بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. قال الامام النووي رحمه الله الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب في الاستقامة. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا - 00:00:00
واعلموا انه لن ينجو احد منكم بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه هو فضل رواه مسلم والمقاربة القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير والسداد الاستقامة والاصابة ويتغمدني يلبس - 00:00:20
ويسترني الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه تضمن ما ينبغي ان يكون عليه الانسان - 00:00:40
في قلبه وعمله قال صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا قاربوا وسددوا المقصود بالمقاربة الاجتهاد في القرب من الحق واصابته واما السداد في قوله وسددوا اي اجتهدوا في ان تصيبوا الحق والهدى - 00:01:01
فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكر في الوصول الى الحق في القول والعمل والنية والقصد منزلتين منزلة سامية عليا وهي التي ينبغي ان يجهد كل احد في الوصول اليها ومنزلة دون ذلك - 00:01:27
المنزلة العالية هي الاصابة. ان تصيب الحق في قولك وفي نيتك وفي عملك وفي حالك في سرك في اعلانك فيما بينك وبين ربك وفيما بينك وبين الناس. هذا والمطلوب الاول - 00:01:49
وهو ان تصيب هدف وهو تحقيق طاعة الله في كل هذه المواضع في النية والقصد في القول في العمل في الشأن كله لكن لما كان الانسان قد يجد ويجتهد في اصابة الهدى والحق. لكن لا يبلغه - 00:02:11
اما لقصور في نيته واما لقصور في عمله واما لقصور في علمه فانه ينتقل الى المرحلة الثانية وهي المقاربة وهي ان يقرب من الحق طاقته وليس المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم قاربوا - 00:02:35
ان يكون الانسان بعيدا لا يقصد الحق بل المقصود ان يقصد الحق فاذا لم يصبه لا يبعد عنه هذا المراد بقوله صلى الله عليه وسلم قاربوا لكن من حيث القصد والطلب انت اطلب الحق - 00:02:56
واسعى الى اصابته والوصول اليه لكن ان عجزت لاي سبب من الاسباب اما لقصور او تقصير فلا تبعد عن الهدف لا تبعد عن الغاية فان بعدك فان بعدك عنها هو ظلال وغياء وغواية - 00:03:14
المراتب ثلاثة سداد مقاربة غواية فاذا خرجت عن المقاربة والسداد لم يبقى الا الظلال والغواية ولهذا قال صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا اي ابذلوا الجهد في اصابة الحق في كل شأنكم فان عجزتم عنه فلا تبعدوا عنه. فان البعد عنه مهلكة - 00:03:35
سواء كان البعد عنه بزيادة وغلو او كان البعد عنه باضاعة وتفريط. فكل ذلك خروج عن السداد. وخروج عن الصراط المستقيم اذا بذل الانسان وسعه في كل شأن وفي كل حال وفي كل وقت - 00:04:00
ان يصيب الهدف وان يصل الى مرضاة الله. وان يبلغ الصراط المستقيم وان يثبت علي فينبغي له ان لا يغتر بنفسه بل ينبغي ان يعلم ان كل ذلك الجهد ليس كافيا في افاء حق الله فحق الله اعظم - 00:04:19
وما قدروا الله حق قدره سبحانه وبحمده ولذلك قال واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله هذي مناسبة ذكر هذا الخبر بعد الامر بالمقاربة والسداد المقاربة والسداد لا تكفي - 00:04:39
في ادراك الفوز والنجاة لولا رحمة الله ولذلك قال واعلموا انه لن ينجي احد لن ينجي احدا منكم عمله او لن ينجو احد منكم بعمله العمل مهما كان متقنا صوابا صالحا فانه لا يكفي - 00:04:58
في الوصول الى رحمة الله وبالتالي لا تغتر بعملك مهما كان طيبا مهما كان صالحا فانظر اليه بعين ان بعين الاستقلال و الاستظعاف ان يصل الى ما تؤمل من رحمة الله فلولا رحمة الله - 00:05:18
ما ادركت فظله قال قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا يعني حتى النبي الذي هو ابلغ الناس واعلى الناس منزلة في العبودية قالوا له ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل الا ان يتغمدني الله برحمة منه - 00:05:39
وفضل يتغمدني يعني يسترني ويلبسني رحمة منه ابلغ بها رضاه وفضل وهو الزيادة الذي التي يتفظل بها جل وعلا عليه صلى الله عليه وسلم وهذا بيان ان العمل مهما كان جيدا صالحا كثيرا - 00:06:02
