كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (418) - المَجْدُ عُوفِيَ إِذْ عُوفِيْتَ والكَرَمُ

أيمن العتوم

00:55:09
الشعر

ووردَ على سيف الدّولة فُرسانُ طرسوس وأذَنَة والمَصِّيصَة، ومعهم رسول مَلِك الرّوم، في طلبِ الهُدنة يوم الأحد لثلاثَ عشرةَ ليلةً خلتْ من المُحرَّم سنة أربعٍ وأربعين وثلاثِمئةٍ، فقال أبو الطّيّب يمدحه، وأنشَدضها بحضرته وقتَ دُخُولهم:
1. أَرَاعَ كَذَا كُلَّ المُلُوكِ هُمَامُ
وَسَحَّ لَهُ رُسْلَ المُلُوكِ غَمَامُ
2. وَدَانَتْ لَهُ الدُّنْيا فَأَصْبَحَ جَالِسًا
وَأَيَّامُها فِيْمَا يُرِيدُ قِيَامُ
3. إِذَا زَارَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ الرُّومَ غازِيًا
كَفَاهَا لِمامٌ لَوْ كَفَاهُ لِمامُ
4. فَتًى تَتْبَعُ الأَزْمَانُ فِي النَّاسِ خَطْوَهُ
لِكُلِّ زَمَانٍ فِي يَدَيْهِ زِمَامُ
5. تَنَامُ لَدَيْكَ الرُّسْلُ أَمْنًا وَغِبْطَةً
وَأَجْفَانُ رَبِّ الرُّسْلِ لَيْسَ تَنَامُ
6. حِذارًا لِمُعْرَوْرِي الجِيَادِ فَجَاءَةً
إِلى الطَّعْنِ قُبْلاً مَا لَهُنَّ لِجَامُ
7. تُعَطَّفُ فِيْهِ وَالأَعِنَّةُ شَعْرُهَا
وَتُضْرَبُ فِيْهِ وَالسِّيَاطُ كَلامُ
8. وَمَا تَنْفَعُ الخَيْلُ الكِرَامُ وَلا القَنَا
إِذَا لَمْ يَكُنْ فَوْقَ الكِرَامِ كِرَامُ
9. إِلَى كَمْ تَرُدُّ الرُّسْلَ عَمَّا أَتَوْا لَهُ
كَأَنَّهُمُ فِيْمَا وَهَبْتَ مَلامُ
10. وَإِنْ كُنْتَ لا تُعْطِي الذِّمَامَ طَوَاعَةً
فَعَوْذُ الأَعَادِي بِالكَرِيمِ ذِمَامُ
11. وَإِنَّ نُفًوسًا أَمَّمَتْكَ مَنِيْعَةٌ
وَإِنَّ دِمَاءً أَمَّلَتْكَ حَرَامُ
12. إِذَا خَافَ مَلْكٌ مِنْ مَلِيْكٍ أَجَرْتَهُ
وَسَيْفَكَ خَافُوا وَالجِوَارَ تُسَامُ
13. لَهُمْ عَنْكَ بِالبِيْضِ الخِفَافِ تَفَرُّقٌ
وَحَوْلَكَ بِالكُتْبِ اللِّطَافِ زِحَامُ
14. تَغُرُّ حَلاوَاتُ النُّفُوسِ قُلُوبَهَا
فَتَخْتَارُ بَعْضَ العَيْشِ وَهْوَ حِمَامُ
15. وَشَرُّ الحِمَامَيْنِ الزُّؤَامَيْنِ عِيْشَةٌ
يَذِلُّ الَّذِي يَخْتَارُهَا وَيُضَامُ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela