كيف نفهم هذه الآية

كيف نفهم هذه الآية | الآية 101 من سورة النساء

خالد السبت

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمن الايات التي قد يستشكل فهمها الاية الاولى بعد المئة في سورة النساء - 00:00:01ضَ

وهي قوله تبارك وتعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا فظاهر هذه الاية لو بقينا معه وعملنا بمقتضاه فان ذلك قد يفهم منه ان قصر الصلاة - 00:00:32ضَ

انما يجوز في هذه الحالة فقط ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا. يعني في حال الخوف من هجوم الكفار على المسلمين وهم يصلون فيجوز لهم القصر في هذه الحال فهل هذا هو المراد - 00:00:56ضَ

بمعنى اننا لو اعملنا مفهوم المخالفة يعني ان لم نخف ان يفتننا الذين كفروا فليس لنا ان نقصر من الصلاة. هذا يسميه الاصوليون مفهوم المخالفة ان خفتم جاز يعني ان لم تخافوا لم يجوز. ومفهوم المخالفة لا شك انه حجة - 00:01:20ضَ

لكن هنا لا يحتج به هنا في هذا الموضع لان هناك نحو سبعة مواضع لا يحتج بها بمفهوم المخالفة هذا مثال على واحد منها وهو ان تكون الاية او النص - 00:01:45ضَ

قد جاء موافقا لواقع معين. ما هو الواقع المعين هنا الناس كانوا بعد الهجرة في حال خوف اعني المسلمين في حرب فكانوا يتخوفون الكفار فنزلت هذه الاية على وفاق هذا الواقع - 00:02:06ضَ

فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا يعلى ابن امية سأل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الاية كيف نقصر وقد امنا - 00:02:27ضَ

فقال سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته بمعنى ان قصر الصلاة في حال الامن مشروع وهو صدقة تصدق الله بها علينا - 00:02:46ضَ

فليس من شرط قصر الصلاة في السفر ان يكون الانسان في حال الخوف اذا لماذا ذكر الله عز وجل فيها هذا القيد؟ ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا بناء على الواقع - 00:03:06ضَ

حينما نزلت هذه الاية فان سورة النساء من السور النازلة في المدينة وكان الجهاد قد شرع في المدينة وكان الناس في حال حرب فنزلت على وفاق ذلك الواقع. ولهذا فان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما امن وفتح مكة - 00:03:22ضَ

قصر الصلاة في مكة وقصرها في منى ويقول ابن عمر رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة هذه واحدة - 00:03:43ضَ

والاية الاخرى ايضا في سورة النساء وهي قوله تبارك وتعالى عن المنافقين الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين - 00:03:57ضَ

فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. هذا الجزء هو الذي اريد ان اتحدث عنه لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. يتساءل كثير من الناس - 00:04:17ضَ

يقولون الكفار الان قد تسلطوا على المسلمين. في مشارق الارض ومغاربها واصبح المسلمون كلأ مباحا يعبث بهم اراد للخلق احط الخلق واردى الخلق وارذل الخلق هم اليهود ومع ذلك يستعرضون قوتهم - 00:04:35ضَ

ويضربون ما شاءوا ويتوعدون ما شاءوا ويفعلون كل ما يريدون يخطفون ثمانية وزراء في ليلة واحدة هذا منفعة له منتهى التبجح ويفسدون ويضربون الجسور ويضربون المطار ويضربون في لبنان وفعلوا كل ما فعلوا وفي غير لبنان - 00:04:55ضَ

فضلا عن من هم اعظم من اليهود واكبر فتكا وقوة وشرا يفسدون في مشارق الارض ومغاربها والمسلمون تحمل جثثهم بالاكوام ما ترى الا الدماء والاشلاء والعجائز يرفعن ايديهن الى السماء يدعون الله عز وجل - 00:05:18ضَ

خلاص من هذا الظلم والاضطهاد فكيف قال الله عز وجل ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا من اهل العلم من قال المراد لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا شرعا - 00:05:40ضَ

