خطب الجمعة

كيف تربي نفسك على الجود؟ (خطبة 12-9-1437هـ) أ.د.عمر المقبل

عمر المقبل

يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله تعالى. ايها الاحبة روى البخاري في صحيحه - 00:00:00ضَ

في عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان - 00:00:24ضَ

حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. فاذا لقيه جبريل كان اجود بالخير من الريح المرسلة. هذا رسولكم يا امة محمد. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:44ضَ

كان اجود الناس في كل وقت فاذا دخل رمظان ولقي جبريل ودرسه بكلام رب العالمين ازداد جوده حين يجتمع له شرف ثلاثة امور. شرف الصاحب وشرف الزمان وشرف الكلام الذي يتدارس فيه وما ذاك الا لان مدارسة القرآن تجدد العهد وتربي النفس على - 00:01:04ضَ

للمزيد من غناها. فالغنى سبب الجود. ورمضان موسم الخيرات. لان نعم الله على عباده في فيه زائدة على غيره. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤثر متابعة سنة الله في عباده - 00:01:34ضَ

مجموع ما ذكر فبمجموع ما ذكر من الوقت والمنزول به والنازل به والمذاكرة حصل تزيد في الجود والعلم. فمن اراد تربية نفسه على الجود ايها المسلمون. ومن اراد التأسي بنبيه صلى الله عليه - 00:01:54ضَ

وسلم فليغتنم هذا الشهر الكريم. وليجتهد في تأمل وتدبر كلام رب العالمين. وان تيسر يدارسه القرآن ليفتح له وليذكره بالمعاني التي تبعث في النفس. تبعث النفس على الهمة العالية فهذا احسن وان لم يتيسر فليجتهد في تدبر الرسائل القرآنية التي جاوزت - 00:02:14ضَ

المئة رسالة التي تربي في النفس التي تربي في النفس الجود والبذل والعطاء في هذا الشهر الكريم ومن تلكم الرسائل ان اجر ان اجر النفقة مع الاخلاص مضاعف الى اضعاف - 00:02:44ضَ

تبلغ السبعمائة ضعف واكثر. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض ويبسط. واليه ترجعون. ويقول عز وجل مثل الذين اموالهم في سبيل الله كمثل جنة كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة - 00:03:04ضَ

والله يضاعف لمن يشاء. والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم. ومن تلك الرسائل ان المنفق مقرض لله عز وجل بنفقته. من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ولله المثل الاعلى لو ان احدنا طلب منه احد التجار الكبار سلفة او قرضا حسنا ووعده - 00:03:34ضَ

التاجر بالرد خلال مدة قصيرة لوثق بل ايقن برد هذا التاجر لذلك القرظ. فكيف اذا كان الذي بالوفاء هو من اعطاك اولا. وهو من بيده خزائن السماوات والارض. ومن تلكم - 00:04:04ضَ

والرسائل القرآنية التي تربي في المسلم صفة الجود والبعد عن الشح ان يتذكر المنفق انه انما يقدم بنفقته لنفسه. انما يقدم بنفقته لنفسه في حقيقة الامر. يقول عز وجل الله قرضا حسنا وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا - 00:04:24ضَ

فمن استشعر انه انما يقدم لنفسه بادر. واندفع عنه العجب. واندفعت عنه المنة بالنفقة ويتذكر ايضا انه اذا بخل بنفقته فانما يبخل عن نفسه بحرمانها الاجر والثواب. ها انتم هم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله. فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. والله الغني - 00:04:54ضَ

وانتم الفقراء. والله الغني وانتم الفقراء. وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم لكم ومن تلكم الرسائل القرآنية التي تربي في المسلم خصلة الجود ان يتذكر انه في الحقيقة - 00:05:24ضَ

انه انما ينفق من مال الله انه انما ينفق من مال الله الذي استخلفه الله عليه. وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالذين امنوا منكم وانفقوا لهم اجر كبير. وان يتذكر ان ما يملك - 00:05:44ضَ

اليوم من مال سيزول ملكه عنه يوما ما ويؤول الى مالكه الحقيقي وهو الله جل وعلا وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض. فمن تذكر هاتين الحقيقتين - 00:06:04ضَ

كان حريا به ان يبادر بالانفاق قبل ان يخرج عن ملكه. ومما يرغب المؤمن في البدن والانفاق ان كل نفقة ينفقها صغيرة كانت ام كبيرة فان الله تعالى يعلمها. وكفى بها - 00:06:24ضَ

راحة وباعثا على البذل ولو بالقليل. وما انفقتم من شيء من نفقة او نذرتم من نذر فان الله ايعلمه وما للظالمين من انصار. ويقول تعالى وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم. وتأمل - 00:06:44ضَ

ايها المؤمن حديث القرآن عن شأن النفقة في غزوة تبوك. في تلك الساعة التي سماها الله تعالى ساعة العسرة كيف اثنى عز وجل على اولئك الصحب الكرام ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة - 00:07:04ضَ

