Transcription
احسن الله اليكم شيخنا سائل من قرغيزيا يسأل ويقول كيف يكتسب الانسان الحكمة فيعرف ماذا يقول ومتى يقول الحمد لله رب العالمين وبعد هذا سؤال جليل القدر عظيم المنزلة. له تأثيره الكبير في واقع الانسان. وانا اختصر جوابه في - 00:00:00ضَ
في ثلاث نقاط. النقطة الاولى ان الحكمة بيد الله عز وجل فلابد ان يستدرها العبد بكثير دعاء الله عز وجل ان يكون من كما كما قال الله عز وجل مشيرا الى ذلك يؤتي الحكمة من يشاء. فاذا اخبرنا الله عز وجل ان الحكمة بيده وانه يؤتيه من يشاء - 00:00:22ضَ
فلابد ان يكثر العبد دعاء الله عز وجل بالحكمة فيدعو الله عز وجل في ليله ونهاره وفي سجوده وفي الاوقات والامكنة التي ترجى فيها الاجابة. لعل الله عز وجل ان يعلم من - 00:00:42ضَ
الصدق فيرزقه الحكمة. فان الله عز وجل يقول ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. وهذا اهم الاسباب في تحصيل الحكمة عندي. لانه متى ما استجاب الله عز وجل لك يسر لك اسباب الحكمة وجعلها من جملة - 00:00:58ضَ
امورك الاضطرارية الفطرية التي تفجأك من حيث لا تشعر. فتكون حكيما لان الله ارادك في السماء حكيما فجعلك في الارض حكيما. الامر الثاني مخالطة الحكماء. فان الانسان مدني بطبعه يتأثر - 00:01:18ضَ
بجلسائه فمن عاشر اهل الفسق صار فاسقا. ومن عاشر اهل البلادة والغباء صار بليدا غبيا. ومن عاشر العلماء صار عالما ومن عاشر اهل الحكمة والرأي السديد. صار حكيما ذا رأي سديد - 00:01:38ضَ
فكثرة معاشرة هؤلاء وكثرة مخالطتهم والجلوس معهم والانتفاع بحكمتهم. لا سيما من كبار السن الذين لهم التجارب الكبيرة او العلماء الذين لهم التجارب العظيمة في العلم. وفي مكابدة تعليم الناس. فان الانسان مع مرور الايام وكثرة المجالسة - 00:01:56ضَ
المخالطة والاهتمام فانه سيكون متأثرا بحكمة هؤلاء فيكون حكيما. والامر الثالث وهو امر الى شيء من النظر والدراسة معرفة القاعدة التي ترد لها الحكمة وهي قاعدة المصالح والمفاسد. فان قاعدة - 00:02:16ضَ
الحكمة التي تتربع على عروشها انما هي قاعدة المصالح والمفاسد. فيكثر الانسان من دراستها ودراسة اجزاءها ويفرع عليها ويربي ملكته على ضبط جزئياتها. فانها والله اذا كانت هي هجراك وديدنت في الدراسة - 00:02:36ضَ
تخريج فانك ستكون حكيما تعرف متى تقدم. لان المصلحة تقتضي الاقدام او تحتم. لان المصلحة تقتضي الاحجام او تتكلم اذا كانت المصلحة تقتضي الكلام او تسكت. اذا كان في الكلام مفسدة خالصة او راجحة - 00:02:56ضَ
فتبدأ مع كثرة التطبيقات ودراسة هذه القاعدة وفهمها واحكام ملكتها تقارن بين مصالح الاشياء ومفاسدها يغلب النظر فيها وتقلب النظر فيها بناء على ما في كل شيء على ما فيها من المصالح والمفاسد. واذا قلت لك قواعد المصالح - 00:03:16ضَ
والمفاسد فاعني بها ان فاعني بها القواعد التالية. الاولى ان الشريعة جاءت لتحقيق المصالح وتكميلها منها وتقليل المفاسد وتعطيل المفاسد وتقليلها. الثانية انه متى ما تعارض مصلحتان اعلاهما بتفويت ادناهما. الثالثة اذا تعارض مفسدتان روعي اشدهما بارتكاب - 00:03:36ضَ
اخفهما الرابعة اذا تعارضت المصالح والمفاسد رجح الاغلب منهما. فاذا غلبت المصائب صالحوا على المفاسد. فجلب المصالح الراجحة مقدم على دفع المفاسد المرجوحة. واذا غلبت المفاسد فدار المفاسد الراجحة مقدم على جلب المصالح المرجوحة. فاذا احكم الانسان زمام هذه القاعدة قاعدة المصالح والمفاسد - 00:04:06ضَ
اسد فوالله سيكون حكيما في افعاله واقواله وتصرفاته واجتماعاته واقدامه واحجامه وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتعليم العلم سيكون حكيما في كل شيء. فاذا راعى الانسان هذه المسائل الثلاث فاكثر من دعاء الله عز وجل بها - 00:04:36ضَ
واكثر من خلطة المتصفين بها. وتعلم قاعدة المصالح والمفاسد وتفقه فيها فانا اضمن له عما قريب ان شاء الله سيكون من الحكماء والله اعلم - 00:04:56ضَ