الممتن علينا بجزيل النعماء والالاء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة غراء. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صفوة اهل الاصطفاء. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد - 00:00:00
حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد في هذه الليلة ان التقي بكم في رحاب المسجد النبوي في القاعة المعدة لذلك في الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي - 00:00:20
انتم ايها المشتركون في برنامج وعاية العلم. وكم يسعد الانسان ويفرح ويبتهج عندما يرى في ابناء المسلمين من يعتني باخذ العلم وفق ما ينبغي اخذه من العناية بالحفظ وتكرار ما يحفظ ودوام ملازمة - 00:00:40
فان ذلك اعظم السبل المؤدية الى علم صحيح نافع. يتحدث الناس كثيرا عن الحفظ من مآخذ عدة احببت ان اتحدث اليكم عن مأخذ واحد يناسب حالكم. فيذكر غافلكم وينبهوا ويشدوا عزيمتكم ويبصروا الاخرين الذين يصل اليهم الذين يصل اليهم صدى هذا الصوت عن - 00:01:00
اهمية الحفظ وهو الحديث عن لماذا يحفظ المرء؟ فكثيرا ما نرى نحن في انفسنا او في الاخرين من يأخذ كتابه او مصحفه ليحفظ. ويدور في خلد النبهاء هذا السؤال. لماذا - 00:01:30
نحفظ العلم وجواب هذه المسألة مما يناسب المقام يكفي فيه ايضاح ثلاثة امور اننا نحفظ لاجلها. اولها ان احدنا يحفظ العلم لان الحفظ منارة من المنارات التي تحدد طريق العلم. فاذا اخذ بالحفظ فقد اخذ في طريق العلم. ونحن - 00:01:50
جميعا نحفظ الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث سليمان الاعمش عن ابي صالح الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وهذا - 00:02:20
الطريق له مشارع عدة كلها تؤدي اليه. ومن جملة تلك المشارع الحفظ. فالذي يأخذ مصحفه ليحفظ او يأخذ متنا ليحفظ او يأخذ قصيدة من قصائد العرب ليحفظ او غير ذلك من انواع المحفوظات فهو يضع نفسه - 00:02:40
في طريق العلم فيرجى له ما ذكر في هذا الحديث انه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فالشارعون في الحفظ الاخذون به هم يأخذون انفسهم بايديهم ليقودوها الى الطريق - 00:03:00
الذي يكونون فيه من الملتمسين للعلم رجاء يؤدي بهم الى طريق الجنة. فانت عندما تشتغل بالحفظ تشتغل بشيء يوصلك الى الطريق الذي يهدي الى الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها. واذا لاحظ المرء هذا - 00:03:20
بامعان وصار راسخا في نفسه سهل عليه الحفظ مهما شر وصابر نفسه عليه لان انه يتحقق في نفسه انه بالحفظ يضع اقدامه على الطريق في العلم الذي يسهل الله عز وجل له به طريق - 00:03:40
الى الجنة. فهذا الجهد الذي تبذله لا يذهب مع حسن النية هباء. وانما يؤدي بنا الى الاعظم وهو رضا الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة والتمتع برؤية الرب سبحانه وتعالى وثانيها ان احدنا يحفظ لان تفاوت نسب الناس في العلم - 00:04:00
على تفاوت نسبهم في الحفظ. فان مبتدأ العلم هو الحفظ. ولا يمكن ان يكون احد منسوبا اليك في اي فن من فنونه الا بان يكون له حظ من الحفظ. وهذا اصل حتى في العلوم البعيدة عن العلوم - 00:04:30
الشرعية واللغوية. فتلك العلوم التي بمنأ عنها كعلوم الطب او علوم الفلك او علوم الجيولوجيا او غيرها لابد ان يكون متعاطي تلك العلوم له حظ من الحفظ. كثر او قل. اذا كنا نعرف معدلات بسيطة درسناها - 00:04:50
في دراساتنا السابقة في الثانوي او غيرها من المعادلات الرياضية او الكيميائية والفيزيائية فهذه لا يمكن ان يكون الانسان متقدما في هذه العلوم المعرفية الطب والفلك والجيولوجيا وغيرها الا وله احاطة بشيء يحفظه مما يتعلق - 00:05:10
المسائل او غيرها فكل علم لابد له من حفظ. وهو اكد في علوم الشريعة. والله سبحانه وتعالى قال بل هو وايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. فالعلم الشرعي خاصة وعاؤه الصدر. وعاؤه الصدر - 00:05:30
ابتداء بالحفظ في القلب. قال تعالى نزل به الروح الامين على ايش؟ قلبك لتكون المنذر فمبتدأ نزول الوحي ومحل القرآن كان هو القلب. وكان هذا بالحفظ. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكابد مشقة فاذا قرأ جبريل قرأ معه. فانزل عليه لا تحرك به لسانك لتعجل به - 00:05:50
ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآن ثمان علينا بيانه. ثم جاءت فروع هذا الاصل وهو القرآن تابعة لهذا المحل. فالسنة وهي صنم القرآن محلها القلب بالحفظ. ثم ما تفر عن ذلك من العلوم الشرعية - 00:06:20
الفاقة والتفسير والحديث والاعتقاد ثم ما تبعها من العلوم الفرعية كاصول الفقه وقواعد الفقه والمصطلح ثم ما تبعها كعلوم العربية النحو والبلاغة وغيرها لابد ان ترجع بسبب قوي ونسب وثيق الى القلب بالحفظ - 00:06:40
يكون الانسان منتسبا الى العلم. وتتفاوت النسب في العلم على قدر تفاوت النسب في الحفظ. وفي صحيح مسلم من حديث عزرة ابن ثابت عن علباء ابن احمر عن ابي زيد ابن اخطب رضي الله عنه لما ذكر تحديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:00
لهم باشياء كانت وتكون بعد الفجر وبعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب. قال رضي الله عنه فاعلم هنا احفظهم. فاعلمنا احفظنا. واعلم على زنة افعل وهي زنة التفضيل. فالامر افضل في مقام العلم هو الاحفظ. ولا يمكن ان يكون هناك فهم ثاقب الا بحفظ وافر. لا - 00:07:20
لا يمكن ان يكون الانسان يستخرج المعاني ويستنبط ويفهم الا بان يكون حافظا. فهو مثلا اذا حفظ قال لك يسألونك عن الاهلة قال هي في سورة الرحمن الشمس والقمر بحسبان. لو كان لا يحفظ سورة الرحمن لا يأتي بالمناسبة بين هذه - 00:07:50
الاية وبين هذه بين اية البقرة وبين اية الرحمن لا يأتي بها. وكذلك عندما يبين معنى من معاني الاحاديث النبوية بما جاء في السنة النبوية فلا بد ان يكون حافظا لذلك البيان. ان السنة النبوية وقعت هكذا - 00:08:10
فيأتي حديث مجمل ثم يقول هذا الحديث وقع مجملا وجاء التفصيل في احاديث اخرى من احاديث كذا ومن احاديث كذا ومنها احاديث كذا لا يمكن ان يكون عنده الفهم الا بان يكون عنده الحفظ. وكذلك اذا اراد ان يبين معنى في في اللغة او - 00:08:30
وفي النحو او في الاصول لابد ان يكون عارفا بهذا المعنى حافظا له لا مجرد الفهم. فان الفهم يتأرجح فليس قرار الفهم كقرار الحفظ. الحفظ مثل المسمار في الخشب الفهم مثل القشة في الماء. فالقشة في الماء تتأرجح وقد تغوص وقد تخرج تكون واضحة وقد تغيب. لكن الحفظ يبقى - 00:08:50
ثابت فالحافظ يفهم المعنى الصحيح فهما ثاقبا اما مجرد الذي يفهم هذا لا يكون فهمه فهما ثاقب فالنابغون في العلوم الشرعية على مر الزمان كانوا مكتنزون بالحفظ. وليس هو حفظا لفظيا فقط وانما هو حفظ لما - 00:09:20
تقدموا في العلم نشأ منه الفهم الثاقب. لا يمكن ان نجد انسان عنده فهم وصار اماما. كما اننا لا نجد احد عنده حفظ لفظي فقط ويصل اماما لا لا بد ان هذا الحفظ نشأ بعده فهم لانه اعتنى تغذية نفسه بالفهم - 00:09:40
