سلسلة الدروس القصيرة بعد العصر بعنوان (ليدبروا آياته) للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف
ليدبروا آياته 48 تأملات في سورة الملك ج 7 للشيخ محمد بن عبدالله المعيوف
Transcription
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فسبحان الله وما انا من المشركين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا - 00:00:00ضَ
من يده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. احسن الله اعزائي اخواننا ورحم موتاهم وتغمدهم برحمته - 00:00:30ضَ
ورضوانه واسكنهم فسيح جنانه. اما بعد اخواني الدرس الماضي كان الحديث حول قوله عز وجل هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها. فكلوا من رزقه واليه النشور. وكيف ان الله سبحانه - 00:00:50ضَ
وتعالى امتن على الناس بان جعل لهم هذه الارض ذلولا ممهدة وفراش يسيرون في مناكبها ويبحثون عن رزق الله عز وجل في ارجائها. ثم انه ذكرهم عز وجل بالنشور وهو بعث من القبور. والمجازات على الاعمال وفي ضمن ذلك الحث على الجهاد - 00:01:10ضَ
في العمل الصالح وسدادا لهذا اليوم العظيم. ثم قال عز وجل اامنتم من في السماء ان يختم بكم الارض فاذا هي تموت ام امنتم من في السماء ان يمسي عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير. ولقد كذب - 00:01:40ضَ
الذين من قبلهم فكيف كان نكير؟ بعد ان ذكر الله تعالى منته في الارض اذ جعلها مذللة. بين ان هذه الارض مدللة قد تضطرب باهلها وتمور وتتحرك وسبب ذلك ما يفعله هذا الانسان عليها من الذنوب والمعاصي والاثام. فبين الله عز وجل انه لا يجوز - 00:02:00ضَ
الانسان ان يكون غافلا عن ذكر الله عز وجل وانذاره وتحذيره. والا يرى نفسه في امان من عقوبة الله سبحانه وتعالى ومكره بالماكرين كما قال تعالى افأمن على القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون او من اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون - 00:02:30ضَ
افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ولهذا يقرر اهل العلم ان المسلم يجب عليه ان يكون بين خوف عقوبة الله ورجاء رحمته فاذا نظر الى رحمة الله عز وجل اعظم الرجاء. واذا نظر الى عقوبته وما اعد للكفر - 00:02:57ضَ
والفجرة خاف فيكون بين الامرين فيردعه الخوف من الوقوع في المعاصي ويؤمنه الرجاء في رحمة ربه وفضله. فلا يغلب احدهما على الاخر ويكون بينهما كجناحي الطائر كما يقول اهل العلم - 00:03:25ضَ
ولهذا يقول امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض؟ اي امنتم ان الله سبحانه وتعالى وهو فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما عليه نهج اهل السنة والجماعة - 00:03:51ضَ
ومعنى كونه في السماء اي انه على السماء سبحانه وبحمده عيسى معنى كونه في السماء ان السماء تحيط به حاشاه فهو تعالى بكل شيء محيط لا يحيط به احد من خلقه - 00:04:12ضَ
وهذه الصفة العظيمة وهي صفة العلو من صفات ربنا العظمى ومعناها ان الله عز وجل بذاته فوق جميع خلقه مستو على عرشه. كما دل على ذلك الكتاب والسنة واجماع السلف والفطرة والعقل ايضا - 00:04:31ضَ
وقد تنوى عن دلالة الكتاب والسنة في اثبات هذه الصفة لله عز وجل وردت في ذلك النصوص الكثيرة من الايات والاحاديث الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. ما عدها - 00:04:54ضَ
بعض اهل العلم بنحو الف دليل كلها تدل على هذه الصفة العظيمة. من صفات ربنا سبحانه وبحمده وما زالت الكتاب والسنة فاحيانا بذكر علو في كونه سمع اسم ربك الاعلى. وكونه في السماء كما في هذه الاية - 00:05:11ضَ
