بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فكنا نتحدث في السنتين الماضيتين عن بعض الايات - 00:00:02
التي قد تفهم على غير مراد الله عز وجل وقد يخفى معناها على اكثر الناس فهذان النوعان باذن الله عز وجل سنتعرض لهما في مثل هذا الوقت باذن الله جل جلاله - 00:00:22
ونضمن ذلك شيئا من الفوائد واللطائف والمعاني التربوية وكان اخر ما تحدثنا عنه هو قول الله تبارك وتعالى في سورة النساء فيما يتعلق بتأديب الزوجات. الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموال - 00:00:43
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فتحدثنا عن مفهوم الهجر في الشرع وما يقع لكثير من الناس من الاخلال في فهم هذا المعنى فيهجرها عن الكلام - 00:01:07
ويهجرها هجرا مطلقا فينام في مكان اخر ببيت اخر الى اخر ما ذكرناه واليوم نتحدث عن الاية الثامنة والسبعين من هذه السورة وهي قوله تبارك وتعالى اينما تكونوا يدرككم الموت. ولو كنتم في بروج مشيدة - 00:01:29
وان تصيبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك. قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك - 00:01:52
فالحديث ايها الاحبة عن هذا القدر وهو قوله تبارك وتعالى ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك وقبله قال وان تصيبهم حسنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك فرد عليهم - 00:02:12
قل كل من عند الله ففي الاول جعل السيئة والحسنة جميعا من الله. والمقصود بالسيئة الجذب والمرض والفقر والهزيمة في ارض المعركة وما اشبه ذلك من الجوائح والامور المكروهة فكانوا يتطيرون برسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا وقع لهم الجوع والشدة قالوا هذا من شؤمك علينا - 00:02:35
كما قال قوم صالح عليه الصلاة والسلام لنبيهم صالح. كما قال الله عز وجل عنهم قالوا اطيرنا بك وبمن معك وكذلك قال فرعون وملأه لموسى صلى الله عليه وسلم حيث - 00:03:07
قال الله عز وجل عنهم وان تصيبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه وكذلك ايضا قال اقوام اخرون لرسلهم عليهم الصلاة والسلام كما اخبر الله عز وجل عن عن اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون. فالحاصل انهم قالوا انا تطيرنا بكم - 00:03:28
لان لم تنتهوا لنرجمنكم. قالوا لمن ارسلوا اليهم ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث. فقالوا له ذلك فهذا من قول المشركين المعتاد يتطيرون بالرسل وباهل الايمان يقولون النكبات بسببكم وما يحصل لنا من الخير فهو من الله جل جلاله. فالله عز وجل رد عليهم قل كل من عند الله - 00:03:54
بمعنى انه لا يقع في الكون تحريكة ولا تسكينة الا من الله عز وجل ويجب على المؤمن ان يؤمن بقضاء الله وقدره ولما رد عليهم قال ما اصابك من حسنة فمن الله - 00:04:22
وما اصابك من سيئة فمن نفسك. وليس هذا معارضا لقوله قل كل من عند الله. هناك في مقام الرد عليهم. ليس هذا الجذب والقحط والمرض والهزيمة بشؤم رسولهم عليه الصلاة والسلام بل هو من عند الله عز وجل قدره عليهم - 00:04:40
ثم بين بعده سبب هذا التقدير ما اصابك من حسنة فمن الله اي تفضلا منه سبحانه وتعالى واكراما واحسانا وما اصابك من سيئة فمن نفسك بمعنى انه بسبب تقصيرك وذنوبك كما قال الله جل جلاله وما اصابكم من مصيبة - 00:05:01
فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ولما قالوا في يوم احد لما هزموا هزم المسلمون قلتم انى هذا من اين جاءت الهزيمة والقتل والجراح قل هو من عند انفسكم. اذا هذه الايات ايها الاحبة لا تعارض فيها - 00:05:27
ففي مقام الرد عليهم قال الجميع من الله عز وجل ليس بشؤم محمد صلى الله عليه وسلم لا كما يزعمون وحينما فصل سياق ذلك من الله عز وجل اخبر انه بسبب ذنوب العباد - 00:05:46
ولهذا ينبغي للعباد ان يعرفوا ان ما يقع لهم من خسائر في الاسهم وما يقع لهم من جوائز ونقص من الثمرات وارتفاع في الاسعار وما الى ذلك من الامراض التي يعجز الاطباء عن علاجها ان ذلك بسبب الذنوب. وما اصابك من سيئة فمن - 00:06:03
نفسك السيئة كل ما يسوؤك فهو سيئة فهذا من نفسك بسبب عملك وتقصيرك مع الله عز وجل. ولهذا قال الله تبارك وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء - 00:06:25
والارض فهذا نتيجة الايمان والتقوى ونتيجة العصيان هي المحق و المرض والمصائب والحروب المدمرة والخسائر في التجارات وما الى ذلك هذا ما يتعلق بهذا المعنى والله تعالى اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:06:43
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فكنا نتحدث في السنتين الماضيتين عن بعض الايات - 00:00:02
التي قد تفهم على غير مراد الله عز وجل وقد يخفى معناها على اكثر الناس فهذان النوعان باذن الله عز وجل سنتعرض لهما في مثل هذا الوقت باذن الله جل جلاله - 00:00:22
ونضمن ذلك شيئا من الفوائد واللطائف والمعاني التربوية وكان اخر ما تحدثنا عنه هو قول الله تبارك وتعالى في سورة النساء فيما يتعلق بتأديب الزوجات. الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموال - 00:00:43
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فتحدثنا عن مفهوم الهجر في الشرع وما يقع لكثير من الناس من الاخلال في فهم هذا المعنى فيهجرها عن الكلام - 00:01:07
ويهجرها هجرا مطلقا فينام في مكان اخر ببيت اخر الى اخر ما ذكرناه واليوم نتحدث عن الاية الثامنة والسبعين من هذه السورة وهي قوله تبارك وتعالى اينما تكونوا يدرككم الموت. ولو كنتم في بروج مشيدة - 00:01:29
وان تصيبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك. قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك - 00:01:52
فالحديث ايها الاحبة عن هذا القدر وهو قوله تبارك وتعالى ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك وقبله قال وان تصيبهم حسنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك فرد عليهم - 00:02:12
قل كل من عند الله ففي الاول جعل السيئة والحسنة جميعا من الله. والمقصود بالسيئة الجذب والمرض والفقر والهزيمة في ارض المعركة وما اشبه ذلك من الجوائح والامور المكروهة فكانوا يتطيرون برسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا وقع لهم الجوع والشدة قالوا هذا من شؤمك علينا - 00:02:35
كما قال قوم صالح عليه الصلاة والسلام لنبيهم صالح. كما قال الله عز وجل عنهم قالوا اطيرنا بك وبمن معك وكذلك قال فرعون وملأه لموسى صلى الله عليه وسلم حيث - 00:03:07
قال الله عز وجل عنهم وان تصيبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه وكذلك ايضا قال اقوام اخرون لرسلهم عليهم الصلاة والسلام كما اخبر الله عز وجل عن عن اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون. فالحاصل انهم قالوا انا تطيرنا بكم - 00:03:28
لان لم تنتهوا لنرجمنكم. قالوا لمن ارسلوا اليهم ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث. فقالوا له ذلك فهذا من قول المشركين المعتاد يتطيرون بالرسل وباهل الايمان يقولون النكبات بسببكم وما يحصل لنا من الخير فهو من الله جل جلاله. فالله عز وجل رد عليهم قل كل من عند الله - 00:03:54
بمعنى انه لا يقع في الكون تحريكة ولا تسكينة الا من الله عز وجل ويجب على المؤمن ان يؤمن بقضاء الله وقدره ولما رد عليهم قال ما اصابك من حسنة فمن الله - 00:04:22
وما اصابك من سيئة فمن نفسك. وليس هذا معارضا لقوله قل كل من عند الله. هناك في مقام الرد عليهم. ليس هذا الجذب والقحط والمرض والهزيمة بشؤم رسولهم عليه الصلاة والسلام بل هو من عند الله عز وجل قدره عليهم - 00:04:40
ثم بين بعده سبب هذا التقدير ما اصابك من حسنة فمن الله اي تفضلا منه سبحانه وتعالى واكراما واحسانا وما اصابك من سيئة فمن نفسك بمعنى انه بسبب تقصيرك وذنوبك كما قال الله جل جلاله وما اصابكم من مصيبة - 00:05:01
فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ولما قالوا في يوم احد لما هزموا هزم المسلمون قلتم انى هذا من اين جاءت الهزيمة والقتل والجراح قل هو من عند انفسكم. اذا هذه الايات ايها الاحبة لا تعارض فيها - 00:05:27
ففي مقام الرد عليهم قال الجميع من الله عز وجل ليس بشؤم محمد صلى الله عليه وسلم لا كما يزعمون وحينما فصل سياق ذلك من الله عز وجل اخبر انه بسبب ذنوب العباد - 00:05:46
ولهذا ينبغي للعباد ان يعرفوا ان ما يقع لهم من خسائر في الاسهم وما يقع لهم من جوائز ونقص من الثمرات وارتفاع في الاسعار وما الى ذلك من الامراض التي يعجز الاطباء عن علاجها ان ذلك بسبب الذنوب. وما اصابك من سيئة فمن - 00:06:03
نفسك السيئة كل ما يسوؤك فهو سيئة فهذا من نفسك بسبب عملك وتقصيرك مع الله عز وجل. ولهذا قال الله تبارك وتعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء - 00:06:25
والارض فهذا نتيجة الايمان والتقوى ونتيجة العصيان هي المحق و المرض والمصائب والحروب المدمرة والخسائر في التجارات وما الى ذلك هذا ما يتعلق بهذا المعنى والله تعالى اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه - 00:06:43