Transcription
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فمن الايات التي قد تفهم على غير مراد الله تبارك وتعالى ما قاله الله عز وجل في سورة النجم بعد ان ذكر خبر ذلك الذي اعطى قليلا واكد - 00:00:00ضَ
يقول الله تعالى اولم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى يعني فعل ما امره الله به وترك ما نهاه عنه ومن ذلك انه ابتلي ذلك البلاء العظيم بذبح ولده - 00:00:26ضَ
فانقاد واستجاب لامر الله عز وجل فلما كان مكملا للدين بفعل المأمورات واجتناب المنهيات صار اماما وقدوة وجامعا لفصال الخير فسماه الله عز وجل امة. ان ابراهيم كان امة قانتا لله - 00:00:49ضَ
فالشاهد يقول الله عز وجل ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى ما الذي في هذه الصحف الا تزر وازرة وزر اخرى وان ليس للانسان الا ما سعى - 00:01:10ضَ
وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى الذي في صحف ابراهيم وصحف موسى عليهما الصلاة والسلام هو ما ذكر بعده الا تزر وازرة وزر اخرى يعني النفس المثقلة بالاوزار الحاملة للذنوب - 00:01:27ضَ
لا تحملوا ذنوب غيرها الامر كما قال الله عز وجل كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين وقال من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى - 00:01:54ضَ
وقال وكل انسان الزمناه طائره اي عمله في عنقه وربطه بالعنق لانه محل لا انفكاك منه الا بمفارقة الحياة اما اليد فقد تقطع ويتخلص الانسان من القيد الذي فيها والرجل قد تقطع وينطلق الانسان - 00:02:20ضَ
لكن العنق تنفصل الحياة بابانته وكل انسان الزمناه طائره اي عمله في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا مفتوح اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والله عز وجل يقول ووضع الكتاب اي كتاب الاعمال - 00:02:43ضَ
فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا احصاه الله ونسوه والله عز وجل يقول يا ايها الانسان انك كادح اي عامل - 00:03:15ضَ
الى ربك كدحا فملاقيه فملاق كدحك وعملك كما انك ستلاقي ايضا ربك فهنا قرر الله انه لا يحمل احد عبء غيره واوزار وذنوب الاخرين وهذا معنى مقرر في القرآن كما ذكرت لكم بعض شواهده - 00:03:43ضَ
وقد جاءت بعض الايات التي ذكر الله عز وجل فيها عن اقوام انهم يتحملون اعباء واوزار الاخرين كما قال الله عز وجل وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم وقال ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم - 00:04:10ضَ
وحينما يدخل الكفار النار القادة والاتباع قالت اخراهم لاولاهم. ربنا هؤلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل - 00:04:33ضَ
فذوقوا العذاب. الحاصل هذا الضعف الذي ذكره الله عز وجل هو بسبب انهم اضلوا غيرهم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن دعا الى ضلالة فعليه ووزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة - 00:04:58ضَ
فالقادة يتحملون مثل اوزار الاتباع ولا ينقص ذلك من اوزار الاتباع شيئا وهذا الانسان من الاتباع الله قال لكل ضعف ومن احسن ما قيل في تفسيره ان هؤلاء الاتباع ايضا - 00:05:17ضَ
لا يتخلى الواحد منهم من نوع تبعة باضلال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فابواه يهودانه فنشأوا اولادهم على الكفر بالله عز وجل ومحادته ومحادة رسله عليه الصلاة والسلام وان كانوا ضعفاء من الاتباع - 00:05:34ضَ
والذين لا يعبأ بهم ولا شأن لهم فالشاهد ان هذه الايات متوافقة غاية التوافق. المعنى هنا الله عز وجل يقول الا تزر وازرة وزر اخرى. فالانسان يحمل اوزاره لا يستطيع ان يلقيها على الاخرين. والله تبارك وتعالى يقول عن ذلك اليوم يوم - 00:05:55ضَ
يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه فلا احد يتحمل عن احد ولا احد يستطيع ان يفتدي بغيره ولهذا نفى الله عز وجل جميع المخارج وطرق الخلاص كما في قوله تبارك وتعالى واتقوا يوما يعني واتقوا اوجال يوم - 00:06:21ضَ
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة انسان اما بالفداء واما بالشفاعة واما بالقهر يخلص وينصر فنفى الشفاعة ثم قال ولا يؤخذ منها عدل وذلك الفداء - 00:06:47ضَ
ولا هم ينصرون. ما احد يستطيع ان يخلصهم من عذاب الله تبارك وتعالى. كل هذا لا واسطة ولا فدية ولا بالقوة فكل انسان مرتهن بعمله هنا ايها الاحبة هذه الاية - 00:07:11ضَ
الا تزر وازرة وزر اخرى لا تعارظ الايات والنصوص التي تقرر بان اناسا يتحملون اوزارا لاخرين وذلك ان اظلالهم من جملة عملهم اذا اضل غيره فهذا من جملة عمله فيتحمل كاوزار اولئك الذين اظلهم. هذا بالنسبة لهذه الاية. ثم قال الله عز وجل - 00:07:32ضَ
وان ليس للانسان الا ما سعى هنا نفى عن الانسان قال وان ليس للانسان الا ما سعى. فما المراد به؟ بعض اهل العلم قالوا المراد بذلك الانسان الكافر الانسان الكافر ليس له ما ينتفع - 00:08:00ضَ
بعمل احد يهديه له يهدي ثوابه وهذا قول ضعيف ومن اهل العلم من قال هذه الاية منسوخة بقوله تبارك وتعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم فقالوا هؤلاء الذرية انتفعوا بعمل الاباء وارتفعوا في درجات الجنة - 00:08:20ضَ
فقالوا هذه ناسفة وان اريد بالنسخ الرفع فالقاعدة ان النسخ لا يثبت بالاحتمال ولهذا كان هذا من الاقوال الضعيفة وان قصد كما هو الجاري في تعبيرات السلف انهم يعبرون عن التخصيص وكل ما يتطرق للنص العام من تقييد ونحو ذلك بالنسخ - 00:08:47ضَ
فهذا قول له وجه قوي من النظر ان قوله وان ليس للانسان الا ما سعى مخصص مخصص بماذا؟ بالنصوص الاخرى كهذه الاية واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث - 00:09:08ضَ
ونحو ذلك ما ورد بالترخيص بالحج التي استأذنت ان تحج عن ابيها لا يثبت على الراحلة الى اخره وسعد بن عبادة رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن امه حينما خرجت نفسها ولم تتكلم قال واظنها لو تكلمت تصدقت - 00:09:34ضَ
افاتصدق عنها؟ قال نعم فهذه النصوص تدل على ان الانسان ينتفع بعد موته بهذه الاعمال. ولهذا قال بعضهم ذاك في الكافر والمؤمن ينتفع واطلق وبعضهم قال هذه الاية وليس للانسان منسوخة. فان قصد به الرفع فغير صحيح. وان قصد به التخصيص - 00:09:53ضَ
بمثل هذه النصوص فهذا لا اشكال فيه ومن اهل العلم من قال كابن عقيل الحنبلي رحمه الله قال ان ذلك انما هو متولد من كسبه. وسعيه قال فهؤلاء الذين يدعون له او يحجون او يعتمرون او يتصدقون - 00:10:14ضَ
هم لماذا فعلوا ذلك اما انهم من اولاده وولده من كسبه او ان هؤلاء انتفعوا به في الدنيا انتفعوا به باحسانه بصدقته عليهم بمواساته بمعاملته الطيبة لهم فكان ذلك جالبا لهذا الاحسان منهم فكان ذلك يعود الى كسبه هو - 00:10:36ضَ
وهذا استحسنه الحافظ ابن القيم رحمه الله لانه لا يميل الى ان ثواب الاعمال بالاهداء يصل من اهل العلم من قال بان المراد وان ليس للانسان الا ما سعى ان المقصود به ان لا يتملك سعيا لغيره - 00:11:00ضَ
ان ليس للانسان الا ما سعى. ليس للانسان فاللام للملك الانسان لا يملك عمل غيره. فالذي قررته الاية هو هذا القدر فقط انك لا تملك عملا لغيرك. كل انسان مرتهن بعمله - 00:11:23ضَ
ولكن الاية لم تنفي ان الانسان ينتفع بعمل غيره اذا تضرع به له كما انك لا تملك مال الاخرين وكذلك ايضا انت لا تملك اعمالهم ليس لك الا كسبك فقط. اذا لو ان هؤلاء تنازلوا عن هذا الكسب - 00:11:44ضَ
والسعي لك فان الاية لم تنف هذا. الاية نفت ان يملك الانسان سعي غيره وهذا هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وهي من المسائل القليلة التي اختلف فيها ابن تيمية - 00:12:07ضَ
مع تلميذه ابن القيم. فابن القيم يقرر بقوة ان ثواب الاعمال لا يصل ومن اهل العلم من خص ذلك بما ورد به الحديث في الثلاث الا من ثلاث ومن اهل العلم من قال ان هذه الثلاث اصلا داخلة في الكشف - 00:12:23ضَ
انقطع عمله الا من ثلاث فهي من عمله علم ينتفع به صدقة جارية ولد صالح يدعو له وهذا صحيح ان هذه الثلاث هي من كسبة هي من عمله فالحديث يقرر معنى الاية - 00:12:41ضَ
وان ليس للانسان لانها من سعيه لكن يبقى سعي الاخرين جاء انسان وقرأ ختمة واهداها لابيه جاء طاف سبعة اشواط واهداها لامه او لفلان من الناس لصديقه هل يجزئ هذا ولا ما يجزئ؟ تصدق بعض اهل العلم يقول نقف عندما وردت به الاحاديث الثلاث اللي في الحديث الا من ثلاث والحج والعمرة - 00:12:59ضَ
والصدقة هذا اللي ورد فيه الحديث لكن هل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الحصر؟ سئل عن قضايا فاجاب فيها بالاثبات الذي اظنه اقرب الله تعالى اعلم ان ثواب الاعمال بالاهداء يصل - 00:13:24ضَ
وان هذه الاية لا تعارضه وان قول النبي صلى الله عليه وسلم انقطع عمله الا من ثلاث فهي من كسبه الكلام عن كسب الاخرين ينقطع عمله لكن هؤلاء هذا من عملهم اهدوه - 00:13:38ضَ
له نزلوا عنه لهذا الانسان فهذا يصل اليه الثواب. والله اعلم. لكن هل هذا يشرع او لا يشرع المشروعية قدر زائد على مجرد الجواز بمعنى ان هذا طلبه الشارع طلبا - 00:13:51ضَ
جازما يعني واجب او غير جازم يعني مستحب هل هذا امر مطلوب؟ او غير مطلوب شرعا؟ بمعنى هل يشرع؟ هل نحث الناس عليه؟ نقول اقروا القرآن لغيركم. اه اذهبوا واعتمروا لغيركم وحجوا لغيركم - 00:14:09ضَ
مع انه حج ذاك الانسان واعتمر اذا مات واحد سووا له وقف كل ما مات واحد سووا له وقف يجون اصحابه وقالوا يلا وقف جمع له تبرعات هل هذا مشروع؟ الجواب لا - 00:14:23ضَ
الحياة فرصة ايها الاحبة انما هي انفاس ساعات وايام وشهور وسنوات ثم تنقضي هذا الانسان الذي دخل مع هذا الباب وخرج مع هذا الباب اخذ فرصته في الحياة. جد واجتهد يمكن اكثر منك قصر - 00:14:35ضَ
هو وعمله لكن انت ايضا ليس لك الا نفس واحدة وعمر واحد ولا تدري متى يأتيك الموت فالذي ينبغي للانسان ان يجد ويجتهد يعمل لنفسه هو لا للاخرين ولكنه ماذا يصنع للاخرين؟ يدعو لهم. الدعاء لهم - 00:14:53ضَ
يجتهد في هذا الدعاء فهو يؤجر على الدعاء والملك يقول ولك بمثل بخلاف العمل الذي يصرفه لغيره. وبعض الناس يتصدق عن غيره ويظن انه مثل هذه الصدقة تكون له. لا لا تكون له هي ذهبت للمتصدق عنه. ولذلك - 00:15:12ضَ
هؤلاء بعض الناس الذين يجعلون هذه الاوقاف. وان شئت ان اعبر بعبارة يمكن قد تكون قوية. هذه البدعة الجديدة. كل ما مات واحد سووا له وقف هذا لم يكن من عمل السلف - 00:15:30ضَ
يعمل له وقف منين؟ من امواله من تركته هو يتبرع الورثة بهذا او هو يعمل وقف لنفسه في حياته اما ان تجمع التبرعات من اجل ان يعمل له وقف واحيانا يكتب على البطاقة ولك بمثل وهذا مو بصحيح - 00:15:44ضَ
ما لك بمثل اطلاقا هي ذهبت له وانت احوج منه لهذه الصدقة قد يكون هذا الانسان يعمل اعمال كبيرة وافنى عمرة في طاعة الله عز وجل وانت يا الفقير المسكين اللي ما عندك - 00:16:02ضَ
حسنات تأتي وتعطي هيئة تدعو له ادعو له بان يرفع الله درجاته في الجنة ويغفر له وانت اعمل لنفسك فهذا كثر ولا زال الناس يسألون عنه. ماتت صديقة لنا. نريد ان نعمل لها وقف نلم لها تبرعات. لا اعملوا اعملوا وقف لانفسكم - 00:16:14ضَ
مات الصاحب لنا مات امام المسجد مات كذا نعمل له وقف ما كان السلف يفعلون هذا انسان يعمل لنفسه واجتهد لنفسه فاقول يحتاج الانسان ان يتبصر في هذه المعاني وفي سعيه وعمله وماذا قدم في هذه الفرصة القليلة - 00:16:34ضَ
في الحياة ونحن في هذه الايام الشريفة وهذه الليلة الفاضلة ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر الكريم هي من ارجى الليالي ان تكون ليلة القدر ولا يمكن ان يخرج الانسان والله اعلم الى شيء انفع واعظم واجل من ان يبقى - 00:16:53ضَ
يصف قدميه يصلي او يقرأ القرآن او يذكر الله عز وجل بينما اكثر ما يخرج الناس للاسواق في العام هذه الايام. اكثر خروج الناس هذه الايام لاسباب في عيد الاضحى لربما كثير منهم يسافر - 00:17:10ضَ
ويسميه كثير من الناس عيد الاضاحي وبعضهم كثير منهم يحج اصلا. وكثير من النساء زوجها قد حج ما عندها من يذهب بها الى الاسواق بينما هذه الايام ابدا الاشواق تمتلئ بالناس في هذه الليالي الشريفة - 00:17:26ضَ
وكيف يضيع هذا بهذا اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير فاقول ينبغي لنا ايها الاحبة ان نجد وان نجتهد والا نفوت هذه الفرصة سواء في هذه الايام او في غيرها من الايام فان العمر يتلاشى - 00:17:44ضَ
وما نخرج له من كد الدنيا وسعيها تذكروا ايها الاحبة تذكروا من مات من يخطر في بالك اترف المترفين ممن مات. لو جبنا ابأس انسان من هالعمال الذين ينظفون الشوارع او غير ذلك - 00:18:02ضَ
وقلنا له تود ان تكون في حفرته قال لا والله اعيش هذه الحياة البائسة ولا ادخل في هذه الحفرة اليس كذلك؟ اترف انسان تخيل من هو في بالك اترف واحد دخل في التراب - 00:18:17ضَ
في ابئس واحد من هل يقومون الشوارع؟ قل له وش رايك تتنازل عن عمرك ونحطك في حفرة هذا انت التي تكون تموت وفي القبر؟ لا والله ما اتمنى هذا. هالحياة البائسة ولا - 00:18:32ضَ
اموت طيب على اي شيء؟ اين العمل اين العمل؟ اين الجد في طاعة الله جل جلاله فالموفق من وفقه الله فنسأل الله عز وجل ان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يجعلنا واياكم من المقبولين - 00:18:46ضَ
وان يعتق رقابنا ورقاب ابائنا من النار وان يرحمنا جميعا برحمته وان يلطف بنا وان يصلح احوال المسلمين وان ينصرهم في كل مكان اللهم انصرهم في العراق وفي فلسطين وفي الشيشان - 00:19:06ضَ
وفي افغانستان وفي كل ارض يذكر فيها اسمك نسأل الله عز وجل منزل الكتاب ومجري السحاب ان يهزم اعداء الدين وان يخذلهم وان يشتت شملهم وان يوقع بهم بأسه الذي - 00:19:22ضَ
لا يرد عن القوم المجرمين وصلى الله على محمد واله وصحبه - 00:19:37ضَ