يقول المصنف رحمه الله تعالى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت احدهما وانا انتظر الاخر. حدثنا ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم - 00:00:00
ونزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الامانة فقال ينام الرجل النومة اقبضوا الامانة من قلبه فيظل اثرها مثل الوكث ثم ينام النومة فتقبض الامانة من قلبه. فيظل - 00:00:20
مثل اثر المحجن مثل اثر المجل كجمر دحرجته على رجلك افنفض فتراه فنفض فتراه كبيرا وليس فيه شيء. ثم اخذ حصاة فدحرجه فدحرجه على رجله فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احد يؤدي الامانة حتى يقال ان في بني فلان - 00:00:40
رجلا امينا حتى يقال للرجل ما اجلده ما اظرفه ما اعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمانك. ولقد اتى علي زمان وما ابالي ايكم بايعت. لان لان كان مسلما ليردنه على دينه ولئن كان نصرانيا او يهوديا لا يردنه علي ساعيه. واما اليوم فما - 00:01:04
كنت ابايع منكم الا فلانا وفلانا. متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا الحديث - 00:01:32
تضمن خبرين الخبر الاول عن نزول الايمان في قلوب الناس وان الله تعالى تفظل عليهم بالايمان فطرة ثم تابع فضله عليهم بما انزل من القرآن وبما جاء به سيد الانام مما ثبت الايمان وزاده - 00:01:47
اشراقا ويقينا وثباتا في قلوب العباد ثم اخبر عن رفع الامانة ورفع الامانة هو رفع الايمان والايمان لا يرتفع عن قلب الانسان من غير سبب بل لابد له من سبب يكون من الانسان - 00:02:09
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه بها انظارهم وهو مؤمن. والمقصود ان الايمان لا يزول - 00:02:31
ولا يرتفع الا باسباب من الانسان والله اجل واكرم واعظم وابر من ان ينزع الايمان من القلوب بلا سبب من الانسان فهو الذي تفضل بالايمان ابتداء ولا يرفعه الا عندما لا يكون هذا الايمان محل - 00:02:50
اهتمام وعناية من صاحبه باضاعته. قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد تجد ومن عذابه لمن كفر نعمه ان يسلبه الايمان اعاذنا الله واياكم سلب الايمان. النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في هذا الحديث - 00:03:12
عن رفع الايمان تدريجا وان الايمان لا يرتفع كليا من قلب الانسان بغمضة عين او لحظة بل لا يكون ذلك الا بالتدريج حيث انه يتوالى عليه من الشر والفساد والغفلة والبعد عن الله عز وجل ما يكون سببا - 00:03:32
ظعف ايمانه وفساد عمله حتى يرتفع الايمان عنه اما كليا او ينقص نقصا يخل سيره الى الله عز وجل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في رفع الامانة ان الرجل ينام النوم والمقصود بالنوم هنا الغفلة. وليس النوم الطبيعي الذي يحتاجه الناس - 00:03:55
هذا من نعم الله على الناس وهو لا يزيل الايمان بل قد يكون عونا على الطاعة كما قال معاذ اني لاستعين بنومتي على قومتي يعني استعين بالنوم على طاعة الله عز وجل - 00:04:16
فالمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم ينام ينام الرجل النوم تقبض الامانة من قلبه مثل فتترك اثرا مثل الوقت. هذا الاثر هو اثر المعصية وانظر كيف في الاول يقال مثل الوقت ثم في الثاني قال مثل المجل - 00:04:28
والفرق بين الوقت والمجل الوقت اثر قليل اثر ضعيف اثر بسيط لا يؤثر تأثيرا قويا فهو اثر ضعيف. اما المجل فهو اثر اثبت واكد وهما نوعان من الظلمة اللتان تعتريان القلب ولا يظلم القلب الا بالغفلة ولهذا سيد الورى - 00:04:47