مرضيا لله عز وجل فانه لا يبلغ به الانسان لو استقل عن رحمة الله لا يبلغ به ما يؤمل من فظل الله فلا يدخل الجنة الا برحمته. هذا لا يعني ان العمل لا قيمة له بل الله عز وجل قال وتلكم الجنة التي - 00:06:24
ارثتموها بما كنتم تعملون. وقال تعالى وقال تعالى ادخلوا الجنة التي كنت ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالعمل له اثر في دخول الجنة لكن لابد ان يقترن به من رحمة الله ما يكون سببا في دخول الجنة - 00:06:41
فالدخول الى الجنة هو برحمته وتبوء ما فيها من المنازل هو بفظله والعمل طريق تحصيل ذلك. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في بعض الاعمال ان جزاءها الجنة. قال صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة. البردين الظهر والعصر - 00:07:02
ولو لم يكن هذا العمل مؤثرا في تحصيل المطلوب ما ذكره صلى الله عليه وسلم لكن التنبيه الذي تضمنه الحديث هو ان لا الا كل الانسان ان لا يعتمد الانسان بقلبه على عمله بل يرجو رحمة ربه. فالذي وفقك للعمل الذي دلك على العمل - 00:07:22
قل هو الله والذي وفقك اليه هو الله. والذي يتقبله منك هو الله. والذي يجزيه يجزيك عليه الاجر والثواب هو الله فالجميع كله برحمته سبحانه وبحمده ورحمته يدرك بها الانسان كل مطلوب. فما في الجنة من نعيم هو جميعه برحمة الله. ولذلك قال الله عز وجل - 00:07:42
في خطاب الجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي. فكل نعيم يدركه الانسان في الجنة سواء كان في المأكل او المشرب او المرأة او كان في النظر الى الله او غير ذلك انما هو برحمة الله فنسأل الله ان يبلغنا رحمته - 00:08:07
وان يجعلنا من حزبه واوليائه والا يجعلنا ممن يغتر يغتر بعمله فالعمل قليل في حقه انا الفقير الى رب السماوات ادي المسكين في في مجموع حالاتي انا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي - 00:08:29
والخير ان يأتي من قبله يأتي اسأل الله ان يبلغني واياكم فظله وان يرزقنا واياكم من واسع رحمته وان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المفلحين - 00:08:48
واولياءه الصالحين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:09:04
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. قال الامام النووي رحمه الله الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب في الاستقامة. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا - 00:00:00
واعلموا انه لن ينجو احد منكم بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه هو فضل رواه مسلم والمقاربة القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير والسداد الاستقامة والاصابة ويتغمدني يلبس - 00:00:20
ويسترني الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه تضمن ما ينبغي ان يكون عليه الانسان - 00:00:40
في قلبه وعمله قال صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا قاربوا وسددوا المقصود بالمقاربة الاجتهاد في القرب من الحق واصابته واما السداد في قوله وسددوا اي اجتهدوا في ان تصيبوا الحق والهدى - 00:01:01
فالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكر في الوصول الى الحق في القول والعمل والنية والقصد منزلتين منزلة سامية عليا وهي التي ينبغي ان يجهد كل احد في الوصول اليها ومنزلة دون ذلك - 00:01:27
المنزلة العالية هي الاصابة. ان تصيب الحق في قولك وفي نيتك وفي عملك وفي حالك في سرك في اعلانك فيما بينك وبين ربك وفيما بينك وبين الناس. هذا والمطلوب الاول - 00:01:49
وهو ان تصيب هدف وهو تحقيق طاعة الله في كل هذه المواضع في النية والقصد في القول في العمل في الشأن كله لكن لما كان الانسان قد يجد ويجتهد في اصابة الهدى والحق. لكن لا يبلغه - 00:02:11
اما لقصور في نيته واما لقصور في عمله واما لقصور في علمه فانه ينتقل الى المرحلة الثانية وهي المقاربة وهي ان يقرب من الحق طاقته وليس المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم قاربوا - 00:02:35
ان يكون الانسان بعيدا لا يقصد الحق بل المقصود ان يقصد الحق فاذا لم يصبه لا يبعد عنه هذا المراد بقوله صلى الله عليه وسلم قاربوا لكن من حيث القصد والطلب انت اطلب الحق - 00:02:56
واسعى الى اصابته والوصول اليه لكن ان عجزت لاي سبب من الاسباب اما لقصور او تقصير فلا تبعد عن الهدف لا تبعد عن الغاية فان بعدك فان بعدك عنها هو ظلال وغياء وغواية - 00:03:14
المراتب ثلاثة سداد مقاربة غواية فاذا خرجت عن المقاربة والسداد لم يبقى الا الظلال والغواية ولهذا قال صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا اي ابذلوا الجهد في اصابة الحق في كل شأنكم فان عجزتم عنه فلا تبعدوا عنه. فان البعد عنه مهلكة - 00:03:35
سواء كان البعد عنه بزيادة وغلو او كان البعد عنه باضاعة وتفريط. فكل ذلك خروج عن السداد. وخروج عن الصراط المستقيم اذا بذل الانسان وسعه في كل شأن وفي كل حال وفي كل وقت - 00:04:00
ان يصيب الهدف وان يصل الى مرضاة الله. وان يبلغ الصراط المستقيم وان يثبت علي فينبغي له ان لا يغتر بنفسه بل ينبغي ان يعلم ان كل ذلك الجهد ليس كافيا في افاء حق الله فحق الله اعظم - 00:04:19
وما قدروا الله حق قدره سبحانه وبحمده ولذلك قال واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله هذي مناسبة ذكر هذا الخبر بعد الامر بالمقاربة والسداد المقاربة والسداد لا تكفي - 00:04:39
في ادراك الفوز والنجاة لولا رحمة الله ولذلك قال واعلموا انه لن ينجي احد لن ينجي احدا منكم عمله او لن ينجو احد منكم بعمله العمل مهما كان متقنا صوابا صالحا فانه لا يكفي - 00:04:58
في الوصول الى رحمة الله وبالتالي لا تغتر بعملك مهما كان طيبا مهما كان صالحا فانظر اليه بعين ان بعين الاستقلال و الاستظعاف ان يصل الى ما تؤمل من رحمة الله فلولا رحمة الله - 00:05:18
ما ادركت فظله قال قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا يعني حتى النبي الذي هو ابلغ الناس واعلى الناس منزلة في العبودية قالوا له ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل الا ان يتغمدني الله برحمة منه - 00:05:39
وفضل يتغمدني يعني يسترني ويلبسني رحمة منه ابلغ بها رضاه وفضل وهو الزيادة الذي التي يتفظل بها جل وعلا عليه صلى الله عليه وسلم وهذا بيان ان العمل مهما كان جيدا صالحا كثيرا - 00:06:02
مرضيا لله عز وجل فانه لا يبلغ به الانسان لو استقل عن رحمة الله لا يبلغ به ما يؤمل من فظل الله فلا يدخل الجنة الا برحمته. هذا لا يعني ان العمل لا قيمة له بل الله عز وجل قال وتلكم الجنة التي - 00:06:24
ارثتموها بما كنتم تعملون. وقال تعالى وقال تعالى ادخلوا الجنة التي كنت ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالعمل له اثر في دخول الجنة لكن لابد ان يقترن به من رحمة الله ما يكون سببا في دخول الجنة - 00:06:41
فالدخول الى الجنة هو برحمته وتبوء ما فيها من المنازل هو بفظله والعمل طريق تحصيل ذلك. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في بعض الاعمال ان جزاءها الجنة. قال صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة. البردين الظهر والعصر - 00:07:02
ولو لم يكن هذا العمل مؤثرا في تحصيل المطلوب ما ذكره صلى الله عليه وسلم لكن التنبيه الذي تضمنه الحديث هو ان لا الا كل الانسان ان لا يعتمد الانسان بقلبه على عمله بل يرجو رحمة ربه. فالذي وفقك للعمل الذي دلك على العمل - 00:07:22
قل هو الله والذي وفقك اليه هو الله. والذي يتقبله منك هو الله. والذي يجزيه يجزيك عليه الاجر والثواب هو الله فالجميع كله برحمته سبحانه وبحمده ورحمته يدرك بها الانسان كل مطلوب. فما في الجنة من نعيم هو جميعه برحمة الله. ولذلك قال الله عز وجل - 00:07:42
في خطاب الجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي. فكل نعيم يدركه الانسان في الجنة سواء كان في المأكل او المشرب او المرأة او كان في النظر الى الله او غير ذلك انما هو برحمة الله فنسأل الله ان يبلغنا رحمته - 00:08:07
وان يجعلنا من حزبه واوليائه والا يجعلنا ممن يغتر يغتر بعمله فالعمل قليل في حقه انا الفقير الى رب السماوات ادي المسكين في في مجموع حالاتي انا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي - 00:08:29
والخير ان يأتي من قبله يأتي اسأل الله ان يبلغني واياكم فظله وان يرزقنا واياكم من واسع رحمته وان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المفلحين - 00:08:48
واولياءه الصالحين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:09:04