فالانسان عندما يمد نفسه بالحفظ ويجلس يحفظ من القرآن او يحفظ من السنة او يحفظ منه العلمية او يحفظ من الشعر هو يبني الملكة العلمية عنده شيئا فشيئا. قد لا يستشعر هذا في البدايات. وهو يقول انا - 00:10:00
احفظ احفظ احفظ احفظ ثم بعد ذلك بعد ذلك سترى نتيجة الحفظ. لا تبحث عن النتيجة وانت لم تنتهي من غرس الشجرة وتجد من الناس من يقول طيب احسن الله اليك انا احفظ معك انني استفيد من الواسطية والتوحيد والاداب والاذكار طيب ماذا - 00:10:20
انا عندما احفظ نخبة الفكر او نضمن نخبة والورقات او نضمن الورقات الى اخره. يقول لك ماذا استفيد منها في العبودية والقرب من الله الله سبحانه وتعالى. والجواب ان هذه الالات من علم الاصول او علم النحو هي الات تستخرج بها - 00:10:40
مكنون الشريعة فيما يقوي ايمانك ويزيد يقينك ويقرر في نفسك حلاوة الايمان والقرب من الله سبحانه وتعالى دلالة الاصولية او اللغوية او النحوية او غيرها تعرف دلالة هذه الاية او هذا الحديث على - 00:11:00
انا من المعاني الايمانية التي كانت غائبة عنك لو لم تكن عندك الة استنباط تستعين بها على فهم هذا المعنى وهذا ظاهر احدنا يحفظ القرآن في الحلق صغيرا وهو لا يعي معانيه. ولا ريب ان حفظه للقرآن - 00:11:20
صغيرا بركة عظيمة ولو لم يحفظ المعاني وهو اولى به من الاصرار بالمعاني. ثم بعد حفظه لهذا القرآن سيكون عنده الة استمدها من علم النحو واللغة بالاصول فظلا عن العلوم الاصلية. هذه الالة تفجر ينابيع الايمان - 00:11:40
والسكينة والطمأنينة في قلبك. انت تحفظ مثلا عندما كنت تحفظ القرآن الا بذكر الله تطمئن القلوب. هل كان احدنا عندما كان في مبتدأ سنه يحفظ يدرك من معنى الذكر ما ادركه بعد ذلك عندما تعلم العلم وحفظ متون في الاذكار كالخلاصة الحسناء - 00:12:00
او كاذكار الصلوات؟ الجواب لا. لا. يختلف هذا من احد لاحد بقدر ما يقر في قلبه من المعاني من القدرة على فهمها وهذه الاذكار ربما كنا نقولها ونحن صغار لان ربما الذي يرزقه الله حضور القلب يقولها بلسان غير اللسان الذي كان يقوله - 00:12:20
به قبل. فالحفظ معراج الفهم. وهو الة الوصول الى المراتب العظيمة في العلم في الدين والرسوخ وثبات القلب من المزعزعات الواردات المختلفة الخاصة والعامة على الانسان في نفسه وعلى المسلمين - 00:12:40
في الارض كافة. فانت عندما تحفظ تترقى في مراتب الوصول الى الافضل في العلم. والامر الثالث ان احدنا يحفظ لان المدة الزمنية التي جعلنا فيها هي مبتدأ ما نسأل عنه. نحن نجعل في مدة زمنية اذا قذفنا من ارحام امهاتنا - 00:13:00
والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. فاذا خرج الانسان من بطن امه ابتدأت حياته حتى تفيض نفسه ميتا. قد يعيش عشرين سنة او يعيش ثلاثين سنة او خمسين سنة او سبعين سنة - 00:13:30
او مائة سنة قل ما شئت. انظر في الخلق ما شئت. هذه المدة الزمنية التي نجعل فيها في هذه الدنيا سنسأل عنها. وعند الترمذي من حديث الاعمش عن سعيد بن عبدالله بن جريج عن ابن عباس عن ابي برز - 00:13:50
الاسلامي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد حتى يسأل عنه عمره فيما افناه. الحديث. هذا الحديث ابتدأه النبي صلى الله عليه وسلم بان الانسان يسأل عن - 00:14:10
العمر وهو المدة الزمنية التي تكون من الميلاد الى الوفاة هذا هو العمر. هو المدة الزمنية التي تكون من ميلادك الى وفاتك. هذه المدة الزمنية ستسأل عما ابليت فيها. ماذا انفقت العمر هذا فيه - 00:14:30
فاذا كان مما انفقت في الحفظ شيء من زمانك في الحفظ انت انفقته في شيء عظيم شيء امرنا شرعا شي عرفت انه فيما سبق من معالم الطريق الموصل الى الجنة. فاحدنا ينفق كم من عمر - 00:14:50
بالحفظ مدة لكن الحمد لله هذه المدة ستحسب لك فيما ابليت عمرك. اذا كان بعض السلف رحمهم الله يتحرجون من المباحات ان يقعوا فيها كما قيل لبعضهم وقد وقفت عليه ابنته يا ابتاه اذهب العب يا ابتاه - 00:15:10
اذهب العب فطال سكوته. فقال له بعض اصحابه لم لا تقول لها اذهبي فالعبي. قال اكرم ان اجد في صحيفتي العبي. هذا مباح شيء مباح لكن اشرقت ارواحهم حتى لاحظوا هذه - 00:15:30
المباحات كما ذكر ابن قدامة ان السلف كان منهم من لم يرى خشب سطح بيته قال لانهم كانوا يكرهون فضول النظر. فضول النظر ينظر لسطح بيته ما كان ينظر لسطح بيته لانه - 00:15:50
النظر اولئك وصلوا الى مرتبة عالية في ملاحظة انفسهم. نحن نعجز الا ان يرحمنا الله عز وجل ان نصل لمثل هذه المقامات ولكن على الاقل نعرف اننا ننفض شيء ننفق شيء من وقتنا فيما نرجو عند الله سبحانه وتعالى. كلنا احيانا - 00:16:10
يعرض لي ان اقول في نفسي لما اكون في الدرس اقول ارأيت لو لم اكن في مجلس الدرس كيف كنت اكون يعني في ماذا ساشتغل؟ ربما اشتغل بمباح او اشتغل ببطالة ربما هذا حل انسان. ايضا لو لم اجلس في الدرس - 00:16:30
ويجلس امامي اناس كثير لو لم اكن اتحدث اليهم حين كانت ستذهب اوقاتهم. عندما تلاحظ هذا المعنى يصبرك يصبرك انك تحتسب في نفسك وتحتسب في الناس. ولذلك ذكر ابن سعدي رحمه الله ان الثبات - 00:16:50
على الامر الواحد في نفع الناس مما يهونه ملاحظة الاجر والخير الذي يجريه الله سبحانه وتعالى ثم هذا الخير الذي يجري ويتدفق انهارا هو خير للامة جمعاء. خير للناس اجمعين. عندما نقضي اوقاتنا في - 00:17:10
ونعمر المسجد النبوي كم انت عندما تجلس اوقات في المسجد النبوي يراك اخرون؟ يقول الحمد لله الامة في خير. يراك اخرون يتكاسلون عن الحفظ طلب العلم فيتقوون بذلك. يراك اخرون فيعرفون معنى طلب العلم. يحدثني احد الاخوان انه كان خارج - 00:17:30
من درس برنامج مهمات العلم. وقد قام الناس ولهم هيئة. فقال صبي صغير لابيه ما هؤلاء؟ فقال له وهو من خارج المملكة. قال هذولا يا ولدي طلاب علم. هذولا يا ولدي - 00:17:50
طلاب علم يكفي ان يبقى الناس يعرفون طلاب العلم. هذا خير كثير ان يعرف المسلمون طلب العلم وانه لا زال في الامة خير وان العلم اصل في هذه الامة وان الخير باق ما بقي العلم وانه اذا انتشر الجهل - 00:18:10
انتشرت البدعة والفتنة والشرك والكفر ووقع الناس في المحرمات. ولذلك مهما عظم المصاب بما يراه من الشرك والكفر والبدعة والمعاصي يسليه انه يسير على هدى الله سبحانه وتعالى يسير مهتدي يحمد الله عز وجل على هذه النعمة انا اشتغل بطلب العلم وتعليم الناس ونفع الناس وهداية الناس هذا اصطفاء من - 00:18:30
الله عز وجل هذه نعمة وهي من الاسباب التي تحفظ دين الناس. اذا بقي العلم منشورا اذا بقي العلم منشورا الخير في الناس. اذا طوي العلم يذهب الخير وينتشر الشر. ولذلك مما يقوي وازع العلم فيكم ان الانسان يستحضر - 00:19:00
نفسه وتثبيت المسلمين وحفظ دين نفسه وحفظ دين المسلمين. هذه المعاني في الحفظ التي ذكرت وهي معان ثلاثة هذه معان شريفة. تسرح فيها النفوس اكثر مما يسرح فيها البيان. الذي يعمل نظره ويقلب فكره - 00:19:20
