كيف نفهم هذه الآية

كيف نفهم هذه الآية | الآية 107 من سورة هود

خالد السبت

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو الموضع الرابع والاخير الذي نقف عنده من سورة هود - 00:00:00ضَ

عليه الصلاة والسلام فالله جل جلاله في هذه السورة ذكر الانبياء عليهم الصلاة والسلام من نوح الى موسى صلوات الله عليهم اجمعين وذكر ما جرى لهم من اقوامهم ومعهم من التكذيب - 00:00:21ضَ

ورد دعوتهم ورميهم بالوان الاباطيل وما نتج عن ذلك من وقوع العقوبات ونزول المثلات بهؤلاء الامم الذين كذبوا الرسل عليهم الصلاة والسلام ثم بعد هذا قال الله عز وجل وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة - 00:00:45ضَ

ان اخذه اليم شديد كهذا الاخذ الذي وقع لهؤلاء المجرمين يأخذ الله عز وجل كل مجرم ومكذب وظالم ان اخذه اليم شديد ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة - 00:01:14ضَ

ذلك يوم مجموع له الناس هذا استطراد حديث عن عذاب الاخرة بعدما ذكر عذاب الدنيا ذلك يوم مجموع له الناس اي اليوم الاخر وذلك يوم مشهود وما نؤخره الا لاجل معدود - 00:01:37ضَ

يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه يوم عظيم رهيب لا يجترئ فيه احد على الكلام الا باذن الله عز وجل يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقي وسعيد - 00:02:02ضَ

فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق اعاذنا الله واياكم ووالدينا واخواننا المسلمين من النار زفير هو صوت خروج النفس بقوة بصوت والشهيق هو استلهام النفس وسحبه بقوة مع صوت - 00:02:21ضَ

من شدة العذاب والمعاناة لهم فيها زفير وشهيق. تصور هذا المشهد ونكره لشدته لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد - 00:02:43ضَ

وقد سمعتم في الايات التي قرأت بالامس في الصلاة يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها - 00:03:06ضَ

والله ذكر عذابهم في مواضع وهم يصطرخون فيها صراخ شديد فزيد فيه حرف الطاء في العبارة عنه يصطرخون ما قال يصرخون يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل - 00:03:26ضَ

وذكر الله عز وجل الوانا من حالي واوصاف اهل النار اعاذنا الله واياكم جميعا من ذلك يسحبون في النار على وجوههم. ذوقوا مس سقر نحن حينما نشاهد بعض الصور التي تعرض - 00:03:45ضَ

لاقوام ماتوا من التعذيب في العراق او في مكان اخر هذا يدخل في تنور ثم يخرج وقد شوي لحمه واسود هذا قد صب عليه المواد الحارقة واثار الضرب الذي يكسر العظام وقد هشمت جمجمته ونحو ذلك تنقبض النفس - 00:04:04ضَ

ويقشعر البدن ويبقى الانسان تتراءى له هذه الصورة اياما طوالا فكيف بهذا العذاب يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد يجرجرون في النار ويسحبون فيها ويدخل الواحد منهم في النار كما يدخل الوتد في الحائط. ليكون اشد في التعذيب ضيق - 00:04:30ضَ

ونار سوداء مظلمة انها ترمي بشرر كالقصر كانه جمالة صفر كأنه ابل سوداء فالصفرة هنا المراد بها السواد وليس ذلك في يوم او يومين. الانسان قد يفعل به شيء من ذلك في يوم او لحظة ثم يموت - 00:04:55ضَ

ولا يحتمل اما هذا فبلا انقطاع كم يعيش الانسان في الدنيا؟ ستين سبعين سنة هذا مليارات السنين ولا ينتهي ما ينتهي لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون من الابلاس والسكون واليأس ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك يتمنون الموت - 00:05:16ضَ

كفى بك داء ان ترى الموت شافيا وحسب المنايا ان يكن امانيا فماذا يغني اكلة اكلها الانسان او شربة او متعة استمتع بها ثم يبقى بعد ذلك في مثل هذا العذاب - 00:05:41ضَ

خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. لماذا الخلود الخلود لان هؤلاء قد فعلوا فعلا لو مزج بمياه البحار لكدرها الشرك اعظم ذنب واعظم جرم - 00:06:00ضَ

يصرف شكر النعمة في غير من اعطى واستى يخلق ويرزق وتصرف العبادة لغيره سبحانه وتعالى وهؤلاء مهما بقوا من الحياة فانهم مصرون على الكفر ابدا ولهذا يقول الله عز وجل ولو ردوا - 00:06:22ضَ

لعادوا لما نهوا عنه. فالاصرار يعاقبون عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم القاتل والمقتول في النار. قالوا هذا القاتل فما بال قال انه كان حريصا على قتل صاحبه. فيؤاخذ الانسان على العزم. ولهذا كان عذاب الكفار لا ينقطع ابدا مع انهم عاشوا - 00:06:44ضَ

كم عشرين سنة ثلاثين سنة ستين سنة ومع ذلك العذاب مستمر لك ان تطلق المجال لعقلك ليتخيل مليارات المليارات بلا انقطاع من الاعوام ثمان قوله تعالى هنا في هذه الاية وهو الشاهد الذي من اجله اوردتها خالدين فيها ما دامت السماوات والارض - 00:07:04ضَ

والسماوات والارض يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات. فهل معنى ذلك ان عذابهم ينقطع؟ من اهل العلم من قال هذا في الموحدين ما دامت السماوات والارض والاقرب والله تعالى اعلم هو ما ذكره كبير المفسرين ابن جرير وغيره ان العرب قد تعلق الشيء بزائل والمراد - 00:07:26ضَ