ولا يقطعون واديا الا كتب لهم. ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون. فلا تحتقر يا عبد الله شيئا تنفقه. فمن انفق حسب وسعه فقد بلغ درجة في الجود عظيمة. وقد روي عن ام المؤمنين عائشة - 00:07:24ضَ

عائشة رضي الله عنها انها تصدقت مرة بعنبة فقالت كم فيها من مثاقيل الذر؟ ثم قرأت قول الله عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومما يدفع المسلم للبذل وهو - 00:07:44ضَ

هذه الرسائل القرآنية ان يعلم انه ما من نفقة ينفقها العبد الا اخلفها الله عليه لقوله سبحانه وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. بل ان الملائكة تدعو في - 00:08:04ضَ

في صبيحة كل يوم للمنفقين. كما انها في الوقت ذاته تدعو على الممسكين. ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان ينزلان فيقول احدهما اللهم - 00:08:24ضَ

اعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا. اما الخلف فسيقع قطعا في الاخرة لمن صحت نيته وانتفت الموانع في حقه. كالمنة ونحوها. ولكنه ايضا قد يتحقق الخلف العاجل في الدنيا. اما - 00:08:44ضَ

بالمال واما ان يكون الخلف انشراحا يجده العبد في صدره. وراحة في باله وهاتان اعني انشراح والراحة تشترى والله بمثاقيل الجبال ذهبا. ويدرك معناها وقيمتها من ابتلي بالهم والحزن عياذا بالله منهما. ومما يربي في المسلم خلق الجود. تذكروا لحظة الاحتضار. التي - 00:09:04ضَ

سيمر بها اكثر الناس. فاذا كان العبد معتادا على البذل والجود فسيعيده الله من تلك اللحظة عصيبة التي صورها القرآن بقوله وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت - 00:09:34ضَ

فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب. لماذا؟ لماذا؟ فاصدق واكن من الصالحين فتأمل يا عبد الله كيف صار الانفاق من اكبر امان المحتضرين يتمنى ولو بريال واحد. فاجتهد يا عبد الله في تربية نفسك حتى لا تتمنى هذا الموقف العصيب - 00:09:54ضَ

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه انه هو الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله - 00:10:24ضَ

نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. فان الحديث السابق كله كان عن صورة من صور الجود النبوي وكيف يربي المسلم نفسه على هذا الخلق العظيم. واذا ذكر الجود المالي - 00:10:44ضَ

فانه يشمل الواجب والنفل. وان كان الحديث عن الجود عند الاطلاق يتجه للنفل. اذ الواجب لا ان فيه بل التفريط فيه يجعل العبد عرضة للوعيد الشديد. وعلى رأس ذلك التقصير في اداء الزكاة - 00:11:04ضَ

المفروضة التي جعلها الله تعالى ثالث اركان دين الاسلام. ووعد عز وجل المزكين بالاجر العظيم كما توعد الباخلين بها بالوعيد الذي ترتجف له القلوب. كيف يفكر مسلم بترك الزكاة فضلا عن ان يفعل ذلك وهو يسمع قول الله عز وجل والذين يكنزون الذهب والفضة ولا - 00:11:24ضَ

في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم. يوم يحمى عليها في نار جهنم. فتكوى بها جباه وظهورهم هذا ما بها جباههم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا. فذوقوا ما كنتم تكنزون. ام كيف يبخل بها وقد - 00:11:54ضَ

وعيد الله في من بخل بها بقوله ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض. والله بما - 00:12:24ضَ

تعملون خبير والمشاهد في واقع الناس يجد ان الاكثرين بحمد الله يزكون ولكن المشاهدة ايضا من خلال اسئلة الناس من خلال اسئلة الناس ان عددا كثيرا منهم لا يسألون عن - 00:12:44ضَ

هذه الفريضة فكم حملة اسئلة من تساؤل بعضهم عن زكاة مال جمعه للزواج مثلا او لبناء بيت فيتركه سنوات طويلة لا يزكيه لماذا؟ ظنا منه انه لا زكاة فيه او يعرض ارضه للتجارة - 00:13:04ضَ

وليس للتخلص يعرض ارضه للتجارة. يتربص بها ارتفاع السعر. فلا تباع عدة سنوات ثم لا يزكيها هذا يظن انها لا تجب عليه الا اذا باعها عن سنة واحدة. في سلسلة من الاسئلة التي تدل على - 00:13:24ضَ

ان هناك تقصيرا ظاهرا في السؤال عن احكام هذا الركن العظيم. فاتقوا الله عباد الله وتفقهوا في دينكم وخصوصا فيما تتلبسون به من عبادة او معاملة. اللهم فقهنا في ديننا وقنا شح انفسنا. اللهم - 00:13:44ضَ

في ديننا وقنا شح انفسنا واجعلنا من عبادك المفلحين. اللهم بارك لنا فيما رزقتنا من مال وزوج وولد واجعلها عونا لنا على طاعتك يا رب العالمين - 00:14:04ضَ