والفوقية يخافون ربهم من فوقهم والاستماع على العرش كقوله اسأل الرحمن وعلى العرش استوى وصعود الاشياء اليه يصعد الكلم الطيب ورفع الاشياء اليه بل رفعه الله اليه. وكان الله عزيزا حكيما في حق عيسى عليه السلام. وعروج الاشياء اليه - 00:05:33ضَ
ارجو الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ونزول الاشياء منه كنزول القرآن وما اشبه ذلك والادلة من الكتاب ومن السنة كثيرة. ومنه حديث جارية ولعله يأتي مناسبة لذكر هذا الحديث - 00:05:58ضَ
فهو حديث جليل القدر عظيم الفائدة ومناسبته لموضوع اليوم ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل يا جارية امة مملوكة ما تعلمت ولا درست سيدها ان يعتقها فقال ائتني بها فسألها سؤالين. السؤال الاول اين الله؟ قالت في السماء - 00:06:22ضَ
وانما علمت هذا الامر الى اخواني من الفطرة التي جبل الخلق عليها. فان الله فطن الخلق كلهم. العرب والعجم حتى البهائم ان الله سبحانه وتعالى فوق سماواته مسلم على عرشه بائن من خلقه - 00:06:53ضَ
وقد خرج سليمان يوما يستسقي فرأى نملة مستلقية. رافعة قوائمها تقول اللهم انا خلق من خلقك فلا لا تمنع عنا فضلك فقال ارجعوا فقد سقيتم ثم سأل السؤال الاخر من انا قادة رسول الله؟ قال اعتقها فانها مؤمنة - 00:07:12ضَ
شهادة ما اغلاها من اكرم الخلق لهذه الجارية الراعية للغنم شهد لها بالايمان لانها اجابت على هذين السؤالين العظيمين احدهما سؤال عن علو الرب سبحانه وبحمده والثاني سؤال عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:07:37ضَ
ثم قال عز وجل امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض. فاذا الارض تمور وتضطرب هل انتم في امان ان تخسف بكم الارض اما منتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا - 00:08:00ضَ
حجارة وحصباء تحصبون بها وترمون بها كما فعل بقوم لوط وغيرهم عياذا بالله وستعلمون كيف انذار الله تعالى هو عقوبته وتهديده والعقوبة بالخسف في الارض او القذف من السماء من اشد العقوبات. اعاذنا الله من ذلك. كما قال عز وجل قل هو القادر - 00:08:22ضَ
على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم - 00:08:53ضَ
فقال اعوذ بوجهك. او من تحت ارجلكم. فقال اعوذ بوجهك او يلبسكم شيعا قال هذا اهون وايسر. مقارنة بالعذاب الماحق ولا قوة الا بالله ودل هذا الحديث على ان الفرقة والاختلاف نوع من دلت هذه الاية. على ان الفرقة والاختلاف نوع من العذاب - 00:09:20ضَ
قال تعالى ان يبعث عليكم عذابا ثم قال او يلبسكم شيعا فافتراق الامة واختلافها لا شك انه عذاب ولا قوة الا بالله. والواجب يلتئم ويجتمع ويكون صفا. واحد ويرجع الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ففيهما عصمتهم وسلامتهم - 00:09:50ضَ
من الاقتران في والتناحر والتباغض ثم قال عز وجل ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير؟ وتذكير للامة ابحال الامم الثالثة الذين فانكر الله عليهم فكيف كان انكاره عذبهم الله عز وجل بانواع من المثلات والعقوبات - 00:10:16ضَ
كما قال تعالى فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا. ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقناه وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون - 00:10:47ضَ
منهم من ارسلنا عليه حاصبا كاد وآآ قوم لوط ومنهم من اخذت الصيحة كقوم صالح. ومنهم من خسفنا به الارض كقارون. ومنهم من اغرقنا كفرعون وقومه وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون - 00:11:07ضَ