التأبيد تقول لا افعله ما تعاقب الليل والنهار لا افعله ما لئلأت العفر باذنابها هذا ينقطع وينتهي لكن المقصود ما غرد طائر ما هبت ريح وتحركت اغصان هذا كله له انقضاء لكن يقصدون به الدوام - 00:07:50ضَ

لا افعل ذلك ما قامت السماوات والارض مع انها تبدل ومن اهل العلم من قال ما دامت السماوات والارض الجديدة كما قال الحسن البصري رحمه الله ليست هذه هذه تبدل - 00:08:17ضَ

ولكن سماوات اخرى وارض اخرى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات فتلك لا تزول ولا تبدل والنصوص يفسر بعضها بعضا فدلت النصوص على ان الكفار لا يخرجون من النار وما هم بخارجين من النار - 00:08:33ضَ

وهكذا قال الا ما شاء ربك فهذا التعليق على المشيئة من اهل العلم من قال ان المراد به اهل التوحيد يخرجون والاحسن والله تعالى اعلم ان يقال ان هذا الاستثناء الا ما شاء ربك للتحقيق لا للتعليق - 00:08:50ضَ

لا للتعليق على المشيئة كما قال الله عز وجل لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون. وهم داخلوه قطعا لكن كل شيء بمشيئته فهذا تحقيقا - 00:09:10ضَ

بل ان من اهل اللغة وهو موجود لا زال عند بعض الاخوان المصريين الى اليوم يقول لك هذا جبل ان شاء الله وانا معلم في المدرسة الفلانية ان شاء الله - 00:09:25ضَ

وهذه سيارتي ان شاء الله وهي سيارته قطعا فهذا ليس للتعليق وانما للتحقيق وهو وجه عند بعض اهل اللغة لكن على كل حال هذا تحقيقا لا تعليقا ومن اهل العلم - 00:09:35ضَ

من قال غير ذلك لكن لا ينقطع عذاب اهل النار خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض - 00:09:51ضَ

الا ما شاء ربك. يقال في السماوات والارض كما سبق الا ما شاء ربك تحقيقا لا تعليقا ومن اهل العلم من قال ان ذلك كالحسن البصري ان ذلك الا ما شاء ربك باعتبار المدة التي جلسها بعض المعذبين من اهل التوحيد في النار - 00:10:09ضَ

فاستثني ذلك والقول بان ذلك للتحقيق احسن من هذا لان الكلام على البقاء الدائم في المستقبل ما دامت السماوات والارض الا ما شاء الا ما شاء ربك ومن اهل العلم من قال ان اهل الجنة لا يقومون فيها بذاتهم - 00:10:30ضَ

يبقون وبقاؤهم ليس ذاتيا وانما باقامة الله عز وجل لهم وبتخليده اياهم فهذا هو المراد وعلى كل حال نعيم واهل الجنة لا ينقطع ابدا وقد جاء في الحديث في الصحيحين - 00:10:49ضَ

ان الموت يذبح بين الجنة والنار يؤتى بشكل كبش املح يذبح بين الجنة والنار ثم ينادي مناد اي يا اهل الجنة خلود بلا موت ويا اهل النار خلود بلا موت فيزداد اهل - 00:11:06ضَ

نعيما على نعيمهم ويزداد اهل النار بؤسا على بؤسهم وفي الصحيح انه ينادي مناد ان لكم ان تعيشوا فيها ابدا فلا تموتوا وان تشبوا فلا تهرموا ان تشبوا فلا تهرموا - 00:11:20ضَ

وان تصحوا فلا تمرضوا وان تنعموا فلا تشقوا ابدا. هذا في البخاري اربعة اشياء هي المطالب التي يطلبها الادميون البقاء من غير موت لان الموت هو المنغص الاساسي للراحة والاجتماع واللذة والنعيم - 00:11:42ضَ

تذكر الموت برد نهايته الموت يسكن احسن القصور والنهاية خرقة بيظا يدس في حفرة ثم ماذا؟ الموت هو الموت ليس كالموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقير لا تموتوا ابدا وتشبوا فلا تهرموا ابدا يستمتع الانسان بايام الشباب ان شرخ الشباب والشعر الاسود ما لم - 00:12:05ضَ

يعصى كان جنونا ثم بعدين يبدأ شيبة واحدة ثم بعد ذلك تفتك في الشعر فيتحول الى ابيظ الشيب لا تشيب و الصحة فلا تمرضوا. الدنيا هذي دار الامراظ اذا اخطأه هذا اصابه هذا وكل بقدر - 00:12:32ضَ

الامراض تنتاشهم والنعيم فلا يشقوا ابدا. نحن نشقى بالحر ونشقى بالتعب. ونشقى بالمرظ ونشقى بالاعباء التي نتحملها ونشقى الهموم والانكاد والاكدار وسوء العلاقات مع فلان وعلان الى غير ذلك الجنة نعيم كامل. فهذا النعيم ايها الاحبة يحتاج الى شيء - 00:12:51ضَ

من العمل والطاعة ومجاهدة النفس صلاة قيام صيام كف للسان كف للجوارح عما حرم الله في حياة قصيرة. قصيرة ثم بعد ذلك يفضي الانسان الى النعيم الهائل الدائم فمبخوس حظه - 00:13:15ضَ

من اثر النعيم العاجل على النعيم الباقي وماذا تساوي معصية او لذة تنقظي بلحظة؟ فالعاقل بحاجة الى بصر وتفكير ونحن في وقت النفوس اقرب ما تكون فيه الى الله عز وجل - 00:13:34ضَ

والطاعة والعبادة فيستغل ذلك في ترويضها على العمل الصالح دائما نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم - 00:13:51ضَ