مجالس السُنَّة | د. أحمد عبد المنعم

لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده | خطبة | د. أحمد عبد المنعم

أحمد عبدالمنعم

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:00:00ضَ

واصلي واسلم على سيد الخلق اجمعين. محمد صلى الله عليه وسلم. بلغ الرسالة. وادى الامانة. ونصح ثم فما ترك خيرا الا ودلنا عليه. وما ترك شرا الا وحذرنا منه فصلاته وسلاما دائمين من رب العالمين - 00:00:27ضَ

على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. اما بعد احبتي في الله من رحمة الله عز وجل بخلقه انه لم يتركهم سدى. ولكن بكرمه وفضله ورحمته. ارسل اليهم الرسل - 00:00:48ضَ

وانزل اليهم الكتب ليكونوا على بينة من امرهم. ليهلك من هلك عن بينة. ويحيى من حي عن بينة وضح الله عز وجل وبين وفصل في كتابه الكريم لماذا خلقنا؟ وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون - 00:01:16ضَ

خلقنا الله عز وجل لهذه الغاية العظيمة. التي قد ينساها الناس في زحمة الحياة. قد ينشغل الناس بزخارف الدنيا قد ينشغلون باسبابها وينسون هذه الغاية التي خلقوا من اجلها قد يضل الناس الطريق. لكن - 00:01:36ضَ

قد يكون له عودة. قد يكون له اوبة. قد تكون له توبة لذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرجوع اليه سبحانه وتعالى مهما ابتعد الانسان ومهما ظل في - 00:01:59ضَ

فهناك الفرصة قائمة ولا تزال الفرصة سانحة برجوع ذلك العبد مهما ابتعد بعيدا عن طريق الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى يفرح بعودة هذا العام. قال صلى الله عليه وسلم موضحا - 00:02:17ضَ

مبينا لتفاصيل الرجوع وطريقة الرجوع في تشبيه رائع. قال صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث له روايات متعددة. ساحاول اذكر هذه الروايات ونقف في هذه الخطبة مع هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم - 00:02:37ضَ

ان الله او في رواية بدأت الرواية لله افرح بتوبة عبده من احدكم. لا الله افرح بتوبة بعبده من احدكم. وفي رواية لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم كان هذا القدر كافي. الله عز وجل يفرح بتوبة العبد. من فرح اي انسان. من احدكم - 00:02:59ضَ

لكن ليست اي فرحة. يعني الانسان يمر في حياته بلحظات سعادة. قد يفرح الانسان لاسباب بسيطة. لكن يخبرنا الله عز عز وجل ان هذه الفرحة التي حدث بينها التشبيه حدث معها التشبيه في الحديث فرحة عظيمة. ما هي هذه الفرحة - 00:03:29ضَ

اذ يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل لله اشد فرحا بتوبة احدكم. وفي رواية في صحيح مسلم والله الله اشد فرحا يقسم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:49ضَ

هذا الحديث العجيب الذي سنتكلم عنه في التفصيل كان الصحابة يحرصون على التذكير به وفي اوقات عجيبة يقول الحارث ابن سويد في صحيح مسلم ذهبت واعود عبد الله ابن مسعود ذهب ليعود عبدالله ابن مسعود رضي الله عنهما - 00:04:03ضَ

هو في المرض عبدالله بن مسعود في مرضه فقال فحدثني بحديثين حديث ابن سويلب يقول ان عبد الله ابن مسعود في مرضه حدثني بحديثين احدهما عن نفسه عايز الاول يخرج ابن مسعود من نفسه من فقه ابن مسعود واستنباط ابن مسعود من الشريعة استنبط معنى معين - 00:04:21ضَ

والآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما الذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو هذا الحديث. والله لا الله اشد فرحا بتوبة من الله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم ثم افرد الحديث. وقال والحديث الاخر وان كان في صحيح مسلم الامام مسلم لم - 00:04:41ضَ

الحديث الثاني عن ابن مسعود لكن ذكره الامام البخاري وقال له ابن مسعود ان المؤمن يرى ذنوبه كانه تحت جبل يوشك وان تقع عليه. المؤمن يرى الذنوب كالجبل وكانه قاعد تحت الجبل. وهذه الذنوب تكاد ان تسقط عليه. واما المنافق فيرى ذنوبه كذباب - 00:05:01ضَ

وقع على انفه فقال به هكذا الشاهد ان الصحابة كانوا يحرصون على التذكير حتى في اوقات المرض على التذكير بهذا الحديث حتى لا يقنط احد. ولا ايهأس احد من رحمة الله سبحانه - 00:05:21ضَ

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لله افرح بتوبة عبده من احدكم كان على راحلته بارض فلاة. كان على راحلته ارض فلاة. وفي رواية في صحيح مسلم بارض دوية المهلكة بارض الدوية المهلكة. الارض هي التي لا نبات فيها ولا طعام - 00:05:35ضَ

ونسبت اليها الارض الدولية المهلكة اسم مكان موضع الهلاك. اي هذا مكان هذا مكان كل من سار فيه صار في هلاك الا ان يكون معه الزاد كان العرب يتفاءلون بالصحراء ويسمونها المفازة. الغالب الناس بتهلك - 00:06:00ضَ

فكانوا يريدون ان يتفائلوا فيسمونها مكان الفوز وهي موضع الهلاك. فالنبي صلى الله عليه وسلم يصور الطبيعة الاول التي كان فيها هذا الرجل هذا الرجل احدكم كان يسير بارض دوية مهلكة بارض فلاة لا نبات فيها. معه الراحلة عليها طعامه - 00:06:23ضَ

وشرابه على هذه الراحلة هذا الزاد عليها الطعام والشراب ثم هذا الرجل في اثناء السير في رواية انه قال وقت القيلولة. في رواية انه اتجه الى اصل شجرة ونام. وفي رواية لها غلبته عيناه - 00:06:47ضَ

ان هو كان يعني مجهد وان هو بيريح بس غفلة. وفي رواية انه وهو نائم كان يمسك بزمام البعير حتى في لحظات الراحة خايف ان ينفلت منه البعير وهو نائم - 00:07:06ضَ

يمسك بزمام البعير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاستل البعير الزنان من يده في وقت الغفلة البعير فكز يعني شد الزمام بتاعه وانطلق البعير وعليه طلقة الراحلة وعليها الطعام والشراب - 00:07:22ضَ

انطلقت بعيدا عنها. فاستيقظ مشهد فاستيقظ الرجل. بمجرد ان رأى حوله ونظر حوله ولم يجد الراحلة ايقن بهلاكه. هو في ارضه دوية مهلكة في مفازة في ارض صحراء لا نبات فيها. وانتهى الزاد - 00:07:40ضَ

في رواية عن النعمان ابن بشير ذكر ايضا الامام مسلم في الصحيح وان كان بعض العلماء قال انه لم يرفعها الى النبي صلى الله عليه وسلم وان ده من تصور النعمان الميسير لهذه القصة - 00:07:58ضَ

انه انطلق هذا الرجل الى شرف مكان عالي وظل يبحث وينظر فلم يجد الراحلة فانطلق الى مكان اخر وظل يبحث وينظر فلم يجد وانطلق الى مكان ثالث الى شرف عال اخر. وظل يبحث عن الراحلة فلم يجد راحله. فظل هكذا حتى عطش - 00:08:10ضَ

دي مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم. حتى ادركه العطش. اشتعل يبحث ويبحث ويبحث فقال دي رواية ابن مسعود فقال اعود الى المكان الذي كنت فيه لاموت هناك فعاد فوضع ساعده ووضع رأسه على ساعده حط رأسه على ايده فوضع رأسه على ساعده ينتظر الموت - 00:08:30ضَ

مشهد انا هرجع خلاص ما فيش امل. فعاد الى نفس المكان وشيء عجيب. ما قيمة هذا المكان؟ هي ارض صحراء قال اعوذ الى المكان الذي كنت فيه. فعاد الى المكان لاموت هناك. فعاد الى المكان فوضع رأسه على ساعده ينتظر الموت. وفيه وفي - 00:08:57ضَ

هذه اللحظات وفي بعض الروايات انه غفل من اراد ان ينتظر الموت. ايا كان طريقة الموت. سباع تختلس عن طريق الجوع العطش. اريد ان انتظر الموت وهو في هذه الغفلة وفي هذه النومة اذا بالبعير يأتي ويضع الزمام في يده - 00:09:17ضَ

في رواية ايضا ان هذا الزمام بالحد بتاع البعيد كان له اثر في القصة. لما انفلت من يده الى الزمام يعني يعني شجرة اصل شجرة في الارض توقف البعير عن السيد - 00:09:38ضَ

كان هذا الزمام هو سبب الانفلات وسبب الرجوع مرة اخرى. فاذا بالرجل يقوم واخذ بخطامها. فقام فرحا واخطأ من شدة الفرح وقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح - 00:09:51ضَ

هذه الروايات مجموع الروايات هذه القصة العجيبة. اللي فيها تصوير دقيق كان ممكن النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي ان الله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم اذا قبل امرا عظيما او اذا فرح لامر عظيم. لكن - 00:10:07ضَ

التصوير والتفاصيل توحي باهمية هذا الامر. وان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا ان هذا الفرح فرح مخصوص والعجيب حينما تقرأ تفاصيل الفرح تظن ان الفرح بعبد اراد ان يقوم الليل - 00:10:23ضَ

بعبد يطلب العلم. بعبد يجاهد في سبيل الله. تكون المفاجأة انه بعبد ابق وقع في الكبائر وقع في ولكنها لحظة العودة لحظة الاوبة. لحظة عودة الروح الى الجسد. هذه اللحظة التي يحبها الله عز وجل. التي قال عنها النبي صلى الله عليه - 00:10:42ضَ

لكعب ابن مالك ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك. لحظة التوبة. لحظة الرجوع. لحظة التي قال عنها ربنا فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه. اللحظة التي انتظرها آدم يمد يده متلقيا من - 00:11:06ضَ

لهذه الكلمات هذه اللحظة لحظة السعادة. لحظة التوبة هذا التوصيف العجيب جاء لاجمل لحظات حياة الانسان. لحظة عودة الصلة بينه وبين الله عز وجل بعد انقطعت وقف العلماء متحيرين امام هذا الحديس - 00:11:26ضَ

هل هذا التشبيه؟ المقصد ان احنا نعيش هذه الحالة من الفرح. ثم نقول ان الله عز وجل اشد فرحا من هذا العبد فقط يسموه تشبيه صورة مجملة بصورة مجملة ام ان تفاصيل التشبيه لها دلالات - 00:11:46ضَ

هذه الراحلة وهذا الزاد والطعام والشراب ان هذه التفاصيل لها دلالات في الحديث. فقال بعض اهل العلم هذه التفاصيل تشير اشارة في هذا الحديث وقال بعضهم ان هذا المشهد مشهد الانسان اللي كان بيسير في الصحراء في الارض الدوية المهلكة. ومعه الراحلة عليها الزاد طعام شراب. هذا الانسان في سفره - 00:12:05ضَ

دنيا الدنيا ارض دوية مهلكة الدنيا ارض صحراء. الدنيا ارض يهلك فيها الانسان بدون الزاد. بدون الطعام والشراب يهلك فيها الانسان وزاد الانسان وطعامه وشرابه في هذه الدنيا زاد المؤمن - 00:12:32ضَ

والتقوى هو العمل الصالح الخير عمل الصالحات اعمال الصالحات هي زاد المؤمن. اذا انقطع الانسان عن الوحي عن زاد عن التقوى عن الايمان ضل في طريقه فكأن لحظة انفصال الراحلة عن الانسان هي لحظة انفصال الجسد عن الروح - 00:12:54ضَ

لحظة ضياع الطعام والشراب على الراحلة. وان تترك الراحلة هذا الانسان النائم هذه اللحظة هي اللحظة التي ينفصل فيها الجسد ويسعى الجسد ليلبي رغباته بعيدا عن روحه. فيضل ويهلك وتصبح الروح اشبه بهذا الانسان - 00:13:20ضَ

الضال التائه في الصحراء. هذا هو مشهد الروح بعيدا عن القرآن. بعيدا عن الايمان. بعيدا عن الوحي هذا هو المشهد هذا الانسان السائر في الحياة وهو يسير في الصحراء ويمسك بزمام الراحلة - 00:13:40ضَ

هذا مشهد الانسان القابض على دينه. القابض على الجمر. الذي يخاف ان تنفلت منه الروح. لان الراحلة عليها الطعام والشراب عليها الزاد فحينما انفصلت الراحلة وكانت لحظة الانفصال في لحظة الغفلة - 00:13:58ضَ

في لحظة النوم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ينام الرجل النوم فترفع الامانة من قلبه ويظل اثرها مثل الوقت فينام الرجل نوما فترفع الامانة من قلبه فيظل اثرها مثل المجد كجبل احرجته على رجليك فنفط فتراه منتمرا وليس فيه شيء - 00:14:15ضَ

الحديث الآخر هذا الطويل يحتاج فرحه الى وقت طويل فحتى لا نطيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينام الرجل نومه اي يغفل الرجل الغفلة انشغل تنفرد زمام الراحلة ما يحدث الانفصال تظل الروح في ارض صحراء بدون زاد - 00:14:38ضَ

وتنفصل الرحيل عنه وعليها الطعام والشراب مشهد الانسان في انسان بيستسلم لكن هذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لرجل لم يستسلم لرجل ظل يذهب الى ها هنا وها هنا وها هنا - 00:14:58ضَ

وينادي على الراحلة وكأن هذه النداءات صرخات الفطرة بداخله. اننا نفتقد زادا. اننا نفتقد غذاء. اننا تفتقد شيئا خلقنا لاجله وظل ذلك الرجل ينطلق ويبحث وينادي ويبحث عن الراحلة لحظات التعب للوصول للايمان - 00:15:14ضَ

لكن وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قامته لابد من لحظات ابتلاء للانسان هل هو صادق في البحث عن الايمان هل يعني يستفرغ كل وسعه للوصول الى الحق؟ فعل ذلك الرجل. انطلق ها هنا وها هنا وها هنا. يبحث - 00:15:36ضَ

في هذه اللحظات يبحث عن الذات. يبحث عن الراحلة. يبحث عن الطعام والشراب. فلما فقد الامل عاد الى مكانه وكأنه يريد ان يموت متذكر للحظة اجتماع الروح مع الجسد يريد ان يموت متذكرا في هذا المكان متذكرا لهذه اللحظات التي كان مع زاده مع طعامه مع شرابه - 00:15:56ضَ

يريد ان يموت في هذا المكان حتى يتذكر هذه اللحظات. لحظات الحياة. لذلك تجد ان اهل العلم لما بحثوا عن اصل كلمة الضلال في اللغة قالوا الضلال اصلا معناه في اللغة هو انتيه في الارض في الصحراء في الارض المهلكة التي لا يعود فيها الانسان. واصل - 00:16:24ضَ

معنى الهدى في اللغة ان يعود الانسان من طريق تاه فيه. ان يكون الانسان حائرا تائها ضالا ثم يعود فيقال هدي فلان ان يصل الى الطريق المستقيم. اهدنا الصراط المستقيم - 00:16:44ضَ

وكذلك هذا الانسان اصبح ضالا في الصحراء يبحث عن الهدى فقال اعوذ الى نقطة الهدى التي كنت فيها. اعود الى هذه اللحظة الى هذا المكان ومشهد تفاصيل التي يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعود الى المكان الذي كنت فيه فانام حتى اموت - 00:17:00ضَ

فعاد الى المكان كلام النبي صلى الله عليه وسلم فعاد الى المكان فوضع رأسه على ساعده ينتظر الموت مشهد انه يضع الرأس على الساعد مشهد قد لا نستفيد منه لكن هذا التصوير الدقيق حتى يبين تفاصيل روح هذا الانسان وما يشعر به من الام - 00:17:24ضَ

كأنه فقد الامل. وخلاص وصل الى مرحلة الاستسلام التام في هذه اللحظة وبعد ان غفل هذه الغفلة اذا به يستيقظ. وكأن الهدى دائما يأتي من عند الله. وانت ما تفعله مجرد اسباب - 00:17:48ضَ

انت حينما تبحث عن طريق الهدى وتريد ان تتوب. ليس هذا هو الذي ياتي اليك بالهدى. لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى انه الذي اليك بالهدى انت مجرد ان تسعى وتطلب وتقول اهدنا الصراط المستقيم. سورة الفاتحة حينما تفتح المصحف واول سورة امامك سورة الفاتحة وتقول اهدنا - 00:18:07ضَ

الصراط المستقيم. تجد السورة المقابلة لها مباشرة سورة البقرة يقول الله لك ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. انت طلبت الهدى وانا يعطيك الهدى. الانسان لا يستطيع ان يأتي بالوحي. لكن من كرم الله عز وجل ان انزل على الانسان واعطاه الوحي. اعطاه القرآن اعطاه الدلالة - 00:18:29ضَ

والارشاد والهدى. فكذلك هذا الانسان حينما فعل ما في وسعه وعاد اتي اليه بالراحلة حتى حينما يستيقظ يوقن انها من عند الله ليست من مجهوده ولا تعبه. انها اوتيت اليه هذا من رحمة الله في معاملة العبد التائب. في معاملة العبد المؤمن المجتهد - 00:18:49ضَ

ان يأتي اليه الفتح بعيدا او ما فيش وصلة مباشرة بينه وبين المجهود. وان لم يكن من الله عون للفتى. فاول ما يجني عليه اجتهاده ان لم يعن الله عز وجل العبد اول ما يزنى اول ما يجني على العبد الاجتهاد. لماذا؟ لانه يظن انه اوتي ذلك بقوته. وبسعيه وبحوله - 00:19:13ضَ

لكن حينما يجد هذا المشهد يقول لا حول ولا قوة الا بالله استيقظ فاخذ بزمامها. لحظة الفرح انه لن يترك الزاد مرة اخرى. انه لن يغفل مرة اخرى. ما اجمل - 00:19:35ضَ

لحظات القرب بعد ان تذوق مرارة البعد. ما اجمل هذه اللحظات! ما اجمل لحظات عودة الروح الى الجسد. ما اللحظات الوصل بعد الانقطاع. فاخذ بزممها وانه لن يتركها ابدا. هذا الفرح الذي يعيشه الانسان التائب - 00:19:50ضَ

يجد فرحة عظيمة في صدره يخبرنا الله ان الله عز وجل اشد فرحا من فرح التائب بتوبته هذه اللذة التي يجدوها التائب التي يجدوها في صدره حينما يقوم بين يدي الله حينما يسجد ويبكي في سجوده هذه - 00:20:10ضَ

وهذا الفرح الله عز وجل اشد فرحا بتوبة العبد من فرحه فيخبرنا الله عز وجل بهذا المشهد كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المشهد حتى نعلم ان هذه اللذة التي تجدوها في صدرك اعلم - 00:20:30ضَ

انها من الله وان الله عز وجل اشد فرحا في هذه اللحظات بتوبتك باوبتك بعودتك الى الله عز وجل العجيب ان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في رواية في الصحيح ذكر هذا المشهد مجمل في وسط حديث الكل يعرفه. قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل ان - 00:20:49ضَ

عند ظن عبدي بي. وانا معه حيث يذكرني. هذه الوجهات حيث في المكان. في رواية اخرى جاءت حين في الزمان انا معه حيث يذكرني. لله افرح بتوبة عبده من احدكم وجد راحلته بعد ان ضلت بارض فلا - 00:21:13ضَ

واذا تقرب العبد شبرا تقرب الله اليه ذراعا. اذا تقرب العبد ذراعا تقرب الله اليه باعا. واذا اتاه يمشي او اذا اتاني يمشي اتيتم غرورا. العجيب ان مشهد التوبة هنا الان في الحديس ده في صحيح مسلم موضوع في منتصف وضع في منتصف - 00:21:36ضَ

انا معه حيث يذكرني ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا الحديس كلنا نعرفه حديس انا عند ظن عبدي بي ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. لكن مشهد التوبة - 00:21:57ضَ

ان يأتي في هذا المشهد العظيم مشهد السائرين الى الله وكأن الله عز وجل يخبرنا ان لحظة البداية هي لحظة التذكر. انا معه حيث يذكرني. ثم الانطلاق بداية الانطلاق تكون بالتوبة ثم خطوات السير. شبرا فذراع فمشيا - 00:22:13ضَ

هرولة. هكذا مراحل السير الى الله تبدأ ان تذكر الله عز وجل. تبدأ بذكره. ثم بفرحك بالتوبة ثم بالسير ومشهد الشبر والزراع والباع مشهد عجيب من الذي يمشي خطوات شبه؟ يقول الله عز وجل من تقرب الي شبرا - 00:22:33ضَ

الخطوة الوحيدة البسيطة لا تقل عن ثلاثة اشجار هذا الشبر من تقرب الي شبرا وكأنها خطوة طفل يحبو في سيره الى الله وكأنها خطوة رجل مكبل بالقيد وكأنها خطوة اسير في الاغلال - 00:22:56ضَ

لكنه رفض التوقف ورفض الاستسلام. وقدم هذا الشبر وما الذي يغنيه هذا الشبر عن هذه القيود؟ هذا الطريق الطويل الذي يريد ان يصل فيه الى اخره الى الجنة. ما الذي يغني عنه هذا الشبر؟ ولكنه الكرم. ولكنه العفو - 00:23:18ضَ

ولكنها الرحمة التي تقبلت هذا الشبر انظر انت تتقرب الشبر. والله يتقرب اليك الذراع الله الشكور الذي يعطيك دائما اكثر من فعلك ما الذي يفعل هذا الشبر؟ ثم بدأت الاغلال تتكسر - 00:23:38ضَ

وبدأت القيود تنفك وبدأ الطفل ليكبر ثم قدم الزراع ذاق اللذة وذاق طعم الايمان فقدم الباع ها هو استوى على قدميه ها هو كسر كل الاغلال وهو يمشي مشية الرجال - 00:23:59ضَ

اتاني يمشي اتيت ابن هرولة. مشهد عجيب يقصه علينا النبي صلى الله عليه وسلم لرحلة الوصول الى الله بعد ان كان ضالا في الصحراء اسأل الله عز وجل ان يهدينا جميعا اليه سبحانه وتعالى. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم - 00:24:16ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم احبتي في الله رأينا كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم بين وفصل هذا المشهد الجميل. هذا المشهد الذي تختلط فيه دموع الحزن بدموع الفرح - 00:24:37ضَ

لانها لحظة هامة في حياة الانسان ولولا اهميتها لما فصلها لنا النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا التفصيل بكل هذه الروايات كثير من الصحابة روى هذا الحديث بتفاصيل مختلفة - 00:25:04ضَ

ابن مسعود وانس ابن مالك وابو هريرة والنعمان ابن بشير كثير من الصحابة. رووا هذا الحديث بتفاصيل مختلفة. وكأن النبي صلى الله عليه وسلم قص عليهم هذا الحديث اكثر من مرة - 00:25:18ضَ

وبتفاصيل مختلفة لاهمية هذه اللحظة التي لابد ان يجددها الانسان في حياته لحظة التوبة لحظة العودة مرة اخرى الى الله عز وجل ايضا قد يكون الحديث في اشارة مختلفة يعني ببعض نظر ان هذا الرجل الذي كان معه الزاد الراحلة هو نفسه الرجل الضال التائه الذي تاب - 00:25:31ضَ

وان الشاهد من الحديث ان كما ان هذا الرجل يفرح بعودة الزاد والطعام وعودة الراحلة وعودة الحياة بعد الموت. كما ان هذا الرجل يفرح الله عز عز وجل اشد فرحا من فرحه بعودته الى الحياة مرة اخرى. بعد ان كان على شفا الموت - 00:25:57ضَ

بعضهم اشار ان هذا الرجل الذي ضاعت منه الراحلة هو اشبه بالداعية الذي انفلت منه الناس وانفلت منه المدعو وهو يبحث عن هدايته وهو لا يبحث عنه وان هذه الراحلة التي سارت في الضلال لا تنتفع بالطعام ولا الشراب بدون من يرعاها - 00:26:15ضَ

بدون من يوجهها وان هذا المشهد مشهد الحزن الذي انتاب ذلك الرجل ومشهد الفرح الذي انتابه ايضا بعد عودة الراحلة هو مشهد حزن الداعية حينما يفقد الناس ومشهد فرحه مشهد فرحه حينما يعود اليه الناس - 00:26:41ضَ

كما صور النبي صلى الله عليه وسلم ايضا هذا المشهد مشهد حرص الداعية على هداية الناس كما اخبر صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فجعل الفراش والهوان يقعن فيه وهو يصرف الفراش والهوان عن النار فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وانا آخذ بحجزكم عن - 00:27:00ضَ

يحاول الامساك والتمسك بالناس حتى لا يقعوا في حرام وايضا وكأن هذا المشهد يعني ابتعاد الناس عن الوعظ عن الدعوة عن سماع كلام الله عز وجل يجعلها كالراحلة. كالدابة التي - 00:27:20ضَ

في الصحراء وان غرض الانسان وكأن الداعية اذا فقد الناس وكأنه يشعر بالالم يشعر بحزن عميق يبحث عن الناس فيخبرنا الله عز وجل ان له سبحانه وتعالى عبادا في الارض يحزنون على ضلال الناس ويفرحون - 00:27:38ضَ

الناس ثم يخبرنا ربنا انه اشد فرحا من فرح ذلك الداعية بدعوة الناس او بتوبتهم. وان الله عز وجل اشد فرحا ويفرح بعودة الناس كانت البشرى لانتهاء مهمة النبي صلى الله عليه وسلم. ولد دخوله الجنة - 00:28:01ضَ

انتهاء هذه المهمة بقوله سبحانه وتعالى ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا حينما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم استبشر هذه الوظيفة وكأن الوظيفة التي عاش من اجلها فلما سمعها اطمئن قلبه - 00:28:20ضَ

علم ان الوظيفة انتهت وان لقاء الرب اقترب سبحانه وتعالى رؤية الناس هذه اللحظة التي يتمناها الداعية. يتمناها المؤمن لا يتمنى غيرها مهما اوتي من مال ومن سلطان ومن حظ من الدنيا هو لا ينشغل بذلك وينشغل بعودة الدابة مرة اخرى - 00:28:38ضَ

ينشغل بعودته. واذا وجدها اخذ بزمامها يفرح ولا يريد ان يتركها مرة اخرى نفرح كما ان الله عز وجل يفرح بعودة ذلك الانسان احبتي في الله يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان هناك رحلة في السير الى الله عز وجل. واننا في طريق المهلكة ارض دوية - 00:29:01ضَ

لك في مفاسد. فليحذر الانسان على ايمانه هذا الايمان الذي تحمله بين قلبك من اغلى ما تملك حولك السباع تريد ان تفترسك كلاليب وخطاطيف كما يسير الانسان يوم القيامة على الصراط فوق جهنم. هكذا السير في الدنيا. اذا لم يحذر الانسان على ايمانه اذا لم - 00:29:25ضَ

يفكر في الايمان. قال ربنا سبحانه وتعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساه الذي يترك النفس لا يزكيها يسقط في الضلال. قال ربنا سبحانه وتعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له - 00:29:48ضَ

شيطان فهو له قرين. الذي يتعامى عن الذكر عن القرآن عن الوعظ عن الايمان الذي يتعامى ويتغافل. ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون. نعوذ بالله من الضلال. احبتي في الله يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان الحل ان - 00:30:06ضَ

اقبض على دينك ان تمسك بالزمان ولا تتركه ابدا. لا تغفل هذه الغفلة التي تؤدي الى ان الراحلة وان الزمام ينفلت به اياك وهذه الغفلة. واذا حدثت فلا تيأس ابحث عن الايمان انطلق الى ها هنا وها هنا واعلم ان الله عز وجل مطلع عليك. واعلم ان الله عز وجل يعطي على قدر بذلك - 00:30:31ضَ

وان الاجر على قدر المشاقة. الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. اسأل الله عز وجل ان يهدينا اليه الصراط المستقيم. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبب لمن اهتدى. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبب لمن اهتدى. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا. اللهم وفقنا لعمل - 00:30:55ضَ

الصالحات. اللهم وفقنا لفعل كل ما تحب وترضى. وهيء لنا من امرنا رشدا. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم اجعلنا لك لك شكاري عليك متوكلين اليك اواهين منيبين ربي تقبل توبتنا واغسل حوبتنا ربي تقبل توبتنا - 00:31:15ضَ

اغسل حوبتنا. اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك الكريم. والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة مبدلين ولا مغيرين يا رب العالمين. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم سبحان - 00:31:35ضَ

الله وبحمدك اشهد ان لا استغفرك واتوب اليك واقم الصلاة - 00:31:55ضَ