم او موظفون صغار او متوسطون او مهنيون او طلبة عاطلون. وقليل من شذ منهم عن هذه الدوائر ان الامن الاقتصادي في ظل الاستقرار شرط لكنه هو نفسه مشروط وشرطه هو الشرط الاول الامن السياسي. فلامكان للحديث - 02:16:04ضَ

ما ذكرناه من تجذر اقتصادي الا في ظل استقرار سياسي للعمل الاسلامي. لان المعلومة في السياسة والاقتصاد كليهما ان عدم القرار السياسي مؤد الى عدم الاستقرار الاقتصادي. والعكس صحيح. ان المال والاستثمار ينفران من كل الظروف السياسية - 02:16:30ضَ

وحكم الحركة على نفسها بالبقاء في قفص الاتهام السياسي هو حكم عليها بالحصار الاقتصادي ايضا. وهو ما يحرمها اداة واي اداة من كبريات التقنيات للتأثير الاجتماعي والسياسي والعمل الاجتماعي الخيري الذي لا تغطيه رؤوس اموال قوية وامدادات حية هو عمل ميت. وكذا الدعوة التي لا تملك قوة اقتصادية - 02:16:50ضَ

قضية محترمة في المجتمع لن تتمكن من حسم المعركة في اطار التدافع المذهبي والايديولوجي والسياسي الا في حدود محدودة من هنا ترابط الشرطان الامن السياسي والامن الاقتصادي لتوفير المناخ الصالح لامتداد حركة التدين في المجتمع - 02:17:15ضَ

وتمكنها من رسم اللون المختار لتوجهه المؤسسي والبشري على السواء خاتمة وبعد فقد تبين ان العمق الاستراتيجي للدعوة والعمل الاسلاميين انما هو تدين المجتمع. كما تبين ان اخطر ما يهدد ذلك هو - 02:17:35ضَ

وموجة الفجور السياسي المنظم والمسلط على الامة عبر مؤسسات واحزاب وحكومات وظواهر اجتماعية مصنوعة ومدعومة الا ان الحركة الاسلامية بالمغرب وهي تقف ازاء ذلك كله تعاني من اضطراب في الفهم او في الوجدان النفسي او في طرائق التخطيط - 02:17:53ضَ

تنزيل او في ذلك كله جميعا والحركة الاسلامية بجميع اصنافها الاحتجاجية والاستيعابية هي حركة تدافعية بالمعنى القرآني للكلمة. من قول الله عز وجل ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض - 02:18:14ضَ

التدافع اذا هو القاسم المشترك لشتى التنظيمات والتصورات الاجتهادية في المجال الدعوي. لكن حصول ذلك في اطار ما اشرت اليه من نقص مخل في ميزان القوى وشروط العمل الدعوي الموجه للفجور السياسي يجعل الحاجة ماسة الى عمل نقدي ذاتي - 02:18:32ضَ

من مستعجل يمارسه الافراد العاملون والهيئات لهذه الحركة او تلك وان حركة تعزل نفسها عن النقد الذاتي الصادر من الافراد او المؤسسات. لهي حركة قد حكمت على نفسها بالخروج من حركية التاريخ - 02:18:52ضَ

متجددة وترى الم يأن الأوان لإعمال منطق المراجعة في الصف الإسلامي ليس للبرامج والوسائل فحسب ولكن ايضا للمنطلقات الاجتهادية والفهوم التأويلية للاحكام والمنظومات الموجهة لهذا الاتجاه او ذاك - 02:19:08ضَ