وما ربك بظلام للعبيد ولكن الناس انفسهم يظلمون. وظلمهم لانفسهم بان يجعلوا انفسهم في المكان غير اللائق بها فيرتكب المعاصي ويقترف الذنوب والاثام فبذلك يا اخواني يظلم الانسان نفسه ويعرضها لمقت الله سبحانه وتعالى وعقوبته - 00:11:35ضَ
وفي سرد هذه القصص قصص الامم السابقة وما حل بهم من مكان عبرة لكن عبرة لمن لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد يعتبر المعتبرون ويتعظ المتعظون واقرؤوا كتاب الله عز وجل ففيه من العبر والايات والقصص والعظات - 00:12:06ضَ
ما يجعل المسلم يعتبر ويتعظ ويعمل الخير ويسابق فيه وينأى بنفسه عن معصية الله عز وجل ويشكر الله سبحانه وتعالى على آلائه ونعمه وفضائله الا يقاوم نعم الله بمعصيته ولا يستبدل شكر الله عز وجل على نعمه بمخالفته - 00:12:36ضَ
ومعصيته فاذا هو فعل ذلك فهو على خير. فان النعم كما ذكر انما تكون نعما حقيقية ظاهرا وباطنا اذا قبلت الشكر اما اذا كانت النعم تزيد والشكر ينقص. فانها نعم في الظاهر - 00:13:10ضَ
لكنها في الباطن استدراج. ومعنى الاستدراج ان العبد يدنى من العقوبة درجة درجة ويملي الله تعالى له ويمهله من حيث لا يشعر. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء - 00:13:32ضَ
حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم ابليسون وهذا الفرح عياذا بالله هو فرح الاشر. والبطر. وليس الفرح الذي يفرح به العبد بنعم الله سبحانه وتعالى عليه ويبتهج بها ويشكر الله عليها. وانما الفرح الذي يورث صاحبه كبرا واشرا وبطلا - 00:13:54ضَ
على نعم الله عز وجل فهذا ولا قوة الا بالله. قد عرض نفسه لاسباب العقوبة. الواجب على الانسان يا اخوة اخواني ان يعتبر وان نقرأ كتاب الله عز وجل يا اخوان بقلوبنا وعقولنا لا باعيننا والسنتنا - 00:14:22ضَ
واذا مرت بنا مثل هذه الايات تستوقفنا. ونأخذ منها العبر والعظات اللهم انفعنا بما علمتنا. وعلمنا ما ينفعنا وارزقنا علما ينفعنا يا ذا الجلال والاكرام اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا - 00:14:42ضَ
اللهم انا نعوذ بك من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك مما لا نعلم يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نعوذ بك من الكسل والعجز ونعوذ بك من البخل والهرم والجبن. ونعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر. اللهم - 00:15:11ضَ
انا نعوذ بك من علم لا ينفعه وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع. ودعوة لا يستجاب لها. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لنا وترحمنا - 00:15:41ضَ
واذا اردت بعبادك فتنة فتوفنا غير مفتونين يا ارحم الراحمين. اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا. اللهم اصلح نية وذرياتنا اولادنا وبناتنا يا ارحم الراحمين. اللهم اكفهم شر الاشرار وكيد الفجار. وشر ما تعاقب به الليل والنهار - 00:16:07ضَ
يا ذا الجلال والاكرام اللهم احفظ المسلمين شيبا وشبابا. ورجالا ونساء. اللهم امنا في اوطاننا. اللهم اصلح ائمتنا وولاة اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تذكرهم اذا نسوا وتعينهم على نوائب الحق يا ارحم الراحمين. اللهم - 00:16:27ضَ
لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع ارحامنا واحبابنا. واخواننا المسلمين الاحياء منهم والميتين. برحمتك يا ارحم الراحمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. السلام عليكم. قل هذه - 00:16:50ضَ
وسبحان الله - 00:17:10ضَ