وامام اهل التقى صلوات الله وسلامه عليه يقول انه ليغان على قلبي. يعني يصيب قلبه صلوات الله وسلامه عليه طبقة رقيقة اسمها الغيظ الغيظ. اسمها الغيم وهي ارق الطبقات التي تغشى القلوب. انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة - 00:05:18
فيدفع هذا الاثر الذي يقع على القلب بسبب من الاسباب يدفعه بالاستغفار فالذكر مما يجلو الله تعالى به القلوب ويزيل عنها كل الاطباق التي تحجب الخير وتمنع من الحق والعمل به. ولهذا ينبغي للانسان ان يعتني بقلبه - 00:05:42
بعد ان ذكر ارتفاع ونقط تناقص الايمان في القلب ذكر اثر ذلك في العمل فقال صلى الله عليه وسلم فيصبح الناس يتبايعون يتبايعون لا امانة بينهم حتى يقال في بني فلان رجل امين لقلة الامانة في الناس - 00:06:03
والواقع ان اكثر الناس في ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لا امانة لهم ومن لا امانة له لا ايمان له فارتفاع الامانة فرع عن ضعف الايمان فاذا قوي الايمان قويت الامانة - 00:06:24
هناك ارتباط وثيق بين صلاح العمل وصلاح القلوب. فمتى صلح القلب لا بد ان يصلح العمل وهذا الذي قال حذيفة انه ينتظره ولهذا يا اخواني ينبغي لنا ان نعتني بقلوبنا اصلاحا بذكر الله عز وجل وتعظيم - 00:06:39
ومحبته وكثرة الاقبال عليه. فبقدر ما يكون معك من الاقبال على الله. يشرق قلبك ويطيب ويستنيك ويطمئن الا بذكر الله تطمئن القلوب. واذا اطمئن القلب واستنار بطاعة الله انعكس هذا على القول استقامة. وعلى العمل صلاح - 00:06:56
ان الانسان سائرا في طريقه الى الله عز وجل بخطى ثابتة. يدفع الله عنه كيد الشيطان ويرد عنه مكر اعوانه حتى يصل الى الغاية وهي ان يموت على التوحيد اماتنا الله واياكم على الشهادة. وفقنا واياكم لحسن الخاتمة - 00:07:16
وجعل منقلب من قلبنا حميدا واعاننا واياكم على كل خير وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:36
Transcription
يقول المصنف رحمه الله تعالى عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت احدهما وانا انتظر الاخر. حدثنا ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم - 00:00:00
ونزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الامانة فقال ينام الرجل النومة اقبضوا الامانة من قلبه فيظل اثرها مثل الوكث ثم ينام النومة فتقبض الامانة من قلبه. فيظل - 00:00:20
مثل اثر المحجن مثل اثر المجل كجمر دحرجته على رجلك افنفض فتراه فنفض فتراه كبيرا وليس فيه شيء. ثم اخذ حصاة فدحرجه فدحرجه على رجله فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احد يؤدي الامانة حتى يقال ان في بني فلان - 00:00:40
رجلا امينا حتى يقال للرجل ما اجلده ما اظرفه ما اعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمانك. ولقد اتى علي زمان وما ابالي ايكم بايعت. لان لان كان مسلما ليردنه على دينه ولئن كان نصرانيا او يهوديا لا يردنه علي ساعيه. واما اليوم فما - 00:01:04
كنت ابايع منكم الا فلانا وفلانا. متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا الحديث - 00:01:32
تضمن خبرين الخبر الاول عن نزول الايمان في قلوب الناس وان الله تعالى تفظل عليهم بالايمان فطرة ثم تابع فضله عليهم بما انزل من القرآن وبما جاء به سيد الانام مما ثبت الايمان وزاده - 00:01:47
اشراقا ويقينا وثباتا في قلوب العباد ثم اخبر عن رفع الامانة ورفع الامانة هو رفع الايمان والايمان لا يرتفع عن قلب الانسان من غير سبب بل لابد له من سبب يكون من الانسان - 00:02:09
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس اليه بها انظارهم وهو مؤمن. والمقصود ان الايمان لا يزول - 00:02:31
