برنامج التفسير

كيف يكون الغم مثوبة ؟ | لقاء 282 من تفسير القرآن الكريم | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بحول الله - 00:00:00ضَ

على موعد مع اللقاء الثاني والثمانين بعد المائتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء السابع والثلاثين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند الاية الثالثة والخمسين بعد المئة - 00:00:19ضَ

عند قوله جل وعلا اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون - 00:00:39ضَ

ايوة اذكروا ايها المؤمنون اذ تصعدون اي تذهبون وتهربون مسرعين في ارض المعركة منهزمين لا حول ولا قوة الا بالله وهي غير تصعدون بفتح التاء تصعدون تختلف عن تصعدون الصعود - 00:01:00ضَ

هو الرقي الى اعلى كما في قوله جل وعلا اليه يصعد الكلم الطيب اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه اما تصعدون الاصعاد هو السير في الارض هربا بسرعة اذ تصعدون - 00:01:33ضَ

اي تهربون وتنتشرون في الارض مدبرين منهزمين ولا تلوون على احد لا تلتفتون لاحد ولا تعطفون على احد بنجدة وانقاذ ومدافعة في شدة الفزع والذعر والرعب والخوف الذي اصابكم وفاجأكم - 00:02:03ضَ

ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سقة الجيش اي في من تأخر معه من ورائكم ينادي عليكم الي عباد الله الي عباد الله انا رسول الله الي عباد الله - 00:02:29ضَ

انا رسول الله وهو ثابت كالجبل الاشم في ارض المعركة في مواجهة العدو مع نفر قليل جدا يسير من اصحابه رضوان الله عليهم واكثرهم في دهش وخوف وفزع وذعر وذهول - 00:02:52ضَ

لا يسمعون دعاءه ونداءه عليه الصلاة والسلام بل ولا ينظرون اليه ولا ينظرون لاحد فكانت العقوبة اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول ينادي عليكم والرسول يدعوكم في اخراكم فكانت النتيجة - 00:03:18ضَ

فاثابكم غما بغم الثواب والمجازاة على العمل ان خيرا فخير وان شرا فشر الاثابة حتى على الشر تسمى ثوابا حتى نلتبس الامر على البعض كيف يقول ربنا جل وعلا فاثابكم - 00:03:43ضَ

الاثابة تكون على الشر وتكون على الخير ان خيرا فخير وان شرا فشر كما في قوله تبارك وتعالى مثلا هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون فاذا افرد لفظ الثواب يجوز ان يكون للخير والشر - 00:04:09ضَ

اما اذا قرن الثواب بالعقاب فيصير العقاب الجزاء على الشر ويصير الثواب الجزاء على الخير والحسنات والطاعات فاثابكم غما بغم ما هو الغم كفانا الله واياكم شر الغم الغم هو الالم - 00:04:34ضَ

والكرب الذي يحصل للقلب يصيب الانسان عندما يفاجئ بنزول مصيبة او بلاء ولا ادري كيف يكون المخرج منه اصل المادة اصله مادة الغم يدل على الخفاء يقولون غم الشيء غم فلان الشيء اي اخفاه - 00:05:01ضَ

وغم عليهم الهلال اي لم يظهر ولم نروه وانه لفي غمة من امره اي لم يهتد للخروج من هذا المأزق الذي وقع فيه واثابكم غما بغم والباء في كلمة بغم الثانية - 00:05:35ضَ

قد تكون للمصاحبة اي اثابكم غما مصحوبا بغم فاصل بينهما الى فاصل بين هذين الغمين او اصابكم غما مقترنا بغم نزل بكم قبله فاثابكم غما بغم وقد تكون الباء هنا بمعنى على - 00:06:01ضَ

كيف اصابكم غما على غم لكن في هذه الحالة وبهذا المعنى لا يلزم ان يكون الغم مقترنا او متتابعا مع بعضه البعض او وراء بعضه البعض وقد تكون الباء ايضا كما قال اهل البيان هو فرسان اللغة للبدل والعوض - 00:06:33ضَ

