كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)

كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي) - حلقة (448) - لَيْسَ عَزْمًا مَا مَرَّضَ المَرْءُ فِيْهِ

أيمن العتوم

00:54:57
الشعر

وخرج أبو الطّيّب إلى جبل جرش، وهي مدينةٌ عظيمةٌ نُسِبَ إليها الجبل، فنزل بعلي بن أحمد المُرّي الخُراسانيّ، وكانتْ بينهما مودّةٌ بطبريّة، فقال يمدحه... القصيدة:
وذكر البدوي المُلثَّم في كتابه (أطلال جرش) أنّ المُتنبّي لجأ إلى جرش سنة 333ه إلى حاكم جرش وعجلون (عليّ بن أحمد المُرِّي الخُراسانيّ) فرارًا من حاكم طبريّة بدر بن عمّار الأسديّ، ودسائس شاعرٍ شعوبيّ أعور يُدعَى (ابْن كَرَوَّس) كان يُنافِسُه، واستطاع أنْ يُوغِرَ صدر ابن عمّارٍ عليه، وقد لَبِثَ المتنبّي في حِمى الخُراسانيّ ردحًا من الزّمن، ونَظَمَ الكثير من قصائده في ربوع الأردنّ الشّماليّة، لكنّ مكائد ابْنِ كَرَوَّس أدرَكَتْه حيثُ استطابَ المُقام، فَعَجّل بالرّحيل، ونظم قصيدةً طويلةً يُودّع بها حاكم جرش وعجلون ومطلعها.. القصيدة..."
1. لا افْتِخَارٌ إِلّا لِمَنْ لا يُضَامُ
مُدْرِكٍ أَوْ مُحَارِبٍ لا يَنَامُ
2. لَيْسَ عَزْمًا مَا مَرَّضَ المَرْءُ فِيْهِ
لَيْسَ هَمًّا مَا عَاقَ عَنْهُ الظَّلامُ
3. وَاحْتِمَالُ الأَذَى وَرُؤْيَةُ جَانِيْـ
ـهِ غِذَاءٌ تَضْوَى بِهِ الأَجْسَامُ
4. ذَلَّ مَنْ يَغْبِطُ الذَّلِيلَ بِعَيْشٍ
رُبَّ عَيْشٍ أَخَفُّ مِنْهُ الحِمَامُ
5. كُلُّ حِلْمٍ أَتَى بِغَيْرِ اقْتِدَارٍ
حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيْهَا اللِّئَامُ
6. مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيْهِ
مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيْلامُ
7. ضَاقَ ذَرْعًا بِأَنْ أَضِيْقَ بِهِ ذَرْ
عًا زَمَاني وَاسْتَكْرَمَتْنِي الكِرَامُ
8. وَاقِفًا تَحْتَ أَخْمَصَيْ قَدْرِ نَفْسِي
وَاقِفًا تَحْتَ أَخْمَصَيَّ الأَنَامُ
9. أَقَرَارًا أَلَذُّ فَوْقَ شَرَارٍ
وَمَرَامًا أَبْغِي وَظُلْمِي يُرَامُ
10. دُوْنَ أَنْ يَشْرَقَ الحِجَازُ وَنَجْدٌ
وَالعِرَاقَانِ بِالقَنَا وَالشَّآمُ
11. شَرَقَ الجَوِّ بِالغُبَارِ إِذَا سَا
رَ عَلِيُّ ابْنُ أَحْمَدَ القَمْقَامُ
12. الأَدِيْبُ المُهَذَّبُ الأَصْيَدُ الضَّرْ
بُ الذَّكِيُّ الجَعْدُ السَّرِيُّ الهُمَامُ
13. وَالَّذِي رَيْبُ دَهْرِهِ مِنْ أُسَارَا
هُ وَمِنْ حَاسِدِي يَدَيْهِ الغَمَامُ
14. يَتَدَاوَى مِنْ كَثْرَةِ المَالِ بِالإِقْـ
ـلالِ جُوْدًا كَأَنَّ مَالاً سَقَامُ

Download transcription
Transcriptions Hadiths Shamela