ولا يرتفع الا باسباب من الانسان والله اجل واكرم واعظم وابر من ان ينزع الايمان من القلوب بلا سبب من الانسان فهو الذي تفضل بالايمان ابتداء ولا يرفعه الا عندما لا يكون هذا الايمان محل - 00:02:50
اهتمام وعناية من صاحبه باضاعته. قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد تجد ومن عذابه لمن كفر نعمه ان يسلبه الايمان اعاذنا الله واياكم سلب الايمان. النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في هذا الحديث - 00:03:12
عن رفع الايمان تدريجا وان الايمان لا يرتفع كليا من قلب الانسان بغمضة عين او لحظة بل لا يكون ذلك الا بالتدريج حيث انه يتوالى عليه من الشر والفساد والغفلة والبعد عن الله عز وجل ما يكون سببا - 00:03:32
ظعف ايمانه وفساد عمله حتى يرتفع الايمان عنه اما كليا او ينقص نقصا يخل سيره الى الله عز وجل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في رفع الامانة ان الرجل ينام النوم والمقصود بالنوم هنا الغفلة. وليس النوم الطبيعي الذي يحتاجه الناس - 00:03:55
هذا من نعم الله على الناس وهو لا يزيل الايمان بل قد يكون عونا على الطاعة كما قال معاذ اني لاستعين بنومتي على قومتي يعني استعين بالنوم على طاعة الله عز وجل - 00:04:16
فالمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم ينام ينام الرجل النوم تقبض الامانة من قلبه مثل فتترك اثرا مثل الوقت. هذا الاثر هو اثر المعصية وانظر كيف في الاول يقال مثل الوقت ثم في الثاني قال مثل المجل - 00:04:28
والفرق بين الوقت والمجل الوقت اثر قليل اثر ضعيف اثر بسيط لا يؤثر تأثيرا قويا فهو اثر ضعيف. اما المجل فهو اثر اثبت واكد وهما نوعان من الظلمة اللتان تعتريان القلب ولا يظلم القلب الا بالغفلة ولهذا سيد الورى - 00:04:47
وامام اهل التقى صلوات الله وسلامه عليه يقول انه ليغان على قلبي. يعني يصيب قلبه صلوات الله وسلامه عليه طبقة رقيقة اسمها الغيظ الغيظ. اسمها الغيم وهي ارق الطبقات التي تغشى القلوب. انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة - 00:05:18
فيدفع هذا الاثر الذي يقع على القلب بسبب من الاسباب يدفعه بالاستغفار فالذكر مما يجلو الله تعالى به القلوب ويزيل عنها كل الاطباق التي تحجب الخير وتمنع من الحق والعمل به. ولهذا ينبغي للانسان ان يعتني بقلبه - 00:05:42
بعد ان ذكر ارتفاع ونقط تناقص الايمان في القلب ذكر اثر ذلك في العمل فقال صلى الله عليه وسلم فيصبح الناس يتبايعون يتبايعون لا امانة بينهم حتى يقال في بني فلان رجل امين لقلة الامانة في الناس - 00:06:03
والواقع ان اكثر الناس في ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لا امانة لهم ومن لا امانة له لا ايمان له فارتفاع الامانة فرع عن ضعف الايمان فاذا قوي الايمان قويت الامانة - 00:06:24
هناك ارتباط وثيق بين صلاح العمل وصلاح القلوب. فمتى صلح القلب لا بد ان يصلح العمل وهذا الذي قال حذيفة انه ينتظره ولهذا يا اخواني ينبغي لنا ان نعتني بقلوبنا اصلاحا بذكر الله عز وجل وتعظيم - 00:06:39
ومحبته وكثرة الاقبال عليه. فبقدر ما يكون معك من الاقبال على الله. يشرق قلبك ويطيب ويستنيك ويطمئن الا بذكر الله تطمئن القلوب. واذا اطمئن القلب واستنار بطاعة الله انعكس هذا على القول استقامة. وعلى العمل صلاح - 00:06:56
ان الانسان سائرا في طريقه الى الله عز وجل بخطى ثابتة. يدفع الله عنه كيد الشيطان ويرد عنه مكر اعوانه حتى يصل الى الغاية وهي ان يموت على التوحيد اماتنا الله واياكم على الشهادة. وفقنا واياكم لحسن الخاتمة - 00:07:16
وجعل منقلب من قلبنا حميدا واعاننا واياكم على كل خير وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:36