Transcription
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فان من اعظم الاخلاق الكريمة - 00:00:00ضَ
التي حث عليها الاسلام خلق الصبر وقد ورد في القرآن الكريم في اكثر من تسعين موضعا. وما ذاك الا لضرورته للمسلم فان فان الانسان قد خلق في كبد كما قال سبحانه لقد خلقنا الانسان في كبد - 00:00:16ضَ
الانسان في هذه الحياة يكابد مصاعبها ومتاعبها ومشاقها ومصائبها. فلا بد من الصبر فهذه الحياة الدنيا متقلبة ومتغيرة ولا تدوم لاحد ولا تثبتوا على حال ولهذا على المسلم ان يستحظر معنى الصبر وان - 00:00:35ضَ
يدرب نفسه عليه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يتصبر يصبره الله. الذي يتكلف خلق الصبر يصبح خلقا راسخا له ولكن ما معنى الصبر؟ وما المقصود بالصبر؟ هذه المادة الصاد والباء والراء - 00:01:01ضَ
معناها في اللغة العربية الحبس فعلى هذا يكون معنى الصبر حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن الافعال المحرمة هو يعني ان يحبس نفسه وجوارحه عن الافعال غير اللائقة وعن التشكي والتسخط والجزع ونحو - 00:01:19ضَ
لذلك فهذا هو الصبر المأمور به. وقد جعله الله تعالى سببا للفلاح. فقال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا اتقوا الله لعلكم تفلحون واخبر سبحانه بانه يحب الصابرين فقال والله يحب الصابرين وتكرر هذا في القرآن في عدة مرات في ان الله تعالى يحب الصابرين. واخبر - 00:01:43ضَ
للصابرين. قال والله مع الصابرين واخبر جل وعلا بان ثواب الصبر انه لا يقدر بعدد معين فقال انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وصف الصبر ثوابه عظيم بل لا حد لثوابه. يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب - 00:02:10ضَ
والصبر يكون على طاعة الله ويكون عن معصية الله ويكون على اقدار الله المؤلمة التي يصاب بها الانسان. اما الصبر على طاعة الله عز وجل فيصبر المسلم نفسه على الواجبات الشرعية - 00:02:36ضَ
يؤديها كما امره الله عز وجل ربما يجد صعوبة في اداء بعضها لكن عليه ان يصبر وان يستحظر ان ما عند الله خير وابقى فمثلا كون الانسان يستيقظ من نومه لصلاة الفجر مع الجماعة في المسجد - 00:02:51ضَ
ويترك لذة النوم والراحة والدفء ويذهب خاصة في برودة الجو يذهب للمسجد ليؤدي فريضة الله عز وجل هذا يحتاج الى صبر من صبر عظيم كما قال سبحانه وانها اي الصلاة لكبيرة الا على الخاشعين - 00:03:13ضَ
النوع الثاني او القسم الثاني الصبر عن معصية الله عز وجل فان المعاصي قد تكون تنجرف لها النفس وتهواها النفس تحتاج النفس الى نهي والى صبر كما قال سبحانه واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى - 00:03:33ضَ
فان الجنة هي المأوى فيصبر الانسان نفسه عن الوقوع في المعاصي. المعاصي القولية والمعاصي الفعلية وجميع المعاصي والقسم الثالث الصبر على اقدار الله. المؤلمة التي يقدرها على عباده وهذه لابد منها - 00:03:53ضَ
كما قال سبحانه ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون - 00:04:14ضَ
عندما تقع المصيبة للانسان يجب عليه ان يصبر وينبغي ان يأتي بما ورد ومن ذلك ما جاء في الاية. ان يقول انا لله وانا اليه راجعون فانه اذا قالها ينال هذا الثواب المذكور في الاية - 00:04:35ضَ
اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون وايضا جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا اصابته مصيبة يقول قدر الله وما شاء فعل - 00:04:53ضَ
وان اصابك شيء فلا تقول لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وايضا جاء في حديث ام سلمة ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلفه خيرا منها - 00:05:09ضَ
هذه قد يعني هذه الامور الثلاثة وردت بها النصوص انا لله وانا اليه راجعون. قدر الله وما شاء فعل. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها مع الصبر وذلك بحبس النفس عن الجزع وعن التشكي والتسخط والاعتراظ على قظاء الله وقدره. والانسان عندما تقع له المصيبة لا يخلو الامر من - 00:05:30ضَ
الحالة الاولى حال الجزاء والتسخط وذلك بان يجزع بقلبه وان يتسخط بلسانه كان يعترض على قضاء الله وقدره فبعض الناس يقول لماذا اصب بهذه المصيبة؟ ما الذي فعلت حتى اصاب بهذه المصيبة؟ لماذا اصاب من بين سأر الناس ونحو ذلك - 00:05:54ضَ
التي فيها اعتراض على القضاء والقدر والتسخط والتشكي او يأتي بافعال محرمة كشق الجيوب ولطم الخدود ولف الشعر ونحو ذلك هذا العمل محرم بل من كبائر الذنوب قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. الحالة الثانية الصبر - 00:06:17ضَ
وذلك بان يحبس نفسه عن الجزع. ويحبس لسانه عن التسخط جوارحه عن الافعال المحرمة مع انه قد لا يكون راضيا بالمصيبة وهذا حكمه الوجوب يجب على الانسان ان يصبر والحال الثالث الرضا وهي مرتبة فوق الصبر - 00:06:45ضَ
وذلك بان يرظى بما قدره الله تعالى وقضاه عليه من هذه المصيبة ويعلم انها بقضاء الله وقدره فيسلم ويستسلم لامر الله عز وجل وهذه المرتبة مرتبة الرضا بالمصيبة مرتبة علية لا ينالها الا قلة من البشر - 00:07:05ضَ
وهم اولياء الله عز وجل ولهذا فحكمها انها مستحبة وليست واجبة في ارجح اقوال اهل العلم لان اكثر الناس لا يستطيعون الوصول لهذه المرتبة وهناك مرتبة اخرى فوق مرتبة الرضا وهي مرتبة الشكر - 00:07:27ضَ
تتضمن الرضا والزيادة ويرضى بمصيبة ويحمد الله ويشكره على ما قظى وقدر ويرى ان الدنيا لا تستحق ان يتسخط وان يتشكى وان ما عند الله خير وابقى فتجده يأتي بما ورد عند وقوع المصيبة ويحمد الله تعالى ويشكره - 00:07:45ضَ
واذا قلنا ان الرضا مستحب الشكر مستحب من باب اولى اذن احوال الانسان عندما تقع له المصيبة اما التسخط والتشكي وبالقول او الفعل هذا محرم واما الصبر وهذا واجب واما الرضا وهذا مستحب. واما الشكر وهو مستحب كذلك - 00:08:06ضَ
- 00:08:31ضَ