لن يجعل لهم عليهم سبيلا شرعا فتسلطهم على المسلمين حرام لا يجوز شرعا اما قدرا فلا يحصل في الكون تحريكه ولا تسكينه الا بارادة الله عز وجل. هذا معنى هذا الكلام - 00:05:59ضَ

وهو قول قال به طائفة من السلف رضي الله عنهم القول الاخر لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا يعني في الاخرة وبهذا فسرها علي رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عن الجميع - 00:06:16ضَ

علي رضي الله عنه جاءه رجل وسأل عنها قال ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وها هم الكفار قد ينالون من المسلمين فقال ادنه فدنى فقال اذنه فدنى فقال فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين - 00:06:34ضَ

على المؤمنين سبيلا. يقول علي رضي الله عنه ان اولها يفسر اخرها. فالله يحكم بينكم يوم القيامة. ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا في الاخرة يوم القيامة وهذا الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله. ما معنى هذا الكلام - 00:06:54ضَ

معنى هذا الكلام لن يجعل للكافرين حجة وبرهان وسلطان لان السلطان والسبيل هنا اي لا يكون لهم حجة يحتجون بها. بمعنى الاية في المنافقين الذين يتربصون بكم فهي في المنافقين - 00:07:15ضَ

فلو ان المنافقين دخلوا الجنة لاحتج الكفار وقالوا على اي شيء دار القتال بيننا وبينكم والمفاصلة في الدنيا ثم بعد ذلك دخول النار بالنسبة للكفار مع ان المنافقين يوافقونهم في الباطن فهم كفار مثلهم فدخلوا الجنة - 00:07:35ضَ

فيكون ذلك حجة لمن للكفار يقولون هؤلاء كفار في الباطن اللي هم المنافقين فكيف دخلوا الجنة ولماذا قامت الحرب بيننا وبينكم وهؤلاء كانت نهايتهم الجنة وهم كفار في باطن الامر - 00:07:57ضَ

فيكون ذلك حجة للكفار على المسلمين فالله قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة فيدخل المنافقين كما قال ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار يدخل المنافقين النار ولن يجعل للكافرين - 00:08:16ضَ

على المؤمنين سبيلا يحتجون به عليكم. هذا معنى كلام علي رضي الله عنه. وابن عباس وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير الطبري ولعل من الاقوال الجيدة في الاية ولعله احسن من هذا كله - 00:08:33ضَ

هو ان ذلك بالنسبة للمؤمنين حقا ولن يجعل الله للكافرين على من على المؤمنين يعني المؤمنين حقيقة ما هو اي مؤمنين ضعفاء الايمان المترددون المتشككون لا المؤمنون حقا وهذا قال عنه ابن العربي المالكي رحمه الله قال انه حسن جدا يعني هذا القول - 00:08:50ضَ

واختاره الحافظ ابن القيم رحمه الله وقال ان ذلك بحسب ايمانهم وهذا صحيح فالحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه بمعنى ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فهنا علقه بوصف الايمان - 00:09:23ضَ

فنفى ان يكون لهم سبيل عليهم بحسب ايمانهم لا يكون للكافرين عليهم سبيل على حسب الايمان لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين حقا الكمل لن يجعل الله لهم عليهم سبيلا في الدنيا - 00:09:49ضَ

فضلا عن الاخرة واما اذا ضيعوا امر الله عز وجل وتركوه وراء ظهورهم وصاروا يحسننا الظن بعدوهم ويسيئنا الظن باخوانهم فمثل هؤلاء طبيعي ان الله يعاقبهم الا ان لطف بهم - 00:10:11ضَ

هؤلاء يستحقون العقوبة فهم مذنبون فيتسلط عليهم الكفار يرون منهم ما يكرهون فاسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم ويجعلنا واياكم هداة مهتدين. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:10:32ضَ

- 00:10:51ضَ