ويتأمل بتصفح قلبه هذه الحقائق الثلاث اننا نحفظ لاننا نضع اقدامنا على الطريق الموصل الى الجنة وان نحفظ لان العلم ينال بالحفظ واننا نحفظ لان الله وهبنا عمرا وسيسألنا فيما افنيت - 00:19:40
هذه الاعمار لو لاحظ احدنا هذه المعاني الثلاثة يبقى في لذتها وفي حدائها في نفسها الذي يسوقها الى الخير مدة عظيمة تبتهج بها نفسه وتقوى روحه وتصعد نفسه الى المقامات السامية التي تعين - 00:20:00
الى الخير. حرصت ان انتقي بكم هذه الليلة ووجدت ان يكون اللقاء اوسع. ولكن التذكير ينفعني وينفعكم فما يتيسر من الوقت نستفيد منه جميعا في تذكير انفسنا وتذكير اخواننا بالخير الذي ينفعهم نسأل الله سبحانه - 00:20:20
تعالى ان يرزقنا واياكم الخير والتوفيق والعلم النافع والعمل الصالح وان يصحح نياتنا وان يهيئ لنا من امر رشدا ان يقينا شر انفسنا وان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا وايمانا زائدا ويقينا راسخا - 00:20:40
اذا كان من ثم اذا كان ثمة اسئلة تتعلق بالكلام الذي ذكرناه او بالحفظ فمن يريد يسأل يرفع يده ويتقدم بالسؤال. شف الاخ اللي في الاخير اعطه واستبق الوقت فالدقيقة تذهب بالثواني. نعم - 00:21:00
يا شيخ اه ما تنشطون بعض يموتون لتحفظ تناقش بعض القضايا العقلية المعاصرة والرد عليها مثل قضايا الالحاد الليبرالية والعلمانية والفلسفية لانها تمس واقع الشعوب وتمس يقول الاخ في سؤاله هل ترشحون متونا؟ آآ تتعلق آآ بالمذاهب المعاصرة التي صارت تضرب في قلوب المسلمين - 00:21:30
كالفلسفة الوجودية والعلمانية والليبرالية او غيرها لانها تمس حياة الشباب. والجواب ان هؤلاء الشباب الذين تمسهم هذه الامور نوعان احدهما المشتغلون بطلب العلم فهؤلاء لا يشتغلون بهذه المسائل لانها مما يقطعهم عن الطريق وانما يتزودون بالعلم الذي يكون حصنا واقيا لهم من - 00:22:00
من هذه المقالات وغيرها. فالمقالات الباطلة كثيرة وتتجدد بتجدد الايام والليالي. فاذا ذهب طالب العلم يريد ان يقف على كل مقالة ويحفظ فيها شيئا ذهب وقته وزمانه. ولكن المقررات العلمية التي جعلها اهل العلم هي حصون - 00:22:30
تحفظ يحفظ بها ايمان الشاب من هذه الواردات. فهو يحرص على العلم ويحفظ فيه ويشتغل فاهمة والقسم الثاني الشباب الذين جعلوا انفسهم عرضة لهذه الاقوال. فهؤلاء لا يدفع عنهم بالحفظ يدفع - 00:22:50
عنهم بزيادة اليقين والايمان وايضاح هذه المسائل لهم وانما يكون ذلك لاهل العلم الراسخين في هذه المسائل فالشاب الذي يأتيك عنده مشكلة في موضوع الالحاد او الفلسفة او غيرها لا ينفع ان تقول اذهب واحفظ المتن الفلاني - 00:23:10
لا وانما تحتاج الى ان تعرف هذه المشكلة عنده من اين نشأت؟ وكيف تجيب عنه؟ وهذا انما يكون لصاحب العلم اما غير صاحب العلم لا يتمكن وربما ابتلع الشبهة فصار مريضا كالذي اخبره به. فطالب العلم وهو النوع الاول - 00:23:30
الذي بدأت به لا يشتغل بهذا لا يشتغل بالرد على هؤلاء يشتغل بما يلزم بناء الحصون. من جملة بناء الحصون سيدرس وسيجد هناك في ضمن من نسق العلم الذي يتلقاه اشياء تتعلق بمقالات الفرق المخالفة التي هي اصول لهذه المقالات المعاصرة. المقالات المعاصرة - 00:23:50
التي تتخذ لبوسا جديدا هي غالبا مقالات مكررة لفرق سابقة او مدد سابقة ولكنها تأخذ ثوبا جديدا فقط فالذي يتلقى العلم تلقيا صحيحا سيجد من الته التي يحفظها ما يكون به قادرا على دفع هذه الاباطيل عن - 00:24:10
نفسه وعن المسلمين. هنا الاخ هذا تفضل. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وغفر لوالديكم. شيخنا سائل يسأل يقول حفظت جملة حسنة من المدن في هذا البرنامج في هذا البرنامج ولله الحمد والمنة. ولكنني اخاف على نفسي من العجب فكيف ادافعه واعلنه - 00:24:30
ما تخاف على نفسك الا من حفظ الموزون هذي العجب هذا يأتيك مع كل شيء. العجب يأتيك مع صلاتك يأتيك العجب مع جلوسك الى اخوانك يأتيك العجب من خطبة الجمعة يأتيك العجب من امامتك في الصلاة يأتيك العجب. فهذا ليس الا مفردا من المفردات التي يمكن ان يتسرب - 00:25:00
بها العجب الى نفسه. فينبغي ان تحتاط من نوافذ العجب المختلفة. وانها ليست نافذة واحدة هي انك حفظت جملة من يموتون لا هذه نوافذ مختلفة. وينبغي ان تتخذ من الادوية ما يقيك من شر هذا الداء العظيم وهو داء - 00:25:20
العجب. فمن جملة تلك الادوية ان يعلم العبد ان ما هو فيه من جمال صوته او حسن تعليمه او قوة حفظه او كثرة ما له ومحض فضل الله سبحانه وتعالى عليه. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. هذه النعمة التي - 00:25:40
اعطاك اياها هو الله سبحانه وتعالى. وبلا فضل الله لا تملك شيئا. فعلى اي شيء تعجب؟ على ماذا تعجب؟ هذا اليس من كسبك وكسب ابيك هذا عطاء الله سبحانه وتعالى. مهما فعلت من الاسباب هذا محض فضل الملك الوهاب. وقد يعرض - 00:26:00
الانسان من الادواء ما يزول به ما معه. الغني قد يفتقر. والصحيح قد يمرض والقوي قد يضعف والعزيز قد يذل وصاحب العلم قد يعرض من الادواء ما يذهب بعلمه ادواء مختلفة قد يبتلى بصحبة اهل الدنيا قد يبتلى بالوظائف قد يبتلى بالنساء مطلاق مزواج - 00:26:20
اين هذا كثيرا؟ واحيانا قد يبتلى بمرض الحافظ ابن العجمي العجمي رحمه الله كان معدود من الحفاظ. اصابه مرض فنسي كل شيء حتى الفاتحة. حتى الفاتحة ثم بدأ يترد اليه حفظ شيئا فشيئا - 00:26:50
حتى رجع الى كثير محفوظا يعني مرض ممكن يزول كل شيء. فالانسان الذي اذا تعجبك نفسك بشيء اعرف ان هذا شيء هو محض فضل الله سبحانه وتعالى عليك. وان الذي وهبك قادر على ان يسلبك - 00:27:10
وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ابا مسعود يقرع خادمه قال اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منه. يعني الله اقدر عليك من هذا الضعيف. ونحن كل واحد منا عنده - 00:27:30
صوت حلو اه عندك اه اه حفظ قوي اه عندك مال عندك هذا كله بيد الله الذي اعطاك قادر على ان يسلبك والشاعر يقول من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد وكذلك قل تعدد - 00:27:50
الاسباب والسلب واحد. اسباب مختلفة تأتيك بالسلب. فهذا من اعظم الاشياء التي تذيب العجب من القلب. وله ادوية اخرى وهو امر مفرد الكلام في القلوب واحوالها وعلل النفوس وافادها يطول وهو من اهم العلم لكن لو تأمل الانسان في هذا - 00:28:10
دواء المفرد ما نظر الى نفسه ابدا بعجب. ابدا ما ينظر لنفسه بعجب اذا علم ان العطاء والوهم هو من الله سبحانه وتعالى. وان الاخذ والسلب هو باذن الله سبحانه وتعالى. فيحمل ذلك على ان يطأطأ رأسه - 00:28:30
وان يقمع نفسه وان يذل روحه وان لا يستكبر ويعجب بشيء صار عنده. احد عنده سؤال؟ اخوان اليمين والنائب اعطاه الله السلام عليكم يا شيخ اود شكركم ابتداء من الاخوة القائمين على البرنامج يعني كان فيه خير كبير - 00:28:50