للبدل والعوض اصابكم غما بغم بدلا عن الغم الذي سببتموه وحصل منكم لا حول ولا قوة الا بالله والات تحتمل كل هذه المعاني الاية الجليلة تحتمل كل هذه المعاني فلقد اصيبوا في احد - 00:06:56ضَ

بغم متتابع بمصائب عظيمة منها مثلا ان النصر كان حليفهم في اول المعركة بدليل ان المشركين قد تبعثروا في الميدان وفر النسوة وبدأ الصحابة في جمع الغنائم فعلا كان النصر حليفهم في اول المعركة - 00:07:27ضَ

ثم تحول النصر الى هزيمة وفشل وهذا يصيب بالغم والالم وقتل من الصحابة رضوان الله عليهم سبعون شهيدا وعلى رأسهم حمزة رضوان الله عليه وعليهم جميعا وهذا غم عظيم جدا - 00:07:59ضَ

من هذه المصائب ايضا رجوع عبدالله بن ابي ومن معه من المنافقين اكتر من تلتميت رجل وما احدثه هذا الرجوع وهذا الخذلان والانهزام ما احدثه من ارجاف في الصف ومن غم وقلق في القلوب - 00:08:23ضَ

هذا غم ومن هذه المصائب والغم ايضا ما تعرض له سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه لقد كسرت رباعيته وشج وجهه الازهر الشريف الانور ودخلت حلقة المغفر في وجنتيه الشريفتين - 00:08:50ضَ

فالغموم في هذا اليوم وفي يوم احد كثيرة واصابكم غما اخر ملأ قلوبكم وهز نفوسكم بسبب ما اصبتم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغم لمخالفتكم امره ولترككم له صلى الله عليه وسلم في ارض المعركة - 00:09:23ضَ

وهو ينادي عليكم ثابت مع من ثبت معه في قلة قليلة من اصحابه فكانت العقوبة لكم واثابكم اي فاصابكم هم من بغم وغما على غم واثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم. ولا ما اصابكم - 00:09:55ضَ

الله اكبر تدبر القرآن الله جل جلاله يقول فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا والظاهر بل والمعلوم ان المجازاة بالغم تكون سببا حقيقيا يقينيا للحزن والالم لا لعدم الحزن فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا - 00:10:21ضَ

والظاهر ان الغم اذا اصاب الانسان احزنه والمه كيف يقول ربنا جل وعلا لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولما اصابكم تدبروا جلال القرآن وجماله الغموم والالام والاحزان والمصائب والفتن - 00:10:50ضَ

يرقق بعضها بعضا يرقق بعضها بعضا الهم الاكبر ينسي الغم الاصغر والفتنة الاعظم تنسي الفتنة الاصغر التي سبقت تدبر معي فاذا كانت الغنيمة قد فاتتهم فهذا غم واذا كان نصرهم قد تحول الى هزيمة - 00:11:17ضَ

فهذا غم لكن حينما يشاع في الميدان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فهذا غم اشد لا يستوعب ولا يتحمل هذا الغم بخبر موت رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:51ضَ

انساهم كل غم فاذا تبين لهم بعد هذا الغم الذي حطم قلوبهم ونفوسهم حينما نقل اليهم خبر قتل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين يتبين لهم في لحظة - 00:12:16ضَ

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود بينهم لم يقتل بل هو ينادي عليهم ويقول الي عباد الله انا رسول الله حينئذ اقول اي فرج هذا واي فرح وعلى اي شيء يحزن؟ - 00:12:38ضَ

ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وهذا من جميل لطف الله بهم بفضل الله عليهم وحسن تربية الله لهم. اي لاجل الا تحزنوا بعد هذه التربية وبعد هذا التأديب وبعد هذا الابتلاء - 00:13:00ضَ

على ما فاتكم من نصر وغنيمة. وعلى ما اصابكم من محن ومصائب لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون ما اجملها ورب الكعبة من كلمات - 00:13:20ضَ

وما اشرفها واعظمها من تربية والله خبير بما تعملون يعلم السر والعلن يعلم الظاهر والباطن يعلم الخير والشر يعلم القول والفعل والحال وما توسوس به النفوس وما تختلف به الصدور - 00:13:42ضَ

وهو كذلك جل جلاله خبير بما يصلح قلوبكم واعمالكم خبير بما يداوي به جراحكم خبير بما يداوي ويبرئ به امراضكم وادوائكم هو الخبير سبحانه بما يصلح من ثوابه وعقابه وبمن يصلح - 00:14:12ضَ

لثوابه وعقابه وهو قادر على مجازاتكم على هذه الاحوال والاقوال والاعمال خيرا فخير وان شرا فشر قال سبحانه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - 00:14:42ضَ

والجملة يا اخواني والله خير بما تعملون فيها من التحذير ما هو ابلغ من التصريح فانه جل جلاله اذا كان خبيرا بعملنا فلنحذر مخالفته سبحانه لانه لا يخفى عليه شيء - 00:15:05ضَ

في الارض ولا في السماء وبعد هذه الهزيمة والغم والحزن والخوف والرعب والذعر والهرج والمرج ينزل الحق تبارك وتعالى عليهم بلطفه وفضله ومنته الامانة الامنة الطمأنينة بعد هذا الفزع بعد هذا الرعب - 00:15:26ضَ

الطمأنينة والامنة تتنزل نعم تتنزل على القلوب فيقول علام الغيوب سبحانه وتعالى بعد هذا الدرس التربوي القاسي. يقول جل جلاله ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة النعاس الله اكبر - 00:16:03ضَ

امنة نعاسة نعاسة هل تتخيل بطلا في ارض المعركة وسط هذا الهول والفزع والرعب ينام ويسقط سيفه من يده من شدة النوم بحيث لا يدري ولا ينتبه الا اذا سقط سيفه على الارض - 00:16:29ضَ

ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة امنة النعاسة يغشى طائفة منكم يخشى طائفة منكم وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. يقولون هل لنا من الامر من شيء - 00:16:57ضَ

قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم. وليبتلي الله ما في صدوركم. وليمحن - 00:17:21ضَ

ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور. الله الاية رقم مية اربعة وخمسين اي جلال هذا يا اخواني واخواتي اي نعمة هذه اي رحمة من اللطيف الرحيم الخبير جل جلاله - 00:17:46ضَ

تتنزل على عباده المؤمنين الامنة بفتحتين مصدر الامن يقال امن امنا وامانا وامنة طيب تتنزل الامانة بالسكينة مثلا بالطمأنينة بالربط على القلوب بالثقة في علام الغيوب هذا كله جميل اما ان تكون الامانة - 00:18:09ضَ

نعاسا ولطائفة دون طائفة النعاس واول النوم والنعسة الخفقة من النوم كلنا ذاق حلاوتها وطعمها في مكتبك في سيارتك في غرفتك في اي مكان تصيبك هذه النعسة او الخفقة من النوم - 00:18:52ضَ

وتشعر بعدها براحة وكأنك نمت لوقت طويل فقد تكرم الملك الجليل وتفضل على المؤمنين في هذا اليوم العصيب وبعد هذه الغموم والمصائب المؤلمة تفضل عليهم بالنعاس حتى نام اكثرهم شئت فقل نامت طائفة من الصحابة - 00:19:29ضَ

ولا شك ولا ريب انه لا ينام الا من يشعر بالامان لا ينام الا من يشعر بالامان الخائف لا ينام الخائف لا ينام بل تدبروا معي هذه الرواية الجميلة في صحيح البخاري - 00:19:59ضَ

عن انس بن مالك رضي الله عنه ان ابا طلحة رضوان الله عليه قال غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم احد يا الله والله تتدبر هذه الجملة من ابي طلحة - 00:20:21ضَ

رضوان الله عليه هذا البطل ثابت الجبل الاشم قال غشيان النعاس ونحن في مصافنا اي في صفوفنا يوم احد قال ابو طلحة فجعل سيفي يسقط من يدي واخذه ويسقط واخذه - 00:20:43ضَ

