Transcription
يقول المصنف رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة رواه البخاري. ورواه مسلم من رواية حذيفة رضي الله عنه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث - 00:00:00ضَ
رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث الشريف وجيز اللفظ عظيم المعنى باب من ابواب الخير دل عليه سيد الورى صلى الله عليه وسلم يقول جابر فيما رواه البخاري وكذلك حذيفة فيما رواه مسلم - 00:00:20ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة المعروف هو ما امر الله تعالى به ورسوله من الطاعات والقربات الواجبة والمستحبة وكل ما امر الله تعالى به ورسوله - 00:00:45ضَ
جاء في الشريعة الندب اليه فرضا او نفلا فانه معروف وهو صدقة اي مما يجري الله تعالى به الاجر على الانسان فقوله صلى الله عليه وسلم صدقة اي ان الله تعالى يثيب الانسان عليه - 00:01:06ضَ
ويأجره عليه والمعروف في اجره درجات فكونه صدقة لا يعني ان ذلك جميعه على درجة واحدة في الاجر والثواب بل ذلك متفاوت تفاوتا عظيما باعتبار متعددة باعتبار العمل باعتبار نفعه باعتبار ما قام في قلب العبد من الاخلاص لله عز وجل تفاوت الاجور - 00:01:28ضَ
الثواب يختلف باعتبارات متعددة. وان كان الجميع يشترك في كونه مما يجري الله تعالى به على العبد الاجر فالمعروف هو ما امر الله تعالى به ورسوله ظاهرا وباطنا ويدخل في المعروف ايضا كل اوجه الاحسان - 00:01:53ضَ
التي تعارف الناس على انها من الاحسان ومن الخير ولو لم يأتي الحديث او الكتاب بالنص عليه فكل ما كان من الاحسان في عرف الناس فانه داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة. اذا المعروف هو كل ما امر الله - 00:02:13ضَ
تعالى به ورسوله وينضاف الى ذلك كل ما عده الانسان كل ما عده الناس احسانا ولو لم يأتي الحديث ولو لم يأتي النص في الكتاب والسنة بالامر به والندب عليه - 00:02:35ضَ
ينضاف الى المعروف ايضا ترك المنكر. فان ترك المحرم معروف يؤجر عليه الانسان وهو على نحوين اولا المحرمات الاقرار بتحريمها مما يجري الله تعالى به الاجر على الانسان. فاذا اعتقد الانسان - 00:02:51ضَ
تحريم السرقة تحريم الزنا تحريم الغيبة فانه مأجور على هذا الاعتقاد. لانه قبل شرع الله عز وجل ثم التزام ذلك مما يجري الله تعالى به على الانسان الاجر فاذا عرظ للانسان فرصة ان يأتي محرما وكف نفسه عن هذا المحرم فانه يزداد - 00:03:11ضَ
معروفا واجرا وثوابا على من لم تعرظ له تلك المعصية فقوله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة يشمل هذا ايضا يشمل كف النفس عن المحرمات. ولهذا في حديث ابي ذر لما - 00:03:36ضَ
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم افضل العمل وافضل الرقاب. قال ابو ذر فان لم افعل؟ قال تعين صانعا او تصنع لاخرق قال يا رسول الله ارأيت ان ضعفت عن بعض العمل؟ قال تكف شرك عن الناس فانه صدقة منك على نفسك. فجعل الله فجعل النبي - 00:03:52ضَ
صلى الله عليه وسلم كف الانسان نفسه عن المحرم معروفا يجري الله تعالى عليه به الاجر. ولذلك لا ينحصر المعروف فقط في فعل وترك المحرمات وفي فعل الطاعات والاحسان للخلق بل ينضاف الى ذلك ايضا ترك المحرمات اذا سنحت الانسان وتيسر - 00:04:13ضَ
قالت له فتركها لله ولذلك كان الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار احدهم قال اللهم انه كانت لابنة عم هي من احب الناس الي. روته عن نفسها فابت فالمت بها حاجة فجاءت فقلت - 00:04:33ضَ
لا اعطيك حتى تمكنيني من نفسك فلما مكنته من نفسها ذكرته بالله فقالت لا تفض لا تفض الخاتم الا بحقه فقام عنها وهي احب الناس اليه كف نفسه عن محرم لله فكان ذلك من العمل الصالح الذي فرج - 00:04:51ضَ
به عن هؤلاء الثلاثة الذين اطبق عليهم الغار. فكف الانسان نفسه عن المحرم من المعروف الداخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل معروف صدق ثالث ما يدخل في المعروف - 00:05:12ضَ
المباح اذا احتسبه الانسان عند الله عز وجل وفعله رغبة فيما عنده. فان الانسان اذا فعل المباح بنية الطاعة وكف النفس عن المحرم والتقرب الى الله بما ابى اجر على ذلك. ولهذا جاء في حديث ابي ذر في حديث اهل الدثور - 00:05:28ضَ
وسبقهم قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة قالوا ايأتي احدنا شهوته وهي مباحة يأتي اهله ويكون له في ذلك اجر قال نعم ارأيتم ان وضعها في حرام؟ الم يكن عليه وزر؟ قالوا بلى قال فكذلك اذا وضعها في الحلال. فاذا اتى الانسان - 00:05:49ضَ
المباح بنية التقرب الى الله والاكتفاء به عن المحرم. او كفاية من له حاجة في هذا المباح فانه يؤجر على ذلك. فقوله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة يشمل هذه الابواب كلها. يشمل الطاعات من الواجبات والمستحبات - 00:06:11ضَ
وما عده الناس احسانا يشمل كف الانسان نفسه عن المحرم اذا تيسر له فانه من المعروف الذي يؤجر عليه. يشمل المباح اذا فعله الانسان بنية الطاعة والتقرب الى الله. اللهم استعملنا في طاعتك - 00:06:31ضَ
واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:06:49ضَ