سلسلة الدروس القصيرة بعد العصر بعنوان (ليدبروا آياته) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف

(ليدبروا آياته) (2) - وقفات مع قوله﴿يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم﴾الآية - للشيخ محمد المعيوف

محمد المعيوف

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا - 00:00:00ضَ

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا - 00:00:32ضَ

اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وارزقنا علما ينفعنا اللهم ارحم موتانا وموتى جميع المسلمين بمنك وفضلك يا ارحم الراحمين اما بعد وكان الحديث في ما مضى حول كتاب الله عز وجل - 00:00:51ضَ

والحديث عن القرآن لا ينقضي ولا ينتهي بركات كتاب الله عز وجل لا حد لها فهو اعظم الاشياء بركة كما قال ربنا عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبر اياته وليتذكر اولو الالباب - 00:01:19ضَ

ووصف الله سبحانه وتعالى هذا القرآن العظيم بانه مبارك وهذا الوصف ينتظم صفات عظيمة لكتاب الله عز وجل والبركة تعني كثرة الشيء وتعني ثبوته وذمامه ودوامه وتعني زيادته وصاحبه لا يزال في زيادة من الخير - 00:01:48ضَ

من قرأ كتاب الله تعالى وتدبره وكان جليسه وانيسه وهذه البركات كما ذكر لا تنتهي لكني اذكر في هذه العجالة شيئا مما ورد في كتاب الله عز وجل من ذلك وقوله عز وجل في هذه الاية العظيمة التي يحسن ويتأكد الوقوف عندها كثيرا - 00:02:22ضَ

وهي قوله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون - 00:02:55ضَ

فذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الايات في هذه الاية جملة من الاوصاف والبركات منها انه موعظة وما احوج القلوب لما يعظها ويذكرها بخالقها وبارئها سبحانه وبحمده فان كل شيء - 00:03:19ضَ

يرد على هذا القلب كما يسمعه الانسان يصب في قلبه وما ينظر اليه بعينه يصب في قلبه ويتأثر القلب بهذه المؤثرات العظيمة وبصلاحه صلاح الجسد وبفساده فساد الجسد كله لذا كان هذا القلب يحتاج ولا يزال يحتاج - 00:03:45ضَ

الى ما يقربه الى الله عز وجل الى ما يرققه الى ما يزيل خشونته وغفلته واعظم ما يذكره بالله عز وجل كتاب الله عز وجل قال تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم - 00:04:13ضَ

تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ومن يضلل الله فما له من هاد فان القلب - 00:04:39ضَ

تعتريه امور قد تؤدي به عياذا بالله من ذلك الى القسوة واذا قسى القلب لم يتعظ بشيء ولم يرق ولم يرن لشيء اعظم من كتاب الله عز وجل قال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق - 00:05:01ضَ

ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم فاذا كانت الارض - 00:05:30ضَ

اذا يبست وامحلت واقحطت اذا كانت تحيا بالغيث فان هذه القلوب تحيا بكتاب الله عز وجل ودون كتاب الله عز وجل هي على خطر من القسوة بل على خطر من الموت عياذا بالله من ذلك - 00:05:51ضَ

قال عبدالله ابن مسعود واثره في الصحيح لم يكن بين اسلامنا وبين ان عاتبنا الله بهذه الاية الا اربع سنين فاذا كان المعاتبون بهذه الاية اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم - 00:06:13ضَ

وهم لما يزالوا حديث عهد باسلام وفي قوة ورغبة واقبال ونشاط فما الظن بعدما ينيف على الف واربعمائة سنة والله المستعان لكن العزاء في كتاب الله عظيم فالقرآن الذي نزل عليهم هو الذي بين ايدينا - 00:06:36ضَ

غظا طريا كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ما غيرت منه اية ولا بدل منه حرف كيف والذي تكفل بحفظه رب العالمين انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - 00:07:00ضَ

بعظوا قلوبكم يا اخواني بكتاب الله بقراءته بتأمله بتدبره بالنظر فيه فان بركة القرآن تكون كما يقول الشيخ محمد بن عثيمين قدس الله روحه تكون بالاثر وبالتأثير وبالاجر ونحن يا اخوان - 00:07:18ضَ

لا نكاد بل الكثير لا يكاد يعرف من كتاب الله الا الاجر فقط. فهو يقرأه لنيل الحسنات وهذا مطلب عظيم لا شك يحرص المسلم عليه قال صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن فله في كل حرف حسنة - 00:07:44ضَ

لا اقول الف لام ميم حرف بل الف حرف ولام حرف وميم حرف ثلاثون حسنة في الف لام ميم من لا يطمع فيها يا اخوان لكن لا ينبغي ان نتصور ان المقصود هو حصول الاجر فقط - 00:08:02ضَ

بل للقرآن اثر وتأثير كما قال رحمه الله تعالى وتأثيره بينه ربنا عز وجل في قوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون - 00:08:21ضَ

فهذا القرآن لو انزل على جبل لتصدع الجبل وهو الاصم القاسي فما لقلوبنا يا اخواني لا تلينوا ولا تليقوا لكتاب الله عز وجل يقول شيخ الاسلام رحمه الله اذا رأيت من قلبك عدم انشراح للعمل - 00:08:47ضَ

فتهمه فان الرب شكور الله سبحانه وتعالى يشكر من عباده ان يعملوا الاعمال الصالحة ويضاعف لهم الاثر والمثوبة والاجر والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم فاذا رأيت قلبك لا ينشرح لكتاب الله ولا يطمئن لكتاب الله - 00:09:15ضَ

تعد على قلبك باللوم واعلم ان الخلل فيك والنقص منك وانه واجب عليك ان تتوخى الطريق الذي تجعل هذا القرآن ينفذ الى روعك وقلبك وروحك فيكون له هذا التأثير الذي لو كان على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. والله المستعان - 00:09:43ضَ

واما الاثر يا اخوان فبركته في القلوب عظيمة واثاره فيما يورث القلب من علم نافع وعمل صالح يظهر اثره على الجوارح وفي اعمال القلوب وفي نشاط الانسان ورغبته في الخير - 00:10:08ضَ

ما لا حد له ولا عد ولا حصر قلوبكم يا اخواني في كتاب الله يسمع الانسان مواعظ الناس ويتغافل عن مواعظ رب الناس سبحانه وبحمده وكل اية من هذا الكتاب رسالة اليكم يا عباد الله - 00:10:31ضَ

كان السلف يرونها رسائل من الله اليهم يقرأونها بالليل ويطبقونها في ليلهم ونهارهم البركة الثانية في قوله عز وجل وشفاء لما في الصدور شفاء للقلوب ولكل ما في القلوب مما يعتري القلوب من المؤذيات وما اكثرها في هذا الزمان والله المستعان - 00:10:55ضَ

القلب ضعيف والمؤثرات تشيب لها القلوب يا اخوان المؤثرات من فضول المباحات ناهيك عن الموبقات ولا قوة الا بالله فتحت الدنيا واسندت القلوب بها واذت القلوب والنفوس والهت الانسان عن نفسه وعن اهله وعن ولده وعن والديه - 00:11:26ضَ

مسل كقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم الهاكم التكاثر فكلما كثر التكاثر كلما زاد اللهو واللهو محطه القلب والقلوب يا اخواني تتعرض للامراض تتعرض الابدان الا ان فتكها بالقلوب اشد وانكى واعظم - 00:11:57ضَ

البدن يمرض ويشفى واذا تفاقم المرض به انتهى به الى الموت وسبيل الموت غاية كل حي ولكن مرض القلوب هو المرض العضال ولا قوة الا بالله والذي ينتهي بالانسان الى خسارة الدنيا والاخرة - 00:12:20ضَ

القلب مريض شفاؤه بكتاب الله عز وجل وشفاء لما في الصدور وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا. قل هو للذين امنوا امنوا هدى وشفاء - 00:12:45ضَ

والقلوب تتعرض لامراض كثيرة تندرج تحت مرظين خطيرين المرض الاول مرض الشبهات والمرض الثاني مرض الشهوات واذا دخلت الشبهة في القلب وقرت فيه وقرت به غص صاحبها بها واراد ان يتقيأها وربما لا يستطيع - 00:13:06ضَ

وهو الذي كان جنى على نفسه بتعريض قلبه وعقله لهذه الشبهات واليوم تطير الشبهات وتسير في كل وجهة واتجاه ويسمعها القاصي والداني والصغير والطفل والكبير وهذا امر في غاية الخطورة - 00:13:41ضَ

وسبيل النجاة منها الوقاية اولا وقبل كل شيء. فالوقاية لا يعد لها شيء ثم اذا ابتلي الانسان بها فسبيل ذلك شفاؤها بكتاب الله عز وجل عن طريق العلم العظيم والعلم النافع - 00:14:05ضَ

المستنبط من كتاب الله عز وجل وتأملوا كيف قال الله عز وجل وشفاء ولم يقل ودواء لان الدواء قد يحصل به الشفا وقد يحصل به عكس مقصوده وانما الشفاء غاية الدواء فكتاب الله شفاء لامراض الصدور - 00:14:25ضَ

المرض الثاني والاخير في هذه الكلمة مرض الشهوات عياذا بالله فيبتلى الانسان بالشهوات والميل الى المحرمات ويصبح عبدا ذليلا تسوقه نفسه الامارة بالسوء فيقع في العطب ويقع في المنكرات ثم يتمنى ان يتخلص منها - 00:14:48ضَ

ولكن المعاصي لها اثر في القلوب فتقيدها وتكبلها ويستمر الانسان يتنقل فيها من معصية الى اخرى ومن صغيرة الى اكبر وهكذا يتدرج به الشيطان في خطواته قال تعالى يا نساء النبي لستن كاحد من النساء - 00:15:18ضَ

وهن افضل النساء وامهاتنا رضي الله عنهن وحاشاهن ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فخضوع المرأة في صوتها وخروجها للرجل في زينتها يؤدي الى ان يبتلى عياذا بالله. هذا المريض في قلبه الى ان يطمع في - 00:15:43ضَ

فيها اذا كان مصابا بهذا المرض وهو مرض الشهوة وشفاؤه من ذلك خوفه من ربه ومراقبته له واستقامته على دينه. وذلك يكون بتلاوة كتاب الله عز وجل وختاما اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:16:13ضَ

وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من وانك لتهدي الى صراط مستقيم اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم ذكرنا منه ما - 00:16:37ضَ

وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا من اهل الذين هم اهلك وخاصتك. اللهم اجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك. اللهم اجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك. اللهم - 00:17:02ضَ

اصلح نياتنا وذرياتنا. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم امنا في اوطاننا. اللهم اصلح وولاة امورنا. اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ارحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد - 00:17:22ضَ

واله واصحابه اجمعين جزاكم الله خير يا اخوان كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين - 00:17:42ضَ