هذا النعاس لم يصب كل احد من اصاب طائفة بعينها طائفة المؤمنين الصادقين الثابتين الصابرين الراسخين حول سيد المرسلين يغشى طائفة منكم اولئك الذين خرجوا للقتال في سبيل الله نصرة لله ونصرة لدينه ونصرة لرسوله صلى الله عليه وسلم وطلبا للاجر من الله - 00:21:08ضَ

جل علاه وطائفة قد اهمتهم انفسهم لم يخشاهم النعاس الله اكبر ولم يتذوقوا حلاوة الامانة لانهم لم يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصرة الدين ولا للدفاع عنه - 00:21:41ضَ

بل شغلتهم انفسهم ولا هم لهم الا ان ينجوا بانفسهم ولا شك ولا ريب يا اخواني واخواتي ان نزول النعاس والامن على المؤمنين الصادقين دون المنافقين معجزة باهرة ظاهرة للنبي الامين صلى الله عليه وسلم - 00:22:03ضَ

نعاس وهم جميعا في الميدان يصيب طائفة فتنام فتشعر بالامانة والاماني والسكينة والاطمئنان وطائفة معها في نفس الميدان تشعر بالقلق والاضطراب ولا تتذوق حلاوة الامانة ولا ينزل عليها النعاس هذه الامانة - 00:22:24ضَ

هذه الرحمة الربانية هذه السكينة الالهية ازداد بها المؤمنون ايمانا مع ايمانهم وثقة في ربهم جل جلاله واصبحوا على يقين ثابت بان الله جل وعلا منجز وعده مع حرص اعداء شديد - 00:22:50ضَ

على ابادتهم واستئصالهم ومعنى رأوه في ارض المعركة من قتل ودماء وخوف وفزع ورعب الا انهم ناموا في ارض المعركة وهذا من اعظم الادلة على عصمة الله لهم وعلى حفظ الله لهم - 00:23:19ضَ

اما الطائفة الاخرى الذين انشغلوا بانفسهم اولئك يظنون بالله ويرى الحق ظن الجاهلية يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية هم يقولون في انفسهم وسبحان من يعلم السر واخفى ويعلم ما تكنه الضمائر - 00:23:43ضَ

والقلوب والنفوس يقولون في انفسهم لو كان محمد صلى الله عليه وسلم لو كان محمد محقا في رسالته صادقا في نبوته انما سلط عليه الكفار والمشركون لما اصابوه في وجهه - 00:24:12ضَ

لما كادوا ان يقتلوه لما قتلوا اصحابه على رأسهم حمزة هذا ظن باطل هذا ظن اهل الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ اي يقول بعضهم لبعض على سبيل الانكار - 00:24:36ضَ

هل لنا من النصر والفتح نصيب ليس لنا من ذلك من شيء سيسمعهم جل جلاله من يسمع دبيب النملة السوداء تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويأمر نبيه امام الرسل والانبياء - 00:25:03ضَ

صلى الله عليه وسلم ان يرد عليهم هذا القول وان يقول لهم قل ان الامر كله لله ما اشملها من جملة قرآنية رائعة قل يا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:25:30ضَ

قل ان الامر كله لله الامر كله والحكم كله لله جل علاه ليس لكم ولا لغيركم من شيء شئتم ام ابيتم غزوتم ام قعدتم ثبتم ام فررتم الشأن والغلبة والنصر - 00:25:48ضَ

لله ومن عند الله ولحزب الله ولاولياء الله ينصر رسوله واولياءه ويخذل الشرك واعدائه وفق سننه الربانية الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير فالامر كله له والتدبير له وحده والقضاء - 00:26:12ضَ

مخصوص به وحده لا يشاركه فيه غيره احد من الخلق لا ملك مقرب ولا نبي مرسل يفعل ما يشاء جل جلال رب الارض والسماء يفعل ما يشاء وتجري الاقدار حسب ما جرى به القلم - 00:26:42ضَ

وفق مشيئة الله وقدرته يخفون في انفسهم ما لا يبدون له فيضمرون ويسرون في انفسهم وفيما بينهم ما لا يستطيعون اظهاره وهم يدعون ويظهرون لك يا رسول الله انهم خرجوا للجهاد في سبيل الله وانهم طالبون للنصر - 00:27:04ضَ

ولكنهم يبطنون غير ذلك ويخفون في انفسهم غير ذلك يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا اي لو كان لنا من الامر شيء ما قتل من قتل منا في هذه المعركة. كما وعد محمد صلى الله عليه وسلم ان الامر كله - 00:27:38ضَ

لله ينصر رسوله وينصر اولياءه ويهزم اعداءه يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا ما قتل من قتل منا في هذه المعركة وفي هذا الميدان كما قال رأس النفاق - 00:28:00ضَ

لما نقتل انفسنا وقد اخرج ابن اسحاق ابن المنذر وابن جرير وغيرهم عن الزبير رضي الله عنه قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف - 00:28:22ضَ

لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا ونحن في احد فارسل الله تعالى علينا النوم قال الزبير فما منا من رجل الا ذقنه في صدره - 00:28:47ضَ

الا ذقنه في صدره فوالله يقول الزبير فوالله اني لاسمع قول معتب بن قشير اني لاسمع قول ابن قشير ما اسمعه الا كالحلم يقول لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا. الله اكبر - 00:29:08ضَ

يسمعها ربنا جل جلاله من فوق سبع سماوات يقول الزهير فحفظتها منه. اي من معتب بن قشير الذي قال لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا هنا. قال فحفظتها منه - 00:29:40ضَ

وفي ذلك انزل الله تعالى اي انزلها الله كما قالها معتب ابن قشير فامر الحق جل جلاله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يرد عليهم بهذا الجواب القاطع الحاسم الواضح العقدي الراسخ - 00:29:59ضَ

قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم. اي لو كنتم ايها المنافقون في بيوتكم بالمدينة النبوية. ولن تخرجوا - 00:30:19ضَ

مع سيد البشرية صلى الله عليه وسلم لاحد لخرج من بينكم من انتهت اجالهم لا يستقدمون عنها ساعة ولا يستأخرون. فاذا انتهى الاجل كما حدده وقدره الله جل جلاله برزوا الى مضاجعهم - 00:30:39ضَ

بل وسعوا اليها باقدامهم بدافع لا يدركونه ولا يملكونه فان قضاء الله جل وعلا لا يرد وحكمه لا معقب له وليبتلي الله ما في صدوركم اي ليختبر الله جل وعلا ما في صدوركم باقوالكم واعمالكم - 00:31:00ضَ

وما يصدر عنكم فالله سبحانه قد علم ذلك غيبا فهو يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون. لكن من عدله وحكمته سبحانه لا يحاسبكم بمقتضى علمه السابق فيكم بل بمقتضى ما يصدر عنكم من اقوال واعمال وافعال. وهذه - 00:31:23ضَ

قمة العدل وليمحص ما في قلوبكم اي ليخلصها ويميزها ويطهرها بلا طلاق ولا غبش ولا زيف والله عليم بذات الصدور وهو سبحانه وتعالى يعلم اسرار الصدور وما تخفيه القلوب التي ربما تخفى على اصحابها - 00:31:48ضَ

ينخدعون حتى تأتي المحن والفتن والابتلاءات والمصائب وتظهر لاولئك نفوسهم وبواطنهم الحقيقية وكأنهم لم يعرفوا انفسهم من قبل ثم اتبع الحق جل جلاله ما يؤكد ويدل على انه سبحانه وتعالى خبير - 00:32:23ضَ

بدقائق الاسرار وعليم بكل الاعمال والاقوال والاحوال ويقول جل جلاله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم - 00:32:51ضَ

تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية العظيمة لنطوف معا في بستان هل يانعي الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد - 00:33:19ضَ

وعلى اله واصحابه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن بارواح العباد الى العلى. ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظله - 00:33:38ضَ

هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:34:14ضَ