لي شخصيا كثير من اخواننا جزاكم الله خير شيخ عندي سؤال بخصوص يعني طلبة العلم ممن هم ليسوا وخصوصا ان كان يعني مشتغلين بوظائف يعني فيها استغراق ذهني من ابحاث او امور اكاديمية يعني بعيد عن - 00:29:20
العلوم الشرعية تنصحونهم وخصوصا في مسألة الحفظ يعني. لانه اذا حفظوا شيئا في وقت استقطعوه فيه عطلة يصعب الحفاظ عليها. نعم. الاخوة الذين ينشغلون او يقطعون عن الحفظ او الفهم - 00:29:40
قواطع موجبة كطلب رزق او مرافقة مريظ او عناية بوالدين او غير ذلك هي امور مختلفة ينبغي لهم ان يهتبلوا من ازمانهم ما يتزودون فيه بما ينفعهم. فمثلا هناك عندنا الاجازات الاجازات على اختلافها - 00:30:00
من سواني اجازة صيفية او العطل التي يأخذها الانسان كموظف يجعل هذه الاجازة محلا للاستفادة قد لا يستطيع في باقي سنته ان يستفيد حفظا وفهما لكن يستطيع ان يجعل شهرا او شهرا ونصف او شهرين محلا للاستفادة - 00:30:20
فيجمع قوته على هذه المدة ويستفيد فيها. فلو قدر انه كل سنة ينفق شهرين بقوة سيساوي من ينفق اوقاتا متفرقة في اثناء السنة. لكن يحتاج الى تخطيط حسن فهذا السبيل. ايضا هناك من السبل ان يلاحظ - 00:30:40
الانسان اسبوعه فهو مهما كان سيجد في اسبوعه فراغا. فلو قدر له ان يجعل من اصبعه ساحة واحدة او ساعتين ويغتنمها اغتناما صحيح ويتزود بشيء مهما قل لكنه يمد نفسه لو قدرنا انه لا - 00:31:00
ان يحفظ في الاسبوع الا مثلا يوم الجمعة يقول انا يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة ساعة وبعد العصر ساعة ونصف. اذا ثبت على هذا فيكون عنده في الشهر تقريبا كم؟ ساعتين ونص ضرب اربعة عشر ساعات عشر ساعات قدر انه في - 00:31:20
يعني شهر مئة وعشرين ساعة. يستطيع ان يدرك فيها شيئا. يستطيع ان يدرك في ترتيب وقت في اسبوعه ذلك. ايضا هناك الاوقات التي في اليوم تكون اوقات ميتة. يعني غير مستفاد منها. فهو يجتهد ان - 00:31:40
يحيي هذه الاوقات الميتة بما ينفعه. هناك اوقات ميتة احيانا في السيارة. يأخذ نصف ساعة ذهاب نصف ساعة اياب وربما ساعة قلت او كثرت فهذا الوقت الميت يجعله فيما ينفعه يجعله يحفظ شيء يسمع درس او - 00:32:00
غير ذلك من الاشياء التي يستفيد فيها من هذا الوقت. احيانا يكون هذا في اوقات الانتظار تجد الانسان يجلس احيانا اه في بنك في مستشفى في غيرها يمضي عليه وقت. لو استطاع يحيي هذا الوقت استفاد. احيانا يكون في السفر في الطائرة في المطار - 00:32:20
لو استطاع يحيي هذا الوقت ونظم متطلباته في هذه الاوقات الميتة سيتزود الانسان كثيرا بهذه الاشياء وكذلك ينبغي ان يعلم الانسان ان الحياة كلها محل للعلم فانت اذا كنت تمشي في سلمه ولو كنت تخطو درجة واحدة فانت تتقدم. لا تنظر الى انك تعبر في اقصى - 00:32:40
فكر كيف تصل فقط اما المدة في اشياء احيانا تمنعك لا تستطيع وظيفة دعاية ابوين صاحبة مريض او او دراسة اكاديمية وعندك بحوث ينبغي ان تلائم بين هذه الاحوال وبين العلم. بعض الطلبة تجد - 00:33:10
عنده الفصل هذا يقول لك عنده الفصل هذا عندنا مقرر بحث عندنا موضوع لازم نبحثه هذه مادة وعندنا الاساتذة طالبين منا بحوث وعندنا اختبارات وعندنا وعندنا ثم بعد ذلك يجعل وقته في طلب العلم كالذي كان في الفصل الماضي هذا غلط لا بد ان تلائم بين هذا وهذا - 00:33:30
تقلل في وقت الانشغال بغير العلم تقلل ثم اذا ارتفعت هذه الشواغل رجعت الى ما كنت اليه لابد من الملائمة ومما ما يعين الطلب على ذلك الاسترشاد الاسترشاد ان يسترشد الانسان ويسأل اهل المعرفة والخبرة لا يتخذ حلول تجد بعض الطلبة - 00:33:50
كثيرا ما يقول انا كثرت عيني متطلبات توليد العلم الشرعي انا اريد ان احدث وانهي كذا بعدين ارجع الجامعة بعدين ولا ينهي المتطلب الذي يريد حفظ القرآن او متون. وايضا الجامعة يرجع اليها كليلا عليلا. وبعضهم يقول انا سانتسب واشتغل بالعلم - 00:34:10
في حلق المسجد النبوي او المسجد الحرام او الرياض عند المشايخ واكمل الانتساب. ثم بعد ذلك لا يفلح لا في انتسابه ولا في احتسابه. لماذا لان كان خطأ ان يفعل هذا الشيء. لكن لو استرشد بمسترشد اوضح له. افعل كذا افعل كذا افعل كذا. كثير من الناس ادركوا - 00:34:30
اخذوها شيئا فشيئا فشيئا فشيئا مع مدة طويلة قد يقرأ ختمة بالقرآن مدة طويلة سنوات يذهب كل ما وجد فرصة ذهب وقرأ جزئين ثلاثة ثم رجع وجد فرصة ذهب قد يقرأها في السنة قد يقرأها في سنتين بعيد عن - 00:34:50
الثلاثة كذلك المفهومات والمحفوظات قد ينهيها في مدة طويلة بسبب وجود ارتباطات ملزمة. لكن دائما الفشل اشياء من عدم الملاءمة من عدم الملائمة لا يلائم بين المتطلبات وبين الواجبات. التي يريد تحقيق الاهداف والغايات التي يريد - 00:35:10
والاهداف والغايات التي يريد تحقيقها. فعند ذلك يتعطل وربما ترك العيب. لكن لو انه اخذ شيئا فشيئا سيسقط. نحن نعرف يعني احد يعني اصحابنا كان يحضر دروسه دروسي في الثانوي. في الثانوي يحضر. ثم بعد ذلك لما تخرج من الثانوي اراد - 00:35:30
او والده ان يدخل الطب وقال اذا كنت تحبني لابد ان تدخل الطب. والرجل محب للعلم الشرعي لكنه لم يجد بدا من طاعة والده. وهو امضى دراسته في الطب مع حضور الدروس. والحرص على الحفظ - 00:35:50
تخرج وصار طبيب وصار بحمد الله الان يدرس المتون. يستطيع هو الانسان لائم بين المتطلبات ولا تكن الغايات وانطلاقة الجبهات والاهداف والغايات. صار طبيب ويدرس. ليس هذا صعبا. وكثير من القراء الذين نسمعهم بعضهم يعني اطباء - 00:36:10
يعني الطب معروف انه يشغلك تدرس ويشغلك بعد ذلك في تطوير نفسك ومتابعة مخرجاته ومنتجاته الجديدة. ومع ذلك تجده قرأ قراءات ومقرئ مشهور لانه حافظ على وقته واعتنى به. وهناك كان ابو اليسر عابدين رحمه الله مفتي دمشق - 00:36:30
اختي الشام اه توفي الف واربع مئة وشي يمكن اربع مئة وواحد او كذا. كان هذا الرجل طبيبا فقيها درس الطب ودرس الفقه ودرس عند المشايخ رجل يشار اليه بالعلم ومن بيت علم لكن استطاع ان يلائم بين الامور التي تدور حوله - 00:36:50
وسار سيرا صحيحا وكما قال ابن نحاس. اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط ازدادوا بها المرء حكمة وانما السيل اجتماع النقط. العين هكذا شيء شيء شيء حتى يكون الانسان بعد ذلك قد - 00:37:10
وشيئا كثيرا. اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما - 00:37:30
تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا واجعله الوارث منا. اللهم لا تجزع الدنيا اكبر هم ولا مبلغ علمنا. اللهم انا نعوذ بك من كيد الكائدين واحسد الحاسدين. اللهم انا نعوذ بك من شر الاشرار وخير الفجار. اللهم انا نعوذ بك من شر - 00:37:50
شرورهم وندرع بك في نحورهم. سعدت بلقائكم جميعا. اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق. واشكر لكم حضوركم واعتناؤكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله محمد واله وصحبه اجمعين - 00:38:10
Transcription
الممتن علينا بجزيل النعماء والالاء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة غراء. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صفوة اهل الاصطفاء. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد - 00:00:00
حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد في هذه الليلة ان التقي بكم في رحاب المسجد النبوي في القاعة المعدة لذلك في الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي - 00:00:20
انتم ايها المشتركون في برنامج وعاية العلم. وكم يسعد الانسان ويفرح ويبتهج عندما يرى في ابناء المسلمين من يعتني باخذ العلم وفق ما ينبغي اخذه من العناية بالحفظ وتكرار ما يحفظ ودوام ملازمة - 00:00:40
فان ذلك اعظم السبل المؤدية الى علم صحيح نافع. يتحدث الناس كثيرا عن الحفظ من مآخذ عدة احببت ان اتحدث اليكم عن مأخذ واحد يناسب حالكم. فيذكر غافلكم وينبهوا ويشدوا عزيمتكم ويبصروا الاخرين الذين يصل اليهم الذين يصل اليهم صدى هذا الصوت عن - 00:01:00
اهمية الحفظ وهو الحديث عن لماذا يحفظ المرء؟ فكثيرا ما نرى نحن في انفسنا او في الاخرين من يأخذ كتابه او مصحفه ليحفظ. ويدور في خلد النبهاء هذا السؤال. لماذا - 00:01:30
نحفظ العلم وجواب هذه المسألة مما يناسب المقام يكفي فيه ايضاح ثلاثة امور اننا نحفظ لاجلها. اولها ان احدنا يحفظ العلم لان الحفظ منارة من المنارات التي تحدد طريق العلم. فاذا اخذ بالحفظ فقد اخذ في طريق العلم. ونحن - 00:01:50
جميعا نحفظ الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث سليمان الاعمش عن ابي صالح الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وهذا - 00:02:20
الطريق له مشارع عدة كلها تؤدي اليه. ومن جملة تلك المشارع الحفظ. فالذي يأخذ مصحفه ليحفظ او يأخذ متنا ليحفظ او يأخذ قصيدة من قصائد العرب ليحفظ او غير ذلك من انواع المحفوظات فهو يضع نفسه - 00:02:40
في طريق العلم فيرجى له ما ذكر في هذا الحديث انه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فالشارعون في الحفظ الاخذون به هم يأخذون انفسهم بايديهم ليقودوها الى الطريق - 00:03:00
الذي يكونون فيه من الملتمسين للعلم رجاء يؤدي بهم الى طريق الجنة. فانت عندما تشتغل بالحفظ تشتغل بشيء يوصلك الى الطريق الذي يهدي الى الجنة جعلنا الله واياكم من اهلها. واذا لاحظ المرء هذا - 00:03:20
بامعان وصار راسخا في نفسه سهل عليه الحفظ مهما شر وصابر نفسه عليه لان انه يتحقق في نفسه انه بالحفظ يضع اقدامه على الطريق في العلم الذي يسهل الله عز وجل له به طريق - 00:03:40
الى الجنة. فهذا الجهد الذي تبذله لا يذهب مع حسن النية هباء. وانما يؤدي بنا الى الاعظم وهو رضا الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة والتمتع برؤية الرب سبحانه وتعالى وثانيها ان احدنا يحفظ لان تفاوت نسب الناس في العلم - 00:04:00
على تفاوت نسبهم في الحفظ. فان مبتدأ العلم هو الحفظ. ولا يمكن ان يكون احد منسوبا اليك في اي فن من فنونه الا بان يكون له حظ من الحفظ. وهذا اصل حتى في العلوم البعيدة عن العلوم - 00:04:30
الشرعية واللغوية. فتلك العلوم التي بمنأ عنها كعلوم الطب او علوم الفلك او علوم الجيولوجيا او غيرها لابد ان يكون متعاطي تلك العلوم له حظ من الحفظ. كثر او قل. اذا كنا نعرف معدلات بسيطة درسناها - 00:04:50
في دراساتنا السابقة في الثانوي او غيرها من المعادلات الرياضية او الكيميائية والفيزيائية فهذه لا يمكن ان يكون الانسان متقدما في هذه العلوم المعرفية الطب والفلك والجيولوجيا وغيرها الا وله احاطة بشيء يحفظه مما يتعلق - 00:05:10
المسائل او غيرها فكل علم لابد له من حفظ. وهو اكد في علوم الشريعة. والله سبحانه وتعالى قال بل هو وايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. فالعلم الشرعي خاصة وعاؤه الصدر. وعاؤه الصدر - 00:05:30
ابتداء بالحفظ في القلب. قال تعالى نزل به الروح الامين على ايش؟ قلبك لتكون المنذر فمبتدأ نزول الوحي ومحل القرآن كان هو القلب. وكان هذا بالحفظ. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكابد مشقة فاذا قرأ جبريل قرأ معه. فانزل عليه لا تحرك به لسانك لتعجل به - 00:05:50
ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآن ثمان علينا بيانه. ثم جاءت فروع هذا الاصل وهو القرآن تابعة لهذا المحل. فالسنة وهي صنم القرآن محلها القلب بالحفظ. ثم ما تفر عن ذلك من العلوم الشرعية - 00:06:20
الفاقة والتفسير والحديث والاعتقاد ثم ما تبعها من العلوم الفرعية كاصول الفقه وقواعد الفقه والمصطلح ثم ما تبعها كعلوم العربية النحو والبلاغة وغيرها لابد ان ترجع بسبب قوي ونسب وثيق الى القلب بالحفظ - 00:06:40
يكون الانسان منتسبا الى العلم. وتتفاوت النسب في العلم على قدر تفاوت النسب في الحفظ. وفي صحيح مسلم من حديث عزرة ابن ثابت عن علباء ابن احمر عن ابي زيد ابن اخطب رضي الله عنه لما ذكر تحديث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:00
لهم باشياء كانت وتكون بعد الفجر وبعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب. قال رضي الله عنه فاعلم هنا احفظهم. فاعلمنا احفظنا. واعلم على زنة افعل وهي زنة التفضيل. فالامر افضل في مقام العلم هو الاحفظ. ولا يمكن ان يكون هناك فهم ثاقب الا بحفظ وافر. لا - 00:07:20
لا يمكن ان يكون الانسان يستخرج المعاني ويستنبط ويفهم الا بان يكون حافظا. فهو مثلا اذا حفظ قال لك يسألونك عن الاهلة قال هي في سورة الرحمن الشمس والقمر بحسبان. لو كان لا يحفظ سورة الرحمن لا يأتي بالمناسبة بين هذه - 00:07:50
الاية وبين هذه بين اية البقرة وبين اية الرحمن لا يأتي بها. وكذلك عندما يبين معنى من معاني الاحاديث النبوية بما جاء في السنة النبوية فلا بد ان يكون حافظا لذلك البيان. ان السنة النبوية وقعت هكذا - 00:08:10
فيأتي حديث مجمل ثم يقول هذا الحديث وقع مجملا وجاء التفصيل في احاديث اخرى من احاديث كذا ومن احاديث كذا ومنها احاديث كذا لا يمكن ان يكون عنده الفهم الا بان يكون عنده الحفظ. وكذلك اذا اراد ان يبين معنى في في اللغة او - 00:08:30
وفي النحو او في الاصول لابد ان يكون عارفا بهذا المعنى حافظا له لا مجرد الفهم. فان الفهم يتأرجح فليس قرار الفهم كقرار الحفظ. الحفظ مثل المسمار في الخشب الفهم مثل القشة في الماء. فالقشة في الماء تتأرجح وقد تغوص وقد تخرج تكون واضحة وقد تغيب. لكن الحفظ يبقى - 00:08:50
ثابت فالحافظ يفهم المعنى الصحيح فهما ثاقبا اما مجرد الذي يفهم هذا لا يكون فهمه فهما ثاقب فالنابغون في العلوم الشرعية على مر الزمان كانوا مكتنزون بالحفظ. وليس هو حفظا لفظيا فقط وانما هو حفظ لما - 00:09:20
تقدموا في العلم نشأ منه الفهم الثاقب. لا يمكن ان نجد انسان عنده فهم وصار اماما. كما اننا لا نجد احد عنده حفظ لفظي فقط ويصل اماما لا لا بد ان هذا الحفظ نشأ بعده فهم لانه اعتنى تغذية نفسه بالفهم - 00:09:40
فالانسان عندما يمد نفسه بالحفظ ويجلس يحفظ من القرآن او يحفظ من السنة او يحفظ منه العلمية او يحفظ من الشعر هو يبني الملكة العلمية عنده شيئا فشيئا. قد لا يستشعر هذا في البدايات. وهو يقول انا - 00:10:00
احفظ احفظ احفظ احفظ ثم بعد ذلك بعد ذلك سترى نتيجة الحفظ. لا تبحث عن النتيجة وانت لم تنتهي من غرس الشجرة وتجد من الناس من يقول طيب احسن الله اليك انا احفظ معك انني استفيد من الواسطية والتوحيد والاداب والاذكار طيب ماذا - 00:10:20
انا عندما احفظ نخبة الفكر او نضمن نخبة والورقات او نضمن الورقات الى اخره. يقول لك ماذا استفيد منها في العبودية والقرب من الله الله سبحانه وتعالى. والجواب ان هذه الالات من علم الاصول او علم النحو هي الات تستخرج بها - 00:10:40
مكنون الشريعة فيما يقوي ايمانك ويزيد يقينك ويقرر في نفسك حلاوة الايمان والقرب من الله سبحانه وتعالى دلالة الاصولية او اللغوية او النحوية او غيرها تعرف دلالة هذه الاية او هذا الحديث على - 00:11:00
انا من المعاني الايمانية التي كانت غائبة عنك لو لم تكن عندك الة استنباط تستعين بها على فهم هذا المعنى وهذا ظاهر احدنا يحفظ القرآن في الحلق صغيرا وهو لا يعي معانيه. ولا ريب ان حفظه للقرآن - 00:11:20
صغيرا بركة عظيمة ولو لم يحفظ المعاني وهو اولى به من الاصرار بالمعاني. ثم بعد حفظه لهذا القرآن سيكون عنده الة استمدها من علم النحو واللغة بالاصول فظلا عن العلوم الاصلية. هذه الالة تفجر ينابيع الايمان - 00:11:40
والسكينة والطمأنينة في قلبك. انت تحفظ مثلا عندما كنت تحفظ القرآن الا بذكر الله تطمئن القلوب. هل كان احدنا عندما كان في مبتدأ سنه يحفظ يدرك من معنى الذكر ما ادركه بعد ذلك عندما تعلم العلم وحفظ متون في الاذكار كالخلاصة الحسناء - 00:12:00
او كاذكار الصلوات؟ الجواب لا. لا. يختلف هذا من احد لاحد بقدر ما يقر في قلبه من المعاني من القدرة على فهمها وهذه الاذكار ربما كنا نقولها ونحن صغار لان ربما الذي يرزقه الله حضور القلب يقولها بلسان غير اللسان الذي كان يقوله - 00:12:20
به قبل. فالحفظ معراج الفهم. وهو الة الوصول الى المراتب العظيمة في العلم في الدين والرسوخ وثبات القلب من المزعزعات الواردات المختلفة الخاصة والعامة على الانسان في نفسه وعلى المسلمين - 00:12:40
في الارض كافة. فانت عندما تحفظ تترقى في مراتب الوصول الى الافضل في العلم. والامر الثالث ان احدنا يحفظ لان المدة الزمنية التي جعلنا فيها هي مبتدأ ما نسأل عنه. نحن نجعل في مدة زمنية اذا قذفنا من ارحام امهاتنا - 00:13:00
والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. فاذا خرج الانسان من بطن امه ابتدأت حياته حتى تفيض نفسه ميتا. قد يعيش عشرين سنة او يعيش ثلاثين سنة او خمسين سنة او سبعين سنة - 00:13:30
او مائة سنة قل ما شئت. انظر في الخلق ما شئت. هذه المدة الزمنية التي نجعل فيها في هذه الدنيا سنسأل عنها. وعند الترمذي من حديث الاعمش عن سعيد بن عبدالله بن جريج عن ابن عباس عن ابي برز - 00:13:50
الاسلامي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد حتى يسأل عنه عمره فيما افناه. الحديث. هذا الحديث ابتدأه النبي صلى الله عليه وسلم بان الانسان يسأل عن - 00:14:10
العمر وهو المدة الزمنية التي تكون من الميلاد الى الوفاة هذا هو العمر. هو المدة الزمنية التي تكون من ميلادك الى وفاتك. هذه المدة الزمنية ستسأل عما ابليت فيها. ماذا انفقت العمر هذا فيه - 00:14:30
فاذا كان مما انفقت في الحفظ شيء من زمانك في الحفظ انت انفقته في شيء عظيم شيء امرنا شرعا شي عرفت انه فيما سبق من معالم الطريق الموصل الى الجنة. فاحدنا ينفق كم من عمر - 00:14:50
بالحفظ مدة لكن الحمد لله هذه المدة ستحسب لك فيما ابليت عمرك. اذا كان بعض السلف رحمهم الله يتحرجون من المباحات ان يقعوا فيها كما قيل لبعضهم وقد وقفت عليه ابنته يا ابتاه اذهب العب يا ابتاه - 00:15:10
اذهب العب فطال سكوته. فقال له بعض اصحابه لم لا تقول لها اذهبي فالعبي. قال اكرم ان اجد في صحيفتي العبي. هذا مباح شيء مباح لكن اشرقت ارواحهم حتى لاحظوا هذه - 00:15:30
المباحات كما ذكر ابن قدامة ان السلف كان منهم من لم يرى خشب سطح بيته قال لانهم كانوا يكرهون فضول النظر. فضول النظر ينظر لسطح بيته ما كان ينظر لسطح بيته لانه - 00:15:50
النظر اولئك وصلوا الى مرتبة عالية في ملاحظة انفسهم. نحن نعجز الا ان يرحمنا الله عز وجل ان نصل لمثل هذه المقامات ولكن على الاقل نعرف اننا ننفض شيء ننفق شيء من وقتنا فيما نرجو عند الله سبحانه وتعالى. كلنا احيانا - 00:16:10
يعرض لي ان اقول في نفسي لما اكون في الدرس اقول ارأيت لو لم اكن في مجلس الدرس كيف كنت اكون يعني في ماذا ساشتغل؟ ربما اشتغل بمباح او اشتغل ببطالة ربما هذا حل انسان. ايضا لو لم اجلس في الدرس - 00:16:30
ويجلس امامي اناس كثير لو لم اكن اتحدث اليهم حين كانت ستذهب اوقاتهم. عندما تلاحظ هذا المعنى يصبرك يصبرك انك تحتسب في نفسك وتحتسب في الناس. ولذلك ذكر ابن سعدي رحمه الله ان الثبات - 00:16:50
على الامر الواحد في نفع الناس مما يهونه ملاحظة الاجر والخير الذي يجريه الله سبحانه وتعالى ثم هذا الخير الذي يجري ويتدفق انهارا هو خير للامة جمعاء. خير للناس اجمعين. عندما نقضي اوقاتنا في - 00:17:10
ونعمر المسجد النبوي كم انت عندما تجلس اوقات في المسجد النبوي يراك اخرون؟ يقول الحمد لله الامة في خير. يراك اخرون يتكاسلون عن الحفظ طلب العلم فيتقوون بذلك. يراك اخرون فيعرفون معنى طلب العلم. يحدثني احد الاخوان انه كان خارج - 00:17:30
من درس برنامج مهمات العلم. وقد قام الناس ولهم هيئة. فقال صبي صغير لابيه ما هؤلاء؟ فقال له وهو من خارج المملكة. قال هذولا يا ولدي طلاب علم. هذولا يا ولدي - 00:17:50
طلاب علم يكفي ان يبقى الناس يعرفون طلاب العلم. هذا خير كثير ان يعرف المسلمون طلب العلم وانه لا زال في الامة خير وان العلم اصل في هذه الامة وان الخير باق ما بقي العلم وانه اذا انتشر الجهل - 00:18:10
انتشرت البدعة والفتنة والشرك والكفر ووقع الناس في المحرمات. ولذلك مهما عظم المصاب بما يراه من الشرك والكفر والبدعة والمعاصي يسليه انه يسير على هدى الله سبحانه وتعالى يسير مهتدي يحمد الله عز وجل على هذه النعمة انا اشتغل بطلب العلم وتعليم الناس ونفع الناس وهداية الناس هذا اصطفاء من - 00:18:30
الله عز وجل هذه نعمة وهي من الاسباب التي تحفظ دين الناس. اذا بقي العلم منشورا اذا بقي العلم منشورا الخير في الناس. اذا طوي العلم يذهب الخير وينتشر الشر. ولذلك مما يقوي وازع العلم فيكم ان الانسان يستحضر - 00:19:00
نفسه وتثبيت المسلمين وحفظ دين نفسه وحفظ دين المسلمين. هذه المعاني في الحفظ التي ذكرت وهي معان ثلاثة هذه معان شريفة. تسرح فيها النفوس اكثر مما يسرح فيها البيان. الذي يعمل نظره ويقلب فكره - 00:19:20
ويتأمل بتصفح قلبه هذه الحقائق الثلاث اننا نحفظ لاننا نضع اقدامنا على الطريق الموصل الى الجنة وان نحفظ لان العلم ينال بالحفظ واننا نحفظ لان الله وهبنا عمرا وسيسألنا فيما افنيت - 00:19:40
هذه الاعمار لو لاحظ احدنا هذه المعاني الثلاثة يبقى في لذتها وفي حدائها في نفسها الذي يسوقها الى الخير مدة عظيمة تبتهج بها نفسه وتقوى روحه وتصعد نفسه الى المقامات السامية التي تعين - 00:20:00
الى الخير. حرصت ان انتقي بكم هذه الليلة ووجدت ان يكون اللقاء اوسع. ولكن التذكير ينفعني وينفعكم فما يتيسر من الوقت نستفيد منه جميعا في تذكير انفسنا وتذكير اخواننا بالخير الذي ينفعهم نسأل الله سبحانه - 00:20:20
تعالى ان يرزقنا واياكم الخير والتوفيق والعلم النافع والعمل الصالح وان يصحح نياتنا وان يهيئ لنا من امر رشدا ان يقينا شر انفسنا وان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا وايمانا زائدا ويقينا راسخا - 00:20:40
اذا كان من ثم اذا كان ثمة اسئلة تتعلق بالكلام الذي ذكرناه او بالحفظ فمن يريد يسأل يرفع يده ويتقدم بالسؤال. شف الاخ اللي في الاخير اعطه واستبق الوقت فالدقيقة تذهب بالثواني. نعم - 00:21:00
يا شيخ اه ما تنشطون بعض يموتون لتحفظ تناقش بعض القضايا العقلية المعاصرة والرد عليها مثل قضايا الالحاد الليبرالية والعلمانية والفلسفية لانها تمس واقع الشعوب وتمس يقول الاخ في سؤاله هل ترشحون متونا؟ آآ تتعلق آآ بالمذاهب المعاصرة التي صارت تضرب في قلوب المسلمين - 00:21:30
كالفلسفة الوجودية والعلمانية والليبرالية او غيرها لانها تمس حياة الشباب. والجواب ان هؤلاء الشباب الذين تمسهم هذه الامور نوعان احدهما المشتغلون بطلب العلم فهؤلاء لا يشتغلون بهذه المسائل لانها مما يقطعهم عن الطريق وانما يتزودون بالعلم الذي يكون حصنا واقيا لهم من - 00:22:00
من هذه المقالات وغيرها. فالمقالات الباطلة كثيرة وتتجدد بتجدد الايام والليالي. فاذا ذهب طالب العلم يريد ان يقف على كل مقالة ويحفظ فيها شيئا ذهب وقته وزمانه. ولكن المقررات العلمية التي جعلها اهل العلم هي حصون - 00:22:30
تحفظ يحفظ بها ايمان الشاب من هذه الواردات. فهو يحرص على العلم ويحفظ فيه ويشتغل فاهمة والقسم الثاني الشباب الذين جعلوا انفسهم عرضة لهذه الاقوال. فهؤلاء لا يدفع عنهم بالحفظ يدفع - 00:22:50
عنهم بزيادة اليقين والايمان وايضاح هذه المسائل لهم وانما يكون ذلك لاهل العلم الراسخين في هذه المسائل فالشاب الذي يأتيك عنده مشكلة في موضوع الالحاد او الفلسفة او غيرها لا ينفع ان تقول اذهب واحفظ المتن الفلاني - 00:23:10
لا وانما تحتاج الى ان تعرف هذه المشكلة عنده من اين نشأت؟ وكيف تجيب عنه؟ وهذا انما يكون لصاحب العلم اما غير صاحب العلم لا يتمكن وربما ابتلع الشبهة فصار مريضا كالذي اخبره به. فطالب العلم وهو النوع الاول - 00:23:30
الذي بدأت به لا يشتغل بهذا لا يشتغل بالرد على هؤلاء يشتغل بما يلزم بناء الحصون. من جملة بناء الحصون سيدرس وسيجد هناك في ضمن من نسق العلم الذي يتلقاه اشياء تتعلق بمقالات الفرق المخالفة التي هي اصول لهذه المقالات المعاصرة. المقالات المعاصرة - 00:23:50
التي تتخذ لبوسا جديدا هي غالبا مقالات مكررة لفرق سابقة او مدد سابقة ولكنها تأخذ ثوبا جديدا فقط فالذي يتلقى العلم تلقيا صحيحا سيجد من الته التي يحفظها ما يكون به قادرا على دفع هذه الاباطيل عن - 00:24:10
نفسه وعن المسلمين. هنا الاخ هذا تفضل. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وغفر لوالديكم. شيخنا سائل يسأل يقول حفظت جملة حسنة من المدن في هذا البرنامج في هذا البرنامج ولله الحمد والمنة. ولكنني اخاف على نفسي من العجب فكيف ادافعه واعلنه - 00:24:30
ما تخاف على نفسك الا من حفظ الموزون هذي العجب هذا يأتيك مع كل شيء. العجب يأتيك مع صلاتك يأتيك العجب مع جلوسك الى اخوانك يأتيك العجب من خطبة الجمعة يأتيك العجب من امامتك في الصلاة يأتيك العجب. فهذا ليس الا مفردا من المفردات التي يمكن ان يتسرب - 00:25:00
بها العجب الى نفسه. فينبغي ان تحتاط من نوافذ العجب المختلفة. وانها ليست نافذة واحدة هي انك حفظت جملة من يموتون لا هذه نوافذ مختلفة. وينبغي ان تتخذ من الادوية ما يقيك من شر هذا الداء العظيم وهو داء - 00:25:20
العجب. فمن جملة تلك الادوية ان يعلم العبد ان ما هو فيه من جمال صوته او حسن تعليمه او قوة حفظه او كثرة ما له ومحض فضل الله سبحانه وتعالى عليه. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. هذه النعمة التي - 00:25:40
اعطاك اياها هو الله سبحانه وتعالى. وبلا فضل الله لا تملك شيئا. فعلى اي شيء تعجب؟ على ماذا تعجب؟ هذا اليس من كسبك وكسب ابيك هذا عطاء الله سبحانه وتعالى. مهما فعلت من الاسباب هذا محض فضل الملك الوهاب. وقد يعرض - 00:26:00
الانسان من الادواء ما يزول به ما معه. الغني قد يفتقر. والصحيح قد يمرض والقوي قد يضعف والعزيز قد يذل وصاحب العلم قد يعرض من الادواء ما يذهب بعلمه ادواء مختلفة قد يبتلى بصحبة اهل الدنيا قد يبتلى بالوظائف قد يبتلى بالنساء مطلاق مزواج - 00:26:20
اين هذا كثيرا؟ واحيانا قد يبتلى بمرض الحافظ ابن العجمي العجمي رحمه الله كان معدود من الحفاظ. اصابه مرض فنسي كل شيء حتى الفاتحة. حتى الفاتحة ثم بدأ يترد اليه حفظ شيئا فشيئا - 00:26:50
حتى رجع الى كثير محفوظا يعني مرض ممكن يزول كل شيء. فالانسان الذي اذا تعجبك نفسك بشيء اعرف ان هذا شيء هو محض فضل الله سبحانه وتعالى عليك. وان الذي وهبك قادر على ان يسلبك - 00:27:10
وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ابا مسعود يقرع خادمه قال اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منه. يعني الله اقدر عليك من هذا الضعيف. ونحن كل واحد منا عنده - 00:27:30
صوت حلو اه عندك اه اه حفظ قوي اه عندك مال عندك هذا كله بيد الله الذي اعطاك قادر على ان يسلبك والشاعر يقول من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد وكذلك قل تعدد - 00:27:50
الاسباب والسلب واحد. اسباب مختلفة تأتيك بالسلب. فهذا من اعظم الاشياء التي تذيب العجب من القلب. وله ادوية اخرى وهو امر مفرد الكلام في القلوب واحوالها وعلل النفوس وافادها يطول وهو من اهم العلم لكن لو تأمل الانسان في هذا - 00:28:10
دواء المفرد ما نظر الى نفسه ابدا بعجب. ابدا ما ينظر لنفسه بعجب اذا علم ان العطاء والوهم هو من الله سبحانه وتعالى. وان الاخذ والسلب هو باذن الله سبحانه وتعالى. فيحمل ذلك على ان يطأطأ رأسه - 00:28:30
وان يقمع نفسه وان يذل روحه وان لا يستكبر ويعجب بشيء صار عنده. احد عنده سؤال؟ اخوان اليمين والنائب اعطاه الله السلام عليكم يا شيخ اود شكركم ابتداء من الاخوة القائمين على البرنامج يعني كان فيه خير كبير - 00:28:50
لي شخصيا كثير من اخواننا جزاكم الله خير شيخ عندي سؤال بخصوص يعني طلبة العلم ممن هم ليسوا وخصوصا ان كان يعني مشتغلين بوظائف يعني فيها استغراق ذهني من ابحاث او امور اكاديمية يعني بعيد عن - 00:29:20
العلوم الشرعية تنصحونهم وخصوصا في مسألة الحفظ يعني. لانه اذا حفظوا شيئا في وقت استقطعوه فيه عطلة يصعب الحفاظ عليها. نعم. الاخوة الذين ينشغلون او يقطعون عن الحفظ او الفهم - 00:29:40
قواطع موجبة كطلب رزق او مرافقة مريظ او عناية بوالدين او غير ذلك هي امور مختلفة ينبغي لهم ان يهتبلوا من ازمانهم ما يتزودون فيه بما ينفعهم. فمثلا هناك عندنا الاجازات الاجازات على اختلافها - 00:30:00
من سواني اجازة صيفية او العطل التي يأخذها الانسان كموظف يجعل هذه الاجازة محلا للاستفادة قد لا يستطيع في باقي سنته ان يستفيد حفظا وفهما لكن يستطيع ان يجعل شهرا او شهرا ونصف او شهرين محلا للاستفادة - 00:30:20
فيجمع قوته على هذه المدة ويستفيد فيها. فلو قدر انه كل سنة ينفق شهرين بقوة سيساوي من ينفق اوقاتا متفرقة في اثناء السنة. لكن يحتاج الى تخطيط حسن فهذا السبيل. ايضا هناك من السبل ان يلاحظ - 00:30:40
الانسان اسبوعه فهو مهما كان سيجد في اسبوعه فراغا. فلو قدر له ان يجعل من اصبعه ساحة واحدة او ساعتين ويغتنمها اغتناما صحيح ويتزود بشيء مهما قل لكنه يمد نفسه لو قدرنا انه لا - 00:31:00
ان يحفظ في الاسبوع الا مثلا يوم الجمعة يقول انا يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة ساعة وبعد العصر ساعة ونصف. اذا ثبت على هذا فيكون عنده في الشهر تقريبا كم؟ ساعتين ونص ضرب اربعة عشر ساعات عشر ساعات قدر انه في - 00:31:20
يعني شهر مئة وعشرين ساعة. يستطيع ان يدرك فيها شيئا. يستطيع ان يدرك في ترتيب وقت في اسبوعه ذلك. ايضا هناك الاوقات التي في اليوم تكون اوقات ميتة. يعني غير مستفاد منها. فهو يجتهد ان - 00:31:40
يحيي هذه الاوقات الميتة بما ينفعه. هناك اوقات ميتة احيانا في السيارة. يأخذ نصف ساعة ذهاب نصف ساعة اياب وربما ساعة قلت او كثرت فهذا الوقت الميت يجعله فيما ينفعه يجعله يحفظ شيء يسمع درس او - 00:32:00
غير ذلك من الاشياء التي يستفيد فيها من هذا الوقت. احيانا يكون هذا في اوقات الانتظار تجد الانسان يجلس احيانا اه في بنك في مستشفى في غيرها يمضي عليه وقت. لو استطاع يحيي هذا الوقت استفاد. احيانا يكون في السفر في الطائرة في المطار - 00:32:20
لو استطاع يحيي هذا الوقت ونظم متطلباته في هذه الاوقات الميتة سيتزود الانسان كثيرا بهذه الاشياء وكذلك ينبغي ان يعلم الانسان ان الحياة كلها محل للعلم فانت اذا كنت تمشي في سلمه ولو كنت تخطو درجة واحدة فانت تتقدم. لا تنظر الى انك تعبر في اقصى - 00:32:40
فكر كيف تصل فقط اما المدة في اشياء احيانا تمنعك لا تستطيع وظيفة دعاية ابوين صاحبة مريض او او دراسة اكاديمية وعندك بحوث ينبغي ان تلائم بين هذه الاحوال وبين العلم. بعض الطلبة تجد - 00:33:10
عنده الفصل هذا يقول لك عنده الفصل هذا عندنا مقرر بحث عندنا موضوع لازم نبحثه هذه مادة وعندنا الاساتذة طالبين منا بحوث وعندنا اختبارات وعندنا وعندنا ثم بعد ذلك يجعل وقته في طلب العلم كالذي كان في الفصل الماضي هذا غلط لا بد ان تلائم بين هذا وهذا - 00:33:30
تقلل في وقت الانشغال بغير العلم تقلل ثم اذا ارتفعت هذه الشواغل رجعت الى ما كنت اليه لابد من الملائمة ومما ما يعين الطلب على ذلك الاسترشاد الاسترشاد ان يسترشد الانسان ويسأل اهل المعرفة والخبرة لا يتخذ حلول تجد بعض الطلبة - 00:33:50
كثيرا ما يقول انا كثرت عيني متطلبات توليد العلم الشرعي انا اريد ان احدث وانهي كذا بعدين ارجع الجامعة بعدين ولا ينهي المتطلب الذي يريد حفظ القرآن او متون. وايضا الجامعة يرجع اليها كليلا عليلا. وبعضهم يقول انا سانتسب واشتغل بالعلم - 00:34:10
في حلق المسجد النبوي او المسجد الحرام او الرياض عند المشايخ واكمل الانتساب. ثم بعد ذلك لا يفلح لا في انتسابه ولا في احتسابه. لماذا لان كان خطأ ان يفعل هذا الشيء. لكن لو استرشد بمسترشد اوضح له. افعل كذا افعل كذا افعل كذا. كثير من الناس ادركوا - 00:34:30
اخذوها شيئا فشيئا فشيئا فشيئا مع مدة طويلة قد يقرأ ختمة بالقرآن مدة طويلة سنوات يذهب كل ما وجد فرصة ذهب وقرأ جزئين ثلاثة ثم رجع وجد فرصة ذهب قد يقرأها في السنة قد يقرأها في سنتين بعيد عن - 00:34:50
الثلاثة كذلك المفهومات والمحفوظات قد ينهيها في مدة طويلة بسبب وجود ارتباطات ملزمة. لكن دائما الفشل اشياء من عدم الملاءمة من عدم الملائمة لا يلائم بين المتطلبات وبين الواجبات. التي يريد تحقيق الاهداف والغايات التي يريد - 00:35:10
والاهداف والغايات التي يريد تحقيقها. فعند ذلك يتعطل وربما ترك العيب. لكن لو انه اخذ شيئا فشيئا سيسقط. نحن نعرف يعني احد يعني اصحابنا كان يحضر دروسه دروسي في الثانوي. في الثانوي يحضر. ثم بعد ذلك لما تخرج من الثانوي اراد - 00:35:30
او والده ان يدخل الطب وقال اذا كنت تحبني لابد ان تدخل الطب. والرجل محب للعلم الشرعي لكنه لم يجد بدا من طاعة والده. وهو امضى دراسته في الطب مع حضور الدروس. والحرص على الحفظ - 00:35:50
تخرج وصار طبيب وصار بحمد الله الان يدرس المتون. يستطيع هو الانسان لائم بين المتطلبات ولا تكن الغايات وانطلاقة الجبهات والاهداف والغايات. صار طبيب ويدرس. ليس هذا صعبا. وكثير من القراء الذين نسمعهم بعضهم يعني اطباء - 00:36:10
يعني الطب معروف انه يشغلك تدرس ويشغلك بعد ذلك في تطوير نفسك ومتابعة مخرجاته ومنتجاته الجديدة. ومع ذلك تجده قرأ قراءات ومقرئ مشهور لانه حافظ على وقته واعتنى به. وهناك كان ابو اليسر عابدين رحمه الله مفتي دمشق - 00:36:30
اختي الشام اه توفي الف واربع مئة وشي يمكن اربع مئة وواحد او كذا. كان هذا الرجل طبيبا فقيها درس الطب ودرس الفقه ودرس عند المشايخ رجل يشار اليه بالعلم ومن بيت علم لكن استطاع ان يلائم بين الامور التي تدور حوله - 00:36:50
وسار سيرا صحيحا وكما قال ابن نحاس. اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط ازدادوا بها المرء حكمة وانما السيل اجتماع النقط. العين هكذا شيء شيء شيء حتى يكون الانسان بعد ذلك قد - 00:37:10
وشيئا كثيرا. اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما - 00:37:30
تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا واجعله الوارث منا. اللهم لا تجزع الدنيا اكبر هم ولا مبلغ علمنا. اللهم انا نعوذ بك من كيد الكائدين واحسد الحاسدين. اللهم انا نعوذ بك من شر الاشرار وخير الفجار. اللهم انا نعوذ بك من شر - 00:37:50
شرورهم وندرع بك في نحورهم. سعدت بلقائكم جميعا. اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق. واشكر لكم حضوركم واعتناؤكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسوله محمد واله وصحبه اجمعين - 00:38:10