كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (424) - عُقْبَى اليَمِيْنِ عَلَى عُقْبَى الوَغَى نَدَمُ

أيمن العتوم

00:47:35
الشعر

وتُحُدِّثَ بحضرة سيف الدّولة أنّ البطريق أقسَمَ عندَ مَلِكِه أنْ يُعارِضَ سيفَ الدّولة في الدّرب، ويجتهدَ في لِقائه، وسَأَلَه إِنْجادَهُ ببطارقته وعُدَدِه، فخيَّبَ الله ظَنّه وأتْعَسَ جَدَّه.
فقال أبو الطّيّب وأنشدَه إيّاها بحلب سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمئة. وهي آخِرُ قصيدةٍ قالَها بحضرة سيف الدّولة.
قال ابن جنّي: قلتُ لأبي الطّيّب وقتَ قراءة هذه القصيدة عليه: إنّه ليسَ في جميع شِعرِكَ أعلى مكانًا من هذه القصيدة، فاعترفَ بذلك وقال: كانتْ وداعًا.
1.
عُقْبَى اليَمِيْنِ عَلَى عُقْبَى الوَغَى نَدَمُ

مَاذَا يَزِيْدُكَ فِي إِقْدَامِكَ القَسَمُ
2.
وَفِي اليَمِيْنِ عَلَى مَا أَنْتَ وَاعِدُهُ

مَا دَلَّ أَنَّكَ فِي المِيْعَادِ مُتَّهَمُ
3.
آلَى الفَتَى ابْنُ شُمُشْقِيقٍ فَأَحْنَثَهُ

فَتًى مِنَ الضَّرْبِ تُنْسَى عِنْدَهُ الكَلِمُ
4.
وَفَاعِلٌ مَا اشْتَهَى يُغْنِيْهِ عَنْ حَلِفٍ

عَلَى الفِعَالِ حُضُورُ الفِعْلِ وَالكَرَمُ
5.
كُلُّ السُّيُوفِ إِذا طَالَ الضِّرَابُ بِهَا

يَمَسُّهَا غَيْرَ سَيْفِ الدَّوْلَةِ السَّأَمُ
6.
لَوْ كَلَّتِ الخَيْلُ حَتَّى لا تَحَمَّلَهُ

تَحَمَّلَتْهُ إِلَى أَعْدَائِهِ الهِمَمُ
7.
أَيْنَ البَطَارِيْقُ وَالحَلْفُ الَّذِي حَلَفُوا

بِمَفْرَقِ المَلِكِ وَالزَّعْمُ الَّذِي زَعَمُوا
8.
وَلَّى صَوَارِمَهُ إِكْذَابَ قَوْلِهِمُ

فَهُنَّ أَلْسِنَةٌ أَفْوَاهُها القِمَمُ
9.
نَواطِقٌ مُخْبِرَاتٌ فِي جَمَاجِمِهِمْ

عَنْهُ بِمَا جَهِلُوا مِنْهُ وَمَا عَلِمُوا
10.
الرَّاجِعُ الخَيْلَ مُحْفَاةً مُقَوَّدَةً

مِنْ كُلِّ مِثْلِ وَبَارٍ أَهْلُهَا إِرَمُ
11.
كَتَلِّ بِطْرِيْقٍ المَغْرُورِ سَاكِنُهَا

بِأَنَّ دَارَكَ قِنَّسْرِينُ وَالأَجَمُ
12.
وَظَنِّهِمْ أَنَّكَ المِصْبَاحُ فِي حَلَبٍ

إِذَا قَصَدْتَ سِوَاها عَادَهَا الظُّلَمُ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela